خبير أمني صهيوني: "لدينا مصلحة واضحة بوجود مصر في قطاع غزة"
الاثنين - 21 يونيو 2021
إيهود يعاري المستشرق الإسرائيلي ومحرر الشؤون العربية في التلفزيون الإسرائيلي، قال؛ إن "مصر تخدم في المقام الأول مصالحها الخاصة في مشاركتها الحالية في قطاع غزة، بعد التوسط بنجاح في وقف إطلاق النار، ولذلك من الأفضل للحكومة الإسرائيلية الجديدة أن تكون حريصة؛ لأن مصر لا تنوي العمل كمبعوث لنا لدى حماس".
وأضاف يعاري، وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في مقاله على "القناة 12"، ترجمته "عربي21" أن "جولة القتال في غزة أظهرت مصر وسيطا وحيدا بين إسرائيل وحماس، أما قطر وتركيا اللتان تتوقان لهذا الدور كما في الماضي، فقد تم إبعادهما جانبا؛ لأنه لم يكن هناك هذه المرة "جون كيري" جديد، وسمح لهما بتمديد الحرب السابقة من خلال مفاوضات فاشلة لمدة 51 يوما".
وأشار إلى أن "التغيير في موقف مصر من حماس، يظهر من خلال احتضانها لقادة الحركة علانية، ودعوة إسماعيل هنية في زيارة رسمية للقاهرة، كما دخلت قافلة طويلة من المعدات الثقيلة من منظمة "تحيا مصر" لقطاع غزة، وسط ضجيج كبير لبدء إعادة الإعمار، لإخلاء ركام المباني المهدمة، لكن أسوأ ما في الأمر أن المصريين فتحوا معبر صلاح الدين قرب رفح لمرور البضائع دون أي رقابة".
وأكد أن "إسرائيل على قناعة أن المصريين لن يصبحوا من أتباع حماس؛ لأنهم يعرفون جيدا أنها الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين الذي يكرهه السيسي، لكنها معنية بتبديد العداء، كي تحافظ على الأمن في سيناء، رغم أن المعلومات الإسرائيلية المتوفرة تتحدث أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غاضب من المصريين، وقد اشتكاهم للأمريكيين لأنهم يعززون مواقف حماس في المسؤولية عن برامج إعادة الإعمار".
وقال ضابط صهيوني سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"؛ إن "التوتر الأمني القائم بين حماس وإسرائيل قد يستدعي الحاجة إلى السماح لمصر بمواصلة جهود الوساطة التي تبذلها بينهما، رغم أن أساس الرد الأخير للجيش الإسرائيلي على إطلاق البالونات الحارقة، جاء تحقيقا لمعادلة أن معاملة مستوطنات غلاف غزة هي ذاتها معاملة تل أبيب وغوش دان".
وأضاف عيران ليرمان نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقاله على "القناة 12"، ترجمته "عربي21" أن "قيادة حماس وهي تشعر أنها مسؤولة عن شؤون القدس، اختارت الرد على مسيرة الأعلام للمستوطنين، واستيائها من التأخير في جهود التهدئة، وتحويل الأموال القطرية، من خلال استئناف المضايقات ضد مستوطنات غلاف غزة، وإطلاق عدد كبير من البالونات الحارقة والمتفجرة".
وأشار ليرمان، نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، أن "هذه الإجراءات من وجهة نظر حماس محدودة ومضبوطة، دون إطلاق صواريخ، وتهدف لإظهار إصرارها، دون مزيد من التصعيد أمام إسرائيل، فيما اختارت إسرائيل الإشارة إلى أن المعادلة قد تغيرت بالفعل، ومن الآن فصاعدا، استهدفت القوات الجوية البنية التحتية لحماس، ولكن من الواضح أنها تجنبت إيقاع إصابات، وعدم تسريع التدهور نحو مواجهة أخرى واسعة النطاق".
وأكد أن "إسرائيل لديها مصلحة واضحة في إدارة الجهد السياسي المصري في قطاع غزة، بصفتها شريكا كاملا في "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي تُعقد اجتماعاته في القاهرة، التي باتت جزءا من شبكة استراتيجية، تؤدي فيها إسرائيل أيضا دورا مهمّا؛ لأنها مهتمة بعدم تدهور الأوضاع على حدود سيناء، حيث تخوض مصر حملة طويلة وصعبة، بمساعدة إسرائيلية".
المصدر عربي 21