السيسي يسعى لصفقة جديدة في فلسطين لإرضاء الصهاينة والأمريكان
الجمعة - 5 نوفمبر 2021
في محاولة مصرية للعب دور محوري في القضية الفلسطينية من جديد ، قال رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إن مصر "تعمل على عقد اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة يتضمن تبادل الأسرى"
وقال مراسل "أكسيوس" الإسرائيلي باراك رافيد إن رئيس المخابرات العامة المصرية يعتزم زيارة إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينت وغيره من كبار المسؤولين. وستكون هذه الزيارة هي ثاني زيارة يقوم بها مسؤول المخابرات المصرية لدولة الاحتلال منذ أن أدت الحكومة الجديدة اليمين في الصيف.
والتقى رافيد مع كامل على هامش قمة المناخ للأمم المتحدة COP26 في غلاسكو، باسكتلندا، لإجراء محادثة حول الأحداث الجارية خلال فترة استراحة تدخين السجائر.
ووفقًا لتقرير رافيد، يعتقد الساعد الأيمن لعبد الفتاح السيسي أن حالة العلاقات بين إسرائيل ومصر تسير على ما يرام وأن لقاء بينت في منتصف سبتمبر/أيلول في شرم الشيخ مع السيسي "كان جيدًا بشكل استثنائي".
وقال عباس كامل، في مقابلة مع الصحافيَين الإسرائيليين نداف إيال وباراك رافيد من موقع "أكسيوس" الأميركي، إن "الاتفاق المزمع يشمل وقفًا لإطلاق النار طويل الأمد، وتبادلًا لأسرى، ومساعدات إغاثية وإعادة إعمار، وعودة ولو رمزية للسلطة الفلسطينية إلى غزة".
وأضاف كامل أن "مصر تجري محادثات بشكل يومي مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن عدة قضايا، بينها (التوصل إلى) اتفاق وقف إطلاق نار محتمل طويل الأمد في غزة"
وتابع عباس أن الاتفاق المأمول سيضم أيضا تبادلا لأسرى بين إسرائيل و"حماس"، وهو ما تعمل مصر على التوصل إليه "ليل نهار"، على حد تعبيره. وقال إن هذا الاتفاق "يجب أن يبدأ بالإفراج عن سجناء فلسطينيين مسنين ونساء فلسطينيات في السجون الإسرائيلية". مضيفًا: "يجب أيضا معالجة مسألة إعادة جثتي جنديين إسرائيليين وإطلاق سراح مدنيين إسرائيليين اثنين تحتجزهما حماس في غزة"، علمًا أن الحركة تعتبرهما جنودًا لا مدنيين. وتابع كامل أن الاتفاق يتضمن كذلك اتخاذ "المزيد من الخطوات الاقتصادية والإغاثية لصالح المدنيين في غزة".
وقال كامل إن مصر تريد أن "ترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة والقيادة الفلسطينية في رام الله تبدآن نوعا من الحوار السياسي"، معتبرا أنه يمكن البدء "بمحادثات على مستوى أدنى".
وتابع أنه "سيزور تل أبيب في وقت لاحق من الشهر الجاري، لإجراء محادثات مع بينت ومسؤولين كبار آخرين"، في ثاني زيارة له منذ أن تولت الحكومة الإسرائيلية الجديدة مهامها في 13 يونيو/ حزيران الماضي.
وشدد كامل على أن المصريين يأملون في أن تظل الحكومة الإسرائيلية مستقرة، ويعتقدون أن بإمكانهم العمل معها بشكل فعال، على الرغم من أنها تتكون من عدة أطراف ذات وجهات نظر متباينة.
وزار رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل تل أبيب، في 18 أغسطس/آب الماضي، في زيارة غير مجدولة استغرقت عدة ساعات.
وكانت مصادر "العربي الجديد" قد تحدثت عن أن الزيارة الطارئة أتت لبحث ملفات متعلقة بتطورات وتحركات المحور الإيراني في المنطقة بشكل أساسي، وتقاطع تلك التحركات مع الملفات ذات الصلة مثل الوضع في قطاع غزة، وأمن الممرات المائية، والتعاون مع الخليج، في ضوء اتصالات مصرية إيرانية جرت أخيراً، لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المصادر أنّ التنسيق بين مصر وإسرائيل بلغ ذروته خلال الفترة الماضية بعدما تمكنت القاهرة من وقف موجة تصعيد كانت قادمة لا محالة في ظل حالة الاستنفار التي تعيشها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بسبب تأخر الجانب الإسرائيلي في الوفاء بعدد من التعهدات الخاصة بتثبيت الهدنة في القطاع عقب المواجهة الأخيرة من جهة، وتحريض جهات إقليمية على تفجير أزمة جديدة بالمنطقة في إطار الصراع غير المعلن بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني من جهة أخرى
وبحسب ما أفادت مصادر "العربي الجديد"، فإنّ القاهرة لعبت دوراً كبيراً في تفويت الفرصة على محاولات تأجيج مواجهة جديدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة صوب مستوطنة "سديروت"، مؤكدة أنّ المسؤولين في مصر كانوا السبب الرئيس وراء تغيير السياسة الإسرائيلية الخاصة بـ"الرد الفوري"، وفق تعبير المصادر.
لتثبيت اتفاق التهدئة بين غزة وإسرائيل
كما أكدت قناة الحرة في تقرير لها ، أن عباس كامل محمل بمهمة محددة من قبل السيسي ، تتمحور على إبراز الجهدي المصري في المنطقة ، والتوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على أن تشمل الصفقة تبادل أسرى بين الاحتلال وحركة حماس وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة تمهيدا لإعادة إعمارها .
وشدد كامل على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتكون من عدة أطراف ذات وجهات نظر متباينة، على الرغم من آمال المصريين في أن تظل مستقرة ويعتقدون أن بإمكانهم العمل معها بشكل فعال.
"يديعوت": عباس كامل يسارع الوقت لإنهاء صفقة الأسرى
وفي نفس السياق ، أدلى وزير المخابرات المصري الجنرال عباس كامل، بتصريحات لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، على هامش قمة تغير المناخ المنعقدة في مدينة "غلاسكو" الأسكتلندية.
ووصفت الصحيفة في خبرها الرئيس، وزير المخابرات المصرية بأنه "الرجل الأقوى في مصر بعد عبد الفتاح السيسي"، كما أنه يطلق عليه "ظل الرئيس" و"كاتم أسراره"، بحسب تعبيره.
وأوضحت "يديعوت" أن "كامل هو الرجل الذي يبعث به السيسي للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت؛ وهو من يتواصل مباشرة مع قائد حركة حماس بغزة يحيى السنوار، ويستضيف صالح العاروري وخالد مشعل عندما يأتيان إلى القاهرة".
ولفتت "يديعوت" إلى أن كامل تحدث بـ"صراحة، وكان مجرد استعداده للحديث، استثنائيا"، وأوضح أن العلاقة بين القاهرة وتل أبيب "ممتازة"، كما أنه لفت إلى أن اللقاء بين بينيت والسيسي في شرم الشيخ كان "جيدا جدا، وقد وجدا لغة مشتركة".
ونبهت الصحيفة، إلى أن "الكل يرى أنه يجب عمل كل شيء معا"، مضيفة أن "هذا النهج المصري، لم ينشر حتى الآن على الإطلاق".
وقال كامل: "لا معنى لتنفيذ هذا على مراحل، ولا حاجة لصفقة في عدة مراحل، بل خطوة واحدة: البدء بتحرير أطفال ونساء وشيوخ، بالتوازي مع تهدئة بعيدة المدى".