دويتشه فيله: "الإخوان المسلمون" مرشحون للعودة بقوة رغم الإخفاقات الأخيرة
الخميس - 16 سبتمبر 2021
رغم إخفاق حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتتخابات البرلمانية الأخيرة والتحولات الحاصلة في تونس، استبعد خبراء ومحللون سياسيون دوليون انتهاء ظاهرة الإسلام السياسي، رغم كل محاولات إقصاء الإسلاميين من المشهد، ورغم تصنيف بعض الدول جماعات معتدلة مثل "الإخوان المسلمين" في قوائم الإرهاب.
وقالوا إن تصور البعض أن عصر ما يوصف " بالإسلاموية الجديدة" قد انتهى الآن، هو تصور خاطئ، لأن محاولات إقصاء الإخوان المسلمين- على سبيل المثال- أو استئصالهم باءت كلها بالفشل.
وتحت عنوان "نهاية الإسلاموية الجديدة في الشرق الأوسط؟" نشر موقع شبكة الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله) رؤية تحليلية باللغة الإنجليزية، الأربعاء، جاء فيها أن هزيمة حزب العدالة والتنمية المغربي أتت في نفس الوقت الذي تواجه فيه الأحزاب السياسية الأخرى المرتبطة بالإخوان المسلمين، والتي وصل معظمها إلى السلطة في المنطقة بعد ما يسمى بالربيع العربي في عام 2011 ، انتكاسات، وإن كان ذلك في ظروف مختلفة.
وقال محمد الدعدوي، أستاذ العلوم السياسية المتخصص في سياسة شمال إفريقيا بجامعة أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة، إن الإسلاميين يتمتعون بقدرة هائلة على إعادة تنشيط أنفسهم، وهم قد يكونون في لحظة ضعف الآن - خاصة في المغرب- لكنهم لم يرحلوا. وفي مصر كانت "وفاتهم متوقعة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.. لكنهم تمكنوا من العودة".
وأشار الى أن جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست لأول مرة عام 1928 نمت لتصبح واحدة من أكثر الحركات السياسية الإسلامية تأثيرًا في العالم ولقد ألهمت الجماعات والأحزاب السياسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، بما في ذلك الأردن والبحرين وسوريا والسودان وليبيا وفلسطين والجزائر وغيرها. ولا يزال بعض هؤلاء يربطون أنفسهم صراحةً بالجماعة الأم.
ولأن هذه الجماعات قادرة على حشد معارضة قوية، فإن قادة الدول ذات الحكومات الاستبدادية يخشون التحدي الذي يمكن أن يمثلوه، وتصنف كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية، ومع ذلك ، على الرغم من التقلبات العديدة التي شهدتها جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها لم تختف تمامًا.
وقالت جيليان كينيدي، المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة إن تماسك "الإخوان" وعدم انهيارها يرجع جزئيًا على الأقل إلى الهيكل "الأفقي" وليس الهرمي للحركة.
وتابعت: "لكن سيكون من المستحيل تقريبا تدمير الجماعة لأنها أيديولوجية قوية لها جذور ثقافية عميقة في جميع أنحاء المنطقة."
وتعتقد كينيدي أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها الأحزاب السياسية الإسلامية الجديدة هي أنها لم تثبت أنها بارعة بشكل خاص في إدارة الدولة.
وأوضحت: "لقد لعبوا دور المعارضة لفترة طويلة" و "يعتمدون على الأيديولوجية". و"كان الإخوان المسلمون الأكبر خبرة يقولون في كثير من الأحيان ،" الإسلام هو الحل "، لكنهم لم يعرفوا كيف يحكمون"، حسب قولها.
وأشارت كينيدي إلى أن من بين الأسباب التي أدت إلى سوء أداء حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية التي جرت الأسبوع الماضي ، أنه -عن علم وتحت ضغط من النظام الملكي المغربي- سار جنبًا إلى جنب مع سياسات الدولة التي لا تحظى بقبول شعبي، مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت كينيدي إن جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها ربما تكون في "البريّة السياسية" في الوقت الحالي، لكن هذه ربما تكون لحظة انتقالية، وتمنحهم وقتا للتأمل الذاتي.
المصدر دويتشه فيله