السودان يتخلى عن مصر ويعلن قبولا مشروطا لاتفاق مرحلي لملء سد النهضة!
الاثنين - 28 يونيو 2021
في تطور خطير في ملف سد النهضة، وفي خطوة للتخلي عن مصر ، قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إن بلادها تلقت من الكونغو مقترح اتفاق مرحلي لتعبئة سد النهضة تدعمه الأمم المتحدة والولايات المتحدة ، و أن الخرطوم قبلت – بشروط - مبدأ الاتفاق المرحلي بشأن سد النهضة، وأن حكومتها اشترطت أن تكون مدة الاتفاق 6 أشهر، وأن يكون توافقيا وبضمانات دولية، كما رحبت واشنطن بأي مبادرة إيجابية وترفض الحل العسكري، و"القاهرة" تفشل في حث مجلس الأمن علي عقد جلسة لمناقشة أزمة "السد" بعد رفض الصين وروسيا ، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.
قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي مساء أمس الأحد، تلقينا من الكونغو مقترح اتفاق مرحلي لتعبئة سد النهضة تدعمه الأمم المتحدة والولايات المتحدة ..
والخرطوم قبلت – بشروط - مبدأ الاتفاق المرحلي بشأن سد النهضة.. ولكن الحكومة اشترطت أن تكون مدة الاتفاق 6 أشهر وأن يكون توافقيا وبضمانات دولية ..
يأتي ذلك فيما ذكر موقع روسيا اليوم، أن الخرطوم تسلم نسخة من اتفاق جزئي بشأن ملف سد النهضة وأوضح أربعة شروط يجب تطبيقها بموجبه.
كما أشارت الوزيرة إلى أن السودان طلب من مجلس الأمن الدولي مناقشة "القرار الأحادي" الإثيوبي بملء سد النهضة، وحث الأطراف الثلاثة على الالتزام بالقانون الدولي والتخلي عن التدابير الأحادية.
وتقول أديس أبابا إنها ستبدأ الملء الثاني لخزان السد بعد هطول الأمطار الموسمية هذا الصيف، وهي خطوة يعارضها السودان ومصر، ويطالبان باتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات.
وأرسل السودان ومصر الأسبوع الماضي رسائل تطالب مجلس الأمن الدولي ببحث القضية.
وقال العضو السابق في الفريق الممثل للسودان في مفاوضات سد النهضة أحمد المفتي : إثيوبيا عرضت اتفاقا جزئيا على السودان يمكّن أديس أبابا من الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل .. والسودان وافق على الاتفاق المرحلي بعد مراعاة عدة شروط .. منها وجود ضمانات سياسية وقانونية مباشرة من المجتمع الدولي وأن يستمر الالتزام الجزئي من قبل إثيوبيا حتى الوصول لاتفاق شامل وقانوني ملزم
كما صرح عمر الفاروق المتحدث باسم فريق التفاوض السوداني في ملف سد النهضة : مقترح الكونغو يعد محاولة لحل أزمة التعبئة الثانية للسد .. ولا بد أن يكون هناك سقف زمني محدد بين هذا الاتفاق والاتفاق النهائي الملزم لا يتجاوز 6 أشهر
معتبرا أن المتضرر المباشر من الملء الثاني السودان .. والتنسيق مع القاهرة بخصوص الحل الجزئي وارد
من جانبه رحب أجيرالدين غريفيث المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية : واشنطن ترحب بأي مبادرة إيجابية تُفضي إلى تسوية ودية بين الدول الثلاث في ملف سد النهضة... ولن يكون هناك حل عسكري لهذا الملف والمسار الوحيد للتوصل إلى حل هو الحوار والدبلوماسية ..
متابعا: الولايات المتحدة لا تضغط على أديس أبابا وتستهدف أن تكون لغة الحوار والمشاركة هي الأساسي ... وأي حل مفروض على الدول الثلاث من الخارج مصيره الفشل..
فيما اعتبر الكاتب المصري عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام السابق ، أن السودان خذلنا بضغوط أمريكية .. و هناك فجوة بين الموقف المصري ونظيره السوداني و"الخرطوم" منفتحة على من لهم مصلحة في هذا الموضوع مثل الإمارات والسعودية ومنفتح على من وقفوا وراء إنشاء السد من البداية مثل إسرائيل
ومراقبون : قبول السودان بالحل الجزئي سيشق الصف العربي .. ويعد ضربة لمصر ولابد أن يكون الموقف المصري قويًا وواضحًا وتكون كل الخيرات متاحة ومن بينها الخيار العسكري
فيما قال "سامح شكري"ردا على تصريحات مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية الجنرال "بوتا باتشاتا ديبيلي "حول عدم استطاعة مصر اللجوء للحل العسكري : " نحن نصف هذه التصريحات الإثيوبية بأنها استفزازية وغير متسقة مع ما نسعى إلية من تحقيق تفاهم .. ولن تدفعنا هذه التصريحات لمواقف غير مسئولة "
بينما أكد السيسي من بغداد ارتباط حقوق مصر المائية بالأمن القومي العربي.. مطالبا بموقف موحد لدعم قضية المياه في مصر .. ومؤكدا دعمه للحقوق المائية للعراق وللأردن !
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية : مصر فشلت في حث مجلس الأمن لتحديد جلسة لدعم موقفها من سد النهضة.. و الصين وروسيا تمثلان عقبتين أمام المساعي المصرية والسودانية لعقد جلسة طارئة لمجلس حول "السد" ..
ومصر طلبت من الصين في حال عدم تحمّسها لعقد جلسة مجلس الأمن.. أن تنخرط بشكل فعال ومثمر في الضغط على إثيوبيا للعودة إلى مسار المفاوضات
ولازالت مصر والسودان ترغبان في مشاركة الصين الفعالة في مبادرة دولية واسعة يمكن العمل على تشكيلها لحلّ الأزمة... والصين مازالت مترددة نحو هذه الخطوة