حرب الحجاب فى الهند.. حلقة جديدة في اضطهاد 200 مليون مسلم

الخميس - 17 فبراير 2022

  • اضطهاد المسلمين يتم عبر اجراءات منظمة ليتحولوا إلى لاجئين فى بلادهم!
  • الإنجليز عمدوا إلى اقتلاع الحكم الاسلامى بإبعاد المسلمين من الوظائف الحكومية وتمكين الهندوس
  • وبوصول حزب الشعب الهندى الى الحكم بدأ فصلا جديدا فى معاناة المسلمين الهنود

خاص: إنسان للإعلام

فى دولة يمثل تعدادها حوالى سُدس سكان العالم، اذ يزيد عدد سكانها على المليار نسمة ، ويمثل المسلمون فيها أكبر اقلية فى العالم، حيث يقترب عددهم من مائتي مليون نسمة، يتم اضطهاد المسلمين فيها عبر اجراءات منظمة وممنهجة، ليتحول المسلمون فى النهاية الى لاجئين فى بلادهم !

لم يكن أول تلك الاجراءات قوانين الجنسية والتى تنزع الجنسية عن ملايين المسلمين الهنود! وليس آخرها تلك القوانين التى تمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب فى المدارس! واذا أصررن عليه يُمنعن من دخولها!

فيديو لاجبار الفتيات المسلمات على نزع الحجاب من أجل الدراسة

حضارة المسلمين فى الهند

هذا يتم فى الهند تلك البلد التى تحمل إرثاً حضارياً ضخما تركه الحكام المسلمون الذين حكموا الهند لنحو ثمانية عقود ، وما زال الشعب الهندى الى الآن يفتخر بما تركته تلك الحضارة من قصور وقلاع وآثار، فالتحفة المعمارية تاج محل هى أثر من تلك الآثار، فهى احدى عجائب الدنيا السبع، بناه الملك شهاب الدين شاهجهان الذي تولى الحكم في 1628م كضريح لزوجته التي أحبها.

تاج محل ..أثر إسلامي شهير فى الهند

                         تاج محل..أثر إسلامي شهير في الهند

الاستعمار الانجليزى يشعل نار الفتنة

ومع بداية دخول المستعمرين الاوروبيين الى بلاد الهند ، وقف الشعب الهندى بكافة شرائحه جنب الى جنب فى مقاومة ذلك الاحتلال ، وكان للمسلمين إسهام عظيم فى تلك المقاومة . لكن الاحتلال الانجليزى استطاع فى الاخير القضاء على ثورات الهنود ، وتمكن من اقتلاع الحكم الاسلامى من الهند ، ولضمان عدم تمكن المسلمين من العودة الى حكم البلاد مرة اخرى ، لجأ الى حيلة خبيثة، فاستبعد – خلال مدة احتلاله - المسلمين من كافة الوظائف الحكومية ، وفى المقابل سعى الى تمكين الهندوس من كافة وظائف الدولة العليا ومن قيادة الجيش والشرطة ، لتبدأ بعد ذلك نزعة التطرف الهندوسى فى التزايد، تلك التى ترى ان المسلمين كانوا فى الاصل هندوسا ، فاما ان يتركوا دينهم ويعودوا الى الهندوسية ! واما أن يغادروا ارضهم فهى لم تعد تتسع لهم معا !

المسلمون والتطرف الهندوسي وجهاً لوجه

وقد دفع ذلك الاضطهاد والتمييز العنصرى البغيض مسلمى الشمال الى الانفصال فى عام 1947 ليؤسسوا دولة باكستان ، ثم تنفصل بعد ذلك عن الدولة الوليدة (باكستان) المنطقة الشرقية منها بإيعاذ من الهند، لتتأسس بذلك دولة (بنجلاديش) تحت رعاية هندية عام 1971 . فيما ظلت ولاية جاموا وكشمير ذات الاغلبية المسلمة محل تنازع بين باكستان والهند . لتبدأ بذلك العداوة والخصومة بين الجارتين باكستان والهند، ويرافقها تمييز عنصري ضد من بقى من مسلمى الهند .

تناوب بعد الاستقلال عن بريطانيا، على حكم الهند احزاب هندية هندوسية انفردت جميعها بالحكم من دون المسلمين سيرا على سياسة الاستعمار الانجليزى الخبيث .

لكن حزبا من هذه الاحزاب كان هوالاشد تطرفاً وهو حزب الشعب الهندى (بهاراتيا جاناتا)، استطاع ان يصل الى الحكم عام 2014 منفردا دون حاجته لائتلاف مع غيره من الاحزاب الهندية، وكان على رأس هذا الحزب ولازال (ناريندرا مودى)، والذى تشكلت أفكاره فى تنظيم شبه عسكرى عرف باسم راشتريا سيواك سانغ R S S(منظمة الخدمة الوطنية) والذى قام أحد أعضاءه البارزين (اسمه ناتورام غورسيه) باغتيال المهاتما غاندى فى يناير 1948 متهمين اياه بالتسامح مع المسلمين .

وبوصول حزب الشعب الهندى الى الحكم بدأ فصلا جديدا فى معاناة المسلمين الهنود، حيث دعى صراحة الى ان تكون الهند دولة هندوسية خالصة . وبرغم ان المسيحيين والعلمانيين انضموا الى المسلمين فى مواجهة هذا التطرف الهندوسى الذى تمكن من حكم البلاد منذ عام 2014 ، الا ان المتطرفين الهندوس ركزوا جهودهم على المسلمين، وقد سبق لحزب الشعب الهندى (بهاراتيا جاناتا) ان قاموا بهدم مسجد البابرى عام  1992م.

                                مسجد بابرى – أحد أهم الآثار الإسلامية

كما حدثت صدامات طائفية عنيفة، خاصة فى ولاية (غوجارات) التى رأس حكومتها ناريندرا مودى فى عام 2001، حيث شهدت هجمات على بيوت المسلمين فى عام 2002 أدت إلى مقتل ألف شخص منهم، واتُهم مودى آنذاك بأنه شجع أعمال العنف ولم يبذل جهدا لحماية المسلمين، مما دفع بالولايات المتحدة الامريكية لمنعه من دخول البلاد ، ولم ينتهى ذلك الحظر الا بعد وصول بايدن الى الحكم !

وكان آخر أشكال التمييز العنصرى ضد المسلمين هو منع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب فى المدارس، ولم يلبث ان امتد هذا الحظر الى الموظفات المسلمات !

المرأة المسلمة تقاوم

قابل المسلمون فى الهند تلك القرارات التعسفية والتى تنال من ابسط حقوقهم المدنية كمواطنين، بتنظيم المظاهرات الرافضة لهذا التعسف، وكان للمرأة المسلمة دورا كبيرا فى تلك المظاهرات، ورغم القمع الذى قُوبلت به هذه المظاهرات النسائية، الا أنها انتشرت فى العديد من المدن الهندية .

ولعل ما حدث مع الفتاة الهندية المسلمة (موسكان خان) ، والتى تدرس في جامعة بمدينة مانديا جنوب الهند مثال على تمسك المرأة المسلمة بحجابها، فحين وصلت موسكان إلى الجامعة مرتدية حجابها ، قابلتها حشود تهتف بشعارات هندوسية، ويلوحون بأوشحة الزعفران لمضايقتها. غير انها كانت ترد عليهم بصيحتها: “الله أكبر

شاهد من هنا ما حدث مع الفتاة الهندية المسلمة (موسكان خان)

يحدث هذا وسط غياب كامل للحكومات العربية والاسلامية، برغم أن المصالح الهندية العربية كانت كفيلة بمنع استفحال ذلك العداء ضد الحقوق الاساسية للمسلمين فى الهند . لكن شيئا من ذلك لم يحدث للاسف !

وما بين إرث حضارى ضخم يشهد بعدالة وإنصاف المسلمين حين حكموا الهند لعقود، ومابين تطرف هندوسى متزايد، مع غياب تام للحكومات العربية والاسلامية .. لازالت جمرة النار التى أوقدها الاستعمار الانجليزى منذ عشرات السنين، تضطرم فى بيوت وأحياء المسلمين .

فمتى يكون الخلاص ؟ وكيف ؟ سؤال لا يملك الاجابة عنه، سوى أبناء العالم الاسلامى وشبابه .

للمزيد اضغط هنا