تجريد الزنازين" قبيل رمضان "وحياة أسامة ياسين في خطر

الخميس - 22 أبريل 2021

قبيل شهر رمضان الكريم ، شهدت السجون المصرية تصعيدا كبيرا من قبل مصلحة السجون، تمثلت في تجريد الزنازين من محتوياتها ، والتضييق على المعتقلين، والانتهاكات تصاعدت على مدار الساعات القليلة الماضية في معظم السجون ، وفي هذا السياق ، أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان - منظمة مجتمع مدني مصرية - تزايد الانتهاكات بحق الطلبة من معتقلي سجن وادي النطرون 440، والتنكيل بمعتقلي العقرب مستمر مع اقتراب رمضان .. ظروف الاحتجاز المأساوية حولت  الزنازين لمقابرويتعرض المعتقلين  للقتل البطيء عبر الإهمال الطبي وعدم توفير أدنى معايير السلامة وصحة الإنسان ، وحملة " حقهم" أكدت أن د. أسامة ياسين يقبع في زنزانة انفرادية بسجن العقرب منذ اعتقاله في 26 أغسطس 2013.. وتمنع عنه الزيارة منذ سنوات .. ومُنع عنه أيضا القدر الضئيل من الطعام الصحي الذي كان يصل من خلال أسرته ، وتدهورت حالته الصحية ..على صعيد متصل، تصاعدت الانتقادات من قبل النواب الديمقراطيين بأمريكا    لسياسة بايدن تجاه الوضع الحقوقي في مصر، وتتهمه بالتباطؤ في تنفيذ وعوده الانتخابية الخاصة بملف حقوق الانسان، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

قبيل رمضان .. تجريد الزنازين وانتهاكات بالسجون

قبيل شهر رمضان الكريم ، شهدت السجون المصرية تصعيد كبيرا من قبل مصلحة السجون ، تمثلت في تجريد الزنازين من محتوياتها ، والتضييق علي المعتقلين ، والانتهاكات تصاعدت علي مدار الساعات القليلة الماضية في معظم السجون .

انتهاكات جديدة في وادي النطرون 440  

وفي هذا السياق ، أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني مصرية- تزايد الانتهاكات بحق الطلبة من معتقلي سجن وادي النطرون 440، وذلك بعد رجوعهم من الامتحانات في سجن طرة.

وحسب بيان رسمي صادر عن المركز، فإن إدارة السجن أجبرتهم على دخول الإيراد الجنائي، وحرمتهم من حقهم الإنساني في الطعام، وتعرضوا للاعتداء البدني واللفظي عليهم، ما خلّف إصابات شديدة، إضافةً إلى دخول بعضهم التأديب.

وحسب ما أورد المركز، فإن أحد المتضررين هو الطالب حاتم محمد إبرإهيم إبراهيم الصوفاني، الذي أصيب بكدمات في جسده، وتعرض لإصابات في وجهه، ولكسر في الكتف، على يد رئيس المباحث محمد عبد المطلب والمخبر ياسر بمعاونة مُسَيَّر جنائي اسمه هشام.

وقد أبقى رئيس المباحث الطالب حاتم لأيام في التأديب، ثم في الإيراد الجنائي حتى تختفي الإصابات كي يمنعه من تقديم شكوى رسمية وعمل محضر، واليوم هو العاشر لإضراب الطالب عن الطعام احتجاجا على ما تعرض له.

وقد ازداد عدد الانتهاكات وحدّتها في سجن وادي النطرون 440 في الفترة الأخيرة، ولوحظ ظهور رئيس المباحث محمد عبد المطلب في كل انتهاكات السجن، ما يتطلب وقفه عند حده ومحاسبته، لما يشكله من خطورة على المعتقلين قد تصل إلى حد إنهاء حياتهم جراء الانتهاكات أو الإهمال الممنهج، حسب المركز.

ودان مركز الشهاب لحقوق الإنسان الانتهاكات بحق الطلبة، وحًمل إدارة السجن ومصلحة السجون المسؤولية عن سلامتهم، وطالب بوقف الانتهاكات فورا ومحاسبة رئيس المباحث، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في ظل انتشار وباء كورونا.

التنكيل بمعتقلي العقرب وحياة  د. أسامة ياسين في خطر

ومع اقتراب رمضان ، واصلت سلطات الانقلاب جرائمها بحق معتقلي العقرب  في ظروف احتجاز مأساوية حولتها إلى مقابر للقتل البطيء عبر الإهمال الطبي وعدم توفير أدنى معايير السلامة وصحة الإنسان وفقا لما وثقته العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.

ومن بين عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، من قادة وأعضاء الإخوان وكل القوى السياسية الأخرى، يعتبر الدكتور أسامة ياسين، وزير الشباب والرياضة الناجح بحكومة الدكتور هشام قنديل، وأحد أبرز قيادات ثورة 25 يناير الذين يقبعون في سجون العسكر منذ ثمان سنوات بسجن "العقرب" شديد الحراسة؛ وذلك لموقفه من رفض الانقلاب العسكري على إرادة الشعب المصري؛ حيث يتم التنكيل به لدوره الكبير في الثورة على الحكم العسكري.

ونددت " حملة حقهم " الشعبية للتضامن مع المعتقلين والمختفين قسريا بما يحدث من انتهاكات لياسين وتناولت قصته عبر حلقة هذا الأسبوع من برنامجها "بودكاست المعتقلين"خاصة بعد تدهور حالته الصحية ، ومنع الأدوية عنه بخلاف منع الزيارة .

حبس انفرادي

و يقبع ياسين في زنزانة انفرادية بسجن العقرب منذ اعتقاله في 26 أغسطس 2013، وتمنع عنه الزيارة منذ سنوات؛ حيث مُنع عنه أيضا القدر الضئيل من الطعام الصحي الذي كان يصل من خلال أسرته ضمن مسلسل التنكيل به وبكل رموز الثورة المصرية الذين تمنع عنهم عصابة العسكر أدنى مقومات الحياة الأساسية بما يوصف بأنه عملية قتل بالبطيء. ويؤكد أهالي المعتقلين داخل سجن العقرب خاصة القيادات الشعبية والثورية على سوء أوضاعهم بشكل بالغ وتكاثر الأمراض عليهم، في ظل استمرار تصاعد التضييق واستمرار الانتهاكات بما يتنافى مع أدنى حقوق الإنسان.

انتقادات ديمقراطية لسياسة بايدن تجاه الوضع الحقوقي في مصر

وفي سياق متصل ، تتعرض إدارة الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، لانتقادات لعدم اتخاذها خطوات حول الوضع الحقوقي المتدهور في مصر، وهو ما وعد به الرئيس خلال حملته الانتخابية

وركز "بايدن" على الشق الحقوقي المتعلق بسياسته الخارجية خلال حملته الانتخابية، وقال آنذاك، إنه لن يمنح "أي شيكات مفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل بعد الآن"، في إشارة إلى " السيسي".

لكن تصريحات "بايدن" تلك تعارضت مع خطوة إدارته الأخيرة، وتحديدا عندما وافقت وزارة الخارجية، في فبراير/شباط الماضي، على صفقة صواريخ ومعدات عسكرية لمصر، تقدر بنحو 197 مليون دولار، بحسب "واشنطن بوست".

وأضافت الصحيفة أن قرار السماح بالصفقة وتوقيتها، أثار مخاوف لدى بعض المشرعين الديمقراطيين، الذين لديهم مسؤوليات رقابية على عمليات انتقال الأسلحة الأمريكية.

ولفتت إلى أن هذه المخاوف قد عُززت بتقرير الخارجية الأمريكية عن الوضع الحقوقي حول العالم، والذي انتقد إدارة "السيسي" بسبب انتهاكات حقوقية تشمل، "القتل غير القانوني، الاختفاء القسري، التعذيب والعقوبات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من قبل الحكومة".

وأشار تقرير الخارجية الأمريكية، الذي نشر قبل أيام، إلى أن قوات الأمن المصرية ارتكبت "انتهاكات عديدة"، لكن الحكومة عاقبت المسؤولين الذين ارتكبوا انتهاكات، سواء في الأجهزة الأمنية أو في أي مكان آخر في الحكومة، لكن في معظم الحالات، لم تحقق بشكل "شامل"؛ ما ساهم في "خلق بيئة من الإفلات من العقاب".

وأوضحت "واشنطن بوست"، أن إدارة "بايدن" أخبرت الكونجرس عن صفقة صواريخ محتملة لمصر في 16 فبراير/شباط الماضي، في وقت اعتقلت فيه السلطات المصرية أقارب المعارض المصري، "محمد سلطان"، في خطوة ينظر إليها ناشطون حقوقيون على أنها تكتيك ترهيب، مصمم لإسكات انتقادات "سلطان" لـ"السيسي".

وعلق أحد مساعدي لجنة الكونجرس المطلعة على الوضع، للصحيفة الأمريكية -والذي تحدث على شرط السرية- قائلا "حدثت الاعتقالات أثناء مراجعة الإخطار الرسمي.. كنا نتمنى أنه في ضوء الأنباء المهمة الخاصة باعتقالات أقارب سلطان، أن توقف وزارة الخارجية الصفقة مؤقتا، وتتشاور وتعيد تقييمها".

وقال النائب الديمقراطي، عن ولاية "نيو جيرسي"، "توم مالينوفسكي"، الذي شغل منصب مسؤول كبير عن حقوق الإنسان في عهد إدارة الرئيس الأسبق، "باراك أوباما": "حسب تجربتي، فإن الشيء الوحيد الذي يؤثر على السلوك المصري، هو حرمانهم من اللعب"، في إشارة إلى الأسلحة.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ميتشيجان، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، "آندي ليفين": "لا نفهم، كيف يعقل منح مساعدة عسكرية هائلة لبلد يبدو أنه لا يواجه تهديدات أجنبية، ولا تتعاون معنا جيدا في الغرب الليبي، كما أنها تقمع شعبها على وجه الخصوص".

واختتم "ليفين" حديثه مع "واشنطن بوست"، قائلا: "ما هو الدور الحاسم الذي تلعبه مصر في الوقت الحالي، ما الذي يبرر منحهم كل هذه المساعدات؟".

وأوضح تقرير "واشنطن بوست" أن السفارة المصرية في واشنطن عقدت -تحسبا لمغادرة ترامب الرئاسة- اتفاقا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بقيمة 65 ألف دولار شهريا مع شركة "براونشتاين هيات فاربر شريك"؛ من أجل ترتيب حملات للضغط السياسي لتعزيز مصالحها في واشنطن، ويضم الفريق الذي يمثل مصر، عضو الكونجرس الجمهوري السابق، "إدوارد ر. رويس".