دبلوماسي هندي: توجه الإمارات لأنقرة والدوحة يؤكد فشل معركتها مع الإخوان

الأحد - 29 آغسطس 2021

أكد دبلوماسي هندي أن الإمارات العربية المتحدة أدركت مؤخرا فشل رهاناتها على السيسي وحفتر وتلكؤها في تطبيع العلاقات مع تركيا وقطر، بعدما تأكد لها أن "لعبة مواجهاتها الصفرية مع أنقرة والدوحة" لم تؤت ثمارها وأن إعادة ضبط الأمور "فات موعدها".

وقال "نافديب سينغ سوري"، الذي كان سفيرا للهند في القاهرة ودمشق وواشنطن وخدم 36 عاما في الخارجية الهندية: إن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، المفاجئة لتركيا في 18 أغسطس الحالي ثم زيارته إلى قطر في 26 أغسطس يمكن النظر إليهما على أنهما جزء من نهج إماراتي تم صياغته حديثًا لتقليل نقاط الاحتكاك في المنطقة وتحويل التركيز على التنمية الاقتصادية والازدهار ، كما تقول الرواية الرسمية من أبوظبي. أو يمكن أن تعبرا عن اعتراف متأخر  من الإمارات بأن لعبة مواجهاتها الصفرية مع أنقرة والدوحة قد تجاوزت أفضل ما لديها وأن إعادة الضبط قد فات موعدها".

وذكر، في مقال نشره ، 28 أغسطس 2021، بموقع مؤسسة الأبحاث الهندية المعروفة بـ" Observer Research Foundation"، تحت عنوان " وصول الإمارات إلى قطر وتركيا قد يؤدي إلى خلق ديناميكية جديدة"، أن الإمارات رأت مع المملكة العربية السعودية، بعد 2011 أن الإخوان المسلمين يمثلون تهديدا ناشئا يجب القضاء عليه في مهده، لذلك  قدموا دعمًا نشطًا للمؤسسة الدفاعية والأمنية في مصر، والتي رفضت قبول حقيقة أن شخصيات الإخوان التي تم سجنها لسنوات عديدة أصبحت صاحبة القرار.

وقال: "كنت شاهداً على الأحداث الدرامية في الأسبوع الأول من يوليو 2013 عندما "رد" الجيش على الاحتجاجات "العفوية" الحاشدة في القاهرة وأطاح بمرسي بانقلاب أوصل الجنرال عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في القاهرة، وأصبح حليفًا وثيقًا للإماراتيين والسعوديين بينما أصبحت اسطنبول والدوحة ملاذًا لقادة الإخوان" ..."من الواضح أن الجولة الأولى من المعركة بالوكالة ذهبت إلى أبو ظبي والرياض ويمكن للإماراتيين أن يدّعوا الرضا الهادئ بأنهم قد قلبوا المد الأول للإسلام السياسي أو هكذا اعتقدوا".

أضاف: "مع ذلك ، كان لدى قطر أوراق أخرى في جعبتها ووجدت شريكًا مرغوبًا في كثير من الأحيان في طموح الرئيس أردوغان لاستعادة بعض التفوق المفقود لتركيا في العالم الإسلامي، ومن ثم انتقلت ساحات المواجهة من العراق إلى سوريا ومن مصر إلى ليبيا، حيث نسقت أنقرة والدوحة تحركاتهما في كثير من الأحيان لإحباط طموحات الرياض وأبو ظبي... و أصبحت التناقضات في نهاية المطاف أكبر من أن يتم إدارتها... بعد أن فشلت  المقاطعة العربية في عزل قطر بشكل جيد وعرضت تركيا دعمًا عسكريًا للدوحة، وظهرت خطوط إمداد بديلة لتجاوز جبل علي في دبي وأصبح المأزق حقيقة من حقائق الحياة".

تابع: بعد أن كانت المملكة العربية السعودية ومصر هما الأسبق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بعد اتفاق العلا،  وبعد فشل الإمارات في الرهان على حفتر في ليبيا، بات من المناسب مراجعة الوضع الراهن لسياساتها، فاتجهت الى طرق أبواب أنقرة والدوحة بأجندة اقتصادية لطي صفحة الخلاف. وبعد الوضع الناشئ في أفغانستان والذي تتمتع فيه كل من قطر وتركيا بثقل كبير، كانت جولة  الشيخ طحنون ، المعروف بمقاربته البراغماتية، بمثابة بداية "لتطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا وقطر، وليكون لديها القدرة على خلق ديناميكية جديدة في المنطقة".