خبير مائي: تداعيات كارثية على مصر والسودان بعد الملء الثالث لسد النهضة

الأحد - 8 مايو 2022

 

قال عضو مفاوضات دول حوض النيل سابقا، وخبير القانون الدولي للمياه الدكتور أحمد المفتي إنه "ستكون هناك تداعيات كارثية عقب الانتهاء من التخزين الثالث المرتقب لسد النهضة الإثيوبي، حيث ستمتلك أديس أبابا حينها بشكل فعلي ورسمي قنبلة مائية خطيرة للغاية يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة جدا على دولتي السودان ومصر".

وأضاف، في مقابلة صحفية: "النتائج ستكون كارثية بكل المقاييس، لأنه باكتمال الملء الثالث يكون مخزون المياه قد وصل إلى 18 مليار متر مكعب، وهي القنبلة المائية التي ستجعل السودان ومصر ينصاعان للإرادة الإثيوبية في كل شيء، خاصة أن سعة السد السوداني (الروصيرص) ستصبح 7.5 ملايين متر مكعب فقط في مواجهة سد النهضة لو كان فارغا".

وشدّد المفتي على أن "الملء الثالث للسد يختلف تماما عما سبقه من إجراءات؛ فهو أكثر خطورة، لأنه يمكن أديس أبابا من امتلاك تلك القنبلة المائية، وباكتماله تنتفي الحاجة للمفاوضات، وعلى السودان ومصر آنذاك التفرغ لمجابهة المخاطر التي سوف يتسبّب فيها السد، بينما الخرطوم والقاهرة لا تحركان ساكنا مثلما فعلتا عند الملء الأول والملء الثاني".

وتوقع المفتي بدء الملء الثالث لسد النهضة بشكل رسمي خلال شهر تموز/ يوليو المقبل، مشيرا إلى أن "هذا الأمر سيرسخ تماما للخطوات الأحادية الإثيوبية السابقة، ويأتي إمعانا في خرق أديس أبابا لالتزاماتها الدولية، وباكتماله تجف الأقلام وترفع الصحف".

بيع مياه النيل

لكن هذه الخطوة المرتقبة تعني بالنسبة لإثيوبيا تحقيق كامل أهدافها بنسبة 100%، وفق المفتي الذي أضاف: "يمكن لأديس أبابا أن تبيع لنا المياه في وقت لاحق بعد إتمام الملء الثالث لسد النهضة".

واستشهد بالمادة 6 من إعلان مبادئ سد النهضة التي قال إنها تنص على "إعطاء إثيوبيا الأولوية للسودان ومصر إذا أرادت بيع المياه لهما، وهو ما يعني أنه لا توجد كمية محددة من المياه لهذين البلدين لا بأسعار تقديرية أو حتى تجارية".

وشدّد على أن "إثيوبيا قامت ببناء سد النهضة لأغراض أخرى لا علاقة لها مطلقا بالحصول على إنتاج الكهرباء، بل من أجل بيع المياه، والتحكم في القرار السياسي في السودان ومصر، ولذلك رفضت بريطانيا طلب إيطاليا عام 1925 بالتخزين في بحيرة تانا (منبع النيل الأزرق وأكبر بحيرة في إثيوبيا)".

ولفت عضو مفاوضات دول حوض النيل سابقا، إلى وجود استثمارات إسرائيلية في المياه بإثيوبيا التي أوضح أنها تعتزم بيع مياه النيل وتصديرها لدول خارج أفريقيا، وفي القلب منها إسرائيل.

وأشار إلى أنه "ستكون هناك فائدة ضخمة بالنسبة للمواطن الإثيوبي عقب الانتهاء من التخزين الثالث، ورغم أن هذه الاستفادة لم تظهر حتى الآن، لكنها أوشكت وباتت قاب قوسين أو أدنى بالنسبة لهم".

ونوّه المفتي إلى صحة الأنباء التي جرى تداولها مؤخرا بشأن بدء أعمال خرسانية في جسم سد النهضة، بالإضافة إلى تنظيف موقع التخزين من الأشجار، استعدادا للملء الثالث الذي اتخذت إثيوبيا بالفعل كل الخطوات اللازمة لتنفيذه، مؤكدا أن "البناء مستمر ولم يتوقف".

وأضاف: "هناك تعلية خرسانية على الكتلتين الغربية والشرقية للسد بأكثر من 600 متر فوق سطح البحر، فضلا عن أن تعلية الممر الأوسط للسد تجاوزت مترين، وكل متر يقوم بتخزين حوالي نصف مليار متر مكعب من المياه".

واستطرد قائلا: "أي تشييد إضافي، ولو حتى مترا واحدا، يفيد إثيوبيا، وعندما يصل مخزون مياه سد النهضة إلى 18 مليار متر مكعب سيكون السودان ومصر مُجبرين على أن يبصما بالعشرة على التشييد الإضافي للسد حتى اكتماله بشكل نهائي".

المصدر: عربي 21