برأه من دماء الثوار..السيسي: طنطاوي كان متألما بشدة لتسليمه الحكم للإخوان

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021

نعى عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021 وزير الدفاع المصري الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي، الذي توفي صباح اليوم، كما أعلن الحداد الوطني لمدة 3 أيام.

وكمن يتحسس "بطحة" على رأسه قال السيسي، خلال افتتاح مشروع: إن المشير طنطاوي "كان بريئاً من أي دماء شهدتها مصر خلال فترة تولي المجلس العسكري".

 وأضاف أن المشير طنطاوي بريء من أي دماء فيما تخص أحداث محمد محمود، وأحداث ماسبيرو، وأحداث استاد بورسعيد، وأحداث المجمع، معقباً: "أي حاجة من الحاجات اللي تمت في فترة حكمه من تآمر لإسقاط الدولة… والله هو بريء منها".

وأعلن السيسي إطلاق اسم طنطاوي على قاعدة الهايكستب، إحدى أكبر القواعد العسكرية في مصر، والقاعدة الرئيسية بالمنطقة المركزية.

وزعم السيسي- في تصريحات خلال حضوره افتتاح عدد من المشروعات، صباح اليوم، في محافظة السويس- أن طنطاوي بذل مجهودا كبيرا لمنع سقوط مصر بعد (ثورة) 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

وقال إن طنطاوي بريء من كل الدماء التي أريقت في الأحداث التي شهدت بالفعل مصادمات بين المتظاهرين والشرطة والجيش، ومنها أحداث محمد محمود وماسبيرو والمجمع العلمي وكذلك أحداث بورسعيد، قائلا: "والله والله، وهذه شهادة مني كأحد المسؤولين، المشير طنطاوي بريء من أي دم في تلك الأحداث"، واصفا إياها بأنها "مؤامرات لإسقاط مصر".

ولمّح السيسي إلى مسؤولية الإخوان عن تلك الأحداث: "شفتوا اللي حصل للأشرار والمجرمين اللي عملوا الأحداث دي، لأن كل من هو مخلص وشريف وحريص على الناس يجب أن يطمئن، وكل من هو غير ذلك مهما كانت مهارته في التخطيط والتآمر والقتل مش هيكسب أبدا".

وحرص السيسي أيضا على تبرئة جميع المسؤولين عن حكم مصر في ذلك الوقت أيضا، قائلا إنهم جميعا ليسوا مسؤولين عن الدماء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ونقل السيسي عن طنطاوي أنه كان يقول "أنا ماسك بإيدي جمرة ومش قادر أسيبها"، مدعيا أنه كان يعلم مبكرا أن انتخابات الرئاسة سيفوز بها "فصيل معين"، يقصد الإخوان المسلمين، وأن طنطاوي كان متألما بشدة لأنه سيسلم حكم مصر للإخوان "كان يقول لي بقى التاريخ يقول عني سلمتهم الحكم!".

وكتب السيسي في تدوينة له عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "فقدت اليوم أباً ومعلماً وإنساناً غيوراً على وطنه، كثيراً ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن".

وأضاف السيسي: "المشير طنطاوي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر، وعرفته محباً ومخلصاً لمصر، وشعبها... وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرته الصبر والسلوان".

و توفي محمد حسين طنطاوي، فجر الثلاثاء ، عن عمر يناهز الـ85 عاماً، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية.

وشهد عهد طنطاوي تقديم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ورموز نظامه للمحاكمات في ظل تصعيد الميدان، ولكن من دون مساءلة سياسية أو محاسبة شفافة وفعّالة عن قتل المتظاهرين، كما شهد عهده إجراء عدد من الاستحقاقات الانتخابية، أسفرت عن تنازل المجلس العسكري بصعوبة عن السلطة التنفيذية لأول رئيس مدني منتخب للبلاد وهو محمد مرسي، مع احتفاظه بالسلطة التشريعية والرقابة على الجمعية التأسيسية للدستور، وذلك بعد حل مجلس الشعب المنتخب أيضا.

ولطالما كانت علاقة طنطاوي بالسيسي متميزة، حيث كان هو الذي اختار السيسي قائدا للمخابرات الحربية وعضوا بالمجلس العسكري في نهاية عهد مبارك، وقد كرّمه السيسي مرارا بعد وصوله إلى الحكم، في إشارات صريحة لعمله طوال السنوات السابقة على انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 على تقويض هدف الثورة الرئيسي وهو تداول السلطة وحرية العمل السياسي.

المصادر           القدس العربي+ العربي الجديد