رمضان المعتقلين بمصر..70 ألف أسرة تفقد بهجة الشهر الكريم

السبت - 2 أبريل 2022

للسنة التاسعة على التوالي تستمر كارثة فقدان الأسر لذويهم من المعتقلين .. والحزن يخيم على هذه البيوت في ظل حرمانهم من رؤيتهم بسبب منع الزيارة عنهم 70 الف أسرة يشكون لله ظلم السيسي ونظامه مع حلول شهر رمضان .. ويستنكرون استمرار حرمانهم من أبنائهم وعائليهم خلف أسوار السجون بحبس احتياطي غير قانون وأحكام قضائية مسيسة ..

هناك أيضا أكثر من 80 بيت من  بيوت المعتقلين يعيشون الرعب في الشهر الكريم .. بسبب  خوفهم على أبنائهم من تنفيذ أحكام إعدام في أي وقت بعد أن أصبحت نهائية  ..

مع كل رمضان تتجدد آلام الأسر بسبب التعنت من قبل السجون .. خاصة في العقرب "1و2" وسجن ملحق المزرعة بسبب منع الزيارة عن معتقلي هذه السجون بشكل قاطع منذ أكثر من 4 سنوات .

حتى  الأسر التي تستطيع دخول الزيارة تحرم من وقت كاف لرؤية ذويهم  بخلاف ما يتعرضون له من ذل ومهانة على أبواب السجون  .. وهناك معاناة متكررة بسبب تعنت الضباط في التفتيش الذي يصل لدرجة الإهانة والتحرش بالنساء في بعض الأوقات ..

أسر المعتقلين تعيش معاناة حقيقية بسبب التكلفة الباهظة التي أصبحت  تلاحقهم لإعداد هذه الزيارات. . في ظل ارتفاع الأسعار الهيستيري وغياب عوائل كثير منهم ..

 معاناة الأسر تفاقمت منذ قرار وقف الزيارات التي اتخذته مصلحة السجون ضمن إجراءات الاحتراز من فيروس كورونا .. و منعت وزارة الداخلية إدخال أغلب المستلزمات والاحتياجات حتى الضرورية منها.

من صور معاناة أهالي المعتقلين ما يحدث  للدكتورة ليلى سويف أم الناشط علاء عبد الفتاح .. والتي كانت  تفترش الأرض أمام باب السجن  في انتظار السماح لها  بالزيارة أو إرسال خطاب لابنها ..

معتقلون سابقون أكدوا للجزيرة نت،أن هناك  حالة من "الاستهتار واللا مبالاة" تتعامل بها إدارة السجن مع وجبات الإفطار والسحور التي يعمل الأهالي على إدخالها لذويهم المعتقلين ..  يتم خلط جانب منها وعدم التدقيق في إيصالها لأصحابها مما يحرم الكثير من المعتقلين من طعامهم .

فيما أكد معتقلون سابقون من جانبهم أيضا، أن معاناة المعتقلين لم تقف عند الطعام .. ولكن تتعمد إدارات السجون بزيادة حملات التفتيش للعنابر وتجريدها مما فيها لكسرهم وإذلالهم  .

 حقوقيون : ما يحدث في رمضان مع المعتقلين بالسجون يؤكد تجرد ضباط الداخلية وهذا النظام من كل معاني الإنسانية .. وهناك تعمد لحرمان المسجونين من كل مظاهر البهجة في هذا الشهر الكريم

قال خلف بيومي مدير مركز "الشهاب" لحقوق الإنسان أن معاناة المعتقلين وذويهم تزايدت بشكل ملحوظ في رمضان..  بسبب إصرار مصلحة السجون على عدم السماح بدخول الأطعمة بصورة مناسبة لظرف الصيام  فضلا عن التعنت في إدخال الأدوية إضافة لاستمرار منع التريض في عدد غير قليل من السجون

 ومع انطلاق رمضان، غرد كثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي  ..     للتذكير بمعاناة المسجونين في معتقلات نظام السيسي خلال شهر الكريم والتنديد بالتضييق عليهم بحرمانهم الزيارة والحبس الانفرادي وعدم إدخال الأدوية للمرضى والإهمال الطبي ..

 غردت الكاتبة الصحفية مي عزام  : "اللهم ونحن على أعتاب شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس ..  يقف على بابك مظلومين يستجيرون بك يارب العالمين من فساد الذمم وخراب النفوس".

وكتبت  زوجة الدكتور أحمد عبد العاطي  الدكتورة منى المصري : "رمضان العاشر في غياب زوجي  ..  سنوات غيابه أصعب سنوات العمر ..  وشهور غيابه أصعبها على الإطلاق شهر رمضان"، بهذه الكلمات عبرت عن مشاعرها قبيل رمضان،  

" زوجة عبد العاطي" : "منذ غاب زوجي، غابت معاني الفرحة في البيت؛ نعم وإن كان لرمضان انتظار قدوم وبشر بالطاعة والأمل في القبول من الله والرضا..  إلا إنه يبقى في غياب الأب والزوج أصعب الشهور".

 متابعة :"سجن العقرب حيث يقبع زوجى منذ 3   يوليو 2013 .. مقفول تماما وممنوع على الجميع الدخول والزيارة  وسنوات لا نرى حتى ظله لا في موسم ولا مناسبة ولا حتى في رمضان"

من جانبها، كتبت زوجة عضو مجلس الشوري السابق والأكاديمي بكلية الهندسة جامعة بني سويف، الدكتور محمد محيي الدين، المعتقل منذ 23   فبراير 2019  السيدة ندى مقبل ..  أعربت عن ألمها لغياب زوجها عنها وعن نجليها زياد وياسمين  لأكثر من 3 سنوات... مؤكدة ان حالة الألم والمرارة التي تعيشها تزداد يومي بعد يوم في ظل  غياب زوجها   

 حنان توفيق  زوجة وزير التموين المصري الأسبق والمعتقل منذ منتصف العام 2013، الدكتور باسم عودة: "ويمر رمضان وراء رمضان.. وعيد وراء عيد ولا نستطيع أن نراه أو نسمع صوته أو نطمئن عليه حتى بخطاب مكتوب".

متابعة : "نفسي أشوفه وأقوله كل سنة وأنت طيب  بقالنا سنين ما اتقابلناش .. عايشين مع بعض على نفس الكوكب ومش عارفين نشوف بعض  بتعدي مناسبات وأحداث ما يعرفش عنها حاجة"

متسائلة:   إلى متى تظل الزيارة ممنوعة؟، وحتى متى لا يمكننا رؤية ظله؟، لماذا غير مسموح بزيارة استثنائية في المناسبات ..  إذا كانت الزيارة العادية ممنوعة من 5 سنوات؟"

سهام حسن، والدة المعتقلة إسراء خالد سعيد: "للعام الثامن يأتى رمضان وأنت بالسجن يا ابنتى الحبيبة " ..  "كم أشتاقك ابنتي الغالية لسماع صوتك، وضجيجك، وضحكتك، وبكل حالاتك أنت غاليتي، وكل دنيتي"

أحد أبناء معتقل : "يأتي رمضان هذا العام في ظل سعار حمى الأسعار على آلاف الأسر التي غيبت الأسوار عائلها .. وكاد عقد من زهرة شبابهم أن ينقضي لتشمل العقوبة أسرة السجين"... و"لا دخل لهم ولا حاضنة شعبية تواسيهم وبيوت مغلقة على أناس يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"

وقالت الحقوقية المصرية هبة حسن: "الحديث عن معاناة أسر المعتقلين في رمضان وغيره مؤلم لكثرة ما به من تفاصيل مؤلمة ..  فبيوت المعتقلين ولسنوات تعاني وتتزايد معاناتها كلما مر الوقت".

هبة حسن المديرة التنفيذية للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات: "أضف لذلك احتياجات المعتقل نفسه في الزيارة..  والتي تتزايد مع منعها في كثير من السجون واستبدالها بوضع أمانات يشتري بها المعتقل احتياجاته من كانتين السجن الذي يبيع لهم بأضعاف الأسعار الطبيعية"

معتبرة أن "ما يحدث للمعتقلين وأسرهم جريمة متكاملة مادية ومعنوية ضمن جريمة ممتدة من سنوات تدمر المجتمع من داخله.. وتزيد حجم الكراهية والشحن الذي لا يمكن أن يبني وطنا ولا مستقبلا"