تزايد اغتيالات الضباط في سيناء.. اختراق أمني أم انشقاق داخل الجيش؟

الاثنين - 14 يونيو 2021

شهدت الأيام الأخيرة اغتيال تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" مسؤولين أمنيين وعسكريين مصريين في محافظة شمال سيناء، بعد فترة من الهدوء النسبي التي سادت المحافظة.

يضع هذا التطور علامات استفهام حول كيفية وصول التنظيم لهذه القيادات الوازنة على المستوى الأمني في سيناء، خصوصاً أن أحد القتلى هو ضابط رفيع في جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع، الفاعل بشكل أساس في شمال سيناء، والذي ينسق كل النشاطات في المحافظة، بما فيها العلاقة بين المجموعات القبلية المسلحة وقوات الجيش.

يتحكم هذا الجهاز في كل صغيرة وكبيرة في شمال سيناء، منذ سنوات طويلة، وقلما يتعرض جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع لخسائر مباشرة في صفوف ضباطه، بحسب صحيفة "العربي الجديد"

هجمات تنظيم "ولاية سيناء" في الأيام الأخيرة أدّت إلى مقتل ضابطين برتبتين رفيعتين وعدد من المجندين.

في 31 مايو الماضي قتل العميد أركان حرب في الجيش المصري خالد علاء الدين العريان برصاص قناص أثناء عمليات عسكرية للجيش جنوب مدينة الشيخ زويد.

ويشغل العريان منصب قائد قوات التدخل السريع، وهي أحد أهم تشكيلات الجيش المصري في شمال سيناء، فيما كان يشغل منصب قائد "القوة 888" لمكافحة الإرهاب في الجيش.

وبعد أيام قليلة من مقتل العريان، قتل ضابط كبير في المخابرات الحربية المصرية برتبة مقدم أركان حرب، وهو أحمد محمد جمعة، من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وقائد الكتيبة "26"، بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح.

قال باحث في شؤون سيناء إن "وصول تنظيم ولاية سيناء الإرهابي إلى قيادات عسكرية وأمنية ليس أمراً سهلاً في شمال سيناء، خصوصاً في ظلّ القبضة الأمنية القوية التي لا اختلاف عليها خلال العامين الأخيرين، وقدرة قوات الجيش على فرض السيطرة في كافة أنحاء المحافظة بشكل شبه كامل بعد سنوات من فقدان هذه السيطرة وتوسع انتشار التنظيم على حساب وجود الجيش والشرطة".

وأضاف أنّ "ما جرى أخيراً له تفسيران فقط؛ الأول أن أحد المتعاونين مع الجيش المصري، ويعرف جيداً تحركات القوات والمسؤولين، أخبر طرفاً في التنظيم بمعلومات حصرية، و"التفسير الثاني يتعلق بتسريب معلومات أمنية وعسكرية من قبل أفراد أو ضباط في القوات المسلحة لصالح التنظيم.

وهذا يعيد هواجس تجارب سابقة لانشقاق ضباط في الجيش المصري والتحاقهم بتنظيم داعش الإرهابي، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل خسارة بشرية كبيرة في صفوف جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع.

المصدر   العربي الجديد