حادث الطريق الدائري الأوسط يؤكد عبثية مشروعات السيسي

الخميس - 6 يناير 2022

  • تحقيقات النيابة  تؤكد وجود عيوب فنية تسببت في الحادث
  • حادثان جديدان اليوم تسببا في مصرع شخصين وإصابة 45
  • مصر تحتل المركز الأول عالميا في حوادث الطرق والضحاياها 130 ألفا سنويا

 

تتوالي حوادث الطرق في مصر لتفضح مدي هشاشة مشروعات الطرق التي تعد هم السيسي الأول ، فبعد شهور من افتتاحه شهد الطريق الدائري الأوسطي أمس  حادثا مروعا يؤكد عبثية مشروعات السيسي، وقد فجرت تحقيقات النيابة  مفاجأة من العيار الثقيل في الحادث ، حيث أكدت وجود عيوب فنية تسببت في الحادث.

ولليوم الثاني علي التوالي، لقي شخصان اليوم الخميس مصرعهما وأصيب 45 آخرين بحادثين على طريق "السخنة - الجلالة"،  وتم نقلهم إلى المستشفى العام .

الحادث الأول- حسب مصادر رسمية- وقع بطريق السخنة - الجلالة، وكان انقلاب ميني باص وأسفر عن إصابة 45 شخصا، اما الثاني بنفس التوقيت انقلاب ونش بدون لوحات معدنية وأسفر عن مصرع شخصين.

واكدت هذه الحوادث أن طرق السيسي  التي بلغ إجمالي مشروعاتها 1769 مشروعاً بتكلفة 464 مليار جنيه ، لم  تنقذ المصريين من الموت عليها ، فمصر تحتل المركز الأول عالميا في حوادث الطرق ويُقتل سنويا 130 ألف مصري فيها، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل ونرصد شبهات الفساد في إنشاء هذه الطرق .

عبثية مشروعات السيسي

بالرغم من أفتتاحه قبل شهور قليلة ، شهد طريق الدائري الأوسطي الجديد، أمس الأربعاء ،  حادثا مروعا عند نفق الأوتوستراد نتج عن تصادم 10 سيارات منها 8 ملاكي و2 نقل.

وأعلنت وزارة الصحة مصرع شخص وإصابة 8 آخرين جراء تصادم 11 سيارة على الطريق الدائري بالقرب من مدينة 15 مايو، ونقل المصابين إلى مستشفى حلوان العام، ومستشفى البنك الأهلي.

وكان عبد الفتاح السيسي افتتح محاور وكباري الطريق الدائري الأوسطي العام الماضي وان الهيئة الهندسية والمقاولون العرب بدأوا العمل به في 2017، و هو مشروع يربط بين طريق العين السخنة وطريق مصر الفيوم الصحراويمقسم الى اربع حارات في كل اتجاه بالإضافة إلى طريق خدمة سطحي أسفل الكباري 3 حارات لكل إتجاه .

النيابة المصرية تلمح لوجود عيوب فنية

التحقيقات في الحادث أكدت ان هناك عيوب فنية في أنشاء الطريق ، حيث لمّحت النيابة العامة المصرية إلى وجود عيوب فنية في الطريق "الدائري الأوسطي"، الذي قامت بتنفيذه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تؤدي إلى تكرار الحوادث عليه.

وأشارت النيابة العامة، في بيان، إلى "تكرار وقوع الحوادث المرورية بمحل الواقعة من سابق تلقيها إخطارات بها نتيجةَ حجبِ زاوية الرؤية في المنحنى الذي وقع عنده الحادث"، ولذلك "ناشدت النيابة العامة المختصين الانتقال لمعاينة هذا الموقع وبيان حقيقة سبب تكرار وقوع الحوادث المرورية به، وإصلاح ما فيه من عيب إن وُجد؛ حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات".

وأكدت النيابة العامة "استقصاءَها في تحقيقاتها الخطأ الذي قد ينسب إلى المتهم من تجاوزه السرعة المقررة قانونًا حالَ سيره بهذا المنحنى، ومدى تأثير ما أُشير إليه من حجب الرؤية على المتهم أثناء قيادته لبيان مسؤوليته الجنائية عن الحادث".

وتفقد السيسي، أكثر من مرة، العام الماضي، بعض قطاعات الطريق الدائري الأوسطي، الذي يربط ما بين مدن شرق وغرب القاهرة من طريق بلبيس الإسماعيلية الزراعي شرقاً، إلى محور الضبعة غرباً بطول 156 كيلومتراً وعرض 16 حارة مرورية بواقع 8 حارات لكل اتجاه

ووصفه بيان رسمي بأنه "أعرض محاور شبكات الطرق بمنطقة الشرق الأوسط، يستوعب عشرات الآلاف من المركبات يومياً، ويخفف من التكدس المروري حول مناطق القاهرة الكبرى، ويمثل إضافة كبيرة لمنظومة شبكة الطرق والمحاور الجديدة في محيط القاهرة الكبرى".

طرق وكباري تقتل المصريين

وفي ظل تصميم السيسي على التفاخر بإنجازات وهمية  من خلال إنشاء مزيد من الكباري والطرق بمصر، باتت جيوب المواطنين المصدر الرئيسي لتمويل هذه المشروعات الضخمة ، حيث بلغ إجمالي مشروعات الطرق بلغ 1769 مشروعاً بإجمالي تكلفة 464 مليار جنيه.. والتي تم إسناد معظمها بالأمر المباشر تحت إشراف الجيش في ظل  شبهات فساد غير مسبوقة

طرق السيسي لم تنقذ المصريين من الموت عليها، حيث لازالت مصر تحتل المركز الأول عالميا في حوادث الطرق .. ويُقتل سنويا 130 ألف مصري فيها . وكشف تقرير لمنظمة الصحة والعالمية مؤخرا أن طرق السيسي والمليارات التي تصرف عليها لم تنقذ المصريين من الموت عليها، حيث تحتل مصر المركز الأول فى عدد حوادث الطرق وارتفاع القتلى فضلا عن إهدار الثروة البشرية المصرية، وما يترتب عليها من خسائر اقتصادية لاتحصى

وقدر عدد قتلى حوادث المرور بمصر من 15 إلى 23 ضعفا عن أوروبا ، كما أن قتلى حوادث المرور على الطرق يمثلون 99% من قتلى حوادث النقل بأنواعه (بحرى - برى - جوي) ، وفى حوادث المرور بلغت الإصابات نحو 38 ألفا سنويا فى 46 ألف حادث فى العام، ووفق إحصاءات وزارة الصحة فإن 57% من الضحايا من سن 17 إلى 45 عاما (العمر المنتج) ، و30% أطفال اقل من 15 سنة و13% اكبر من 45 سنة

وعن مقارنة الوضع فى مصر مع بعض المؤشرات العالمية نكتشف أن عدد قتلى حوادث المرور فى مصر حوالى 130 قتيلا لكل 100 ألف مركبة مسجلة، فى حين تبلغ 7 إلى 25 حالة فى الدول الصناعية أى أن المعدل فى مصر أكبر بنحو 5 إلى 19 ضعفا عن الدول الصناعية.

ويبلغ كذلك 10 لكل 100 ألف نسمة فى مصر مقابل 3 إلى 6 فقط فى الدول الصناعية، وهناك 19 قتيلا لكل 100 مصاب فى مصر مقابل 1 إلى 2 فى الدول الصناعية. هذه الأرقام تكشف عن أن مستوى السلامة على الطرق المصرية يصل إلى مستوى حرج بالنسبة للمعدلات العالمية، وأن هذا القصور مسئولية مشتركة بين النقل ، والأمن ، والصحة ، والتعليم ، والمحليات والإعلام.