تصاعد تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانيا علي مصر.. النظام يخشى ضغوطاً شديدة على الاقتصاد

الاثنين - 28 فبراير 2022

30% تراجع في حجوزات الروس والأوكرانيين خلال الأيام الماضية.. ومصريون يستغيثون في أوكرانيا

تتصاعد تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانياعلي مصر يوما بعد يوم، وقد أصبح النظام المصري يجاهر بخشيته النظام  من تعرض ميزانيته لضغوط شديدة جراء هذه الحرب، التي ستعضف بالاقتصاد  ومصادر الغذاء  وأسعارها .

 و كشف تقرير لموقع "المونيتور" أن  السياحة المصرية سجلت تراجعا  بنسبة 30٪  في حجوزات السياحة من الروس والأوكرانيين خلال الأيم الماضية، كما تصاعدت أزمة المصريين العالقين في أوكرانيا ، حيث أستغاث الكثير منهم، وتصاعد الغضب الشعب من الموقف السلبي للخارجية المصرية تجاه هذه الازمة التي يعيشها كثيرر من الطلاب المصريين هناك.

وأستنكر نشطاء تصريحات سفارة مصر في رومانيا  حول توفير خدماتها للمصريين الذين نجحوا في الدخول إلى رومانيا هرباً من الحرب في أوكرانيا ،  مقابل دفع جميع النفقات اللازمة لنقلهم لوطنهم مما أثار غضب المصريين.

 ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

تداعيات الاجتياح الروسي

تصاعدت تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانياعلي مصر ، حيث قال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد إن بلاده تأمل ألا تمتد الأزمة الروسية ـ الأوكرانية لفترة طويلة، تفادياً لتعرض موازنة مصر لضغط شديد، مشيرا إلى العمل على خطة لاستيراد القمح من مناطق أخرى بدلا من موسكو وكييف

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن سعد قوله، أمس، إن مصر لديها 14 دولة معتمدة لتوريد القمح، بعضها خارج القارة الأوروبية

وروسيا وأوكرانيا هما عادة أكبر مصدري القمح إلى مصر، إذ بلغت نسبة الواردات الروسية نحو 50%، في حين بلغت الأوكرانية 30% من إجمالي واردات مصر من القمح في عام 2021، وفقاً لبيانات من اثنين من المتعاملين في المنطقة، بحسب وكالة رويترز

وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، قفزت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية إلى أعلى مستوى منذ أكثر من تسعة أعوام، نهاية الأسبوع الماضي.

ولا تقتصر مخاوف الدول المستوردة لهذه السلع الرئيسية على توقف صادرات القمح الروسي والأوكراني فقط، بل قد تتسع الدائرة لتشمل الدول الغربية الموردة التي قد تدخل في الصراع.

وجاءت روسيا في صدارة الدول المصدرة للقمح خلال عام 2020، وفق بيانات صادرة حديثاً عن وزارة الزراعة الأميركية، بما يصل إلى 37.3 مليون طن سنوياً.

وحلّت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بـ 26.1 مليون طن، تليها كندا بـ 26.1 مليوناً، ثم فرنسا بـ19.8 مليون طن، وأوكرانيا 18.1 مليون طن، فالأرجنتين بـ 10.6 ملايين طن، وأستراليا بـ 10.5 ملايين طن، ألمانيا بـ 9.2 ملايين طن، كازاخستان بـ 5.2 ملايين طن، وبولندا بنحو 4.7 ملايين طن.

تداعيات الأزمة على السياحة

وفي السياق نفسه ، ألقت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا مع غزو موسكو في 24 فبراير بظلالها على قطاع السياحة في مصر والذي يعتمد بشكل كبير على الزوار من البلدين، بحسب تقرير نشره موقع "المونيتور".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" سجل 30٪ من التراجع في حجوزات السياحة من الروس والأوكرانيين حتى الآن ، حتى قبل الاجتياح، في الوقت الذي ازدادت فيه التوترات ، بينما حشدت روسيا قواتها على طول الحدود الأوكرانية

وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن مصر، شأنها شأن الدول الأخرى، شهدت انخفاضا كبيرا في أعداد السياح خلال تفشي وباء فيروس كوفيد-19، إلا أن هناك آمالا بالانتعاش مع تخفيف القيود واستئناف الرحلات من روسيا.

ولطالما كان ساحل البحر الأحمر مقصدا سياحيا رائجا للروس، ولكن بعد هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء في العام 2015 أسقط طائرة روسية متجهة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرغ ، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا، علقت موسكو رحلاتها إلى مصر، وقد رفع الحظر أخيرا في يوليو الماضي، واستأنفت روسيا رحلاتها الجوية التجارية المباشرة إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ في أغسطس، وكان المسؤولون الحكوميون قد توقعوا أن يرتفع عدد السياح الروس إلى ما يتراوح بين 300 ألف و 400 ألف سائح شهريا.

ولا توجد إحصاءات مصرية حول عدد السياح الأوكرانيين خلال عام 2021، إلا أن وكالة السياحة الأوكرانية قالت في تقرير صدر يوم 25 يناير إن "1.46 مليون أوكراني زاروا مصر خلال العام الماضي، مما يجعل مصر ثاني أكثر وجهة سياحية شعبية بعد تركيا".

وقال بيتر ناثان، عضو مجلس إدارة جمعية الفنادق المصرية المملوكة للدولة وصاحب منتجع "إكسبرينس سي بريز" وهو سلسلة فنادق في شرم الشيخ للمونيتور "هناك انخفاض بنسبة 30 في المائة في عدد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا إلى منطقة البحر الأحمر".

وأضاف ناثان أن السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا هم الزائرون الرئيسيون إلى منطقة البحر الأحمر،  وهناك دون شك تأثير على عدد السائحين الداخلين في الوقت الحاضر.

وقال إن "الأعداد انخفضت بالفعل في فبراير نتيجة للأزمة السياسية ، بالرغم من أن معدلات السياحة في الربع الأخير من عام 2021 كانت  مشجعة للغاية ".

وفي الوقت نفسه، قال إلهامي الزيات الرئيس السابق لاتحاد السياحة المصرية ووكيل شركة الطيران الأوكرانية الدولية في مصر لمونيتور "أبلغتنا الخطوط الجوية الأوكرانية بأنها ستعلق رحلاتها إلى مصر بشكل دائم هذا الشهر، دون تحديد موعد لاستئناف الرحلات الجوية، نتيجة للتوتر مع روسيا".

وفى 25 فبراير الماضي، أعلنت وزارة السياحة والآثار أن أي سائح أوكراني عالق في البلاد بسبب الأزمة الحالية يمكن أن يبقى حتى يعود بأمان ، وأكدت نورا علي، رئيسة لجنة السياحة والطيران في برلمان السيسي لمونيتور ، أن الحجوزات من أوكرانيا انخفضت بنسبة 25-30 بالمائة في فبراير.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار في سبتمبر 2021 "جاء الأوكرانيون في المرتبة الثانية بعد الألمان، من حيث عدد السياح الوافدين إلى مصر قبل جائحة فيروس كورونا".

وكان وزير السياحة والآثار في حكومة السيسي خالد العناني قد قال في يونيو الماضي "كانت أوكرانيا من أوائل الدول التي جاء سائحوها إلى مصر منذ استئناف حركة السياحة الوافدة في يوليو 2020 ، حيث يزور أكبر السياح المعالم المصرية".

وقالت نورا علي إن "الأوكرانيين يمثلون حوالي 30 في المائة من إجمالي السياح في البحر الأحمر، ولكن السياحة بشكل عام انخفضت بسبب فيروس كورونا، والآن انخفضت أعداد السياح من أوكرانيا وروسيا أكثر".

وفي عام 2019، زار 13.1 مليون سائح مصر، مما حقق إيرادات بلغت 13.03 مليار دولار ، لكن مع انتشار فيروس كورونا في عام 2020، انخفضت عائدات السياحة بنحو 70 في المئة إلى 4 مليارات دولار، وبلغ عدد السياح 3.5 مليون، وفقا لوكالة رويترز.

مصريون يستغيثون في أوكرانيا

اشتكى مصريون من أوضاع صعبة في أوكرانيا، ومن عدم تلقيهم أيّ مساعدة من قبل السفارة المصرية هناك. وقد أُطلقت "هاشتاغات" عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها #أنقذوا_طلاب_مصر_في_أوكرانيا و#إجلاء_الطلاب_المصريين.

وكتب محمد يسري (Mö Evý) على صفحة خاصة بالمصريين في أوكرانيا على موقع "فيسبوك"، أنّه "مصري متواجد بمدينة جيتومير"، مضيفاً "(أنا) عالق مع أسرتي الأوكرانية وتحدثت مع الجهات المختصة ولم يقم أحد بالردّ عليّ".

وتابع يسري: "يا جماعة أنا عايش في أوكرانيا لمدّه تزيد عن 6 سنين، والوضع مش زي التلفزيون. الأخبار عبارة عن دمار وخراب فوق من ما أيّ حد يتوقع، يا ريت من فضلكم أيّ حد متحرّك على بولندا أو رومانيا يساعدني في الوصول إلى الحدود أنا وأسرتي عشان كلّ حاجة من موارد بتخلص لأنّ المسافة لحدّ الحدود تعدي الـ8 ساعات (...)".

وشدّد يسري: "إحنا بجدّ بجدّ محتاجين مساعدة عشان نوصل الحدود. الأمر سهل بكتير بعد المعبر. الناس كتير جداً على الحدود. والعبور بياخد يوم أو أكتر.. ده لوحده عذاب إنّك تقف يوم كامل أنت وأسرتك.. الجو سقعة (بارد) جداً".

من جهة أخرى، أشارت وزارة خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، إلى أنّ "دبلوماسيين إسرائيليين يساعدون على إجلاء مواطنين لبنانيين وسوريين ومصريين من أوكرانيا، ونقلهم من الدولة التي مزقتها الحرب، إلى جانب الإسرائيليين".

وصرّح متحدث باسم الوزارة بأنّ "مواطنين من عدّة دول إقليمية، بما في ذلك من هي في حالة حرب معهم ، صعدوا إلى حافلة جهزها دبلوماسيون إسرائيليون على الجانب البولندي من الحدود، وأنّ السفارة مستعدة أيضاً لمساعدة سكان القدس الشرقية".

وفي سياق متصل ، أفادت وزارة الخارجية المصرية بأنّ الوزير سامح شكري وجّه سفير مصر في العاصمة الأوكرانية كييف باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوفير الرعاية والدعم للمواطن المصري محمد سعد رجب محمد زايد الذي أُصيب بعيارَين ناريَّين في أوكرانيا، والموجود حالياً في أحد مستشفيات مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد، وذلك "في ضوء الوضع المتأزم حالياً في عموم الأراضي الأوكرانية".

سفارة مصر في رومانيا تثير الغضب

وقد أعلنت السفارة المصرية في رومانيا عن توفير خدماتها للمصريين الذين نجحوا في الدخول إلى رومانيا هرباً من الحرب في أوكرانيا، وذلك في بيان لها تداولته صحف محلية، جاء فيه أن مصاريف عودتهم إلى البلاد ستكون على نفقتهم الشخصية.

وجاء في البيان: "في ضوء بدء وصول مجموعات من المصريين إلى رومانيا، تتشرف السفارة المصرية في بوخارست بتقديم خدماتها من تسهيل حجز الفنادق وحجز تذاكر السفر للعودة إلى مصر، على نفقتهم الشخصية".

أثار التصريح موجة من الغضب بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تصريح محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي بأن المحافظة تستضيف 6226 سائحاً أوكرانياً، وتتحمل نفقاتهم في الوقت الحالي في المنشآت السياحية بالتنسيق مع وزارة السياحة، وهو ما لا يحظى به المصريون العالقون بالخارج.

وكتب حساب "باهر" ‏"مواطنين دولتك هربانين من حرب، ومع ذلك هاتسكنهم في فنادق وتحجز لهم تذاكر سفرهم على حسابهم، بس السياح الأوكرانيين اللي قاعدين عندنا، نحجز لهم فنادق ببلاش، يعني الحل الأدنى من المعاملة الآدمية والإنسانية بتفضل فيها الأجنبي عن المواطن اللي بيدفعلك ضرايب".

وقال محمد عبد الرحمن ‏"أنا مش هاتشل لوحدي. ماعنديش اعتراض خالص إننا نتحمل نفقات أي حد بلده فيها حاجه. إنما بالنسبه للمصريين اللي عايزين تجيبوهم من أوكرانيا على نفقتهم الخاصة. على فكره أنتم مش بتصرفوا عليهم من جيب أبوكم. دي حقوقهم اللي أنتم نهبتوها".

وعلق الممثل عمرو واكد ‏"مش مصدق إن مافيش أي مجهود للحفاظ على سلامة المصريين لا بره ولا جوه الحقيقة. إذا كنت مواطن مدني فلك صفر حقوق. ربنا يعين كل مصري في أي حتة في العالم".وكتب مجدي كامل ‏"كل التمنيات بالسلامة للمصريين المحاصرين في أوكرانيا وحدهم".