تسليم ملفات جهاز الأمن البحريني لاسرائيل..اختراق خطير للعرب والمقاومة

الاثنين - 31 يناير 2022

في مقال كتبه لموقع "رأي اليوم" قال الكاتب والسياسي الفلسطيني بسام ابو شريف ، اليوم الاثنين: "تتناول اقلام عربية متعددة ما اقدمت عليه البحرين مؤخرا وهو تسليم جهاز الامن البحريني وملفاته لاسرائيل لكي تعيد ترتيبه وتنظيمه وبرمجته.

 وتتناول الاقلام هذا الامر من باب خطوات اضافية بالتطبيع بين البحرين واسرائيل وبعضها تناول هذا التطور الخطير من باب الغطاء السعودي له وآخرون تناولوا هذه الخطوة من باب مخاطر هذه الخطوة على البحرين بحيث ان البحرين تحولت بموجب هذا الاتفاق الى مستعمرة لاسرائيل.

 لكن الامر اخطر من ذلك بكثير فالبحرين ليست مهمة ولكن المهم ان البحرين هي عضو في جامعة الدول العربية ولها مندوون في كل مؤسسات عربية مشتركة وعلى راسها مؤسسات وزارات الداخلية والامن والامن العربي المشترك والدفاع العربي المشترك الى آخره من الاتفاقيات التي تربط دول جامعة الدول العربية بعضها ببعض بدأ من النواحي العسكرية والامنية .

هذا الاتفاق يسلم للخبراء الاسرائيليين ولضباط الامن الذين وصلوا الى البحرين وتسلموا جهاز الامن البحريني يضع بين ايديهم كل ارشيف البحرين المكون من التقارير العربية المشتركة ومن المعلومات العربية المشتركة التي كانت تعتبر اسرائيل عدوا للعرب وكانت تلاحق كل من يخترق الامن العربي لصالح الامة العربية مقابل ومواجه لعدو الامة العربية اسرائيل.

ماذا ستفعل المجموعات الاسرائيلية التي اطلق عليها لقب خبراء في الامن والادارة وادارة المعلومات؟

 اولا، لا بد من تحديد أهداف استراتيجية للاجهزة الامنية كالعادة فلكل جهاز امني في العالم اهداف استراتيجية وتنطلق هذه الاهداف من تحديد تلك الدولة سواء كانت اوروبية او غير اوروبية من هم اعدائها ومن هم اصدقاؤها، فلكل طرف من هذه الاطراف بدائل وبرامج وخطط لدى اجهزة الامن لمتابعتها فمتابعة عدو البلد شيء مختلف عن متابعة صديق البلد، والمعلومات التي تجمع وتدرس وتبرمج عن العدو مختلفة عن المعلومات التي تجمع وتبرمج عن الصديق وليس العدو .

 من هنا فان الهدف الاول لهؤلاء الخبراء ان يحددوا ان اسرائيل ليست عدوا للأمة العربية وعليه فهي ليست عدوا للبحرين، وعليه فان كل المعلومات المتعلقة بهذا العدو الذي كان يجب ان تشطب وتحل محلها معلومات اخرى تصب في خانة واحدة هي ان اسرائيل حليف وليست عدوا

 من ناحية أخرى، فيعتبر كل من هو ضد القيادة البحرينية في التطبيع مع اسرائيل عدوا للبحرين وعليه سيكون هذا الطرف وهذه الاطراف اعداء للبحرين ويستهدفها جهاز امن البحرين من حيث الملاحقة والمتابعة وجمع المعلومات؛ الشيء الذي سيصب في حقيقة الامر في خانة اسرائيل وتمكنها من اخذ المعلومات التي تريدها عن هذه الدولة العربية او تلك التي تقف موقفا سلبيا من تطبيع البحرين علاقاتها مع اسرائيل.

تابع الكاتب: "تغيير المنهج بحيث ان اسرائيل صديق وليست عدو سيعني ان كل من يعارض التطبيع هو عدو وليس صديق.. من هنا فالخطر الداهم يلاحق الان ليس الدول العربية التي تقف نوقفا صلبا وحازما وحاسما من موضوع التطبيع برفضه اولا ومقاومته ثانيا ومحاولة جمع كلمة الرافضين للتطبيع والداعمين للحق الفلسطيني.

على صعيد آخر سوف تبرمج هذه المجموعة من الخبراء الاسرائيليين الامن البحريني وخططه العملية على اساس اعتبار المقاومة عدوة للبحرين لأنها عدوة لإسرائيل من هنا سيعنى جهاز الامن البحريني بإشراك اسرائيل على جمع المعلومات عن محور المقاومة وخاصة المقاومة الفلسطينية، لأنه ستعتبر هذه المقاومة  عدوا للبحرين لانها عدو لإسرائيل، وبهذا تكون الخطوة التي اتخذتها البحرين تصب في أن يحول جهاز استخبارات البحرين الى جهاز يمد اسرائيل بالمعلومات عن كل المناضلين والذين يسعون من اجل رفعة كلمة الحق والعدل وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وهذا يعني ان البحرين ستتحول الى جهاز استخبارات يخدم اسرائيل ضد كل الدول العربية".

ويطالب الكاتب بإقصاء البحرين من كل اناء عربي مشترك ويجب ان يمنع عن البحرين كل معلومة يستفيد منها العدو لانه اذا استمر هذا الامر سوف تصبح اللغة الرسمية في البحرين هي لغة الموساد العبرية وليس العربية ، حسب قوله.

المصدر: رأي اليوم