القطاع الخاص ينهار للشهر السادس على التوالي .. والإمارات تجهز على " جهينة " بمباركة حكومية .. ورخصة جديدة لصناعة السجائر
الجمعة - 4 يونيو 2021
كشفت مؤسسة "آي إتش إس ماركت" العالمية أن مؤشر مديري المشتريات في مصر خلال مايو الماضي استمر في نطاق الانكماش للشهر السادس على التوالي ... نتيجة تدهور الإنتاج والأعمال الجديدة
مؤكدة أن المؤشر الذي يرصد أداء القطاع الخاص غير النفطي بمصر استمر في نطاق الانكماش عند النقطة 48.6 بالشهر الماضي ... من 47 نقطة في إبريل السابق..
مشيرة إلى أن الاقتصاد غير النفطي في مصر واصل الانكماش منذ ديسمبر 2020، في ظل تدهور ظروف الأعمال... واقتربت المبيعات قليلاً من مستوى الاستقرار.. في حين كان الانخفاض الإجمالي في إنتاج الشركات هو الأضعف منذ فبراير الماضي
كما أشارت "آي إتش إس ماركت" إلى انخفاض تدفقات الطلبات الجديدة للشهر السادس على التوالي.. وبلغت الحد الأدنى في مايو الماضي منذ فبراير الماضي ..
وأن الشركات المصرية شهدت تدهوراً في مواعيد تسليم الموردين للشهر السادس على التوالي... وأدى نقص مستلزمات الإنتاج وارتفاع تكاليف الشحن إلى زيادة أسعار المشتريات حيث ارتفعت بثاني أسرع وتيرة منذ سبتمبر 2019
ويرتكز مؤشر مديري المشتريات إلى خمس ركائز رئيسة.. و هي الطلبيات الجديدة ومستويات المخزون والإنتاج وحجم تسليم المُوردين، وبيئة التوظيف والعمل.
وفي ضربة جديدة للقطاع الخاص .. وكالة "بلومبرج" تؤكد أن شركة أبوظبي التنموية القابضة والتي يرأسها الشيخ "طحنون بن زايد .. تعتزم الاستحواذ على حصة في شركة جهينة للصناعات الغذائية في مصر .
وأعلنت وكالة "بلومبرج" ؛ أن أسهم شركة جهينة تراجعت مؤخرا بعد اعتقال السلطات المصرية مؤسسها "صفوان ثابت"، ونجله "سيف" الرئيس التنفيذي للشركة، بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية" .
وقالت الوكالة أن الاهتمام الإماراتي بشركة "جهينة" يأتي في إطار سعي صندوق الثروة السيادي في أبوظبي إلى المزيد من الصفقات في مصر... و المداولات حول الصفقة في مراحلها الأولى ..
وأشارت إلى أن أسهم "جهينة" تراجعت بعد الضغوط الأمنية على الشركة .. بنسبة 29% في تعاملات هذا العام ما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 4 مليارات جنيه مصري .
يذكر أن مصانع "جهينة" أسسها "صفوان ثابت" في عام 1983 .. وتصنع أكثر من 200 منتج وتوظف أكثر من 4000 شخص وتتعرض لضغوط كبيرة بعد رفض "ثابت" دفع أي أموال لصندوق تحيا مصر..
فيما زاد نشاط الشركة الإماراتية منذ عام 2018 .. ووافقت على الشراكة مع مجموعة لولو التي تدير واحدة من أكبر سلاسل هايبر ماركت في الشرق الأوسط لضخ مليار دولار لدعم توسع نشاط البقالة في مصر .. وفي مارس الماضي اشترت شركة أدوية مصرية مقابل 740 مليون دولار .
بينما نفت شركة "جهينة" تلقيها أي عروض رسمية من شركة " أبوظبي التنموية القابضة " الإمارتية الحكومية .. وأكدت أن أي تطور جديد في ذلك الموضوع فإن الشركة ستوافي البورصة بذلك..
وفي مطلع مايو الماضي شكت شركة "جهينة" للصناعات الغذائية من إجراءات "غير مفهومة وغير مبررة" ... قامت بها إدارات المرور تضمنت سحب رخص عدد من شاحنات نقل البضائع مما يهددها بخسائر ضخمة لها .
وأرسلت الشركة شكاوى عدة إلى وزارة التجارة والصناعة ووزارة التموين والتجارة الداخلية وغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات .. والمحامي العام لنيابات منطقة السادس من أكتوبر دون جدوي ..
وفي تطور خطير.. الحكومة المصرية تعيد طرح مزايدة الرخصة الجديدة لتصنيع السجائر؛ و التي تسمح بتأسيس ثاني أكبر شركة للتبغ في البلاد
وقالت "رويترز" : هناك 4 شركات محلية، تسلمت الشروط المُعدلة لمزايدة الرخصة الجديدة لصناعة السجائر... وتضمنت التعديلات التي أجرتها الحكومة المصرية على كراسة الشروط الخاصة بالمزايدة خفض عدد السجائر التي سيتعين على الشركة الفائزة إنتاجها إلى مليار سيجارة سنويا بدلا من 15 مليار سيجارة في السابق.
الحكومة تراجعت عن موقفها السابق تجاه التراخيص المستقبلية... ووافقت على طرح المزيد منها بعد مرور 10 سنوات من المزايدة الحالية ..
اقتصاديون : لم يعرف بعد موقف البنود الشائكة والمثيرة للجدل والتي تضمنها الطرح السابق قبل شهرين.. وفي مقدمتها منح الشركة الشرقية للدخان (حكومية) حق تملك 24% من رأسمال الشركة الجديدة دون أن تتحمل أي نسبة من قيمة الرخصة
فيما أشار تقرير سابق لمركز "كارنيجي" ؛ إلى التوسع الاقتصادى لشركات الجيش؛ وأنه يلغى دور القطاع الخاص .. ويدمر شركات مصر ويقلل من فرص العمل ..
وأن التحوّلات الاقتصادية في مصر قد تعيد تشكيل شبكات المحسوبية القديمة الموروثة من الرئيس الأسبق حسني مبارك .. فالتوسّع الاقتصادي للجيش يعني إلغاء الدور المتنامي للقطاع الخاص في مصر على المدى البعيد
كما تمثل التغييرات القانونية والاقتصادية ضغطاً على رأس المال الكبير على ثلاث جبهات ؛ وهي : الدور الموسّع الذي يقوم به الجيش وإعادة ترتيب علاقات الدولة وقطاع الأعمال والأعباء المالية الجديدة على القطاع الخاص
الخبير الاقتصادي ممدوح الولي : التراجع المستمر للقطاع يعود لسيطرة الجيش على معظم كعكة الاقتصاد المصري .. و المستثمرون لا يستطيعون منافسة الجيش في المناقصات فيهربون ؛ و مكمن الخطورة في توسع نشاط الجيش الاقتصادي أنه يتغول على الأنشطة الاقتصادية ويضر بالمواطنين وأن توسعات الجيش تثير مخاوف المستثمرين الأجانب ويسبب مشكلات مع منظمة التجارة العالمية.
كما أشار تقرير سابق لصحيفة فايننشال تايمز إلى أن اقتصاد مصر في تراجع مستمر في عهد السيسي .. و أنه أصبح مثل إمبراطورية تجارية عسكرية تشمل كل شيء من تربية الدجاج إلى مزارع الأسماك ومنتجعات السياحة والبناء
فايننشال تايمز: شركات الجيش تقود عملية بناء مشروعات للسيسي ..مما يؤثر بالسلب على القطاع الخاص الذي ليس أمامه إلا التراجع.