دعوة السيسي للمصالحة الفلسطينية ليست بريئة.. محاولة لخنق المقاومة
الأربعاء - 2 يونيو 2021
في محاولة حثيثة لإنقاذ سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحياء دورها في حماية أمن الكيان الصهيوني وخنق المقاومة، بعد التفاف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج حول المقاومة وتأييده لها كمعبر عن آماله وطموحاته في ضوء انتصارات غزة الأخيرة، وجهت مصر دعوة عاجلة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاجتماع الأسبوع المقبل بالقاهرة، برعاية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ووفقا لموقع صحيفة "الأهرام" المصرية وقناة "اكسترا نيوز"، يهدف الاجتماع "للاتفاق على رؤية موحدة الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام و وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة ورؤية موحدة للتحرك الوطني الفلسطيني".
وأفادت وكالة "الشرق الأوسط" المصرية الحكومية بأن السيسي قال، في تصريحات نقلها وزير المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، خلال زيارتهإلى غزة، الاثنين، ولقائه مع قادة الفصائل الفلسطينية في القطاع، إن "مصر تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة، والعمل على إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية، موجها الدعوة إلى كل القوى الإقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة".
وتقود مصر جهود الوساطة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين وضع حدا لتصعيد حاد في وقت سابق من مايو، يعتبر الأخطر منذ العام 2014.
التحرك المصري ليس بريئا في كل الأحوال، وهو "تكتيكي" في المقام الأول، فالانفتاح على فصائل المقاومة، وخصوصا حماس، ودعمه الظاهري لغزة، يخفي وراءه مهمات كُلف بها نظام السيسي من قبل الراعي الأمريكي، منها إحداث أكبر قدر من التغلغل في الشأن الفلسطيني والقيام بجهد استخباراتي يخدم أهداف الكيان الصهيوني في الإجهاز على المقاومة على المدى البعيد.. وهو هدف مشترك مع نظام السيسي والأمريكان في آن واحد، إذ أن التخلص من هذا النموذج المقاوم المنتمي للإسلام السني سيمكن هؤلاء جميعا من تحقيق مصالحهم البراجماتية التي لا تعترف بدين ولا قيم ولا أخلاق ولا حتى إنسانية.