تطبيع العلاقات المصرية مع الخليج وتركيا.. هل يفرض مصالحة مع "الإخوان"؟

السبت - 25 يونيو 2022

تأويلات عديدة وتصريحات متضاربة حول زيارات بن سلمان وأمير قطر للقاهرة، وربط هذه الزيارات بفكرة مصالحة النظام مع الإخوان المسلمين.

الصحفي فتحي أبو حطب المقيم في كندا تساءل على "تويتر": هل اقتربت لحظة المصالحة مع الإخوان؟ الإجابة: نعم. المصالحة وشيكة جداً، لأن النظام العالمي الذي يعاد تشكيله بعد حرب أوكرانيا، لا يريد لهذا الخلاف أن يستمر في المنطقة".

على النقيض، نفي الكاتب الصحفي سليم عزوز ما يروج حول مصالحة لنظام السيسي مع الإخوان، وقال، في فيديو بثه عبر حسابه على يوتيوب: "لو أراد السيسي مصالحة مع الإخوان فلم لا يخاطب القيادات الموجودة في السجون مباشرة.. هو لا حاجة له بالمصالحة مع قيادات تقيم في الخارج منقسمة على نفسها، ولا حاجة له في المصالحة أصلا".

ونشرت صحيفة أخبار اليوم تصريحات رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، بعنوان (مفاجأة.. بعض الإخوان والمقربين منهم يريدون المشاركة في الحوار الوطني)، وروجت على لسان ضياء رشوان أن هناك بعض ممن ينتمي لجماعة الإخوان يريد المشاركة في الحوار الوطني وبعضهم متردد

وقال رشوان: "خارج مصر لدينا مشهد آخر حيث هناك أطراف تريد المشاركة في الحوار وهناك أشخاص منتمين لجماعة الإخوان وقريبين منها مترددين في مواقفهم وبعضهم يريد المشاركة والبعض يريد أن يشكك".

لكنه زايد بالقول: " إن هناك من أبناء مصر في الخارج -من لم يتورط في عنف ولم يحرض عليه يريدون المشاركة في الحوار الوطني وتدريجيًا سنعلن عن أسماء كثيرة مشاركة"

وأضاف: "ليس كل من غادر مصر إخوان ومعادين للبلد أو مستعدين للتحريض عليه، وبعضهم مختلف وكان لديه رأي في بعض ما يجرى في مصر في المرحلة السابقة، وأعلن اختلافه وخرج من مصر".

وقال ضياء رشوان، خلال تقديمه حلقة برنامجه «مصر جديدة» المذاع عبر فضائية «etc» مساء 23 يونيو 2022 : إن دائرة الدعوات للحوار الوطني داخليًا اتسعت بشكل كبير ووُجِّهت الدعوات لأشخاص عديدة بينهم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم

أضاف أنه تم قبول الدعوة من قبل عالم الفضاء عصام حجي وأستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي والإعلامية جيهان منصور للمشاركة في الحوار الوطني وسيصلون مصر قريبًا

  لكن عصام حجي علي نفى على "تويتر" مشاركته بشكل ضمني وقال: "أثمن كل المشاركين والقائمين على الحوار الوطني في مصر ولكن مجالي الوحيد في خدمة الوطن هو "العلم والتعليم" ولم ولن يكون لي أي مشاركة في أي حراك سياسي أيا كان اتجاهه وأهدافه، ولست في خصومة مع أي طرف مهما كان حجم الخلاف وأتمنى التوفيق لكل المشاركين".

وبعدما هاجمت الناشطة غادة نجيب مشاركة عصام حجي في الحوار قالت: دكتور عصام حجي نفي مشاركته في الحوار وضياء رشوان نقيب الصحفيين بيروج اشاعات وبيفبرك اخبار.

ولم يسلم ضياء رشوان من هجوم لجان السيسي الالكترونية لحديثه عن مشاركة حجي وحمزاوي والتلميح للإخوان، في الوقت الذي استضاف فيه رشوان الدكتور وليد رشاد، أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائي في برنامجه ليقول: "الإخوان منقسمين، في ناس أول ما سمعوا كلمة الحوار، قالوا بس احنا اتفتحلنا باب وطاقة نجاة نحقق منها مكاسب، والبعض قال مشروطة، على الرغم إن محدش دعاهم، دا الحوار داخل الوطن والوطنيين، يعني محتاج واحد عنده وطنية، فهناك انشقاق بين الإخوان، وجزء أيد رأوه طوق نجاة، واللي فاضل على موقفه شايف حياته وأعماله والبيزنس بتاعه".

رشوان استضاف في اليوم التالي الجمعة 24 يونيو في أول ظهور تلفزيوني منذ انتخابه رئيسا لحزب النور السلفي، الدكتور محمد إبراهيم منصور والمهندس أشرف ثابت عضو مجلس الشيوخ، في حديث خاص حول أولويات وتحديات الحوار الوطني.

وتحدث الاثنان عن رؤيتهما للنقاش على مائدة الجماعة الوطنية، وهل يحسبان نفسيهما داخل الحوار الوطني على الموالاة أم المعارضة؟ وكيف يفسران الهجوم المستمر عليهما من مجموعات الإخوان التي وصفاها بـ"الإرهابية؟"

والسؤال المهم: هل المصالحات الجارية على قدم وساق بين الدول العربية من حلفاء امريكا من جهة وبينها وبين تركيا من جهة أخرى سيكون لها تأثير على جماعة الإخوان المسلمين؟

والذي لاشك فيه أن أي تحركات سياسية على المستوى العربي والإقليمي سيكون لها تأثيرات مباشرة على الإخوان (سلبا أو إيجابا)، لكن حجم هذه التأثيرات ومداها لا يمكن التكهن به حاليا، وسيظهر انعكاس هذه الزيارات وتوطيد العلاقات مع نظام السيسي الدكتاتوري في ممارسات هذه الأنظمة كافة ومواقفها من الإخوان خلال الأيام المقبلة.