النزاع الروسي الأوكراني .. جذور الصراع وتداعيات الأزمة

الثلاثاء - 22 فبراير 2022

  • اعتراف روسيا باستقلال "دونيتسك ولوجانسك" في شرق أوكرانيا يفتح الباب لغزو كييف
  • روسيا حريصة دائما على بقاء أوكرانيا ضمن منظومتها وتتحين الفرص للانقضاض عليها
  • أوكرانيا تنظر إلى روسيا على أنها دولة محتلة لأراضيها بعد ضم شبه جزيرة القرم بالقوة
  • الغرب لن يجازف بدخول حرب من أجل أوكرانيا وأمريكا تكتفي بفرض مزيد من العقوبات

 

إنسان للإعلام - خاص

تمهيد:

مع إعلان روسيا اعترافها رسمياً بانفصال إقليمين عن جمهورية أوكرانيا، باتت أوكرانيا فعليا تحت قدم الدب الروسي، وليس مستبعداً أن تستكمل روسيا فرض نفوذها عليها، إما باستكمال احتلالها عسكرياً أو بتعيين حكومة موالية لها، بدفع من الإقليم التي أعلنت استقلاله والمعارضين في الداخل الأوكراني.

وبحسب مراقبين، لن تلقي روسيا بالاً لتنديد الدول الغربية وحلف الناتو بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال مناطق الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حيث أعلن في خطاب متلفز، أمس الإثنين 21 فبراير 2022، الاعتراف الفوري باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين" في شرق أوكرانيا، في خطوة تُعقّد الأزمة المستمرة بين الجارتين، وسط  تحذيرات من انفجار مواجهة في أي وقت.

وقال حلف شمال الأطلسي: إن موسكو تختلق ذريعة لغزو كييف، فيما أعلنت كل من واشنطن وبروكسل ولندن نيتها فرض عقوبات في أقرب وقت على روسيا.

وتعتبر أوكرانيا أهم جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، منذ تأسيسه عام 1922 وحتى انهياره عام 1991.

وكانت روسيا حريصة دائما، على بقاء أوكرانيا ضمن المنظومة الروسية، باعتبارها وريثة الاتحاد السوفيتي السابق، فظلت تتحين الفرصة للانقضاض على أوكرانيا، حتى تهيأت لها فرصة ذهبية عام 2014، حينما اندلعت احتجاجات في المدن الأوكرانية، تطالب بعزل الرئيس الأوكراني (فيكتور يانوكوفيتش)،الموالي لموسكو، فقامت القوات الروسية باحتلال مواقع استراتيجية في شبه جزيرة القرم، وضمتها إليها، عام 2014، وبعد استفتاء في القرم، على تقرير المصير، صوتَ سكّان الإقليم لصالح الانضمام لروسيا.

 وفى إقليم دونباس خرجت مظاهرات مؤيدة لروسيا، مما أدى إلى حدوث نزاع مسلح بين الحكومة الأوكرانية ، والانفصاليين المدعومين من روسيا.

وتهتم روسيا بأوكرانيا، لأنها تتمتع بثروات وإمكانيات عسكرية وصناعية وزراعية هائلة، وتتميز بموقع جغرافي متميز، يفصل بينها وبين "دول الناتو، كما أن البلدين يرتبطان بعلاقات ثقافية واجتماعية كبيرة.

كما تستفيد روسيا بشكل كبير من موارد أوكرانيا الاقتصادية، حيث أن 80% من الصادرات الأوكرانية تمر عبر روسيا نحو الشرق.

وفي المقابل يسعى حلف الناتو، لضم أوكرانيا لصفوفه، وهو الأمر الذي يزعج روسيا كثيراً.

وخلال الأزمة الأخيرة تباينت  المواقف الأروبية والأمريكية، فى التعامل معها، ففى حين صعّدت أوروبا من لهجتها بعض الشئ رغم المصالح المشتركة بينهما، وعلى رأسها مشروع «السيل الشمالي 2» بين روسيا وألمانيا، فضلاً عن قناعة فرنسا وألمانيا بضرورة تعميق العلاقات مع روسيا لاجتذابها إلى أوروبا وإبعادها عن الصين.

وظهرهذا جلياً خلال تصريحات قائد البحرية الألمانية، الأميرال "كاي إخيم شوينباخ"،الذي قال: إن ألمانيا والهند، تحتاجان روسيا من أجل مواجهة الصين.

وقال إنه: "مؤمن بالله ومؤمن بالمسيحية، حتى وإن كان بوتين ملحداً فذلك لا يهم، أعتقد بأهمية وجود هذه الدولة الكبيرة إلى جانبنا".

لكن التصريحات الأمريكية، بدأت باستخدام لغة عدائية ضد موسكو، ودعوة الأوروبيين لوضع حد للنفوذ الروسي، والتخطيط لتطويقه داخل مناطق نفوذه التاريخية.

للتعرف على جذورالنزاع الروسي الأوكراني ومن هم الرابحون والخاسرون من تلك الأزمة ..وما تداعياتها .. 

اضغط هنا :