رامي شعث: نظام السيسي يستخدم "تكتيكات العصابات" مع المعتقلين السياسيين

الاثنين - 14 فبراير 2022

كشف الناشط الفلسطيني رامي شعث، الذي أطلقته مصر من معتقلاتها عقب تخليه عن الجنسية المصرية، تفاصيل جديدة عما قال إنها "تكتيكات العصابة" التي يتم اتباعها بمعتقلات السيسي قائلا: "إن السجناء يعذبون في مصر للاعتراف بأسماء آخرين".

قال في حوار مع بي بي سي إنه، وخلال الفترة التي قضاها محتجزا في أحد المعتقلات، رأى بأم عينه نظاما يستخدم التعذيب لإجبار الأشخاص على الاعتراف على آخرين.

وقال: إن "واحدا من الأمور التي صدمته هو وصول عدد كبير من الأشخاص، بنشاط سياسي شبه معدوم، إلى المعتقل أو بدون نشاط على الإطلاق، وإن بعض الذين تحدث إليهم أجبروا على إعطاء أسماء اشخاص آخرين لاعتقالهم، على أسس واهية"

ووصف تقنيات المحققين، فهم يطلبون إعطاء "أي أسماء" مثل أشخاص في مجموعات على فيسبوك كان عضوا فيها أو أسماء من شاركوا معه في مظاهرة ما.

وكانت السلطات المصرية قد احتجزت شعث في يوليو عام 2019، واتهم "بمساعدة منظمة إرهابية"، لكن لم تقدم ضده لائحة اتهام.

ويضيف: "شخصيا لم أتعرض للتعذيب، لكن عصبت عيناي وقيدت يداي وربطت إلى حائط على مدى ثلاثة أيام.. هذا تعذيب في نظري أما في نظر السلطات المصرية فهذه معاملة "كبار النزلاء" أو "الأشخاص المهمين".

وقد احتجز شعث في قاعة سجن اكتظت بعشرات السجناء الآخرين، ولكن كما يقول، فإن مصيره كان أفضل من مصائر آخرين.

"تكتيكات عصابات"

خضع شعث للتحقيق مرة واحدة خلال فترة احتجازه التي بلغت سنتين ونصف، واستمر ذلك لخمس وأربعين دقيقة، ولم يتطرق التحقيق لأي اتهامات موجهة إليه. وقال إن هدف الاحتجاز هو عقاب الشخص بسبب نشاطه.

وأضاف أن الوضع لم يكن بمثل هذا السوء في زمن الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 2011 التي شارك فيها شعث.

وقال: "لم نشعر بهذا المستوى من الخوف والاعتقال التعسفي والتعذيب، والتجريد من الحقوق القانونية لهذه الدرجة، حيث كانت هناك محاولة للحفاظ على مستوى معين من استقلال القضاء رأيت العديد من العائلات اللواتي وضعت في السجن انتقاما ممن تحب هذه تكتيكات عصابات لا دولة".

وذكر شعث حالة اعتقال أب لأكثر من سنتين لأن ابنه البالغ من العمر تسع سنوات غنى أغنية في مدرسته لم يكن يعلم أنها تعتبر مناهضة للنظام.

ويقول شعث: "في الكثير من الحالات حين يتعرض السجناء للتعذيب فإنهم يخشون ذكر أسماء أصدقائهم المهتمين بالسياسة، بل يذكرون أي اسماء لأشخاص لا علاقة لهم بالسياسة، حتى إذا دققت السلطات الأمنية أوضاعهم لم تجد ما يدينهم، مع أنهم يمكن أن يعتقلوا في هذه الحالة أيضا"

"بإمكان الغرب فعل المزيد"

ويعتقد شعث أن للغرب تأثيرا قويا على عبد الفتاح السيسي، الحليف المقرب، وبإمكانه ممارسة تأثير عليه.

وبالرغم من تجربته الشخصية وتجارب آخرين قابلهم في المعتقل فإن شعث يقول إنه يعتقد أن الحماس من أجل التغيير الذي خلقته ثورة يناير عام 2011 لم يختف تماما.

قال انه في غضون عامين ونصف، تم استجوابه هو نفسه مرة واحدة فقط، لمدة 45 دقيقة، ولم يكن للأمر علاقة بالتهم التي يواجهها والهدف من هذا الاعتقال هو مجرد عقاب لكونك ناشطًا.

وقال: القضاء أيام مبارك كان يحتفظ بهامش من الاستقلالية بخلاف الآن، وما يجري هذه الأيام في مصر تكتيكات عصابات وليست دولة.

معارضة التطبيع

ويعتقد شعث أن معارضته لخطوات تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة للسلطات المصرية والتي دفعتها لاعتقاله.

وكان رامي شعث أحد شخصيات المعارضة العلمانية البارزة في مصر ويحمل الجنسيتين المصرية والفلسطينية وهو عضوا بارزا في حركة المقاطعة التي ترفع شعار "مقاطعة وعدم استثمار وعقوبات" ويختصر اسمها بالإنجليزية بالحروف "بي دي إس"، والتي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.