بثلاث هجمات في 2022 .."داعش" يتحدى السيسي ويهدد الملاحة بقناة السويس
الأحد - 20 نوفمبر 2022
إنسان للإعلام – خاص:
في عملية ذات دلالة، قتل مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم ولاية سيناء (تابع لداعش) يوم 19 نوفمبر 2022، ضابطين برتبة مقدم و5 جنود وفق مصادر قبلية خلال هجوم نادر علي موقع عسكري بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية المتاخمة لسيناء. (فيديو)
ثم تحصن ثلاثة منهم على الأقل، وفق رواية الأهالي، داخل المدرسة الصناعية بالقنطرة شرق الوقعة غربي سيناء واستخدموا المدرسة كمنصة للهجوم على أكمنة الجيش، ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين. وبعد فشله في التغلب عليهم، قصف الجيش المصري المدرسة بالطيران الحربي ما أدى الى تدمير بعض اجزاءها.(صور)
ورغم خطورة الهجوم الذي وقع بالقرب من قناة السويس، وأدى إلى توقف حركة المرور من سيناء وإليها عبر معديات قناة السويس، فيما لم يُعرف مصير حركة السفن عبر قناة السويس خلال فترة الهجوم، لم يتطرق له المتحدث العسكري ولا الإعلام المصري.
ومع التعتيم الإعلامي وصمت المتحدث باسم الجيش عن ذكر أي معلومات بشأن الهجوم، تداولت وسائل إعلام تقارير عن حشد الجيش قوات ضخمة برية وجوية ومليشيات قبلية لصد مسلحي تنظيم الدولة.
وتسيطر أجهزة الاستخبارات على وسائل الإعلام، وتمنع نشر أخبار سيناء منذ عام 2014 إلا عبر الجيش، ويعاقب بالسجن من يخالف ذلك من الصحفيين.
ونشر مصريون وطلبة جامعة سيناء عدة فيديوهات عن الاشتباكات وصور القتلى، تجاهلها الاعلام المصري، مؤكدين أنهم مروا بليلة صعبة للغاية لكن أعضاء تنظيم الدولة لم يتعرضوا لهم.(فيديو)
وكشفت تعليقاتهم أن عناصر تنظيم الدولة سيطروا بجانب المدرسة الصناعية على كلية الصيدلة، ومبانٍ أخرى بجامعة سيناء، الذين كتب طلابها استغاثات عديدة، إلى أن هرعت قوات كبيرة من الجيش والشرطة والمجموعات القبلية المساندة لمكان الهجوم.(بوست)
ورغم تأكيد أهالي الإسماعيلية مقتل مسلحي تنظيم الدولة واحتمال هرب بعضهم وانتهاء الاشتباكات بعد قرابة 5 ساعات بالقصف الجوي، قال أهالي طلاب أن الاشتباكات استمرت ثلاثة أيام.(بوست)
خطورة الهجوم
يري مراقبون أن هذا الهجوم نوعي لأنه أقرب هجوم باتجاه قناة السويس، ومن ثم له دلالات خطيرة تشير لاحتمال سعي الإرهابيين لاستهداف قناة السويس وعوائدها ما سيشكل ضربة قوية لاقتصاد السيسي الذي يعتمد على القناة والسياحة وتحويلات المصريين بعد تقلص الديون الخارجية.(خارطة لموقع الهجوم)
فقد وصل الأمر لسيطرة الإرهابيين على مبانِ مدارس حكومية في مدينة القنطرة بالإضافة لاشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات، استدعى فيها الجيش قوة كبيرة من القوات الخاصة والمظليين وفوج حماية المجرى الملاحي "قناة السويس"
وهي المحاولة الثانية للتنظيم الإرهابي السيطرة على مدينة كاملة بعد محاولته السيطرة على قرية الجلبانة منذ 3 شهور
والغريب أن هذا الهجوم النوعي لتنظيم داعش على مدينة القنطرة شرق القناة تميز بالدقة البالغة في اختيار التوقيت، وبعد ساعات قليلة من انتهاء مؤتمر المناخ.
وكان آخر هجوم للتنظيم والأقرب من قناة السويس وقع في 11أغسطس 2022 بمنطقة "جلبانة" على مسافة 5 كيلومترات فقط من المجرى الملاحي، ما يشكل تحديا للجيش والنظام في مصر التي تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة حاليا.
وجاءت بعد هجمات أخري في يناير و مايو 2022 بمناطق تبعد 15 و25 كيلومترا عن قناة السويس.
واستغرب مصريون وصول أعضاء التنظيم الي هذه المسافة القريبة التي قد تهدد الملاحة في القناة، والتي تبدو كهدف محتمل للتنظيم وفق تسلسل عملياته الأخيرة واقترابها من القناة، وغياب كل تجهيزات الجيش لصدهم.(بوست وفيديو)
ونشر بعضهم تغريدات تشير لانطلاق طائرات اف 16 من قواعد في محافظة دمياط لضرب سيناء.(بوست)
لماذا قناة السويس؟
تؤكد دراسة لمجموعة أبحاث المعلومات البريطانية IHS Markit Ltd نشرت مطلع أبريل 2021، أن تنظيم الدولة معني بقناة السويس وإثارة البلبلة حولها.
أوضحت أن تأثير حادثة سفينة الحاويات إيفر جيفن، التي أغلقت قناة السويس في 23 مارس 2021، على التجارة العالمية أقلق صناعة النقل البحري بشأن احتمال حدوث اضطراب مماثل "بسبب أعمال العنف السياسي"
أكدت أن "تنظيم الدولة في سيناء يرى قناة السويس هدفا طموحا، وربما شجعه على ذلك التأثير الواسع لحادثة تعطل القناة بسبب السفينة إيفر جيفن"
وأوضحت الدراسة أن "المسلحين في سيناء ليس لديهم القدرة على إحداث أضرار كبيرة أو تعطيل سفينة شحن في قناة السويس"
وأشارت إلى أن "قدراتهم قاصرة على ضربات صاروخية بقذائف "آر بي جي" أو صواريخ مضادة للدبابات لن تؤدي سوى لضرر سطحي لسفينة الشحن ولن يعطلها"
واستدركت: لكن "قد يصبح انسداد القناة بواسطة سفينة متضررة أكثر احتمالا في حالة وقوع هجوم انتحاري باستخدام زورق محمل بالمتفجرات"
ورصدت الدراسة 140 هجوما للمسلحين شمال سيناء بين 2020 و2021، مشيرة إلى أنها كانت "في نطاق يبعد 50 كيلومترا عن قناة السويس".، ما يعني أن وصول التنظيم لمسافة 5 كيلومترات هذه المرة يشكل مزيدا من الخطر للقناة وسلامة السفن.
ما زاد القلق أن هذه ليست أول مرة يقترب فيها التنظيم من سيناء، فقد بدأ في الظهور على الأطراف الغربية بسيناء قرب قناة السويس خلال ديسمبر/كانون الأول 2020، حين هاجم كتائب ونقاط المراقبة التابعة لسلاح الدفاع الجوي أكثر من مرة.
ثم استمر تمدد عمليات التنظيم وصولا إلى منطقتي سهل الطينة وجلبانة بسيناء.
وكان آخر هجوم نفذه التنظيم في 7مايو/ أيار 2022 عندما هاجم نقطة رفع مياه "عرام 2" الواقعة على بعد نحو 26 كيلومترا من قناة السويس، جنوب منطقة الاشتباكات الحالية بقرية جلبانة، وقتل فيه 17 عسكريا مصريا.
ووصف مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب (مئير عاميت) الإسرائيلي هذا الهجوم لتنظيم الدولة والذي قتل فيه ضابط و16 جنديا بأنه "يثير القلق".
أوضح في 17 مايو أن هناك مخاوف من أن يحاول تنظيم الدولة توسيع نطاق نشاطه في سيناء إلى ما وراء المناطق التي ينشط فيها عادة (رفح، والشيخ زويد، وبير العبد) والاقتراب أكثر من قناة السويس، بل وحتى وادي النيل.
وذكر أن الهجوم فضح مجددا الصعوبات التي يواجهها الجيش المصري في التعامل مع عناصر ولاية سيناء الذين تمكنوا رغم الضربات الشديدة التي تعرضوا لها من مواصلة ضرب قوات الجيش والأمن والقبائل.
وأكد المركز العبري أن "ولاية سيناء أثبت أن لديه القدرة على التعافي والتكيف مع كل الظروف"
سيناء لعبة فيديو!
وبالتزامن معارك القنطرة شرق، وانتقاد مصريين وصول مقاتلي التنظيم لهذه المسافة قرب سيناء، كشف موقع "المونيتور" الأمريكي 19 نوفمبر 2022 تطوير مبرمجين مصريين لعبة فيديو "تحاكي المعارك بين الجيش المصري والجماعات الإرهابية في سيناء وليبيا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط".
أوضح أن لعبة " ميليشيا "، تعرض كمينًا في قرية البرث بشمال سيناء أسفر عن مقتل العقيد المصري أحمد المنسي في 7 يوليو / تموز 2017 كما تعرض أماكن حقيقية وجنودًا وقياديين سقطوا أثناء الهجوم.
قال كريم صلاح الدين، أحد مطوري اللعبة، لـ "المونيتور" إنه استوحاها من المسلسل التلفزيوني " الإختيار"، الذي زعمت المونيتور أنه "يروي قصص جنود مصريين قتلوا في اشتباكات مع جماعة الإخوان المسلمين بعد سقوط الجماعة من السلطة عام 2013"!!.
وقال صلاح الدين: "اللعبة ستكون متاحة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في يناير 2023".