رغم رياح الخلاف بين مصر وتركيا حول الملف الليبي .. العلاقات الاقتصادية تدفع للتقارب بينهما
الجمعة - 9 يوليو 2021
رغم التعسر في مفاوضات ملف المصالحة بين "القاهرة " و"أنقرة " .. خاصة حول الملف الليبي كما اتضح من مؤتمر برلين الثاني الذي عقد في 23 يونيو.. إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تزيد من فرص التقارب بينهما.
وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "تانجو بيلجيتش" العلاقات بين مصر وتركيا في تصريحات سابقة بأنها حاسمة لاستقرار وازدهار المنطقة .. وأكد إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا
وقال "بيلجيتش": تركيا تسعى إلى زيادة نقاط الاتفاق بشأن القضايا الثنائية والإقليمية وتطوير تفاهم مشترك مع مصر ... والعلاقات الاقتصادية بين البلدين خير دليل على قرب المسافات بيننا
كما أكد الجهاز المركزي المصري للإحصاء مؤخرا أن التبادل التجاري بين مصر وتركيا بلغ 4.675 مليار دولار العام الماضي .. و أعرب رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والمصريين، "أتيلا أتاسفين" عن استعداد تركيا لزيادة حجم التجارة مع مصر بـ4 أضعاف
مؤكدا في تصريحات صحفية أن جمعيته تسعى لتعزيز التجارة الثنائية بين مصر وتركيا .. و التطورات التي تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سوف تنعكس بصورة إيجابية على التجارة الثنائية ..
وقال " أتاسون" : جمعية رجال الأعمال التركية المصرية تأسست قبل 18 عاما في القاهرة... و تمثل 733 شركة غالبيتها مصرية .. و تمتلك استثمارات مباشرة تزيد عن ملياري دولار في مصر .. أكثر من 100 ألف عامل مصري يعملون في منشآت تابعة للجمعية... وحققت صادرات تركية إلى مصر بقيمة 3 مليارات دولار .. وحجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 5 مليارات دولار
من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق "حسن هريدي" لموقع "المونيتور" إن التجارة بين مصر وتركيا لم تتأثر بالاختلافات السياسية في السنوات الأخيرة.. وأنه من الطبيعي أن تكون القاهرة أكبر شريك تجاري لأنقرة في أفريقيا بالنظر إلى سهولة الاتصال والحركة بين البلدين
وتسعى تركيا إلى دور أوسع في أفريقيا .. ومن مصلحتها زيادة التبادل التجاري مع مصر التي تعد دولة محورية في كل من أفريقيا والشرق الأوسط ..
وقال الباحث في الشئون التركية في مركز الأهرام للدراسات "بشير عبدالفتاح" : الاختلافات بين البلدين لن تمنع أي تطور أو زيادة في التبادل التجاري... بالرغم أن العلاقات الاقتصادية تتواصل بشكل معقول ..
وصرح الاقتصادي التركي أوزجان أويصال: بلادنا بدأت بتغيير بعض مواقفها وتفكيرها في العديد من الملفات.. خاصة بعد حرص أورووبا على رفع الجدران بوجه تركيا .. وتتوجهه أنقرة نحو البلاد العربية "اليوم مصر وغدا السعودية" وهو قرار تركي صائب ..
بيانات معهد الإحصاء ووزارة التجارة التركيين أكدت أن حجم الصادرات التركية إلى مصر 21.9 مليار دولار بين عامي 2014-2020.. والواردات من مصر بنحو 12.1 مليار دولار في نفس الفترة .. وأن الصادرات التركية لا تزيد عن 3 مليارات دولار.
واقتصاديون أتراك : "أنقرة" تعول على زيادة الاستثمارات بمصر خاصة بواقع التوسع ببناء السكك الحديدية بطول يزيد عن 450 كيلومتراً .. و يمكن ربطه بخطوط السكك الحديدية الموجودة في السودان .. ومساعي القاهرة لتنفيذ مشروع في مجال البنى التحتية يربط البلاد بتسع دول أفريقية
وفيما يخص المصالحة السياسية بين البلدين ؛ استبعد من جانبه "عبدالمنعم سعيد" عضو مجلس الشيوخ المصري ؛ إجماعا سياسيا بين مصر وتركيا على المدى القريب .. وقال لموقع "مونيتور" إن ذلك لا يعرقل الحوار المستمر بين المسؤولين في البلدين.. واكد أن تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي في المستقبل يمكن أن يكون أساسا لتحسين العلاقات السياسية ..
وأوضح "عادل عامر"، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاجتماعية : الاقتصاد التركي والمصري من بين أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط... و التعاون بين البلدين له أهمية قصوى لاستقرار المنطقة ..