داعم للسيسي ويعمل مع المخابرات..قصة الجاسوس الذي اعتقلته واشنطن
السبت - 8 يناير 2022
أثار إعلان وزارة العدل الأمريكية إلقاء القبض على مصري يتخابر مع السلطات في القاهرة للتجسس على المعارضة في الولايات المتحدة تساؤلات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول هوية جاسوس القاهرة.
وبحسب ما أفادت به الحكومة الأمريكية في بيانها الرسمي، فإنها اكتفت بذكر معلومات قليلة عن جرجس، وأوردت أن الرجل يبلغ من العمر 39 عاماً واسمه "بيير جرجس"، يقطن في مانهاتن بولاية نيويورك، مضيفة أن الرجل زعم أنه موجود في الولايات المتحدة كوكيل للحكومة المصرية، "دون إخطار المدعي العام الأمريكي كما يقتضي القانون"، وفق بيان الوزارة.
داعم للسيسي
فور انتشار الخبر بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تداول صور وفيديوهات لبيير جرجس، والتي تحمل تفسيرات عدة لتوجهاته والأماكن التي ينشط بها بأمريكا.
وتظهر الفيديوهات جرجس وهو يهنئ المصريين والجيش المصري بمناسبة احتفال لم تتضح طبيعته، كما تكشف عن قربه ونشاطه من فعاليات الجالية المصرية في نيويورك، ومشاركته بنشاطات تقيمها السفارة المصرية أيضاً.
أما عند البحث عن جرجس على محركات البحث، فقد أظهرت العديد من الصور أن جرجس كان داعماً للحكومة المصرية، وذلك من خلال مشاركته لوقفات في أمريكا داعمة للرئيس المصري السيسي.
وعند الرجوع لصفحته على موقع لينكد إن يعرف جرجس نفسه على أنه يعمل كنائب لرئيس بنك "كابيتال وان"؛ وهو أكبر عاشر بنك في الولايات المتحدة.
كما تبين من أحد المنشورات له على صفحته بفيسبوك أنه عضو نشيط في منظمة "تمثل ضباط الشرطة والأفراد المدنيين ذوي الأصول التركية والشرق أوسطية في إدارة شرطة نيويورك".
كما اتضح أنه عضو ناشط بجبهة "سند مصر" وهي منظمة داعمة للحكومة المصرية في أمريكا من خلال مشاركته لصور لنشاطات المجموعة، فيما قال رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن جرجس مسيحي وتمكن من دخول أمريكا عن طريق تقديم اللجوء الديني إليها.
اتهامات أمريكية
يواجه جرجس الآن اتهامات خطيرة، فقد ذكرت وزارة العدل الأمريكية أن جرجس عمِل بتوجيهات من قِبل العديد من المسؤولين بالحكومة المصرية؛ في محاولة لتعزيز مصالح حكومة بلاده بالولايات المتحدة.
وبحسب البيان الرسمي للوزارة الأمريكية، فإن جرجس قام "بتعقب وجمع معلومات عن المعارضين السياسيين للسيسي، بناء على توجيهات مسؤولين من القاهرة".
أما بخصوص لائحة الاتهامات، فقد أشارت الوزارة إلى أن جرجس استفاد أيضاً من علاقاته مع ضباط إنفاذ القانون الأمريكيين المحليين لجمع معلومات غير عامة "بتوجيه من المسؤولين المصريين".
ووفقاً للدعوى القضائية بحقه، قالت الوزارة إن جرجس قام بترتيب مزايا للمسؤولين المصريين الذين كانوا يزورون مانهاتن، وتنسيق الاجتماعات بين سلطات إنفاذ القانون الأمريكية والمصرية في الولايات المتحدة، وضمن ذلك ترتيب حضور المسؤولين المصريين تدريبات الشرطة. فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من القاهرة بشأن هذه الاتهامات.
قضية تجسس بيير جرجس مختلفة لأنها كشفت ان المسئول الأول في المخابرات (لا يعرف مقصود به عباس كامل مدير المخابرات أم الضابط الأعلي في الجهاز) يشرف بنفسه علي الجاسوس ويتواصل معه عبر تطبيق مشفر لذلك اتهمته وزارة العدل الامريكية في بيانها بانه اجري محادثات مشفرة" مع "المسؤول-1".
والاكثر اهمية ان كشف الجاسوس أكد تجسس الأجهزة الامنية المصرية علي بعضها البعض وهو ما اكدته فضيحتي ديسكلوز ومعمل سيتيزن لاب
وفقًا للائحة الاتهام، ناقش جرجس وضعه كعميل للحكومة المصرية مع مسؤول مصري (مسؤول مصري -1) باستخدام تطبيق مراسلة مشفر وخلال المحادثة، أعرب المسؤول المصري 1 عن إحباطه من لقاء جرجس مع موظفين من جهاز حكومي مصري آخر خلال رحلة قام بها جرجس مؤخرًا إلى مصر!!
وحذر جرجس من أنه "لا يمكن فتحه مع جميع الأجهزة"، وذكر أن المسؤول الأول المصري كان "يسمح لك [جرجس] بفتح معنا فقط".
لاحقًا في تبادل الرسائل المشفرة، نصح المسؤول المصري الأول (عباس كامل) جرجس بأن الوكالات الحكومية المصرية الأخرى "تريد مصادر لأنفسها، وأنت [جرجس] أصبحت مصدرًا مهمًا لهم لجمع المعلومات".
أجاب جرجس: "أنا أعلم وأرى وأتعلم منك"، ثم أبلغ المسئول المصري -1 ، "لن يتكرر مرة أخرى".
قناة ABC نيوز نقلت عن محللين تعليقهم على واقعة التجسس بأنها أحدث دليل علي "زعيم استبدادي بسط قبضته خارج حدوده لسحق المعارضة السياسية، وهي اليد التي امتدت في السنوات الأخيرة إلى الولايات المتحدة".
ونقلت شبكة ABC News عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس قوله: "نحن نسعى إلى محاسبة الدول التي تلاحق المعارضين والمنشقين، على ارضنا وخارج الحدود الإقليمية"، مشيرا لنمو هذا النوع من النشاط من قبل الحكومات الاستبدادية في السنوات الأخيرة.
جرجس "أرسل عام 2017 معلومات عن ناشط معارض للسيسي وأفراد آخرين حصل عليها من الحكومة المصرية إلى ضباط إنفاذ قانون أميركيين"
ووفقا للدعوى القضائية بحقه، قالت الوزارة إن جرجس قام بترتيب مزايا للمسؤولين المصريين الذين كانوا يزورون مانهاتن، وتنسيق الاجتماعات بين سلطات إنفاذ القانون الأميركية والمصرية في الولايات المتحدة، بما في ذلك ترتيب حضور المسؤولين المصريين تدريبات الشرطة.
بعدما تداول مصريون الخبر مصدومين، لجأوا إلى السخرية، وذكّروا بعلاقة جرجس بوزيرة الهجرة نبيلة مكرم، التي هددت أكثر من مرة المعارضين في الخارج، وربطوا الخبر بمثيله الذي أعلن عنه مكتب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، في يوليو/تموز الماضي، وأثار فضيحة للنظام.
المصدر: إنسان للإعلام+ عربي بوست