جيروزاليم بوست: سقوط أفغانستان بيد طالبان رسالة لحلفاء الولايات المتحدة
الاثنين - 16 آغسطس 2021
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” التي تصدر في دولة الاحتلال الصهيوني، مقالاً للكاتب، سيث فرانتزمان، يتحدث فيه عن رؤية “إسرائيل” لوقوع كابول بيد “طالبان” وأثر ذلك على القوة السياسية للولايات المتحدة، خاصةً في الشرق الأوسط.
قال: “إن الانهيار السريع لأفغانستان والطريقة التي صُدم بها المسؤولون السياسيون والعسكريون الأميركيون، فضلاً عن الخبراء من مختلف مراكز الأبحاث، من سرعة الانهيار، هو رمز لتحدٍّ أكبر تواجهه الولايات المتحدة اليوم.
أضاف: بعد أفغانستان، سيتعين على الولايات المتحدة طمأنة الحلفاء والشركاء بأنها ستبقى في مكانٍ ما في العالم، فبينما يتحدث المسؤولون الأميركيون عن “حروبٍ أبدية” وإهدار “الخزينة” حول العالم، هناك مخاوف بشأن ما سيحدث بعد ذلك”.
وتابع: " إن الحديث عن اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً أكثر صرامة تجاه المملكة العربية السعودية ومصر، وهما دولتان شكّلتا ذات يوم أحد أعمدة السياسة الخارجية الأميركية، يقود إلى مخاوف”.
وقال: "المخاوف بشأن دور الولايات المتحدة في العراق وسوريا تشغل بال الناس أيضاً. وتساءل: هل ستؤدي أفغانستان إلى تآكل المزيد من الثقة بواشنطن وادعاءاتها بأنها ما زالت ملتزمة تجاه المنطقة؟”.
وأكد أن “الأمم لم تُبنَ. أينما تدخلت الولايات المتحدة، أصبحت البلدان بشكل عام فوضوية وفقيرة وحلّت بها كوارث هوبزية (نسبةً للفيلسوف السياسي هوبز صاحب نظرية العقد الاجتماعي)”.
وتابع: “من العراق إلى سوريا، ومن أفغانستان إلى الصومال، ومن هاييتي إلى بنما، أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى العديد من الأماكن، ولم تتحسن بشكل عام بعد ذلك. قد لا يكون ذلك بسبب تدخل الولايات المتحدة. ربما كانت التدخلات مجرد أحد أعراض النظام العالمي الفوضوي، وصعود التطرف، والمساحات غير الخاضعة للسيطرة، على سبيل المثال، قد لا تكون الفوضى في ليبيا اليوم بسبب التدخل. ولا يمكن إلقاء اللوم على الفوضى في اليمن على الولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة عامل، وسوء إدارتها الواضح، أو محاولتها الفاشلة لبناء قوات أمن محلية، يثير العديد من الأسئلة. أين كان سلاح الجو الأفغاني طيلة الشهر والنصف الماضيين؟".
واضاف: “الرئيس الأميركي جو بايدن قال، في تموز/يوليو، إن الجيش الأفغاني لديه 300 ألف جندي “جيدي التسليح مثل أي جيش في العالم” وأن لديه سلاح جو. لكن سلاح الجو كان عبارة عن حفنة من طائرات الهليكوبتر. بشكل عام، لم تترك الولايات المتحدة سلاح جو حقيقي".
وعقب بأن "الصور من ولايات أفغانستان تُظهر الفقر والإهمال. على ما يبدو، عشرون عاماً لم يُسفروا عن الكثير. الأميركيون يتساءلون أين ذهبت مليارات الدولارات. إنهم يرون في هذا مثالًا آخر على تضليل واشنطن أو تضليلهم. يريدون أن تُنفق الأموال في البيت على البنية التحتية.. يميل اليسار واليمين الأميركيان إلى الاتفاق على أن الوقت قد حان لأن تنظر الولايات المتحدة إلى الداخل وأن السياسة الخارجية يجب أن تركز بشكل ضيق على المصالح".
يتساءل الكاتب في النهاية: هل هذا في مصلحتنا؟ ماذا نفعل ولماذا نفعله؟ هذه هي الأسئلة التي يتم طرحها. مع طرح هذه الأسئلة، يبدو أن الولايات المتحدة تتخلى عن شركائها واحداً تلو الآخر، أو على الأقل تنبههم إلى أن الساعة تتكتك. الرسالة هي أَظهِر لنا أنك تضمن مصالحنا أو أنك انتهيت.