السيسي يتسول لقاء بايدن..ونشطاء يطالبون بريطانيا بسحب دعوته لقمة المناخ

الخميس - 28 أكتوبر 2021

يبذل نظام الانقلاب في مصر جهودا حثيثة لنيل رضا الراعي الأمريكي وتمكين السيسي- لأول مرة- من مقابلة الرئيس جو بايدن، في محاولة من النظام لإيصال رسالة- إذا تمت المقابلة- بأنه أخذ اعتمادا نهائيا من الإدارة الأمريكية الحالية وأنه اكتسب شرعية كاملة لديها، بعدما اضطر بايدن للحديث مع السيسي تليفونيا أثناء العدوان الصهيوني الأخير على غزة في مايو 2021، للقيام بوساطة مع المقاومة الفلسطينية، مما اعتبره النظام انفراجة في العلاقات مع إدارة بايدين، الذي كان أعلن أثناء حملته الانتخابية 2020، أنه "لن يعطي شيكا على بياض لدكتاتور ترامب المفضل"، وعنى بذلك السيسي بسبب ممارساته الاستبدادية وملفه الأسود في مجال حقوق الإنسان.

آخر الجهود في هذا الاتجاه كانت اتصالات أجراها أخيراً مسؤولون نافذون مقربون من السيسي، مع الإدارة الأمريكية من أجل ترتيب لقاء بين الرئيسين، خلال قمة المناخ المقرر عقدها في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول الحالي إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بحسب صحيفة "العربي الجديد".

ويأتي ذلك في ظل صعوبة إجراء تلك المقابلة بدعوة من الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، وسط الضغوط المفروضة عليها من بعض مراكز صنع القرار نتيجة ضغوط مماثلة تفرضها المنظمات الحقوقية الدولية بشأن الوضع الحقوقي في مصر، نظراً لما تصفه تلك المنظمات بالتوسع في عمليات القبض العشوائي على المعارضين السياسيين، وتحول آلية الحبس الاحتياطي إلى وسيلة عقابية تمارس بحق المعارضين. ووفق المصادر، فإن المسؤولين في مصر تلقوا مؤشرات إيجابية لإمكانية إتمام لقاء قصير بين الرئيسين، بعدما تأكد سفر الرئيس المصري إلى اسكتلندا لحضور القمة.

وذكرت المصادر أنه على الرغم من الملاحظات التي تلقاها الوفد المصري غير الرسمي التابع للجنة الحوار الدولي خلال زيارته إلى أميركا أخيراً ولقاء مسؤولين رسميين، وأعضاء في الكونغرس، إلا أنه يمكن وصف النتائج العامة بـ"الجيدة"، خصوصاً بعدما ساهمت في تخفيف حدة النقد الموجّه للنظام المصري، مع إشارتها إلى تحركات وصفوها بالمبشرة بشأن الملفات محل الانتقاد في مصر، وعلى رأسها قضية التمويل الأجنبي التي بات إغلاقها مسألة وقت فقط.

ولفتت المصادر إلى أن "القيادة المصرية تولي أهمية قصوى لإتمام لقاء بين الرئيسين خلال القمة، واستغلال الظرف الراهن الذي تؤدي فيه القاهرة أدواراً متعددة، وكذلك في ظل التحركات التي لاقت استحساناً كبيراً من جانب الإدارة الأميركية على صعيد ملف القضية الفلسطينية". واستدركت أنه "حتى الآن، لم يتم تأكيد إجراء المقابلة على الرغم من تأكد حضور السيسي للقمة، وسط مخاوف من تكرار فشل الجهود كما حدث في وقت سابق قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تراجع السيسي عن حضورها في اللحظات الأخيرة بسبب عدم موافقة الإدارة الأميركية على عقد لقاء مشترك بين الرئيسين".

بحسب المصادر، فإن هناك تسهيلات سيتم تمريرها خلال الأيام القليلة المقبلة قبل سفر السيسي إلى اسكتلندا لحضور القمة، متعلقة ببعض الملاحظات التي تلقاها وفد لجنة الحوار الدولي بقيادة رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" محمد أنور السادات. وأوضحت أن التسهيلات ستشمل الترويج لقرارات وإجراءات متعلقة ببعض أسماء المعارضين السياسيين في السجون المصرية، خصوصاً في أوضاعهم المعيشية في مقرات الاحتجاز، متابعة "كذلك سيبدأ البرلمان المصري خلال أيام، الإجراءات الخاصة بتفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها السيسي في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الماضي".

وتسعى الدوائر المقربة من السيسي، حسب مصدر دبلوماسي مصري تحدث لـ"العربي الجديد"، إلى محاولة امتصاص ردود الأفعال السلبية، والتأثيرات غير الإيجابية، بالنسبة للنظام السياسي المصري، من قِبل المنظمات الحقوقية التي لم تُبدِ رضا عن قرار السيسي، بعدم مد حالة الطوارئ في البلاد.

من جانب آخر، وقع عشرات اللاجئين المصريين في المملكة المتحدة على رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يطالبونه فيها بسحب دعوته رئيس النظام، عبد الفتاح السيسي، لحضور قمة المناخ "COP26".

وطالب الموقعون على الرسالة رئيس الوزراء البريطاني بالضغط على السيسي بشأن حقوق الإنسان في مصر، بدلا من تشريفه بدعوته إلى قمة تجمع قادة العالم من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

وحث اللاجئون المصريون في بريطانيا- بحسب وصف صحيفة عربي 21- جونسون على الدفاع عن حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق السجناء السياسيين في مصر.

وقال الموقعون على الرسالة: "نحن، مثل كثير من المصريين قبلنا وبعدنا، اضطررنا إلى الفرار من مصر حفاظا على حياتنا، حيث يقتل النظام العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي ويقتل ويضطهد ويعذب ويستعبد المدنيين الذين يجرؤون على رفع أصواتهم ضد الظلم".

وتابعت الرسالة: "كمجموعة من اللاجئين المصريين الذين يعيشون في المملكة المتحدة، نكتب إليكم اليوم لطلب مهم وصادق.. نحن قلقون للغاية عندما نسمع أن حكومة المملكة المتحدة قد دعت الديكتاتور المصري السيسي للانضمام إلى قمة COP26 في غلاسكو الشهر المقبل".

المصادر: العربي الجديد+ عربي 21