خبراء أمريكيون: هكذا تتعلم روسيا من مصر أساليب مكافحة الحركات الإسلامية

الثلاثاء - 31 آغسطس 2021

قدم خبراء أمريكيون رؤية استراتيجية للعلاقة بين مصر وروسيا فيما يتعلق بمكافحة الحركات الإسلامية، مؤكدين أن " كلا البلدين طور أساليب فريدة لمنع التطرف الإسلامي والإرهاب من أن يصبح مشكلة رئيسية"!

وجاء في تقرير مطول نشره موقع إستراتيجي بيج  Page Strategy  الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، تحت عنوان (قانون مورفي: ما تتعلمه روسيا من مصر)، وترجمه موقع "إنسان للإعلام، أن    "روسيا ومصر تتعاونان في تدريب الأئمة وعلماء الدين الروس على إنشاء وإصدار فتاوى (أحكام دينية) بشكل أكثر فعالية لمواجهة الحجج الدينية الداعمة للتطرف الإسلامي".

وأكد التقرير أنه "عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإرهاب الإسلامي، فإن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روسيا ومصر، على الرغم من الاختلافات الواضحة بينهما".

وقانون مورفي، تمت تسميته نسبة إلى الكابتن إدوارد مورفي والذي كان يعمل مهندساً في قاعدة إدواردز الجوية في الولايات المتحدة عام 1949م، وخلاصته مجموعة أقوال تحث على الشك والحذر في مواجهة أي تغيير طارئ قد يحدث، ومنها: "إذا تركت الأمور لنفسها، فإنها ستتجه من سيء إلى أسوأ"،  "كل حل ينتج مشكلات جديدة"،  "كي تنجح في السياسة؛ يجب أن تدوس فوق مبادئك".. ويعني في عالم السياسة سد كافة الثغرات التي قد ينفذ منها الخصوم.

قال التقرير، المنشور 30 أغسطس 2021، إن مصر والسعودية كانتا موطنًا للجامعات والمدارس الدينية الإسلامية الأكثر احترامًا، وتبنت الدولتان الممارسة الروسية المتمثلة في فرض رقابة مشددة على رجال الدين المسلمين والتعليم، وحملات القمع العنيفة ضد التطرف الإسلامي المحلي. وقد أدى ذلك إلى التركيز الحالي على تدريب الأئمة، وخاصة أولئك الذين يديرون المساجد ، على كيفية التعامل مع المتطرفين بشكل سلمي، وإذا لم ينجحوا في ذلك تتم دعوة قوات الأمن الحكومية للتعامل مع المشكلة. لقد أصبحت هذه حلولاً مقبولة للإرهاب الإسلامي في البلدان ذات الأغلبية المسلمة وتلك التي تضم أقليات مسلمة كبيرة مثل روسيا.

لكن يوجد بالفعل شكل من أشكال الراديكالية الإسلامية يبدو معتدلاً بما يكفي، وعالميًا بما يكفي للسماح باستخدامه على نطاق واسع في الديمقراطيات، مثل الإخوان المسلمون، حيث  فاز الإخوان في أول انتخابات وطنية مصرية بعد ثورة 2011، و بدلاً من التعامل مع المشكلات التي انتخبوا للتعامل معها. كانت هناك انتفاضة شعبية أخرى وانتخابات أخرى حيث تم حظر جماعة الإخوان المسلمين وتنصيب حكومة جديدة.

وزعم التقرير أن السلفيين متطرفون إسلاميون متشددون يؤمنون بأن كل مسلم يجب أن يعيش بدقة وفقا للشريعة الإسلامية، وهذا يشمل كراهية غير المسلمين والسماح بستخدام العنف لتحويل غير المؤمنين إلى الإسلام. وأدى ذلك إلى نمو الحركة الجهادية الحالية.

وبسبب كل هذه الراديكالية القائمة على الدين، تحولت الحرب الغربية بعد عام 2001 على الإرهاب إلى حرب ضد الراديكالية الإسلامية.

وأكد حقيقة أن العالم الإسلامي غارق في الاستبداد والتخلف الاقتصادي، وهذا هو السبب في أن انتفاضات الربيع العربي عام 2011، .. لكن التغييرات لن تأتي بالسرعة التي كان يأملها الكثيرون.

وقال إن حوالي 15 بالمائة من الروس مسلمين. ولم تتغير هذه النسبة عندما تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ، وهي النسبة الأكبر لأي دولة غربية كبرى. وعليه طورت الحكومات الروسية، القيصرية والشيوعية والديمقراطية، تقليدًا يتمثل ببساطة في عدم التسامح مع الراديكالية الإسلامية.

 وعند تفكك الاتحاد السوفيتي، تشكلت 14 دولة ذات أغلبية مسلمة في آسيا الوسطى وكان قادتهم الجدد في كثير من الأحيان مسؤولين سوفيتيين سابقين، لكن دول ما بعد الاتحاد السوفيتي واصلت حملة الحقبة السوفيتية ضد أي نشاط إسلامي متطرف.