خبراء: دعوة السيسي للحوار "قنبلة دخان" ومحاولة لتخدير الآلام بالأوهام

الأربعاء - 27 أبريل 2022

كذب السيسي في ما يسمي حفل إفطار الأسرة المصرية أمس، فقال:" قبل وصول الإخوان للحكم، قلت للمجلس العسكري بلد بالإخوان ولا بدون بلد خالص.. اختاروا"، وتباع: "وبالفعل الإخوان وصلوا للحكم، ثم حدث تحديهم الحقيقي والمباشر للبلد وتشويه الجيش لمدة عام ونصف، فضلا عن قتل المواطنين في أحداث محمد محمود وأحداث ماسبيرو وأحداث بورسعيد ومجمع التحرير على مدار سنة ونصف، حتى حدث اقتتال كان من الممكن أن تروح فيه مصر وممكن كمان الجيش".

حاول السيسي بهذا الكلام نفي تهمة "الطرف الثالث" عن نفسه، وإلصاق ما ارتكبه من مجازر بالإخوان.

وفي محاولة زائفة لتجميل الصورة والبحث عن مخرج من أزمات مصر التي كان هو سببها، دعا بعض من اعتقلهم في السنوات الأخيرة وآخرين ممن فرض عليهم الصمت  للإفطار؛ ليكونوا ديكورا في مشهد عبثي حول "حوار وطني" مزمع.

تيار المعارضة "الناعمة"، ظهر منه في الإفطار المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ورئيس "الكرامة" السابق محمد سامي، ورئيس حزب "الدستور" السابق الصحافي خالد داود، وعضو "المجلس القومي لحقوق الإنسان" جورج إسحق، والمحامي طارق العوضي الذي أعلن عبر صفحته أنه تم اختياره في لجنة العفو الرئاسية.

أفادت "الأهرام"، أن السيسي "كلف إدارة المؤتمر الوطني للشباب (رسمي) بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة"، بما يعني أن "الإخوان" خارج الموضوع، بدليل تصنيفهم مجددا "جماعة إرهابية" لمدة خمس سنوات!

اعتبر الباحث والناشط المقيم في الخارج، تقادم الخطيب، في حديث مع موقع "الحرة" أن "كل هذه الخطوات التي يتخذها النظام المصري أشياء دعائية وغير حقيقية لاستهلاك الوقت، وليس إدراكا منه بأنه سار في طريق مغلق أو خاطئ"، مضيفا أن "النظام يتلاعب بإطلاق عبارات مثل الحوار أو إفراج عن معتقلين، ليعطي نوعا من الإيحاء بأن هناك تغييرا قادما في الطريق".

وأوضح انه عندما يتم التدقيق في عبارات يتم إطلاقها من بعض القنوات الإعلامية أن هناك "عفو رئاسي" عن 41 شخصا ممن قالوا عليهم، فلا نجد أن هناك عفو رئاسي وإنما تم إخلاء سبيلهم وهم في الأساس على ذمة قضايا"

ويرى الخطيب أن الخطوات التي يتخذها النظام المصري مثل دعوة "الحوار السياسي" وإخلاء سبيل بعض المعتقلين تعود لأسباب عدة، أهمها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، فالدراسات تقول إن مصر مقبلة على أزمة اقتصادية ضخمة وإفلاس، فضلا عن الظروف السياسية الموجودة في العالم"، مضيفا أن "السيسي يفعل ذلك تجنبا وتخفيفا لحدة الاحتقان"

وقال: هو أتى بمجموعة من الإعلاميين تابعين له على اعتبار أن هذا هو الحوار، وبالتالي النظام يحاور نفسه، ولا يريد أن يكون هناك تغيير حقيقي في مصر"

الصحفي، جمال سلطان، قال على تويتر: إن "الحديث عن إطلاق حوار سياسي قنبلة دخان، لا أكثر، هناك انهيار اقتصادي خطير جدا، والبلد مقبل على كارثة، والأرض تميد تحت أقدام النظام، مع عجز وفشل واضحين، فيحاول كسب الوقت، وتخدير الآلام بالأوهام، باختصار، النظم ذات الطابع العسكري غير قابلة للإصلاح أو الحوار بطبيعة تكوينها"

وقال المسؤول في مؤسسة "حرية الفكر والتعبير"، محمد عبد السلام، لموقع "الحرة" أن سبب إخلاء سبيل هؤلاء النشطاء، هو الضغط الموجود حاليا على النظام بسبب حادث مقتل الباحث الاقتصادي أيمن هدهود، وانتشار صور جثته وعليها "آثار تعذيب" بحسب النشطاء، خلافا لبيان النيابة العامة الذي ينفي شبهة الوفاة الجنائية.

المجلس الثوري المصري أكد من جهته، في بيان، أن  الرئيس محمد مرسي مازال يمثل الكابوس للسيسي، ليس فقط من أجل شرعيته ولكن شعبيته التي تزيد وزادت أكثر بعد الاختيار 3 فالمسلسل مقامرة فاشلة أكدت للشعب خسة كل من تآمر عليه وكذب كل من اتهمه وأن وضع مصر الآن أسوأ من أسوأ ما كانوا يخشون.

أضاف أن "قلق السيسي من تداعيات الهزة الاقتصادية العنيفة القادمة قريباً جدا فقد أصبح اللعب على المكشوف والدول الداعمة تشتري لا تمنح، ومزاد بيع اصول الدولة وثرواتها وآثارها قد بدأ وبتكراره كلمة "علشان مصر تعيش" أكثر من مرة يوصل رسالة للشعب ان الاجراءات التي هو بصدد إعلانها لا مفر منها.

تابع المجلس: حرص السيسي على تأكيد انه مستعد لمشاركة الشعب المعاناة "بربع لقمة لمدة سنة" بينما يعلم الجميع أنه هو المتسبب الاول في الكارثة وانه يعيش في بذخ ليس له حدود وتحدى الجميع منذ سنتين فقط انه يبني قصور وسيبني قصور ومنذ شهور بسيطة كان يرسى عطاءات بكباري بمليارات على الهواء مباشرة

وختم بالقول: "سنرى قريباً مظاهر معارضة شكلية هزلية على الشاشات مثل استجوابات بعض نواب البرلمان المخابراتي، لقاءات محسوبة ومواضيع معدة سابقا مع معارضين بالريموت، كشف بعض الفاسدين وهكذا، لكن هذه المعارضة في النهاية لن تصبح متنفساً حقيقياً ولن تقنع المواطن الذي لا يجد أبسط حقوقه الإنسانية".