دعوات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ماء النيل..واتهامات للإعلام بالتقصير

الأحد - 21 مارس 2021

من جديد دقّ خبراء مصريون نواقيس الخطر فيما يتعلق بقضية السد الإثيوبي التي باتت خطرا محدقا وشرا مستطيرا لاسيما بعد اقتراب الملء الثاني.

برأي البعض فإن الإعلام المصري لم يكن في مستوى الخطر، فلم يقم بدوره في التعريف بالقضية المصيرية، وتجاهلها أو عرضها بما لا تستحقه، ولم يوفها حقها.

د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية المخضرم قال إن ‏سد النهضة يجب أن يصبح من الآن فصاعدا هو شغل مصر الشاغل، حكومة وشعبا، وأن يحسم نهائيا قبل الملء الثاني للخزان، والذي يتوقع أن يبدأ في مايو أو يونيو القادم، أيا كانت الوسيلة.

وأضاف نافعة أن رفض إثيوبيا التوقيع على اتفاقية ملزمة حول ملء وتشغيل السد يعد عدوانا على حق المصريين والسودانيين في الوجود.

برأي الباحث عمار على حسن فإن قضية النيل لمصر وجود، وللمصريين حياة، وللسلطة الراهنة شرعية.

وأضاف حسن أنه عبر التاريخ الإنسانى كانت الشرعيات تروح وتأتى، تسقط وتقوم، مشيرا إلى أن الوجود بديله العدم، والحياة بديلها الموت.

وأكد حسن أنه لا تفريط فى قطرة من مائنا، مشيرا إلى أن أى تهاون سيجرف فى طريقه كل مفرط، كما يفعل الماء فى أيام فيضانه الرهيب.

وقال حسن إن حكمة المصريين دومًا أو عقدهم المتفق عليه وغير المكتوب هو أنه لا طاعة لأحد فى ضياع النيل، مشيرا إلى أن ما يجرى الآن يطرح سؤالًا جوهريًا: هل العالم فقد عقله حتى يترك 140 مليون نَفَس فى مصر والسودان مُعرَّضين إما للعطش أو الغرق؟

وأنهى متسائلا: ماذا لو وقعت الكارثة وزحف 30 مليونًا إلى الشمال الشرقى ليشربوا من «الليطانى»، وزحف أضعافهم عبر القوارب إلى شواطئ أوروبا، أو زحفوا جميعًا إلى المنابع فى الجنوب؟!

وأردف قائلا: لا نطلب سوى تطبيق القانون الدولى الذى يطول أى اتفاقات تخالفه، وهو فى صفنا.

في ذات السياق أكد مراقبون أنه لا جدوى من المفاوضات مع إثيوبيا، مذكّرين بقول الشاعر العربي القديم أبي تمام: السيف أصدق أنباءً من الكتب.

المصدر    "رأي اليوم"