معاملة غير إنسانية في "بدر3" .. صحيفة تركية تفضح ممارسات النظام المصري ضد السجناء السياسيين
السبت - 6 سبتمبر 2025
"إنسان للإعلام- قسم الترجمة:
في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، نشرت الصحيفة الإلكترونية التركية "ديلي أمة"، المحسوبة على التيار الإسلامي، تقريرًا مطولًا سلّط الضوء على معاناة السجناء السياسيين، الذين حُرموا من رؤية عائلاتهم منذ أكثر من عشر سنوات، كاشفًا عن الظروف القاسية داخل سجن "بدر 3"، حيث يتفاقم الإهمال الطبي وسوء المعاملة، فيما تعيش عائلات المعتقلين حالة من القلق والانتظار المرير.
التقرير جاء تحت عنوان: "السجناء السياسيون في مصر محرومون من رؤية عائلاتهم منذ أكثر من عشر سنوات"، وكشفت فيه الصحيفة أن المعتقلين يواجهون أوضاعًا شديدة القسوة، إذ يكافحون للبقاء على قيد الحياة في ظل معاملة مهينة وإهمال طبي متعمد.
ولفتت إلى أن عائلات هؤلاء السجناء تعيش إحباطًا ويأسًا عميقين بسبب انقطاع التواصل مع ذويهم لسنوات طويلة، ما جعل حياتهم مليئة بالقلق المستمر والانتظار المرهق.
وذكرت الصحيفة أن حملة القمع السياسي التي تزايدت منذ تولي عبد الفتاح السيسي الحكم انعكست مباشرة على الأسر المصرية، التي فقدت أبناءها خلف القضبان، موضحة أن قادة المعارضة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب نشطاء سياسيين آخرين، يقبعون في "سجن بدر 3" المعروف بظروفه القاسية وإجراءاته المشددة، موضحة أن هذا الواقع ولّد حالة من عدم اليقين لدى الأسر التي تجهل مصير أبنائها.
ونقلت الصحيفة عن أحد أفراد الأسر قوله: "لم نتلق أخبارًا عنهم طوال ما يقارب عشر سنوات. الزيارات ممنوعة بشكل كامل، وإدارة السجن لا تقدم أي معلومات عن أوضاع المعتقلين". واعتبرت الصحيفة أن الحرمان المستمر من الزيارات يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويضاعف معاناة السجناء وذويهم.
كما أكدت "ديلي أمة" أن منظمات حقوقية دولية، وفي مقدمتها منظمة العفو الدولية، دأبت على انتقاد أوضاع السجناء السياسيين في مصر، مشيرة إلى أن تقاريرها وثّقت تدهورًا صحيًا خطيرًا بين المعتقلين بسبب الإهمال الطبي وسوء المعاملة، إضافة إلى تزايد محاولات الانتحار، وحرمان العديد منهم من العلاج اللازم.
وأبرزت الصحيفة أن 13 معتقلًا، معظمهم من السجناء السياسيين، توفوا داخل سجن بدر 3 بحلول عام 2025 نتيجة الإهمال الطبي.
وذكرت أن السلطات المصرية تتبع أساليب متعددة لقمع المعارضة، أبرزها إعادة محاكمة السجناء أكثر من مرة والزج بهم مجددًا في السجون بالتهم ذاتها، وهو ما يبقيهم في دائرة من الغموض وعدم الاستقرار، ويجعل إطلاق سراحهم أمرًا بعيد المنال.
كما لفتت إلى قضية أنس البلتاجي، نجل القيادي في جماعة الإخوان محمد البلتاجي، مشيرة إلى أنه يقبع في السجن منذ 11 عامًا، حيث جرى استهدافه بسبب خلفيته العائلية، ويعيش اليوم أوضاعًا قاسية وظالمة لمجرد أنه ابن معارض بارز.
وفي ختام تقريرها، أوضحت الصحيفة أن عدد السجناء في مصر بلغ نحو 120 ألف سجين وفق إحصائيات عام 2021، بينهم ما يقارب 65 ألفًا معتقلون لأسباب سياسية.
ورأت أن هذه الأرقام تعكس حجم الانتهاكات الحقوقية، مشددة على أن معاناة الأسر الممزوجة بالانتظار المجهول والضغط النفسي المستمر تجعل صورة أوضاع السجناء السياسيين في مصر أكثر قتامة وإحباطًا يومًا بعد يوم.
نص التقرير بالتركية من هنا