باحث صهيوني: حكام العرب يقدّرون إسرائيل كقوة فعالة ضد الإخوان المسلمين
الثلاثاء - 27 يوليو 2021
محمد خرق معاهدة "الحديبية" وأصبح نموذجًا تكتيكيًا يحتذى به للقادة المسلمين!!
قيام دولة فلسطينية "يشل مصالح أمريكا ويضيف وقودا إلى نيران الشرق الأوسط"
الأردن تدرك أن وجود دولة فلسطينية سيهدد نظامها ويسقط الأنظمة الموالية لأمريكا بالمنطقة
يرى باحث، ودبلوماسي صهيوني سابق، أن قيام دولة قلسطينية، إلى جانب دولة يهودية على أرض فلسطين المحتلة، لن يكون حلا مثاليا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة والحكام العرب.
ويقول إن وجود دولة فلسطينية "قد يشل مصالح الولايات المتحدة في المنطقة"، كما أن العرب توصلوا إلى أن "قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يضيف الوقود إلى نيران الشرق الأوسط، بينما يقدّرون إسرائيل كقوة فعالة ضد الكيانات المارقة مثل آيات الله الإيرانيين والإخوان المسلمين".
وطرح يورام إتينجر، وهو سفير صهيوني سابق وخبير في شؤون الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ومستشار إسرائيلي للمشرعين الإسرائيليين والأمريكيين، عدة أسئلة في مقال كتبه بمدونته "إتينجر ريبورت"(Ettinger Report)، ونقله عنه موقع "الجمينير" الإسرائيلي، الاثنين 26 يوليو 2021 وترجمه موقع "إنسان للإعلام"، ومن هذه الأسئلة:
هل ستؤدي الدولة الفلسطينية إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو تفاقمه؟ هل ستعزز دولة فلسطينية استقرار الشرق الأوسط أم تقوضه؟ هل التركيز على القضية الفلسطينية سيعزز أو يشل عملية السلام بين إسرائيل والعرب؟ هل ستدفع دولة فلسطينية مصالح الولايات المتحدة أم تقوضها؟
وأجاب بأن سياسة "حل الدولتين" تقوم على الافتراضات التالية:
- القضية الفلسطينية حاسمة بالنسبة للدول العربية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي.
- الدولة الفلسطينية المقترحة سوف تتعايش بسلام مع الدولة اليهودية.
- الفلسطينيون مستعدون لتعايش سلمي دائم (وليس تكتيكي) مع الدولة اليهودية.
وعقب بسؤال: هل تتفق هذه الافتراضات مع السجل الفلسطيني؟ ثم ذهب إلى أنه "توجد فجوة واسعة بين السجل الفلسطيني من جهة وسياسة الدولتين حسنة النية لواشنطن من جهة أخرى".
وزعم أنه "على عكس توقعات صناع السياسة في واشنطن، يُظهر واقع الشرق الأوسط أن الدولة الفلسطينية ستضيف نظامًا مارقًا آخر إلى المنطقة العاصفة، وتكثف الإرهاب والحرب، وتؤجج عدم الاستقرار الإقليمي، وتؤدي إلى تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتقويض التوسع العربي الإسرائيلي في عملية السلام، وتولد رياحًا خلفية للكيانات المارقة، وتشل المصالح الأمريكية".
وقال: "إن الانسحاب الإسرائيلي إلى ما قبل حدود عام 1967، والذي يبلغ طوله ثمانية إلى 15 ميلاً على طول البحر الأبيض المتوسط ، والذي تهيمن عليه التلال الجبلية في يهودا والسامرة(الضفة الغربية) التي هي مهد التاريخ اليهودي ومحورية للأمن القومي الإسرائيلي، سوف يقضي على موقف الردع الإسرائيلي، ويحول إسرائيل من قوة مضاعفة فريدة إلى مسؤولية استراتيجية على الولايات المتحدة، مما يحرم الولايات المتحدة من أكبر حاملة طائرات أمريكية، والتي لا تتطلب وجود أمريكي واحد على متنها".
أضاف أن "العرب الذين يحركهم التاريخ - والذين لا ينسون ولا يغفرون - يدركون السجل الفلسطيني، وقد توصلوا إلى أن قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يضيف الوقود إلى نيران الشرق الأوسط، بينما يقدّرون إسرائيل كقوة فعالة ضد الكيانات المارقة مثل آيات الله الإيرانيين والإخوان المسلمين. وهكذا ، وسعوا إلى التعاون التجاري والأمني مع إسرائيل، والامتناع عن استعراض القوة العسكرية أو المالية الكبيرة لصالح الفلسطينيين".
وتابع بالقول: "على الرغم من حديث الأردن نيابة عن الفلسطينيين، فإن القوات العسكرية والأمنية للمملكة الهاشمية تدرك أن قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن من شأنه أن يقضي على النظام شرق النهر، مما يؤدي إلى تداعيات يمكن أن تسقط جميع الأنظمة الموالية للولايات المتحدة في شبه الجزيرة العربية، مما يؤثر سلبًا على سوق النفط العالمي والأمن القومي للولايات المتحدة.. بالإضافة إلى ذلك، يتميز سجل المسار الفلسطيني بعلاقات وثيقة منهجية مع أعداء وخصوم الولايات المتحدة ، مثل ألمانيا النازية ، والكتلة السوفيتية، والمنظمات الإرهابية الدولية، وآيات الله في إيران، وكوريا الشمالية، وكوبا ، وفنزويلا ، والصين ، وروسيا.
وانتقد إتينجر انشغال الحكومات الغربية بالدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة، وحفلات الاستقبال التي جرت على السجادة الحمراء للفلسطينيين، وأنهم (الغرب) "يفضلون التكهن بالسلوك الفلسطيني الإيجابي المستقبلي بدلاً من الانشغال بسجل المسار الفلسطيني العربي الداخلي المارق"، "إنهم يتوددون للفلسطينيين، بينما يضغطون على إسرائيل"، حسب زعمه.
وأوغل إتينجر في تطرفه بادعاء أن "معاهدة (صلح) الحديبية أبرمت بين محمد وأعدائه في مكة عام 628م، وبينما كانت مكة تنظر إلى المعاهدة على أنها سلام دائم، اعتبرها محمد هدنة مؤقتة ووسيلة لتحقيق الهدف الإمبريالي الإسلامي. وهكذا، تمكن محمد من إعادة التجمع، وخرق المعاهدة، وسحق العدو المضَلَّل والمخدوع. لقد أصبح نموذجًا تكتيكيًا يحتذى به للقادة المسلمين ، خاصة عند مواجهة "الكافر".
وقال: "تم تقنين الرؤية الفلسطينية من خلال مواثيق فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية - قبل أن تستعيد إسرائيل سيطرتها على يهودا والسامرة والقدس الشرقية وغزة - مما يبرز هدف "تحرير فلسطين بأكملها". بعبارة أخرى، لطالما كانت القضية الأساسية هي وجود - وليس حجم - الدولة اليهودية ، التي تعتبر غير شرعية في "دار الإسلام"، متابعا أن "الرؤية الفلسطينية ليست مدفوعة باليأس، بل الالتزام "بتحرير فلسطين من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط".