السيسي يعاود مهاجمة ثورة يناير ويعترف بفشله.. وحملة سخرية تطالب برحيله

الثلاثاء - 1 مارس 2022

كعادته في الآونة الأخيرة، تحدث عبد الفتاح السيسي عن ثورة 25 يناير 2011 مجدداً، الاثنين، خلال إطلاق “المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية”، متعمداً الربط بين ثورة المصريين ضد فساد السلطة الحاكمة و”الخراب” الذي حل في البلاد بسببها، على حد زعمه.

كان إلقاء اللوم على المصريين كسبب في معاناتهم الاقتصادية هو المحور الرئيسي لتصريحات السيسي أثناء إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، الذي أُقيم بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس.

قال السيسي: “لماذا خرج المصريون في 2011؟ لأن حالة الرضا المجتمعي لم تكن موجودة، بسبب عدم توافر خدمات جيدة للتعليم أو الصحة.

ودعا إلى الحفاظ على الدولة المصرية وعدم الانزلاق إلى الدمار والخراب، كما حدث عام 2011 بحسب زعمه.

وواجه السيسي حملة سخرية واسعة النطاق على وسائل لتواصل الاجتماعي، طالبته بالرحيل بدلا من تعليق فشله على الشعب!

حاول السيسي إظهار أنه مع هموم الشعب فقال: “الناس تعبانة (تعاني) من الأوضاع الحالية، وترغب في التغيير، ولكن حينما شرع د. طارق شوقي، وزير التعليم، في خطة التطوير أخذ على دماغه (رأسه)، وهوجم في الإعلام. والسؤال: أنتم ترغبون في تطوير التعليم أم لا؟ وهذه اللقاءات الهدف منها هو التوعية الحقيقية لواقعنا، والحديث من دون خجل أو كسوف”.

وأضاف في كلمته: في دول بتسألنا مبتدوش حقوق للناس ليه؟.. احنا مش لاقيين نأكل ولا نعلم ونعالج، أنا علشان افتح شارع والناس تمشي بشيل 1000 بيت.

وتابع السيسي: "الدول التي تهاجمنا بسبب ملف حقوق الإنسان، أقول لهم حقوق إيه؟ المواطن المصري لا يجد الطعام أو السكن أو العمل اذهبوا وشاهدوا مناطق في القاهرة، مثل المرج والمطرية والخصوص، وامشوا إلى شوارعها، فهذه هي بلدنا التي نعتبرها أمانة في رقابنا"

وزعم السيسي: «أنا مش مانع حد يتكلم وينكد على الناس بس لازم يعرف القضية كويس"

قال: «لم أمنع المواطن من أنه يتكلم، بل بالعكس أنا أريده أن يتكلم شريطة أن يعرف قضية البلد، قبل أن يتكلم ويسمع الناس "وينكد عليها في بيوتها"، ويردد كلاما دون معرفة كافية وهي كلمة مهذبة عن الجهل وعدم الإدراك والتقدير للواقع الذي نعيش فيه.

وزاد قائلاً: “أقول لكل المسؤولين في الإعلام والصحة والتعليم والمساجد والكنائس: انزلوا لتروا البلد على حقيقتها، فتطوير أحد الطرق يلزمه إزالة ألف منزل تقريباً. وأنت تتحدث لي عن حقوق الناس؟ نحن نرغب في مضاعفة عدد المستشفيات في مصر من 500 إلى 1000، هل من يتحدث يعرف كلفة ذلك على الدولة، أو كلفة مصاريف التشغيل والأطباء، والذين لا أستطيع أن أمنحهم راتباً جيداً”

وقال السيسي: “عندما كنت في بلجيكا تحدثت مع أحد المسؤولين، وقلت له إن الناس في مصر مظلومة، ولا تتعلم بشكل جيد، كما لا تُعالج بصورة صحيحة أنا لست رافضاً لحديثه عن الحقوق أو الحريات، ولكن يجب أن يعرف قضية الدولة المصرية أولاً قبل أن يتحدث، والبعض يتكلم عن أوضاع مصر وهو يجهل الواقع الذي نعيش فيه”

وواصل بقوله: “لما أسافر للخارج أول ملف أتحدث عنه هو حقوق الإنسان، لأنه لا يوجد شيء نخفيه عن العالم.

وقلت للمسؤول الأوروبي: لماذا لم تسألني عن الناتج المحلي الذي يصل في بلجيكا إلى 500 مليار دولار، وعدد السكان لا يزيد على 10 ملايين نسمة وبالتالي مصر في حاجة إلى 5 تريليونات دولار، لأن لديها أكثر من 100 مليون نسمة”

واستكمل السيسي: “مصر زادت 14 مليون نسمة في الـ 7 سنوات الماضية، والسؤال هل أرقام الدخل تكفي هذ النمو؟ بالتأكيد لا. وبالتالي هذا ليس عجزاً من الدولة، لأن مصر تحتاج إلى مليون وظيفة سنوياً لارتفاع حجم الخريجين من الجامعات، وهذا ليس حاصلاً في أي دولة في العالم”، وفق ادعائه.

وأضاف السيسي: “لولا فضل الله على مصر لكانت هذه البلد ذهبت مع الدول التي تهدمت، وبدلاً من أن تعرض القنوات فيلم مثل الإرهاب والكباب، وتظهر المواطن وهو يشتكي من الأحوال، وتجعل منه خصماً للبلد. لماذا لا تتناول السلبية لدى المواطنين؟ لأن تحويل البلد إلى خصم هدها في 2011، واللي بيروح مابيرجع”

وتابع: “اللي بقابله من الناس في الشارع، ويقول لي إن لديه 6 أطفال، أقول له: هأعملك إيه؟ ما أنا عندي 100 مليون والبلد دي بلدنا كلنا، مش بتاعتي لوحدي بس، ودائماً أقول الأمن القومي في كل حاجة، فالرعاية الصحية أمن قومي، والتعليم أمن قومي”

وواصل: “أقول للناس، حين يتخرج أولادكم من أقسام التاريخ والجغرافيا في كليات الآداب، هل سوق العمل سوف يستوعبهم في مصر؟ الإجابة هي: لا. على الناس أن تجهز أبناءها للوظائف التكنولوجية الجديدة، بدلاً من تخريج آلاف الطلاب من كليات مثل الآداب، وليس لهم مكان في سوق العمل”

وأكمل السيسي مزاعمه: “يا مصريين اصحوا، وانتبهوا إذا كنتم خائفين على بلدكم، وقضية بناء المواطن هي كبيرة جداً، فبلاش تدخل ابنك أي كلية وخلاص، وفاكر أنك كده بتجهزه لسوق العمل.

والرسالة التي أرغب في توصيلها هي أن القضية مشتركة، وليست قضية سلطة، وصدقوني لا يوجد نظام في مصر، لأني زيكم ومعاكم ومنكم”

وختم السيسي: “المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية هو مجرد خطوة على الطريق، وبعد ذلك سنتابع معدلات النمو السكاني كل شهرين أو ثلاثة.

وأسباب الاستقرار الحقيقي تتمثل في الرضا المجتمعي، وأجهزة الدولة ليست مسؤولة عنه بمفردها، ولكن كلنا يجب أن نتحرك في هذه الاتجاه، وأن نعمل جميعاً من دون نوم أو راحة إذا كان المصريون يريدون حقاً أن يحققوا لبلدهم مكاناً حقيقياً في خريطة العالم”

هذا الكم من الأكاذيب والتدليس يؤكد أن السيسي لا يرى غير ما يراه وأنه غير مستعد لتغيير سياساته بأي شكل.. ويخشى من هبة شعبية تطيح به وبنظامه.

المصدر: علامات أونلاين و إنسان للإعلام