ردود أفعال قوية على أحكام الإعدام الجائرة في قضية مذبحة رابعة
الأربعاء - 16 يونيو 2021
دانت منظمات ومجموعات سياسية وحقوقية، دولية وعربية ومصرية، أحكام الإعدام المسيسة والانتقامية التي أكدتها محكمة النقض المصرية على 12 من الأبرياء في القضية الملفقة المعروفة إعلاميا باسم "فض اعتصام رابعة"، وما صاحبها من أحكام بالمؤبد والسجن لمدد متفاوتة على 288 مواطنا مصريا.
وتوالت ردود الفعل على هذا الانحراف الذي طال محكمة النقض، بعد تعيين قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي رئيس جديد لها قبل عدة أشهر.
وقالت منظمة العفو الدولية : إن فض رابعة جرى في ظروف غير إنسانية.. وإن الأحكام الجماعية التي صدرت "فادحة الجور"
الإخوان المسلمون من جانبهم أصدروا بيانا أكدوا فيه أن "الأحكام الانتقامية لن تثنينا عن مواصلة دورنا الدعوي"، كما دان اتحاد القوى الوطنية حكم "النقض" مؤكدا أن المحكمة ارتكبت واحدة من أكبر سقطاتها التي لن ينساها التاريخ.
من جهتها، طالبت رابطة علماء أهل السنة دول العالم الإسلامي بالتدخل لوقف الإعدامات، كما حذر التحالف الوطنى لدعم الشرعية من خطورة السياسات الدموية على أمن المنطقة، وأيضا طالب المجلس الثوري المصري بمحاكمة قادة الانقلاب العسكري والمسئولين عن مذبحة رابعة، ووصف المنتدى الإسلامى للبرلمانيين الحكم بأنه "مسيس وانتقامي وهدفه الإجهاز على كل من نجا من المذبحة".
وخيّم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلت المطالب بالتراجع عن هذه الأحكام الجائرة.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، رفضها لهذه الأحكام الجائرة في القضية المعروفة إعلاميا بقضية " فض رابعة " ، مطالبة بوقف تنفيذ الحكم ، معتبرة أن تلك الأحكام انتقامية، مؤكدة أنها لن توقف مسيرة دعوتها ، ولن تثنيها عن أداء دورها في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون تردد أو وجل
وقالت الجماعة في بيانها - الذي نشر على الموقع الرسمي لها الإثنين – "تتواصل الأحكام الجائرة بحق أبناء جماعة " الإخوان المسلمون " في مصر، مستهدفة الانتقام من تلك الجماعة صاحبة التاريخ العريق على امتداد الأجيال والمواقف الوطنية المشهود لها والتضحيات الكبيرة في سبيل رفعة وطنها وحرية شعبها."
وتابعت : " إن التاريخ يشهد بأن أبناء جماعة " الإخوان المسلمون " قد شاركوا مع أحرار الشعب المصري – بكل سلمية – في ثورة 25 يناير 2011م وإسقاط نظام مبارك ، وقدموا خلالها تضحيات كبرى شهد بها القاصي والداني، وكان لها أكبر الأثر في نجاح الثورة ثم تواصل عطاؤهم مع غيرهم من أحرار الشعب المصري في الدفاع عن أول نظام شرعي منتخب ديموقراطياً في العصر الحديث، ومازالت الجماعة تواصل كفاحها مع أبناء الشعب في سبيل انتزاع الحقوق وتحقيق الحريات ."
وأعلنت الجماعة إذ أن ترفض بكل قوة هذه الأحكام الانتقامية الجائرة؛ فإنها تُحمّل كل أصحاب المواقف السلبية مسئوليتهم أمام الله ثم أمام التاريخ "
وطالبت في الوقت نفسه العالم الحر بكل مؤسساته ومنظماته بوقف تنفيذ هذه الأحكام وإلغاء كافة الأحكام المفتقدة لأدنى درجات المصداقية والخالية من العدالة والنزاهة ، مؤكدة في الوقت نفسه مواصلة أداء دورها في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون تردد أو وجل .
وفي ختام البيان وجهت الجماعة تحية ودعاء إلى قادة الجماعة وأبنائها الصامدين الصابرين، وإلى الزوجات والأمهات الصابرات والأبناء البررة .. "
وقد أيدت محكمة النقض ( أعلى محكمة طعون بالبلاد )، الإثنين 14 يونيو 2021، حكم أولي صدر في سبتمبر 2018، بإعدام 12 شخصا بينهم قياديون بالجماعة هم: د. محمد البلتاجي، ود. عبد الرحمن البر، ود. أحمد عارف، والوزير السابق د. أسامة ياسين ، وأحكاما بالمؤبد 31 من خيرة أبناء وعلماء مصر .. أبرزهم د. محمد بديع مرشد الجماعة ، والوزير السابق باسم عودة .. وانقضت الدعوة ضد د. عصام العريان بوفاته .. والسجن بمدد متفاوتة بحق آخرين .. منهم أسامة نجل الرئيس مرسي .
بدوره علق الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين على الأحكام قائلا : " إن أحكام الإعدام لا تُقرب آجالا.. وإلغاؤها لن يطيل أعمارا .. فاقض ما أنت قاض .. ولكن هؤلاء الانقلابيون لم يعبئوا بالمطالبات الحقوقية الدولية المتكررة، بل جاءت هذه الأحكام الجائرة بعد حملة إدانات واسعة للنظام فى مصر لانتهاكاته الصارخة لملف الحقوق والحريات الذي أدانته 31 دولة بإصدارها بيانا مشتركا مؤخرا، أعربت فيه عن قلقها من وضع حقوق الإنسان في مصر، وغيرها من المطالبات بالافراج الفوري عن المعتقلين وفتح تحقيقات شفافة .. ولكن هم يريدون أن يرسلوا رسالة أنهم مستمرون في طغيانهم ويتعاملون بمنتهى الاستهانة بأرواح المصريين .متعجبا عبر مداخلته الهاتفية في تلفزيون وطن مساء الإثنين ، من الحكم على خيرة أبناء الشعب المصري ما بين أطباء وعلماء ومخترعين ومهندسين .. خدموا وطنهم بنزاهة وإخلاص.. وشاركوا في ثورة يناير المجيدة .. ليس بينهم قاتل ولا مجرم ، بل هو القاتل .. قتل وسفك وجرح ودمر وأحرق الأحياء وأحرق الأموات في رابعة .. وبعد ذلك يقاضي هؤلاء ويأمر بقتلهم وهو القاتل .. وكأن الأمور قد انقلبت .. " رمتني بدائها وانسلت"
وأكد في ختام مداخلته، أن الانقلاب يتصور أنه بذلك يقضي على جماعة الاخوان المسلمين ، الذين لم يهادنوا ولم ينزلوا على رأي الفسدة .. ويتصور أنه يمسك بيده ورقة إذا ذهب يمينا أو شمالا .. لكننا نؤكد أننا ماضون في طريقنا .. نحن لم نهزم .. وإن غدا لناظره قريب .. "