السيسي يواصل "أكل رجال أعماله" .. القبض على محمد الأمين صاحب قنوات "سي بي سي "

السبت - 8 يناير 2022

شهدت الفترة الماضية سقوط رجال أعمال محسوبين على نظام السيسي، في قضايا خطيرة ، في أجواء ينقصها الشفافية، ويخيم على أسباب سقوط هؤلاء الغموض ، خاصة بالتزامن مع دخول النظام في مفاوضات على مزيد من التبرعات لصندوق تحيا مصر .

فبعد حبس رجل الأعمال حسن راتب والضغط على أبو هشيمة وصفقة صلاح دياب، النظام يحبس رجل الأعمال المصري الأشهر والمقرب من النظام ، محمد الأمين صاحب قنوات "سي بي سي " بتهمة الإتجار في البشروالاغتصاب، ومن خلال سطور هذا التقرير نرصد تصاعد حملة نظام السيسي ضد رجاله المقربين، ونتعرض بالتفاصيل لحادثة القبض على "محمد الأمين " .

أكدت مصادر صحافية متعددة أن خبر إلقاء القبض على رجل الأعمال المقرب من النظام محمد الأمين، مؤسس قنوات سي بي سي، تم توزيعه على رؤساء تحرير الصحف والمواقع التابعة للمخابرات العامة عبر مجموعة على "واتساب" تضم رؤساء التحرير ويديرها العقيد أحمد شعبان، المسؤول الأول عن وسائل الإعلام داخل جهاز المخابرات.

وسيصدر في غضون الساعات القليلة المقبلة بيان رسمي من النيابة العامة المصرية بشأن القبض على الأمين، وجاء في الخبر الذي تم توزيعه على رؤساء التحرير أن "نيابة القاهرة الكلية أصدرت قراراً بحبس رجل الأعمال محمد الأمين رجب أحمد أربعة أيام على ذمة التحقيق في القضية رقم 1880/ 2022، بتهمة الاتجار في البشر والتعدي على بعض الفتيات بداري أيتام أسسهما المذكور".

وظهر رجل الأعمال محمد الأمين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، عندما دخل مجال الإعلام، بإنشائه باقة فضائيات CBC ثم تبعها بقناة ثانية CBC دراما ثم ثالثة CBC+2، وفي سبتمبر/ أيلول 2011 اشترى 85 % من قناة "النهار" وقناة "النهار دراما" لكنه تركهما فيما بعد، ثم اشترى مجموعة قنوات مودرن (مودرن سبورت – مودرن كورة – مودرن حرية).

وكان للأمين دور بارز في دعم انقلاب الثلاثين من يونيو/ حزيران عام 2013، إذ قدم دعماً مالياً كبيراً للنظام وفتح قنواته التلفزيونية للمخابرات العامة التي استحوذت بعد ذلك على كل أسهمه فيها.سيطرة مباشرة على شركات إعلامية وغير مباشرة على قنوات (فايد الجزيري/ Getty)

وكانت بداية الأمين في شركة مقاولات، حيث تصنع الشركة قواعد الحمامات، وغيرها من المرافق، وبعد فترة طويلة من العمل في الكويت قرر العمل في مصر من خلال شركة استصلاح زراعي، حصل على موافقاتها من يوسف والي وزير الزراعة الأسبق، ثم قرر إنشاء شركة عامر جروب، مع رجل الأعمال منصور عامر.

سقوط حسن راتب  

وفي  29-6-2021  قرر النظام التضحية  برجل الأعمال المصري الشهير حسن راتب، وقالوا أنه سقط في مستنقع تجار الآثار عقب اعترفات شقيق البرلماني السابق علاء حسانين أمام جهات التحقيق  بتورط "راتب" في دفع ملايين الجنيهات لتمويل عصابة"علاء حسانين" للتنقيب على الآثار.

وفي هذا السياق، أكد شقيق علاء حسانين، أن رجل الأعمال حسن راتب أسهم في ضخ الكثير من الأموال لتمويل عمليات التنقيب عن الآثار التي يقوم بها النائب البرلماني.

وتواصلت فصول المحاكمة منذ وقت القبض عليه حتي اليوم ، وقد كشفت مسار التحقيقات أن إجمالي القطع المضبوطة في 42 بلدًا وفقًا للثابت بالتقرير جميعها لقطع أثرية، تنتمي لعصور مختلفة "روماني، وإسلامي، يوناني، قبل التاريخ، فرعوني" وترجع جميعها للحضارة المصرية القديمة، وجميعها تخضع لقانون حماية الآثار وورد في البند 44 حتى  البند 47 بالتقرير فإنها مقيدة وحديثة الصنع وغير أثرية،  وحصلت النيابة علي أكثر من 500 قطعة أثار بشقة أشرف عليها النائب السابق علاء حسانين وحسن راتب .

التضحية بأبو هشيمة لحساب أحمد عز

كما شهدت الفترة الماضية التضحية برجل الأعمال المحسوب علي النظام أحمد أبو هشيمة ، حيث أجبرته جهات سيادية علي بيع حصته في شركة حديد المصريين لشركة عز .

حيث قرر مجلس إدارة شركة حديد العز الدخيلة للصلب، إحدى شركات حديد عز، شراء حصة رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة في شركة حديد المصريين، بقيمة 2.5 مليار جنيه.

وأضافت الشركة أن مجلس إدارتها وافق على شراء 18% من حقوق الملكية في شركة حديد المصريين لإدارة مشروعات مصانع الصلب من أحمد أبو هشيمة، الشريك المؤسس وشركة أبو هشيمة لإدارة مشروعات الصلب ، ومازال الغموض يسيطر علي عمليات الضغط علي أبو هشيمة ، خاصة انه قدم الكثير من الخدمات لنظام السيسي .

صلاح دياب ودفع إتاواة نصف مليار 

وقد تعرض رجل الأعمال المعروف صلاح دياب مؤخرا ، للقبض عليه بحجة تورطه في الاستيلاء علي أراضي الدولة والبناء عليها بشكل غير قانوني ، وقد دخل النظام مع دياب في صفقات انتهت علي دفعه ما يقرب من نصف مليار جنية للنظام ، والتنازل عن جريدة المصري اليوم  .

ساويرس يشن هجوما على الجيش والسيسي يرد عليه

كما شهدت الفترة الماضية ، دخول علاقات رجل الأعمال نجيب ساويرس بالنظام المصري في حالة من التوتر ، بسبب توجيه نجيب مجموعة من الانتقادات للجيش وسيطرته علي الاقتصاد .

وتبع ذلك حملة إعلامية من قبل إعلامي النظام شنت هجوما حادا على نجيب ساويرس ، وانتهي الامر برد السيسي نفسه عليه ،  حيث خص بالذكر في تصريحاته مؤخرا شركة "أوراسكوم" المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وعائلته، بعد نحو شهر من انتقاد الأخير تدخّل الجيش والدولة في الاقتصاد. مشيدًا، في الوقت ذاته، بـ"الدفعة التي تلقاها الاقتصاد (المصري) بسبب الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، مثل الطرق الجديدة والعاصمة الجديدة"، مضيفًا أن "شركات القطاع الخاص هي التي تبني هذه المشاريع".

وقال السيسي، في كلمة له على هامش افتتاح مجمع لإنتاج البنزين في محافظة أسيوط، مؤخرا  "احنا بنتمنى وبنشجع وبنقول كل المشروعات، حتى المشروع اللي احنا افتتحناه النهارده، لو القطاع الخاص عايز يخش يشارك أهلا وسهلا.. أهلا وسهلا بجد، اللي احنا دفعنها أنت هتدفعه وتبقى معانا. احنا مستعدين إن كل المشروعات اللي تم العمل فيها إن القطاع الخاص يشارك بالنسبة اللي هو عايزها".

وطلب السيسي من وزير النقل، كامل الوزير، ذكر أسماء شركات القطاع الخاص التي تعمل في مشروعات تابعة للوزارة، فذكرها الوزير، ثم أضاف السيسي اسم شركة "أوراسكوم" المملوكة لعائلة ساويرس، ليؤكد الوزير حديثه، ويقول إنها أكبر شركة تعمل مع الحكومة.

وأضاف السيسي: "أرجع بقى للأربعة آلاف وخمسمئة شركة اللي بتكلم عليهم، بقول إن الـ"4500 شركة" دول خدوا ألف و100 مليار جنيه، على الأقل فيهم من 4 ونصف لخمسة ملايين إنسان". (الدولار= 15.7432 جنيها).

وفي إشارة إلى حديث نجيب ساويرس قبل شهر، قال السيسي: "الكلام اللي بيتقال مقدر ومحترم، لأن احنا عارفين حسن النوايا.. ما فيش حد عنده نوايا مش طيبة تجاه بلده مصر، لكن الأمور ممكن تكون أحيانًا اننا نؤكد عليها ونوضحها".

وأضاف: "طيب أنا ما بقولش أرقام ما يصحش مش كده يا دكتور مصطفى والا إيه... طب أنا مش هقول اسم... الشركة دي اشتغلت بـ75 مليار جنيه (4.76 مليارات دولار أميركي) في السبع سنين دول، يعني كل سنة كام، 11 مليار جنيه؟". ويضيف ضاحكاً: "في حد بيشتغل بـ11 مليار جنيه ما بيشتغلش".