الغادريان" تنتقد تغاضي الغرب عن جرائم السيسي: قيمته في دفتر شيكاته"
الأحد - 27 يونيو 2021
تناولت بعض الصحف الأجنبية ملف حقوق الإنسان في مصر خلال الأيام الماضية، موجهة انتقادات لنظام السيسي والموقف الغربي في التعاطي معه، حيث تغلبت المصالح على القيم، وبات التغاضي عن جرائم السيسي هو الأصل.
كتب جاك شنكر المراسل السابق لصحيفة "الغاريان" في القاهرة، مقالا تحت عنوان "ليس لدى السجناء السياسيين في مصر أمل ضئيل وعلى الغرب أن يتحمل المسؤولية".
قال: إن السيسي تحول لجنرال عسكري مستبد سلطوي وتحت حكمه زادت حالات الإخفاء القسري، والاعتقال دون محاكمة، وتعذيب الشرطة (بما في ذلك ضد الأطفال) وأصبحت جميع أحكام الإعدام الجماعية شائعة.
وانتقد تغاضي بايدن وأوروبا عن جرائم السيسي وقال إن القيمة الحقيقية للسيسي لرعاته الغربيين تكمن في دفتر شيكاته، فقوات الأمن المصرية مجهزة بـ "طائرات مقاتلة فرنسية وفرقاطات إيطالية وغواصات ألمانية وبنادق هجومية بريطانية".
وعرض قصصا إنسانية لمدافعين عن حقوق الإنسان مسجونين في مصر، مؤكدا أن كل مصري معرض للخطر، وأن كلام الغرب عن حقوق الإنسان وحرية التعبير يبدو أجوفا، عندما تتمتع الديكتاتورية المصرية بالدعم المالي والرعاية السياسية من الرؤساء ورؤساء الوزراء في جميع أنحاء شمال الكرة الأرضية.
وتابع: في كل عام، ترسل الولايات المتحدة أموالاً إلى مصر أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض باستثناء إسرائيل؛ ورغم الاعتقالات منح إيمانويل ماكرون السيسي أعلى وسام جدارة في فرنسا ، وسام جوقة الشرف، وفي العام الماضي، قام بوريس جونسون بتدوير السجادة الحمراء لرئيس مصر في داونينج ستريت، الذي أشرف في عام 2013م، على مذبحة راح ضحيتها ما يقرب من 1000 متظاهر مناهض للحكومة في يوم واحد.
وأضاف: يفسر هذا الانجذاب للاستبداد جزئياً باقتناع الساسة الغربيين بأن السيسي هو حصن ضد التطرف العنيف والهجرة الجماعية من المنطقة، على الرغم من قلة الأدلة على فعاليته على أي من الجبهتين، لكن القيمة الحقيقية للسيسي لرعاته الغربيين تكمن في دفتر شيكاته، فقوات الأمن المصرية مجهزة بـ "طائرات مقاتلة فرنسية ، وفرقاطات إيطالية ، وغواصات ألمانية ، وبنادق هجومية بريطانية".
ثم هناك ترسيخ متزايد لنظامه في النظام المالي الدولي الذي يضمن استقراره الخاص، فواحدة من أكبر الشركات وهي "البترول البريطانية" (BP)، استثمرت في مصر في السنوات الأخيرة أكثر من أي مكان آخر. وفي الشهر الماضي، أشاد السفير البريطاني في القاهرة بزيارة مسؤول عسكري بريطاني رفيع باعتبارها دليلًا على "التزامنا المستمر بالعمل مع مصر لتعزيز علاقاتنا الدفاعية: من المشتريات الدفاعية ، إلى التدريب، إلى تبادل الخبرات".
وقال: اليوم، تقبع قطاعات شاسعة من الشباب خلف القضبان، أو في ظل حظر السفر، أو يتم ترحيلهم إلى المنفى.
لقد حان الوقت لداعمي السيسي، بما في ذلك بريطانيا، للتوقف عن التفاهات والبدء في ممارسة ضغوط ذات مغزى لضمان هذا التغيير. الإنسانية الجماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين الآخرين في مصر حيوية للغاية بحيث لا يمكن إبقائها في قفص.
ودعت صحيفة "ذا هيل" الإدارة الأمريكية إلى إدانة "انتهاكات حقوق الإنسان" في مصر. وقالت: يجب أن يتحرك الكونجرس لاحتواء جحيم حقوق الإنسان في مصر بعدما تجاهلت إدارة بايدن تورط السيسي في جرائم، وشجع مصر علي مزيد من الأعمال الوحشية لحقوق الإنسان واعطت 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية سنوية للسيسي وحصانة قضائية لرئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي، برغم أنه متواطئ في تعذيب المواطن الأمريكي محمد سلطان ومجزرة رابعة.
وقالت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالاعتقال التعسفي إن إلقاء القبض على عشرة صحفيين مصريين، والذين وردت أسماؤهم في خطاب بعثت به منظمة مراسلون بلا حدود، تم بصورة تعسفية.