السيسي يواصل التفريط في مواقف مصر التاريخية وأراضيها

الجمعة - 22 يوليو 2022

يواصل السيسي خيانته لمواقف مصر التاريخية، حيث باع موقف مصر التاريخي من استقلال كوسوفو خلال زيارته لصربيا مقابل "صفقة قمح"، وقد أعلن البرلماني الصربي أن مصر جمدّت اعترافها باستقلال كوسوفو بعد يوم من "اتفاق صفقة القمح"، كما أن رئيس البرلمان الصربي، "إيفيتسا داتشيتش" أعلن أنه  يقيّم تقييما عاليا موقف "القاهرة " التي وعدت بألا تصوت لصالح عضوية بريشتينا في المنظمات الدولية، وتزامن مع ذلك اعتراف الصحف الصربية بأن السيسي خالف موقف مرسي الواضح من مساندة استقلال كوسوفا ولغى قراره بمساندتها  في المحافل الدولية، وفي سياق التفريط في المواقف التاريخية، النظام المصري يبارك توافق السعودية والكيان الصهيوني بشأن تيران وصنافير، حيث أقر نظام السيسي استخدام  كاميرات بتيران  يتم التحكم فيها عن بعد بديلاً لقوات حفظ السلام التي تقودها أمريكا لضمان استمرار حرية الملاحة بخليج العقبة، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

أعلن البرلمان الصربي، مساء أمس الخميس، أن مصر "جمّدت" الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو المعلن من طرف واحد كدولة ذات سيادة

جاء ذلك في بيان أصدره، عقب لقاء جمع رئيس البرلمان الصربي، "إيفيتسا داتشيتش"، و "عبدالفتاح السيسي"، الذي يجري زيارة رسمية للبلاد

يأتي هذا التصريح بعد يوم من إعلان الرئيس الصربي "ألكسندر فوتشيتش"، موافقة بلاده على بيع الحبوب والقمح إلى مصر، وذلك في مؤتمر صحفي جمعه بـ"السيسي".

وقال بيان البرلمان: "خلصت المحادثات إلى أن مصر أبقت على موقف تجميد الاعتراف باستقلال ما يسمى بكوسوفو".

وأشار "داتشيتش" إلى أنه يقيّم تقييما عاليا الموقف المصري الذي يشير إلى أن القاهرة لا تصوت لصالح عضوية بريشتينا في المنظمات الدولية

وكان "السيسي"، الذي يقوم بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى صربيا، التقى في وقت سابق من اليوم، رئيس مجلس النواب الصربي، لبحث العلاقات الثنائية.

وأول أمس الأربعاء، عقد السيسي ، لقاء مع نظيره الصربي، "ألكسندر فوتشيتش"، ووقعا إعلانًا بشأن إقامة شراكة استراتيجية، بينما وقع أعضاء الوفدين الحكوميين على 12 اتفاقية في مختلف المجالات، ابتداء من التعليم العالي والزراعة والثقافة والإعلام.

وأعلن "فوتشيتش"، عن موافقة بلاده على بيع الحبوب والقمح إلى مصر، والتفاوض حول اتفاقية تجارة حرة بحلول نهاية العام.

الجدير بالذكر، أن زيارة "السيسي"، هي أول زيارة لرئيس مصري إلى بلجراد، منذ 35 عاما، عندما زار الرئيس الأسبق "حسني مبارك" يوغوسلافيا عام 1987.

يذكر أن السلطات الألبانية في كوسوفو، وبدعم من الدول الغربية، أعلنت انفصال الإقليم عن صربيا من جانب واحد في 17 فبراير/شباط عام 2008.

جاء ذلك بعد أن فقدت بلجراد السيطرة على الإقليم نتيجة النزاع المسلح مع الألبان في عام 1999 وقيام قوات حلف "الناتو" بقصف أراضي جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (كانت وقتئذ تتكون من جمهوريتي صربيا والجبل الأسود) في إطار عملية "القوة المتحالفة" التي استمرت من يوم 24 مارس/آذار حتي يوم 10 يونيو/حزيران عام 1999.

السيسي يدعو رجال الأعمال بصربيا للمشاركة في المشروعات القومية بمصر

وفي سياق متصل ، دعا السيسي"، رجال الأعمال في صربيا إلى المشاركة في المشروعات القومية في مصر ، وأضاف  "السيسي" خلال كلمته، بمؤتمر صحفي مع نظيره الصربي "ألكسندر فوتشيتش" إن مصر تمتلك فرصا واعدة للاستثمار مع تحديث البنية التحتية اللازمة.

ولفت إلى أن اجتماعه اليوم بنظيره الصربي يعد "تتويجا للجهود المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائي بين البلدين ولوضع إطار استراتيجي متكامل تضمنه الإعلان المشترك الصادر عن الزيارة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، والذي يحمل أيضا تصورا مشتركا لمختلف أوجه ومجالات التعاون في كافة المجالات، وسبل دفعها في الفترة المقبلة بما يؤكد الإرادة السياسية المشتركة في هذا الشأن ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تربط بين البلدين".

ومنح الرئيس الصربي وسام الجمهورية الصربية، إلى  السيسي  كما شهدا    توقيع بعض اتفاقيات التعاون في مجالات عدة.

وصحف صربية: السيسي يخالف مرسي ويساند صربيا في قضية كوسوفو

وفى نفس السياق ، كشفت صحيفة نوفوستي الصربية أن وثيقة الشراكة الاستراتيجية التي وقعها عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تقضي باعتراف مصر بوحدة الأراضي الصربية، بما يشمل مساندة بلجراد في قضية كوسوفو.

وحسب الصحيفة الصربية :”وتعني الوثيقة عمليًا أن القاهرة تدعم صربيا في قضية كوسوفو وميتوهيا وأن واحدة من أكثر الدول العربية تأثيرًا في العالم ستقف إلى جانب بلجراد في جميع المؤسسات الدولية”.

وأضافت الصحيفة في تقريرها عن الاتفاق الذي وقع بين مصر وصربيا :”وهذا يؤكد بشكل أساسي من أعلى مستوى أن الاعتراف السابق بكوسوفو ، الذي تم إحضاره خلال حكومة محمد مرسي السابقة ، قد تم تأجيله. من ناحية أخرى – الجانب الاقتصادي ، سيتم فتح طريق موات لتصدير واستيراد المواد الغذائية ، لذلك يمثل الإعلان عودة التعاون الناجح بين الدول إلى أعلى مستوى”.

وأعلنت الحكومة الصربية الأسبوع الماضي قرارها بالإلغاء المؤقت لتأشيرات دخول إلى صربيا لمواطني جمهورية مصر العربية، نظرا لزيادة متوقعة لعدد زياراتهم الرسمية، بهدف خلق بيئة عمل أكثر ملاءمة وتحسين العلاقات الثنائية.

ويذكر أن مواطني مصر الذين يحملون جوازات سفر عادية سيتمكنون من الدخول والعبور والإقامة في أراضي صربيا لمدة تصل إلى 30 يومًا بدون تأشيرة، بعد دخول القرار حيز التنفيذ، في الفترة من 30 يوليو إلى 30 سبتمبر من هذا العام.

ويسري هذا القرار في حالة سفرهم كجزء من مجموعة سياحية منظمة ولديهم دليل على جولة سياحية مدفوعة، وإثبات عودة مضمونة إلى بلد المنشأ وخطاب دعوة من شركة سياحية في صربيا هي الجهة المنظمة للرحلة.

ومصر تبارك توافق السعودية والكيان الصهيوني بشأن تيران وصنافير

وفي سياق متصل باركت مصر توافق السعودية ودولة الاحتلال على سيطرة السعودية علي جزيراتي تيران وصنافير ، و أستخدام  كاميرات يتم التحكم فيها عن بعد محل قوات حفظ السلام التي تقودها الولايات المتحدة لضمان استمرار حرية حركة الملاحة الدولية عبر خليج العقبة الذي تطل عليه إسرائيل وثلاث دول عربية، حسبما نقلت رويترز عن مسؤولين

وخليج العقبة، هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر بين شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية.

وفي 2017 تسلمت السعودية جزيرة تيران، التي تقع في مدخل المضيق الذي يحمل نفس الاسم عند الطرف الجنوبي للخليج، من مصر إلى جانب جزيرة صنافير المجاورة

وخلال زيارة لإسرائيل والسعودية الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أن كتيبة حفظ السلام الصغيرة، والمعروفة باسم القوة متعددة الجنسيات والمراقبين، ستغادر الجزيرة.

وتراقب القوة تنفيذ اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1979 بين مصر وإسرائيل وتم بموجبه نشر قوات لحفظ السلام في أنحاء شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح من ضمن مهامها ضمان حرية الحركة داخل خليج العقبة وخارجه.

ولمضيق تيران تاريخ من الاضطرابات، فقد أغلقته مصر في مايو/أيار 1967 مما ساهم في اندلاع حربها مع إسرائيل في الشهر التالي. وخاضت الدولتان حربا أخرى في سيناء عام 1973.

وتتطلب إعادة نشر أفراد من القوة متعددة الجنسيات على الجزيرة الحصول على موافقة مصر والولايات المتحدة وإسرائيل. ولم تناقش أي من هذه الدول ولا القوة متعددة الجنسيات علنا متى ستغادر الكتيبة ولا ما قد يحل محلها.

وقال مسؤولان من دولة ثانية إنه سيتم تحديث الكاميرات الموجودة بالفعل في قاعدة القوة المتعددة الجنسيات في منتجع شرم الشيخ المصري على بعد أربعة كيلومترات على الضفة الأخرى من مضيق تيران قبالة الجزيرتين اللتين تسيطر عليهما السعودية حاليا، وذلك لتولي المهمة.

وقال مصدر دبلوماسي زار تيران إن القوة متعددة الجنسيات لديها كاميرات هناك أيضا. وإذا تم الإبقاء على هذه الكاميرات وتشغيلها، فقد يستلزم ذلك تنسيقا أمنيا بين إسرائيل والسعودية اللتين لا تربطهما علاقات رسمية

ونقلت "رويترز" عن شخص مطلع على الأمر في واشنطن إن الاتفاق ينص على وضع كاميرات في المنشآت الحالية للوحدة، مما يترك الباب مفتوحا أمام اختيار كل من شرم الشيخ وتيران كمواقع لوضع هذه الكاميرات.

وقال "مايكل هرتزوج "السفير الصهيوني  لدى الولايات المتحدة "كان من المهم لإسرائيل، في إطار هذه العملية، ألا يكون هناك مساس بالالتزام الذي حصلت عليه إسرائيل من مصر في إطار اتفاق السلام، وخاصة فيما يتعلق بحرية الملاحة".

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أنّ الاتفاق، الذي أقرته إسرائيل قبل نحو أسبوع وتم التوصل إليه بوساطة أمريكية، يسمح باستبدال قوات حفظ السلام المتمركزة في الجزيرتين بكاميرات مراقبة، إلى جانب تعهد السعودية بضمان حرية الملاحة للسفن الإسرائيلية في معبر تيران.