تعثر مسار التقارب المصري التركي

الأربعاء - 23 يونيو 2021

تتصاعد مؤشرات تعثر مسار التقارب المصري التركي.. والمفاوضات الاستكشافية الأخيرة - بحسب محللون-  لم تبني أرضا صلبة للتفاهمات بين البلدين  .. ومستقبل العلاقات عرضة لرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن ..
الضغوط الأقليمية خاصة من الإمارت واليونان  تجعل الحذر يبدو سيد الموقف المصري.. بالرغم  من المساعي الحثيثة من أنقرة لتسريع خطى التقارب مع القاهرة ..
حيث أكدت مصادر " للخليج  الجديد"  أن اليونان وقبرص ابدتا في الأونة الاخيرة  انزعاجهما من التقارب المصري التركي ..  خاصة في ما يتعلق بقضايا شرقي المتوسط  وحقوق التنقيب عن الطاقة ..
 وأشارت المصادر  إلى أن القاهرة تدرك مخاوف حلفائها الأقليميين إزاء تقاربها مع أنقرة  وهو ما يبرر تباطؤ خطواتها..  وتعدد اشتراطاتها على طاولة التفاوض مع الجانب التركي مما يحمل مؤشرات تعثر لهذا المسار 
"المصادر" :  انتقادات أنقرة المستمرة للملف الحقوقي خاصة ما يتعلق بأحكام الإعدام الأخيرة الخاصة "بفض رابعة " .. جعلت القاهرة في حالة غضب كبير و هناك دوائر داخل نظام الحكم في مصر  لا يروق لها التقارب مع تركيا  
  "السيسي" أعاد استخدام الورقة اليونانية  مؤكدا خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليونان "كيرياكوس ميتسوتاكيس"  الإثنين الماضي... تضامن بلاده مع أثينا ضد ما يهدد سيادتها  شرقي المتوسط  في إشارة واضحة إلى خلافاتها مع تركيا
مصادر دبلوماسية مصرية: الإمارات واليونان وقبرص تحاول عرقلة التقارب المصري التركي..  عبر التشكيك في النوايا التركية والتأكيد على رفض انضمام أنقرة إلى منتدى غاز شرق المتوسط
وأشارت المصادر إلى أنه خلال أقل من 3 أشهر  توافد إلى مصر  ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"..  وولي عهد السعودية "محمد بن سلمان"..  ورئيس وزراء اليونان "كيرياكوس ميتسوتاكيس" ضمن سياق إقليمي يسعى لعرقلة مسار التقارب   ..
وأنه بالفعل؛ المشاورات المشتركة بين مصر وتركيا لاستعادة العلاقات بين البلدين شهدت أخيراً بعض التعثر في شقها الدبلوماسي.. بسبب تأخر أنقرة في الرد على مطالب مطروحة بقوة من قبل القاهرة ..
"المصادر ": من الملفات التي يشهد التفاهم بشأنها تعسرا..  ملف المعارضة المصرية والمطالبة بإبعاد عدد من قيادات الإخوان البارزين  وبعض الوجوه الإعلامية إلى خارج تركيا ..
 وكذلك الملف الليبي وتعقيداته ومستقبل حليف مصر  الجنرال "خليفة حفتر" في المشهد الليبي وترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا  ووضع القوات التركية على الأراضي الليبية .. كلها  مسائل لم تحسم بعد بين البلدين 
الكاتب والمحلل السياسي التركي "عبدالله أيدوغان": العلاقات المصرية التركية تمر عبر 3 مراحل، الأولى تتمثل في توقف التصريحات الهجومية المتبادلة.. والثانية في عودة العلاقات الدبلوماسية.. والثالثة عودة العلاقات كما كانت قبل العام 2013  وهي مرحلة ستأخذ مزيدا من الوقت..
 السيسي ضرب بقوة على أوتار توتر العلاقات اليونانية التركية في لقائه الأخير مع  "ميتسوتاكيس"  ... وأكد على تعزيز آلية التعاون الثلاثي القائمة بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسي والتعاون الفني بين الدول الثلاث، 
وفي السياق ذاته ؛ مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة لـ"العربي الجديد" : القاهرة تصر على ألا تصدر تصريحات إيجابية صريحة من السيسي حول المصالحة المصرية التركية .. إلا بعد تسوية جميع القضايا العالقة بعد اللقاء المرتقب بين وزيري خارجية البلدين سامح شكري ومولود جاووش أوغلو  المتوقع أن يُعقد هذا الصيف 
أوضحت "المصادر" :  أن النظام المصري لا يرغب في استمرار حالة التخوف اليونانية القبرصية من التقارب مع تركيا.. لأسباب عدة، أبرزها أهمية الدور الذي أدته أثينا ونيقوسيا في الدفاع عن المصالح المصرية في المحيط الأوروبي بالتصويت ضد توقيع عقوبات في بعض المناسبات على مصر ..
وأضافت : تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار المتكررة بشأن اعتبار أن بلاده لا تلعب دور "قوة أجنبية" في ليبيا  نظراً للاتفاقية الأمنية الموقعة مع حكومة الوفاق السابقة..  حملت رداً غير مباشر على الشروط المصرية  بعد سابقة انتقاده لعناصر عملية "إيريني" الأوروبية  
وعادت لتتصاعد لهجة الأذرع الإعلامية للسيسي على تركيا ورئيسها  .. ومصطفي بكري :  “إلى متى ستصمت مصر أمام تطاول أردوغان، تصريحات مستشاره ياسين أقطاي التي تسيء إلى القضاء المصري على خلفية أحكام رابعة الأخيرة، أقل ما توصف أنها وقحة، وتمثل تدخلًا سافرًا في شؤون بلد مستقل وذو سيادة، يجب علي أقطاي أن ينظر لنفسه في المرآة، ويحدثنا عن القضاء التركي”
تغريدة بكري قوبلت بسيل من الانتقادات الحادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، .. وطالبه ناشطون بالالتفات إلى قضية سد النهضة التي تهدد مصر في الصميم وتساءلوا عن صمته تجاه تصريحات إثيوبيا المستفزة بين الحين والآخر