الجيش المصري والصهاينة يعدلا اتفاقية الحدود في رفح ..

الثلاثاء - 9 نوفمبر 2021

في خطوة مريبة تصب في صالح العدو الصهيوني، أعلن الجيشان المصري والصهيوني - في بيانين منفصلين- تعديل الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الجانبين من أجل تعزيز قوات حرس الحدود المصرية وإمكاناتها بالمنطقة الحدودية في رفح ، بهدف ملاحقة طرق دعم وإمداد المقاومة الفلسطينية في غزة، ومواجهة خطر " التنظيمات الإرهابية" ، وأهداف أخرى مجهولة ولم يعلن عنها ، كما أن الاتفاقية لم يعلن تفاصيلها، وتعديل الاتفاقية تم التوافق عليه خلال  لقاء "السيسي-بينت" بشرم الشيخ  قبل أسابيع، وعلى الجانب الأخر، وبالتزامن مع الاتفاق المصري الصهيوني، أظهر مقطع فيديو شباب مصريون يهتفون “أنا دمي فلسطيني” في وجه سياح إسرائيليين في دهب، رفضا للتطبيع واعتراضا على فتح سيناء أمام الصهاينة، ومن خلال سطور هذا التقرير.. نتعرض للتفاصيل

قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العقيد غريب عبد الحافظ في بيان مساء أمس الاثنين "نجحت اللجنة العسكرية المشتركة بناء على الاجتماع التنسيقي مع الجانب الإسرائيلي في تعديل الاتفاقية الأمنية بزيادة عدد قوات حرس الحدود وإمكاناتها بالمنطقة الحدودية برفح"، من دون ذكر تفاصيل.

وأضاف البيان أن هذه الخطوة تأتي في ضوء جهود "للحفاظ على الأمن القومي المصري، واستمرارا لجهود القوات المسلحة في ضبط وتأمين الحدود على الاتجاه الإستراتيجي الشمالي الشرقي".

ومن جانبه ، قال أيضا الجيش الإسرائيلي -في بيان- أمس الإثنين ، إن "اجتماعا للجنة العسكرية المشتركة للجيشين الإسرائيلي والمصري عقد يوم الأحد وتم خلاله تناول القضايا الثنائية".

وأضاف البيان أنه " تم خلال الاجتماع التوقيع على تعديل للاتفاقية التي تنظم وجود قوات حرس الحدود في منطقة رفح لمصلحة تعزيز الوجود الأمني للجيش المصري في هذه المنطقة."

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل صادق على هذا التعديل، من دون تفاصيل أخرى.

وكانت معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين في 1979 قد فرضت قيودا صارمة على عدد القوات التي يمكن نشرها على جانبي حدود سيناء، لكنها تسمح بزيادة عدد القوات بالاتفاق بين الجانبين.

تعزيزات عسكرية مصرية إلى رفح

وعلى حسابه في "تويتر"، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، "أفيخاي أدرعي": "عقد يوم الأحد ، اجتماع للجنة العسكرية المشتركة لجيش الدفاع الإسرائيلي والجيش المصري حيث تم تناول القضايا الثنائية بين الجيشين، وخلال اجتماع اللجنة تم التوقيع على تعديل للاتفاقية ينظم وجود قوات حرس في منطقة رفح لصالح تعزيز تواجد الجيش المصري الأمني في هذه المنطقة".

أضاف: "لقد تمت المصادقة على هذا التعديل من قبل المستوى السياسي. ترأس وفد جيش الدفاع كل من رئيس هيئة العمليات في قيادة الأركان الميجر جنرال عوديد باسيوك ورئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة الميجر جنرال تال كالمان ورئيس لواء العلاقات الخارجية العميد أفي دافرين".

وعقدت اللجنة العسكرية المشتركة في مدينة شرم الشيخ المصرية، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

ويأتي الاتفاق بعد أيام من تبادل لإطلاق النار، على الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أحبطت عملية كبيرة لتهريب المخدرات عبر الحدود.

ماذا وراء الموافقة الإسرائيلية  ؟

وجاءت موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على طلب مصري لزيادة القوة العسكرية المنتشرة في محافظة شمال سيناء، بعد أسابيع قليلة من لقاء جمع   السيسي، برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، في شرم الشيخ جنوب سيناء، تمخض عنه لقاء للجنة العسكرية المشتركة للجيشين الإسرائيلي والمصري، كانت من أبرز نتائجه المعلنة، تعديل اتفاقية تنظيم وجود قوات حرس الحدود في رفح المصرية ..

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن مصادر في القاهرة أقرت بأن إسرائيل ومصر لا تكشفان حجم القوات المصرية التي وافقت إسرائيل على انتشارها في منطقة شمالي سيناء، فيما قال البيان الرسمي الإسرائيلي إنه سيتم تعزيز القوات المصرية في منطقة رفح ومحيطها بحجم يوازي حجم تلك القوات التي انتشرت قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ولم تكشف إسرائيل ومصر حجم القوات المصرية التي وافقت إسرائيل على انتشارها في منطقة شمالي سيناء

جدير بالذكر أن اتفاقية كامب ديفيد وقّعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في 17 سبتمبر/أيلول 1978 إثر 12 يوما من المفاوضات السرية في منتجع كامب ديفيد الأميركي، فيما جاءت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 بعد الدخول في مفاوضات عقب انتصار الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول ونجاحه في استرداد جزء من الأراضي في سيناء والتي عادت كاملة بعد ذلك مع انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها عام 1982، ورفع العلم المصري على طابا بعد التحكيم الدولي عام 1989. وتحظر الاتفاقية على الجانب المصري إدخال طائرات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وحددت طبيعة القوات المصرية المنتشرة وكذلك تسليحها، على أن يتم التنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي حول أي عملية عسكرية يريد الجيش المصري تنفيذها في سيناء.

وكانت إسرائيل قد علّقت العمل بالشق الأمني من اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع مصر، بهدف تمكين الجيش المصري من تنفيذ عملية عسكرية واسعة، للقضاء على المجموعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء في يوليو/تموز 2013 في أعقاب تطور الأحداث الأمنية في شمال سيناء إثر ما جرى في المشهد السياسي المصري آنذاك.

 وعلى مدار السنوات الماضية أدخل الجيش المصري قوات عسكرية ضخمة إلى شمال سيناء، لا سيما مناطق رفح والشيخ زويد والعريش، وتعرّضت هذه القوات لمئات الهجمات على يد تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش"، ما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات البشرية والمعدات.

وتعقيباً على ذلك، قال باحث في شؤون سيناء، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن تعديل الاتفاقية يأتي كجزء من الطلبات المصرية في لقاء السيسي-بينت قبل أسابيع، وكجزء من دفء العلاقات المصرية الإسرائيلية، والزيارات التي نشط فيها وزير المخابرات العامة اللواء عباس كامل خلال المرحلة الماضية إلى تل أبيب واستضافته للمسؤولين الإسرائيليين في القاهرة، مشيراً إلى أن الموافقة الإسرائيلية على زيادة القوة العسكرية المصرية في سيناء كانت متوقعة، لما يمثله ذلك من صمام أمان لصالح الجانب الإسرائيلي على حدوده الجنوبية، لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية من جهة، وملاحقة طرق دعم وإمداد المقاومة الفلسطينية في غزة، مضيفاً أن هذا ما أثبتته السنوات الماضية، بهدوء الساحة الجنوبية الإسرائيلية من أي هجمات أو أضرار، على الرغم من أن القوة العسكرية لتنظيم "داعش" وسيطرته الميدانية بلغت في وقت من الأوقات حداً يمكنه فيها استهداف المصالح الإسرائيلية، في حين أن الجيش المصري تصدى لكل الهجمات ودفع فاتورة الحرب طيلة السنوات السبع الماضية.

وأضاف الباحث أن الوضع الأمني الحالي في سيناء لا يتطلب وجوداً عسكرياً مضاعفاً لما هو عليه الآن، في ظل تراجع نفوذ تنظيم "داعش" خلال الأشهر الماضية، خصوصا في المناطق الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما يبدو واضحاً أن لتكثيف وجود الجيش المصري في هذه المناطق مهمة أخرى غير معلنة، لا سيما أنها جاءت بعد وقت قصير من تفويض السيسي لوزير الدفاع الفريق محمد زكي بفرض عشرة تدابير استثنائية وقتما يشاء، بناء على توجيهات الرئيس نفسه، على مستوى كل مناطق شبه جزيرة سيناء. ومن هذه التدابير، إصدار قرارات حظر التجول، وتحديد مواعيد فتح المحلات العامة وإغلاقها، وإخلاء بعض الأماكن أو المناطق، وحظر الإقامة في أماكن معينة، وحظر استخدام وسائل اتصال معينة، وغيرها من التدابير، في حين صدر قرار جمهوري يحمل رقم 420 لسنة 2021 بتحديد مناطق عسكرية مغلقة يحظر فيها كل الأنشطة المدنية، بمساحة تبلغ 3000 كيلومتر مربع من الأراضي بشمال سيناء، كمناطق حدودية.

مصريون يهتفون “أنا دمي فلسطيني” في وجه سياح إسرائيليين  في دهب  

وعلي الجانب الأخر ، وبالتزامن عن إعلان تعديل الاتفاقية الخاصة بالحدود بين مصر والكيان اصهيوني ، استفز تواجد سائحين إسرائيليين على متن يخت سياحي في مدينة دهب المطلة على  البحر الأحمر شباباً مصريين كانوا يمضون إجازتهم في هذه المدينة المصرية وتصادف وجودهم في رحلة بحرية حيث السائحون الإسرائيلين.

ودفاعا عن القضية الفلسطينية تجمع الشباب المصريون وهتقوا “أنا دمي فلسطيني” على أنغام الأغنية الفلسطينية الشهيرة التي تبدأ كلماتها بعبار على عهدي على ديني أنا دمي فلسطيني”.

وظهر في مقطع مصور بثه أحد الشباب الذين وُجدوا في ذلك الحدث حماسة الشباب المصريين وتفاعلهم الشديد مع الأغنية وكأنها رسالة للسائحين الإسرائيليين بأن القضية الفلسطينية “ما زالت في قلب كل مصري”، حسب ما كتبه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

والشباب هم خريجون جدد في كلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة المصرية وكانوا يمضون إجازة في مدينة دهب التابعة لمحافظة جنوب سيناء بمصر احتفالا بانتهاء مرحلة التعليم الجامعي.

وأثار المقطع المصور جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل معه مستخدمون من دول عربية عدة

وبحسب شهادات الطلاب على تويتر، فإنهم كانوا في رحلة إلى مدينة دهب السياحية وفوجئوا بوجود اثنين من إسرائيل وعند سؤال إحداهن عن دولتها فأشارت إلى الجانب الآخر من شبه جزيرة سيناء قائلة “إسرائيل”.

فكان رد فعل الشباب تشغيل الأغنية الفلسطينية والتفاعل معها للتعبير عن تضامنهم التام مع القضية الفلسطينية والتأكيد على أنها مازالت حية في قلب كل عربي.

وقال ناشر المقطع في تغريدة إن هذا الفعل أثر على الإسرائيليين الاثنين وأزعجهما ما دفعهما إلى ترك الرحلة البحرية في النهاية وهذا هو المطلوب من وجهة نظره.

ورأى البعض  أن ردة فعل الطلاب كانت عفوية ومثالية لأنه لم يكن من المعقول أن يعتدوا عليهما أو يلحقا بهما أذى مباشراً لكنهم نجحوا بنبذهما وطردهما.

وقالت هاجر إحدى المشاركات في المقطع على تويتر “كان ده أبسط رد فعل أي حد ممكن يقدمه لأنه مش في إيدينا غيره على الأقل أحسن. عمرنا ماهنتقبلهم إلى يوم الدين (في إشارة إلى الإسرائيليين)

 

المقطع المتداول :

https://twitter.com/ajmubasher/status/1457780343574908940?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1457780343574908940%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fmubasher.aljazeera.net%2Fnews%2Fpolitics%2F2021%2F11%2F9%2FD985D8B5D8B1D98AD988D986-D98AD987D8AAD981D988D986-D8A3D986D8A7-D8AFD985D98A-D981D984D8B3D8B7D98AD986D98A-D981D98A-D988D8ACD987