بايدين يفتح حوارا مع السيسي من بوابة "غزة"..عودة أمريكية لعصر "مبارك"

الثلاثاء - 25 مايو 2021

الرئيس الأمريكي جو بايدين اتصل بقائد الانقلاب في مصر، عبدالفتاح السيسي، للمرة الثانية أمس، في غضون أربعة أيام.

الأمر- لاشك- له علاقة بالتطورات الأخيرة في حرب غزة مع الكيان الصهيوني، ومحاولة بايدين توظيف السيسي للمساعدة في إنقاذ دولة الاحتلال بعد انكشافها ووجود مهددات وجودية لها، وذلك من خلال محاولة السيطرة على المقاومة أو احتوائها أو تحقيق الحد الأدنى من مطالب الكيان التي تتمثل أساسا في نزع سلاح المقاومة والاعتراف بدولة الاحتلال.

قال بيان البيت الابيض إن بايدن "شدد في الاتصال الثاني علي اهمية حقوق الانسان في مصر.. و" أهمية الحوار البناء حول حقوق الإنسان في مصر"،  ولكن المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي لم يذكر ذلك.

قال البيت الابيض أيضا إن بايدن بحث مع السيسي "الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة ودعم جهود إعادة البناء بطريقة تفيد الناس هناك وليس حماس".

الرئيس الأمريكي سبق أن وصف حماس بأنها منظمة إرهابية وقال إن "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها".. وعندما قرر إيفاد وزير خارجيته للمنطقة فلن يكون ضمن أجندته إجراء أي مباحثات أو اتصالات مع قادة المقاومة في غزة، وكذلك فعل سامح شكري وزير خارجية مصر عندما قابل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتباحث حول ما جرى في غزة، رغم أن عياس والسلطة لا يملكان أي فعل أو نفوذ في غزة.

"الطبخة" يجرى إنضاجها لتأمين الكيان الصهيوني وإصلاح قبته الحديدية ووضع استراتيجية لتقليم أظافر المقاومة وقص أجنحتها وإفقادها أي قدرة على مهاجمة الكيان مرة أخرى، وهذا ما يجمع عليه بايدين والسيسي وعباس وحلفاؤهم الداعمين للكيان إقليميا ودوليا، ولكن هل سيكون الأمر بهذه البساطة بعد أن ملكت المقامة زمام الأمور في غزة وغيرت معادلة الصراع لأول مرة منذ العام 1948 بصواريخها النافذة الى عمق الكيان الصهيوني؟

متحدث الرئاسة المصرية قال إن بايدين والسيسي  “تباحثا بالمستجدات الأخيرة "للقضية الفلسطينية، وسبل إحياء عملية السلام" وأن الإدارة الأميركية تتطلع لتعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات"، و وعقب الاتصال، قال السيسي في تغريدة له إن حديثه مع بايدن اتسم بالتفاهم والصراحة والمصداقية في كافة الموضوعات التي تهم البلدين والمنطقة".. ولكن كل هذا الكلام يخفي وراءه حقيقةواحدة هي أن بايدن بدأ يستثمر في شخص السيسي، ليس كـ"ديكتاتور مفضل" ولكن كجنرال مستبد مسيطر يمكن أن يحقق المصالح الأمريكية والصهيونية في آن معا.

ويأمل السيسي في مقابل ذلك أن أن يؤدي لعبه دورًا حاسمًا في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلى توثيق العلاقات مع إدارة بايدن، والتي كانت فاترة بسبب سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان"

واضح أن الإدارة الأمريكية بات لديها قناعة بأن صيغة حكم ما قبل ثورات الربيع العربي هي الأنسب لمصر، والغالب أنها ستضغط لتعديل سلوك السيسي ليصبح "مباركا جديدا"، وتغض الطرف عن كل ما ارتكبه من جرائم.