السيسي يحول قصر القبة إلى "مسرح غنائي ومعرض عقارات"!!
الاثنين - 5 يوليو 2021
كشف ناشطون مصريون عن تجريف نسبة كبيرة من المساحات الخضراء داخل محيط قصر القبة الرئاسي في العاصمة القاهرة، واستغلالها في إقامة تجهيزات ومنشآت خرسانية، من أجل تنظيم الحفلات الغنائية والمعارض العقارية، بغرض تحصيل الأموال نظير تلك الفعاليات، من دون الاكتراث بقيمة القصر التاريخية، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1867 في عهد الخديوي إسماعيل، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية.
وحسب مصدر مصري مطلع، فإن عبد الفتاح السيسي أصدر تعليمات مباشرة بإزالة مجموعة من الأشجار والنباتات النادرة في حدائق قصر القبة، يرجع بعضها إلى تاريخ إنشاء القصر، واستغلال الأرض المقامة عليها في تنظيم الأنشطة الترفيهية، كالحفلات الغنائية والمعارض العقارية الكبرى، نظراً لعدم استقبال الرئيس المصري أي وفود أجنبية في القصر حالياً، منذ مراسم استقبال نظيره الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عام 2016.
وتنطلق فعاليات النسخة الرابعة من "المعرض الوطني العقاري" في قصر القبة الرئاسي، لأول مرة في تاريخ مصر، خلال الفترة من 9 إلى 11 يوليو/تموز الجاري، تحت إشراف تحالف يضم ثلاث شركات كبرى في مجال التسويق العقاري وتنظيم المعارض، وهو التحالف الذي يحتكر عملية الترويج لـ"المشروعات القومية" التي تنفذها الدولة داخلياً وخارجياً.
وفي 3 إبريل/نيسان الماضي، أحيت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي أولى الحفلات الغنائية في حديقة قصر القبة، مستهلة الحفل بأغنية "على باب مصر" التي تغنت بها الراحلة أم كلثوم، بعدما ظل استخدام القصر مقتصراً لعقود طويلة على المناسبات الرسمية واستقبال ضيوف مصر الكبار.
ولطالما اتخذ الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي قصر القبة مقراً لإجراء المقابلات المهمة مع المسؤولين المصريين والأجانب أثناء عام توليه الحكم، إيماناً منه بأهمية القصر التاريخية، غير أن استقبال السيسي الدائم لضيوفه في قصر الاتحادية الرئاسي بحي مصر الجديدة، وشروعه في تشييد العديد من القصور الرئاسية المؤمَّنة، سواء في العاصمة الإدارية الجديدة أو مدينة العلمين الجديدة، دفعه إلى استغلال قصر القبة في إقامة الحفلات والمعارض.
وتمتلك مصر نحو ثلاثين قصراً واستراحة تابعة لرئاسة الجمهورية، أشهرها عابدين والعروبة وحدائق القبة والطاهرة في القاهرة، ورأس التين والمنتزه في مدينة الإسكندرية، بالإضافة إلى ثلاثة قصور واستراحات في الإسماعيلية، واستراحات أخرى في القناطر الخيرية وأسوان.
ويُعد قصر القبة أحد أهم القصور الملكية في عصر الأسرة العلوية التي حكمت مصر، وقد بُني على أطلال منزل إبراهيم باشا، وشيدته مجموعة من المهندسين المصريين والأتراك والفرنسيين والإيطاليين على مراحل مختلفة، واستغرقت عملية البناء ستة أعوام كاملة، إذ انتهت في أواخر عام 1872.
ويتميز قصر القبة بمقتنياته النادرة من قطع الأثاث الفرنسي على طراز لويس السادس عشر، وكذلك مجموعة من اللوحات الزيتية لأشهر وأكبر الرسامين العالميين في القرن الماضي، وأطلق عليه اسم "القبة" نسبةً إلى مبنى قديم من عصر المماليك يُعرف بمبنى "القبة"، وكانت تحيط به بحيرة مائية مثلت مقصداً لكثير من أبناء العائلات الكبيرة - آنذاك - للصيد والتنزه.
وعقب انتهاء الحكم الملكي في مصر في 23 يوليو/تموز عام 1952، أصبح قصر القبة واحداً من القصور الرئاسية المهمة لاستقبال الوفود والرؤساء من جميع أنحاء العالم. ويضم القصر قرابة 400 غرفة وقاعة، ووثائق ومقتنيات ملكية ورئاسية، وبعض التماثيل للملوك.
المصدر العربي الجديد