الغارديان: هل كافأ بايدن السيسي وتخلى عن حقوق الإنسان بمصر؟

الخميس - 10 يونيو 2021

سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء في تقرير لها على ما وصفته بخيبة المعارضين المصريين في الخارج من إدارة بايدن التي فتحت ذراعيها لنظام عبد الفتاح السيسي المتهم بقمع المعارضين.

وتوجت إدارة بايدن تبادلها الدافئ مع السيسي بطلب 1.38 مليار دولار – أعلى رقم ممكن من المساعدة السنوية لمصر، ومن أجل موافقة الكونغرس عليها.

وكتبت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن شريف منصور، المناصر القوي لحقوق الإنسان في لجنة الدفاع عن الصحافيين بواشنطن تحدث عن قريبه رضا عبد الرحمن الذي اعتقل في شهر آب/أغسطس الماضي في محاولة من قوات الأمن ابتزاز وإسكات منصور. وهو معتقل بدون توجيه اتهامات منذ 9 أشهر، وعلم منصور أنه ووالده متهمان بنفس التهمة وهي الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر "الأخبار الكاذبة".

وتشير الصحيفة إلى أن منصور هو واحد من بين ناشطين ومعارضين ومحللين غاضبين من الإدارة الأمريكية التي غيرت موقفها بشكل مفاجئ من مصر. وأشاروا إلى أن التغير الأمريكي جاء مع أن نظام السيسي صعد من الحملة ضد نقاده، ومنهم الناشطون في الولايات المتحدة.

ومنذ اعتقال عبد الرحمن، تم اعتقال 12 فردا من عائلة منصور وحقق الأمن المصري معهم. وقال منصور: "سألوا عنا ومتى كانت آخر مرة تحدثنا فيها" و"فحصوا هواتفهم النقالة ولو لم يقدموا كلمة السر فإنهم يتعرضون للضرب من أجل البحث عن أي شيء يربطهم معنا، بما في ذلك الحوارات على فيسبوك" و"لهذا السبب لم نتواصل معا، وتوقفت عن الحديث مع عائلتي من أجل عدم إعطائهم مبررا للتحرش بهم".

واتصل بايدن بالسيسي ولأول مرة في أيار/ مايو. وكمرشح للرئاسة وعد بايدن بأنه لن تكون هناك "صكوك على بياض" للرجل الذي وصفه الرئيس دونالد ترامب بـ "ديكتاتوري المفضل".

ولكن عندما تحادثا ناقش مع السيسي موضوع حقوق الإنسان ضمن إطار "الحوار البناء" و"أكدا على التزامهما بشراكة أمريكية- مصرية مثمرة" حسب الإيجاز الذي أصدره البيت الأبيض.

وجاءت المكالمة بسبب الدور الذي لعبته مصر في التوسط بين حركة حماس وإسرائيل، بما فيها زيارة نادرة من مدير المخابرات المصرية عباس كامل إلى تل أبيب ورام الله وغزة، ثم تبعتها زيارة أخرى للقاهرة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، وهي أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي منذ 13 عاما.

وقال أتش إي هيلير من وقفية كارنيغي للسلام العالمي إن "الأزمة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية والقصف الإسرائيلي ذكرت واشنطن بحقيقة حاضرة وواضحة: لا توجد عاصمة في المنطقة لها علاقات عملية ومباشرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية غير القاهرة".

وعبر تحالف من منظمات حقوق الإنسان عن "خيبة أملهم القوي" من قرار الإدارة. وقالوا: "كان شعار حملة الرئيس بايدن: "لا صكوك على بياض" للنظام المصري، ولكن طلب هذا المبلغ الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر منذ عام 1979 برغم تدهور سجل حقوق الإنسان يعني أنها قامت وبشكل عملي بمنحه صكا آخر على بياض".

ويتفق منصور مع هذا الموقف ويقول: "لقد تخلوا عن خطابهم العام ومطالبهم مصر باحترام حقوق الإنسان والموافقة على الحوار البناء"، وأضاف: "يثور الدم في عروقي عندما أسمع هذه العبارة (الحوار البناء) تقال بطرق عدة. ليس لأننا نحن المصريون والولايات المتحدة سمعناها من الديكتاتوريين السابقين ولكنها تؤكد على سذاجة وتردد هذه الإدارة عندما يتعلق الأمر بمصر".

وعبر الناشطون عن خيبة أمل من تردد المشرعين في استخدام العقوبات ضد المسؤولين المصريين والذين يستحقون حسب رأيهم فرض إجراءات عقابية ضدهم. وعلق منصور: "كون مصر تعتقد أنها قادرة على الإفلات في عمليات احتجاز المواطنين كرهائن، وقد فعلت ستظل لطخة في إدارة بايدن".

المصدر    عربي 21