يعكسها الإعلام المصري.. تمثيلية هابطة تمارسها أحزاب موالية لـ "السيسي" لإعادة انتخابه رئيسا

السبت - 2 سبتمبر 2023

إنسان للدراسات الإعلامية – جهاد يونس

فجأة تحولت الأحزاب الكرتونية في الداخل المصري من تمثيل دور المعارض لترشح قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، للرئاسة لدورة قادمة، وإعلان أسماء مرشحين لها لمنافسته، تحولت إلى التأييد المطلق لإعادة ترشحه، في تمثيلية مكشوفة سلفا ومتكررة منذ العام 2014.

عكس الإعلام الانقلابي هذه الصورة البائسة، فجاءت الأخبار قبل أسابيع بتلميح لبعض لاحزاب برغبتها في المشاركة بالانتخابات، وأحزاب أخرى حاولت التأخر والتمنع في حسم رأيها، لكن سرعان ما انخرط الجميع في "جوقة" تأييد أعمى وتشجيع لقائد الانقلاب على خوض الانتخابات من جديد، وظهر هذا خلال الأيام الأخيرة في كل منصات إعلام الانقلاب المدار من الأجهزة الأمنية.

ماراثون التشجيع!

يبلغ عدد الأحزاب المصرية حالياً 87 حزباً، بحسب موقع "الهيئة العامة للاستعلامات" (جهة حكومية)، بينما يصل عددها إلى 104، بحسب تقديرات أخرى، بسبب وجود أحزاب كثيرة تحت التأسيس، فيما يضم مجلس النواب ممثلين لـ13 حزباً فقط يتصدرها "مستقبل وطن" بـ316 نائباً، وأقلها حزب "إرادة جيل" صاحب المقعد الواحد، ويشغل نحو ربع مقاعد البرلمان مستقلون.

ولكن الواقع الملموس يؤكد أن معظم هذه الأحزاب مجرد كيانات على الورق فقط، لا تحظى بأي مساندة شعبية، كما أنها لا تمارس دورها الطبيعي في معارضة الحكومة، باعتبار أنها خارج السلطة

لم تتأخر أغلب الأحزاب عن ماراثون تشجيع السيسي - الذي لا يحتاج إلى تشجيع - لدخول حلبه الانتخابات؛ بهدف استمرار "عجلة التقدم والمشاريع العملاقة"، كما يزعمون!

يغكس هذا ما نشرته  نشرت "الأهرام" تحت عنوان: "لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.. 51 حزبا تؤيد ترشح الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية"

وقالت: "إن  40 حزبا سياسيا ضمن تحالف الأحزاب المصرية قد أعلن  دعم وتأييد ترشح عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية جديدة، خلال مؤتمر عقده القيادات والأعضاء وشارك فيه عدد من الشخصيات السياسية والعامة".

ونشر موقع "صدى البلد" خبراً تحت عنوان: (فؤاد أباظة: مؤتمر جماهيري حاشد لدعم الرئيس السيسي الأسبوع المقبل بالشرقية)، حيث أعلن النائب احمد فؤاد اباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، عن تنظيم مؤتمر جماهيري  حاشد بمحافظة الشرقية، خلال الاسبوع الاول من شهر سبتمبر، لدعم ترشح عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال رئيس حزب الاتحاد: "لن ندفع بمرشح في انتخابات الرئاسة 2024.. بعض أصوات المعارضة تغرد خارج سرب الوطنية.. و«السيسي» وضع الأحزاب أمام مسئوليتها السياسية"

أيضا نشر موقع "تحيا مصر" أن تحالف الأحزاب المصرية المكون من 40 حزبا يطالبون السيسي بخوض انتخابات الرئاسة 2024

موت السياسة 

عقب انقلاب عام 2013، أجرت مصر انتخابات برلمانية في عامي 2015 و2020 كما أجرت انتخابات رئاسية في 2014 و2018. ولم تلعب الأحزاب السياسية أيَّ دور في الانتخابات الرئاسية التي ترشح فيها السيسي، الذي استقال من منصبه العسكري لأجلها، وخاضها السيسي – غير المنتمي لأي حزب- ضد مرشحين اُختيروا بعناية حتى لا يشكلوا تهديدًا له. وفاز في المرتين بحوالي 97% من الأصوات، في ظل انخفاض حاد في إقبال الناخبين.

وبعد غياب الفصيل السياسي الأكبر عن الساحة المصرية (الإخوان المسلمون) أو بعد تغييبه بالتعبير الأصح، سواء بالقتل أو السجن أو الإخفاء القسري والترهيب، لم يعد للحياة السياسية في مصر ثقل يذكر،  فالقوى السياسية المنظمة التي تمثل مطالب مختلف الجماهير المصرية  قد ماتت في مصر كما أراد الجيش دائمًا.

وعمل الإعلام في المجمل لخدمة النظام الانقلابي وإماتة الحياة السياسية والهجوم بضراوة على أحزاب المعارضة.

ومن تجليات هذا الاتجاه غير المهني في "زفة" التأييد الحالية لإعادة ترشح "السيسي" قرأنا العناوين التالية:

في مقابل ذلك، ظهرت على استحياء عناوين تتحدث عن فشل الأحزاب والمعارضة الصورية بمصر، وخاصة في الإعلام الخاارجي، ومنها: