6 سنوات على الجريمة ومازال الجناة طلقاء| التعبئة الإعلامية ضد الرئيس "مرسي".. من الشيطنة إلى الاغتيال
الثلاثاء - 17 يونيو 2025
• "دراسة": إعلام الدولة العميقة روّج أكثر من خمسة آلاف أكذوبة لزعزعة استقرار مصر في عهد مرسي
• مخطط اغتيال الرئيس مرسي بدأ منذ إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية والإعلام كان رأس الحربة
• "الاستبن".. "الخائن".. "العميل".. "الإرهابي".. مفردات روّجها إعلام العسكر للنيل من شخص الرئيس
• "بيع قناة السويس".. "التنازل عن حلايب وشلاتين".. "التفريط في النيل".. شائعات لاحقت مرسي وحققها السيسي
• فرح وشماتة بموت الرئيس مرسي ومحاولات مستميتة لتبرئة "السيسي" ونظامه من جريمة الاغتيال
• مهاجمة المنظمات الحقوقية التي أثبتت تعمُّد "السيسي" تصفية الرئيس مرسي بالإهمال الغذائي والطبي
إنسان للإعلام- ملف تحليلي:
منذ اللحظة التي أعلن فيها "حزب الحرية والعدالة" ترشيح الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية في 7 أبريل 2012، وحتى سقوطه مغشيًا عليه داخل قفص المحكمة في 17 يونيو 2019، لم تتوقف نيران الحملة الإعلامية الشرسة التي استهدفته، قيادةً وصورةً ومشروعًا.
كانت الآلة الإعلامية للدولة العميقة ــ بقيادة الجيش والمخابرات الحربية والعامة وجهاز أمن الدولة ــ تعمل بتناغم مع خصومه السياسيين، من بقايا الحزب الوطني وأحزاب المعارضة، في معركة بدا أن هدفها الأوحد هو الإجهاز على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
لم يكن ما تعرّض له مرسي مجرد نقد سياسي أو خلاف في الرأي، بل حملة منظمة ومدفوعة بتوجهات ومصالح متشابكة، استخدمت كل أدوات الإعلام، من الخطاب الممنهج، والمفردات المعبّأة، إلى التضليل المتعمد، لتشويه صورته وتقويض شرعيته في وعي الجماهير.
في هذا الملف، نكشف خيوط مخطط الاغتيال المعنوي الذي سبق اغتياله الجسدي، ونرصد كيف بدأت التعبئة الإعلامية ضده منذ إعلان ترشحه، واستمرت لتغطي سنة حكمه، وتُطمس إنجازاته، وتُشيطن مواقفه.
كما نتابع تصاعد الهجوم بعد الانقلاب عليه، وصولًا إلى لحظة استشهاده داخل قاعة المحكمة، وسط صمت إعلامي مريب، بل وفرح علني وشماتة فجّة من إعلاميي النظام، الذين سارعوا إلى تبرئة السيسي ونظامه، وشنّ حملة مضادة على المنظمات الحقوقية التي كشفت تفاصيل الجريمة، وأثبتت تعمّد تصفيته بالإهمال الطبي والغذائي.
تعبئة إعلامية مبكرة مع انطلاق سباق الترشح
لم يعد السابع عشر من يونيو/حزيران يومًا عاديًا في الروزنامة السياسية المصرية، بل تحوّل إلى تاريخ محفور في ذاكرة القهر الوطني، شاهداً على تغوّل النظام العسكري الذي نشأ بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.
نظام لم يتورع عن اغتيال رجلٍ عالم، حاصل على الدكتوراه من إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، عاد إلى وطنه حالمًا بالإصلاح عبر السياسة والدعوة، فصار نائبًا في البرلمان، ثم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.
الرئيس الشهيد محمد مرسي، لم يكن هدفًا لانقلاب عسكري فحسب، بل لحملة ممنهجة من الحصار والتشهير والتنكيل، بدأت منذ إعلانه نيته الترشح عقب ثورة يناير 2011، وامتدت عبر عام حكمه الوحيد، حتى لحظة اغتياله البطيء داخل قاعة المحكمة، وما تلاها من محاولات طمس الحقائق وتبرئة الجناة.
منذ اللحظة التي أعلن فيها ترشحه، انطلقت حملة اغتيال معنوي مبكرة ضده، كان الإعلام رأس حربتها، واستغلت مؤسسات الدولة العميقة، ومعها خصومه السياسيون، ترشحه كبديل للمهندس خيرت الشاطر، فوصموه بلقب "الاستبن" – وهو تعبير دارج يحمل دلالة دونية – وسوّقوه كثانٍ لا يستحق الصدارة.
وبدلًا من التنافس السياسي النزيه، انحدر الخطاب الإعلامي إلى مستوى التنابز بالألقاب، في انتهاك صارخ لقيم الدين والمجتمع، ليُختزل مرسي في وصف خالٍ من الاحترام، رغم تاريخه السياسي ومكانته العلمية.
بلغت الحملة حدًّا من الانحدار دفع الإعلامي إبراهيم عيسى إلى استحضار إطار سيارة "استبن" حقيقي على الهواء للسخرية من الرئيس، في سابقة تكشف كيف تحوّل الإعلام إلى أداة للإهانة، لا للرقابة أو النقد.
ورغم ادعاء بعضهم أن هذه أساليب مألوفة في الحملات الغربية، فإن واقع الأمر يؤكد أن الاستهداف كان سياسيًا وانتقائيًا بامتياز، ولم يُمارَس مع سواه.
ولفرط أدبه، واجه مرسي هذه الإهانات بصدر رحب، وقال إنها لا تضيره، وإنه يرجو فقط أن تكون لغة النقد السياسي في مصر أرفع من التحقير الشخصي، محذرًا من أن هذا النهج سيقود البلاد إلى هاوية أخلاقية، وهو ما تحقق بالفعل.
ومع تزايد فرصه الانتخابية بدعم من الإخوان، وسيرته الذاتية المتميزة مقارنة بخصومه، وفي مقدمتهم مرشح النظام القديم أحمد شفيق، بدأت حملة "التقليب في الدفاتر القديمة".
أعيدت إلى الواجهة القضية التي عنونها الإعلام بـ "الهروب من سجن وادي النطرون"، وروّج الإعلاميون حينها لسؤال: "كيف يكون سجينًا هاربًا رئيسًا للجمهورية؟"، غير أن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات قطعت الطريق على هذه الرواية، وأعلنت عدم وجود مانع قانوني أو رمزي يحول دون ترشحه، لا سيما بعد تسوية القضية لاحقًا.
واللافت أن مرسي نفسه، في اتصال موثق مع قناة "الجزيرة"، أوضح أن ما حدث لم يكن هروبًا، بل خروجا اضطراريًا في ظل اقتحام السجن من مجهولين، وأنه طلب من السلطات التواصل معه، ومع من كانوا معه من قيادات الإخوان، مؤكدًا أن معظم السجناء قد غادروا، ما عداهم.
بلغة هادئة، دحض مرسي الاتهامات، موضحًا أن المهاجمين كانوا بملابس مدنية وشرطية، استخدموا الغاز فقط، ولم يسقط قتيل أو جريح، مؤكدًا أنه لا يعرف من يقف خلف الاقتحام، لكن الحملة لم تهدأ.
ومع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات، أثار الإعلام تساؤلات خبيثة: "ماذا كان يفعل مرسي في أمريكا؟"، رغم أن الإجابة واضحة: كان يدرس، مثل آلاف المصريين الطموحين، إلا أن الإعلام، مدفوعًا بإيحاءات أمنية، روّج لفكرة أنه جُنّد خلال وجوده هناك لإفشال مشاريع عسكرية عربية مثل "كوندور".
وزعم اللواء أحمد حسام خير الله، وكيل المخابرات العامة سابقًا، أن مرسي تورّط في تهريب مواد حساسة، ومع ذلك عاد إلى مصر ليُدرّس ويترشح! كما ادُّعي أنه عمل مع وكالة "ناسا" فكان أداة في يد خصوم مبارك.
المفارقة أن العالم الراحل أحمد زويل، نفسه، أشاد بمرسي بعد عزله، مؤكدًا مستواه الرفيع، ومعرفته الدقيقة بالمجتمع الأكاديمي الأمريكي، ما يبرهن على جدّيته ومكانته العلمية.
ومع فشل هذه السرديات في وقف صعود مرسي، انتقل الإعلام إلى مرحلة التشكيك بنتائج الانتخابات، فتم الترويج لادعاءات عن بطاقات مزورة، وقرى مُنعت من التصويت، وتزوير في المطابع الأميرية، وغيرها، بل إن اللواء ثروت جودة، وكيل المخابرات العامة الأسبق، زعم أن شفيق هو الفائز الحقيقي، وأن الحرس الجمهوري توجّه إلى منزله أولًا!
ووصل الأمر إلى نسبة تصريحات لمسؤولين أمريكيين قالوا فيها إنهم من "أنجح مرسي"، في تلميح إلى تدخل خارجي. بل إن مدير المخابرات العامة آنذاك، رأفت شحاتة، – بحسب هذه السرديات – قيل له: "انسَ قسم الولاء.. الأجهزة تعلم أنه خائن"، واستُخدم ذلك لتبرير عدم تزويد مرسي بأي معلومات حقيقية أثناء حكمه.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى التجسس عليه، والتضييق على أقرب مساعديه، حتى صرّح شفيق، ذات مرة، بأنه يعرف ما يأكله خيرت الشاطر يوميًا، ويسمع مكالماته، ومنها واحدة تتعلق بتعيين نائب للرئيس![1].
ومن نماذج المعالجات الإعلامية التي سعت لتشويه صورة مرسي أثناء الترشح:
- "للباحثين عن مرسي في جوجل: اكتب الاستبن وهو يطلع لك"، الوطن[2].
- "الاستبن الاحتياطي الضعيف.. أدوات إهانة الرئيس الإخواني"، الوطن[3].
- "الاستبن يكسب"، بقلم محمود فودة، دنيا الوطن[4].
- "عرف مرشحك: محمد مرسي.. الاحتياطي"، المصري اليوم[5].
- "سياسيون وخبراء يرجحون عدم الاستقرار في حال فوز مرسي أو شفيق.. فرحات: الاستبداد الديني أو العسكري كلاهما مرّ.. عبد الرازق: فوز مرشح الإخوان يعني دخول مصر في الحقبة الدينية"، اليوم السابع[6].
- "منير فخري عبد النور: استغربت من ترشّح محمد مرسي للرئاسة.. كان لا يصلح"، الأهرام [7].
- الإعلام المقرّب من الجهات الأمنية، أحمد موسى، كتب مقالًا في "الأهرام" تحت عنوان "مرسي المحولجي!"، زعم فيه أن "مرسي" لا يصلح للرئاسة، وأنه كان "مندوبًا" في القصر الرئاسي، وكان مثالًا حقيقيًا لـ«الاستبن»![8] .
- وزعم عمرو أديب، خلال تقديمه لبرنامج "القاهرة اليوم" على فضائية اليوم المصرية، بتاريخ 22 يونيو 2013، أن مؤسس دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة باسم "داعش"، هو محمد مرسي، وأنه نجح في فتح السجون المصرية بمساعدة حماس![9].
- بدوره، ادعى الإعلامي الراحل وائل الإبراشي أن الرئيس محمد مرسي اتصل به في أحد الأيام، الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، ليستطلع رأيه في رفع دعوى قضائية ضد العقيد عمر عفيفي، الذي وصف الرئيس بأنه "شاذ". وأوضح الإبراشي، خلال لقائه ببرنامج "آسفين يا ريس" مع الإعلامي طوني خليفة، أنه نصحه بألّا يرفع دعوى قضائية ضد عمر عفيفي، لأن الصحافة والإعلام سيتناولان القضية تحت عنوان "شذوذ الرئيس"، وهو أمر مهين لرئيس الجمهورية![10].
يتّضح من النماذج السابقة للمعالجات الصحفية والإعلامية، الدور الخبيث الذي لعبه الإعلام المصري في شنّ حملة مسعورة على الرئيس مرسي مبكرًا، استهدفت تشويهه واغتياله معنويًا، والتعتيم على تاريخه السياسي المشرّف. كما أن معظم هذه المعالجات استخدمت مصطلحات موحّدة، ما يؤكّد أن الأمر كان مدبّرًا بليل، وليس من منطلق النقد والرأي الآخر.
هجمة غير مسبوقة على أول رئيس مدني
لم يكن الإعلام المصري، بمختلف وسائطه المسموعة والمقروءة والمرئية، بمنأى عن حالة الاستقطاب الحاد التي واجهها الرئيس الشهيد محمد مرسي، بل كان في كثير من الأحيان رأس الحربة في معركة التشويه والإقصاء، إذ استخدم ضده كافة أدوات التحريض والافتراء، موجّهًا إليه سيلًا من الاتهامات، أغلبها دون أدلة.
تجلّت هذه الصورة القاتمة في وقت كانت فيه وسائل الإعلام المصرية تتمتع بحرية غير مسبوقة، لكنها في المقابل افتقرت إلى أدنى درجات المهنية والموضوعية، فقد غرق الإعلام الخاص، من قنوات وصحف، في انحياز فج لمعارضي مرسي، بينما دخل الإعلام الرسمي، وعلى رأسه "ماسبيرو"، في حالة من التخبط، تتأرجح بين تيار يدين بالولاء للنظام القديم، وآخر عاجز عن مجاراة التغيرات الجديدة.
منذ اللحظة الأولى لدخول مرسي قصر الاتحادية، بدأ الهجوم الإعلامي الممنهج، فراحت صحف وقنوات محسوبة على خصوم جماعة الإخوان المسلمين تروّج شائعات مسيئة تمس الرئيس وأسرته، ثبت لاحقًا كذبها.
حتى بعض الكتّاب والمحللين المحايدين استغربوا من إصرار الإعلام الرسمي على تجاهل فوزه، رافضًا الاعتراف به رئيسًا، رغم مرور أسابيع على انتخابه.
وفي مفارقة لافتة، وُجهت لمرسي تهم بمحاولة "أخونة الإعلام"، رغم أن عهده شهد هامش حرية غير مسبوق باعتراف عدد من قادة المعارضة أنفسهم، بل إن بعض البرامج خُصّصت بالكامل للسخرية منه، بشكل لم يكن ممكنًا في عهد من سبقوه، ولا حتى من خلفوه.
طوال عام حكمه، كانت الصحافة المصرية تغلي بالاحتجاجات، ففي أغسطس/آب 2012، اعتصم صحفيو جريدة "الشعب" بسبب عدم التزام الحكومة بصرف مستحقاتهم المالية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، قرر رئيس مجلس الشورى إيقاف الصحفي جمال عبد الرحيم عن رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، وهو القرار الذي قوبل برفض واسع من الصحفيين، رغم أن الإجراء ارتبط بأخطاء مهنية واضحة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، انسحب مجلس نقابة الصحفيين من الجمعية التأسيسية للدستور، احتجاجًا على المواد المتعلقة بحرية الصحافة، معتبرًا إياها مقيدة وغير ضامنة لاستقلال المهنة.
وبعدها بشهر، وتحديدًا في ديسمبر/كانون الأول، احتجبت عشرون صحيفة كبرى عن الصدور رفضًا لما اعتبرته محاولة لفرض دستور لا يعبّر عن التوافق الوطني[11].
الشائعات كانت حاضرة بقوة في عهد مرسي
أكدت دراسة بعنوان "الإعلام وحرب الشائعات في عهد مرسي"، نشرها المعهد المصري للدراسات في يونيو/حزيران 2019، أن الإعلام المصري المعارض للرئيس محمد مرسي لعب دورًا محوريًا في الترويج لحملة شائعات ممنهجة استهدفت النيل من شرعيته، وتقويض حكمه منذ اللحظة الأولى.
أبرز تلك الشائعات كانت التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في يونيو/حزيران 2012، حيث روّجت وسائل إعلام مزاعم بفوز منافسه أحمد شفيق، وادعت أن فوز مرسي كان نتيجة تزوير واسع.
ومع اقتراب موعد الاستفتاء على الدستور في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، ادعت بعض القنوات أن نسبة الرافضين للدستور تجاوزت المؤيدين، رغم أن التصويت لم يكن قد انتهى بعد، بل وصلت الشائعات إلى اتهام قضاة، مثل رئيس محكمة المنيا، بالتصويت بدلًا عن آخرين، وهي أخبار ثبت كذبها لاحقًا.
لم تتوقف الحملة عند مرسي شخصيًا، بل امتدت إلى جماعة الإخوان المسلمين، في محاولة لتصوير قرارات الرئيس وكأنها مجرد تنفيذ لإملاءات الجماعة، كما روّج الإعلام لفكرة أن ثورة 25 يناير كانت "مؤامرة خارجية" شارك فيها الإخوان بالتنسيق مع حركة حماس وحزب الله، في خطاب استهدف تشويه الثورة وربطها بـ"العمالة".
وفي أغسطس/آب 2012، أعقب حادث "مذبحة رفح الأولى" حملة إعلامية اتهمت مرسي والإخوان بالتورط في الحادث، وذهبت بعض المجلات إلى تحميل حماس المسؤولية، دون أي دليل.
كما انتشرت شائعات بأن الرئيس أصدر قرارات بالعفو عن منفذي الهجوم، وهو ما نُفي لاحقًا، وكشف الصحفي حسام بهجت، في تقرير موثق، أن الغالبية الساحقة من قرارات الإفراج عن عناصر جهادية صدرت خلال فترة حكم المجلس العسكري، وليس في عهد مرسي.
شائعة "العمالة" للولايات المتحدة و"إسرائيل"
رغم الخطاب المعروف لجماعة الإخوان بدعم القضية الفلسطينية، اتهم الإعلام المصري مرسي والجماعة بإقامة علاقات سرية مع إسرائيل، واستُخدمت في هذا الإطار حادثتان رئيسيتان:
الأولى، خطاب التهنئة الرسمي الذي وجّهه مرسي – بالخطأ ودون مراجعة- إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بمناسبة تعيين سفير جديد لمصر في تل أبيب، وبدأه بعبارة "صديقي العزيز بيريز"، ما أثار موجة هجوم حادة.
الثانية، تصريحات القيادي عصام العريان حول إمكانية عودة اليهود من أصل مصري إذا تحقق حل عادل للقضية الفلسطينية، والتي تم اقتطاعها من سياقها وتضخيمها على نطاق واسع.
وبدءًا من أبريل/نيسان 2013، تصاعدت حملة تتهم "مرسي" بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وربطته بقضية "الكربون الأسود"، وهي عملية استخباراتية أمريكية تورّط فيها المهندس المصري عبد القادر حلمي في ثمانينيات القرن الماضي.
وكتب محمد عبد الغفار، القيادي بحزب الوفد، مقالًا ألمح فيه إلى أن الواشي في القضية كان "شابًا ينتمي إلى الإخوان"، دون تسميته، لكن تم التلميح بوضوح إلى مرسي.
بدورها، زعمت صحيفة اليوم السابع أن المتهم يشغل "منصبًا سياديًا كبيرًا"، بينما اتهم الفريق حسام خير الله – مسؤول استخباراتي سابق– مرسي علنًا بالخيانة في أحد البرامج التلفزيونية، رغم انعدام أي دليل.
ترويج صورة "الرئيس محدود الكفاءة"
سعت وسائل الإعلام لتكريس صورة مرسي كرئيس محدود الكفاءة والقدرات. روّجت صحيفتا "فيتو" و"اليوم السابع" لشائعة أنه لا يجيد اللغة الإنجليزية، رغم حصوله على الدكتوراه من أمريكا وإجرائه مقابلات كاملة باللغة الإنجليزية، بينها حوار مع شبكة CNN.
وساهم برنامج "البرنامج" لباسم يوسف في تكريس هذه الصورة عبر عرض مقاطع ساخرة، رغم أن باسم نفسه عاد لاحقًا وأكد أن مرسي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة.
شبكة متكاملة من الشائعات ضد الرئيس
أشارت الدراسة نفسها إلى أكثر من خمسة آلاف شائعة رُوّجت في عام حكم مرسي، أبرزها:
- التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان: ظهرت الشائعة بعد زيارة مرسي للخرطوم في أبريل/نيسان 2013، وزعمت صحف، منها "الوطن"، أن عصام الحداد تفاوض مع السودان بشأن السيادة على المنطقة، وهو ما نُفي رسميًا من الجانبين.
- بيع ماسبيرو لقطر: رُوّج أن خيرت الشاطر اتفق مع الدوحة على بيع أرض مبنى الإذاعة والتلفزيون، وهي شائعة نُفيت تمامًا، لكنها تحققت لاحقًا في عهد السيسي لصالح الإمارات.
- التفريط في مياه النيل: اتُّهم مرسي بالتقصير في ملف سد النهضة، رغم أن الاتفاق الثلاثي الكارثي مع إثيوبيا تم توقيعه من السيسي، وكان بداية تآكل الحقوق التاريخية لمصر.
- بيع أراضٍ في قناة السويس لقطر: زعمت تقارير أن الرئيس خطط لبيع أراضٍ ضمن مشروع تنمية القناة لقطر، وهي شائعة كُذّبت رسميًا، بينما تحققت لاحقًا أيضًا لصالح في عهد السيسي مستثمرين إماراتيين.
- توطين الفلسطينيين في سيناء: ادعاء متكرر ربط مرسي بالتنسيق مع حماس لإقامة وطن بديل، نفاه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس حينها، جملة وتفصيلًا.
- تأجير الآثار لقطر: تداولت صحف خطابًا غير رسمي من مواطن يقترح تأجير الآثار، وقدّمت القصة كأنها مشروع حكومي، رغم عدم معقوليتها.
- شائعة أخونة الدولة: زُعم أن الإخوان زرعوا 13 ألفًا من كوادرهم في المناصب الحكومية، وهو ما لم يتم إثباته مطلقًا.
- أكاذيب عن صحة مرسي: زعمت بعض الصحف أنه يعاني من أمراض مزمنة مثل الصرع والتهاب الكبد، وادعت تقارير أخرى تلقيه هدايا شخصية من قادة إسلاميين.
- شائعات حول أسرته: قيل إن ابنه خُطب لابنة رئيس الوزراء هشام قنديل، وهو ما نُفي تمامًا، كما ادّعوا تعيينه في وزارة الطيران براتب ضخم، بينما كشفت الوثائق أن راتبه كان 900 جنيه فقط، ولم يباشر العمل أصلًا.
- الراتب الرئاسي: زعمت صحيفة "الوفد" أن مرسي كان يتقاضى 300 ألف جنيه شهريًا، رغم أن الجهاز المركزي للمحاسبات أكد أن راتبه لم يتجاوز 66 ألفًا، ولم يقبضه أصلا.
- إفلاس مصر: أواخر 2012، نُسب إلى محافظ البنك المركزي السابق، فاروق العقدة، قوله إن مصر على وشك الإفلاس، وهو ما نفاه رسميًا.
وخلصت الدراسة إلى أن الرئيس مرسي تعرّض لما وصفته بـ"أشرس حملة شائعات في التاريخ المصري الحديث"، هدفت إلى تقويض شرعيته وتشويه صورته وإرباك الرأي العام، بدعم واضح من الدولة العميقة وقيادات أمنية وإعلامية. وأثبتت الوقائع، بعد الإطاحة به، زيف الغالبية الساحقة من هذه المزاعم، بل إن ما أُنكر عليه في حينه، تم تنفيذه لاحقًا دون معارضة تذكر[12].
نماذج من تعاملات الإعلام مع الرئيس الشرعي
على مدى العام الذي حكم فيه الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، شنت الصحف والفضائيات حملة غير مسبوقة ضده، وتعمدت نشر أخبار الرئاسة في الصفحات الداخلية بالصحف القومية، على عكس ما كان متبعًا في عهد مبارك، وفيما يلي بعض النماذج لهذه المعالجات:
- صحيفة "الأهرام": نشرت خبرًا بعنوان: "الزيات لـ«بوابة الأهرام»: مرسي فشل في احتواء شركائه بالثورة.. وأحذّره من «سُكرة» الحكم"[13] .
- كما نشرت عنوانًا آخر: "بيان شديد اللهجة لـ«الوطنية للتغيير»: مرسي فشل في إدارة الدولة والحفاظ على أمنها القومي، وعجز عن وقف تفككها"، في تغطية لبيان الجمعية الوطنية للتغيير، الذي اتهم مرسي بالسعي لتصفية الثورة والثوار"[14] .
صحيفة "اليوم السابع" شاركت بوضوح في الحملة الإعلامية على مرسي، ومن أبرز معالجاتها:
- "هيكل: الرئيس لديه مصائب بلا حدود، وهناك تواصل بينه وبين الجماعة"[15].
- "كوارث القطارات في عهد مرسي.. 4 حوادث تطيح بوزير نقل واحد، والبدرشين تخطف الأضواء من عياط مبارك.. والنائب العام يُحيل حادث قطار أسيوط للجنايات ويستقبل آخر في اليوم نفسه، ومرسي المتهم الأول"[16].
- "استطلاع لمركز بصيرة: تراجع شعبية مرسي إلى 37%.. و1% فقط سينتخبون البرادعي إذا جرت الانتخابات الآن"[17] .
صحيفة "الدستور" لم تختلف معالجاتها عن سابقيها، ومن أمثلتها:
- "أحد مصابي الثورة: فشل مرسي وحكومته وراء حادث أسيوط"[18].
- "حزب العدل: قرارات مرسي تصنع دكتاتورًا جديدًا"[19].
- "قضاة: اجتماع مرسي فشل في حل الأزمة.. وقانونيون: مرسي فرعون إسلامي"[20] .
صحيفة "الوطن" حرصت على تشويه صورة الرئيس مرسي، ومن أبرز ما نُشر فيها:
- "إسراء عبد الفتاح: يتحدث إليكم الرئيس محمد مرسي مبارك"[21].
- "محمد حبيب: على الإخوان رفع يدهم عن الرئيس.. وعلى مرسي تغيير طاقمه المساعد"[22].
- "مرتضى منصور يتقدم ببلاغ رسمي للنائب العام ضد مرسي بسبب تطاوله عليه"[23].
برامج "التوك شو" تحولت أيضا، بإيعاز من الدولة العميقة، إلى منصات لبث الكراهية يوميًا تجاه الرئيس مرسي وفصيله السياسي، لتشويه صورته وتضخيم الأزمات، تمهيدًا للانقلاب عليه، ومن ذلك:
- عمرو أديب في برنامجه "القاهرة اليوم" بتاريخ 18 نوفمبر 2012، قال: "البلد كبيرة عليك يا ريس، وإنت مش قدها"[24].
- وفي برنامجه بتاريخ 24 مارس 2013، حمّل مرسي دم الإعلاميين في مدينة الإنتاج الإعلامي قائلًا: "هي في رقبتك يا ريس"[25]
- كما دعا الشعب، في حلقة برنامجه بتاريخ 30 يونيو 2013، للنزول والبقاء في الشوارع حتى إسقاط مرسي[26] .
- الإعلامية هالة فهمي خرجت على الهواء وهي تحمل كفنًا، معبرة عن رفضها للتغطية الإعلامية الرسمية، وواصفة الإعلام بـ"المتواطئ"[27].
- لميس الحديدي قالت في إحدى حلقاتها موجهة حديثها لمرسي: "مش قد الشيلة ما تشلهاش"، زاعمة أن منصب الرئيس أكبر منه[28].
يتضح من هذه النماذج كيف تحكّمت جماعات المصالح والصراع الأيديولوجي والدولة العميقة في توجيه الإعلام، الذي فقد مهنيته تمامًا في عهد السيسي، بينما كانت حرية الإعلام في عهد مرسي بلا سقف، ويمكن فقط أن نتخيل ما كان سيحدث لو كان الإعلام محايدًا ومهنيًا.
حملات التضليل وتبرئة الجناة بعد انقلاب 3 يوليو
في أعقاب انقلاب 3 يوليو، ومع ظهور عدلي منصور على الساحة السياسية يوم 4 يوليو 2013، تكشّف الدور الخطير الذي لعبه الإعلام المصري في التآمر على الرئيس الشرعي. حيث صرّح "منصور" بأن: "الإعلام كان مشعلًا أضاء الطريق للشعب، وكشف سوءات النظام السابق، وكان المعول الأول في هدم هذا النظام!"
كلمات "منصور" كانت بمثابة اعتراف رسمي بالدور التحريضي للإعلام، الذي لم يكن ناقلًا للأحداث بقدر ما كان لاعبًا رئيسيًا في صياغتها وتوجيهها، تمهيدًا لانقلاب عسكري تم تسويقه شعبيًا.
ومنذ اللحظة الأولى، أعطى عبد الفتاح السيسي إشارة واضحة لشيطنة الرئيس مرسي وفصيله السياسي، حين قال: "سنضع ميثاق شرف إعلامي يكفل المصلحة العليا للوطن"، وهو تصريح جاء كغلاف لمرحلة جديدة من التأميم غير المعلن للإعلام، وتوجيهه لخدمة السلطة الجديدة، تحت ذريعة "حماية الدولة".
وقد تمّ بالفعل تفعيل هذا الميثاق بشكل فعلي لا نصي، من خلال إقصاء الأصوات المعارضة، وفتح الهواء على مصراعيه أمام حملة ممنهجة لتشويه مرسي والإخوان.
كان مرسي، وكذلك قيادات حزب الحرية والعدالة، قد انتقدوا الإعلام الخاص بشكل متكرر خلال الشهرين السابقين على الانقلاب، واتهموه بنشر الشائعات، والتحامل على الحكومة.
وفي خطابه قبيل 30 يونيو، انتقد مرسي اثنين من رجال الأعمال، واتهمهما بالتهرب من الضرائب واستغلال قنواتهما الفضائية لتشويه صورة النظام.
وقد اعتُبر هذا الخطاب لاحقًا أحد "مسامير نعشه الإعلامية"، إذ جرى توظيفه لتأكيد مزاعم "عداء مرسي لحرية الصحافة"، رغم أن هذه القنوات كانت تمارس بالفعل تحريضًا مباشرًا على إسقاطه.
ومع بسط السيسي لنفوذه على وسائل الإعلام، ووضعها تحت الوصاية الأمنية، تحولت هذه الوسائل إلى منصات للهجوم على مرسي، واتهامه برعاية الإرهاب، ووصم جماعة الإخوان بـ"الطابور الخامس".
وتحوّلت برامج "التوك شو" إلى أبواق لاتهامه بالخيانة والعمالة، تارةً لحماس، وتارةً لأمريكا، وأخرى لإيران، في تناقض صارخ لا يجتمع منطقيًا ولا سياسيًا، لكن الهدف منه كان واضحًا: تجريده من أي شرعية شعبية أو سياسية، وتقديمه للمصريين كـ"خطر وجودي" على الدولة.
لم يكن الإعلام في تلك اللحظة ينقل خبرًا، بل كان يشارك في صناعة الحدث، والتحكم في روايته وتوقيته، وتنفيذ أجندة أوسع لتفكيك شرعية مرسي في الوعي الجمعي، تمهيدًا لعزله ثم محاكمته.
ومع استمرار القبضة الأمنية على الإعلام، تمّ إسكات أو إبعاد كل الأصوات الصحفية المستقلة أو المهنية، وأُعيد تشكيل المشهد الإعلامي ليتماهى بالكامل مع رؤية السلطة، فاختفى التنوع، وحلّت محلّه نغمة موحّدة، تحولت فيها الشاشات إلى غرف عمليات نفسية تستهدف شرعنة الانقلاب، والترويج للسيسي باعتباره "المنقذ"، وسط عتمة إعلامية سحقت أي سردية بديلة.
هذا الانحراف الإعلامي لم يقتصر على الأداء، بل امتد إلى بنية المؤسسات الإعلامية ذاتها، حيث جرى دمج وتصفية وشراء العديد من القنوات والمواقع، بتمويل من أجهزة سيادية أو رجال أعمال موالين، في أكبر عملية "هندسة إعلامية" شهدتها مصر منذ عقود.
وهكذا تحوّل الإعلام من سلطة رابعة تُفترض فيها الرقابة والنقد، إلى جهاز تعبئة وتوجيه وتصفية حسابات سياسية، كان من أبرز ضحاياه الرئيس محمد مرسي، الذي حوصر إعلاميًا قبل أن يُقصى سياسيًا ويُغيّب قضائيًا[29].
وفيما يلي بعض النماذج من هذه المعالجات الإعلامية:
- "قرارات مرسي بالعفو عن المجرمين: نحمل الإرهاب لمصر"، المصري اليوم[30] .
- "قاضي محاكمة مرسي في التخابر مع قطر: خيانة الوطن أكبر مما تحتمله أي نفس... والمفتي: ما فعله المتهمون لا يقل عن التجسس بل يفوقه"، اليوم السابع[31] .
- "هل يتم إعدام الرئيس الخائن محمد مرسي؟"، اليوم السابع[32].
- "محمد مرسي خاين.. وخيرت الشاطر أبو لهب زعيم الكفار"، الوطن[33] .
- "فيديوهات جنسية" و"مفاتيح قصر القبة".. 10 محطات انتهت بالمؤبد لمرسي في «التخابر مع قطر»، مصراوي[34] .
- "تسريبات رسائل هيلاري كلينتون.. مرسي نقل أسرارًا عسكرية وسياسية تؤكد الخيانة العظمى"، صوت الأمة[35] .
- "يونس مخيون يكشف كيف تعامل مرسي مع ملف «أخونة الدولة»"، الأخبار[36].
وكان الإعلام المرئي أكثر شراسة، حيث تحولت معظم برامج "التوك شو" إلى منابر تكيل الاتهامات للرئيس، وتشيطنه أمام الرأي العام، ومن ذلك:
- عمرو أديب، في برنامجه "القاهرة اليوم"، بتاريخ 25 أكتوبر 2014، وصف مرسي بالخائن، وقال إنه السبب وراء ما يحدث في سيناء قائلا :"هو اللي طلع المجرمين من السجن، وهو السبب في الحوادث كلها"[37] .
- إيمان الحصري، في برنامج "مساء dmc" بتاريخ 17 سبتمبر 2017، دافعت عن أحكام القضاء ضد مرسي، قائلة: "الحكم تاريخي وأثبت أن رئيسًا جاء لمصر كان جاسوسًا ومتخابرًا... ده خائن وجاسوس هو وجماعته"[38].
- أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة صدى البلد، بتاريخ 30 يونيو 2018، قال:"ظهور مرسي كان مقززًا وعارًا على البلد، وأهان حضارة مصر"[39].
- نشأت الديهي، في برنامجه "بالورقة والقلم" على قناة "Ten" بتاريخ 1 مايو 2018، زعم أن مرسي كان يخطط لبيع 600 كم من أرض سيناء لإسرائيل مقابل توطين الفلسطينيين، قائلًا:"مرسي جاسوس للكيان الصهيوني"[40] .
النماذج السابقة تؤكد أن الإعلام المصري، بمختلف وسائله، فقد كل قيم المهنية والموضوعية، وتحول إلى أداة لشيطنة الرئيس وفصيله السياسي، واختلق سرديات كاذبة لتشويه أول رئيس مدني جاء عبر أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر.
تجاهل حدث الوفاة وتبرئة النظام الانقلابي
في محاكمته بالقضية الملفقة المعروفة إعلاميًا بـ"التخابر مع حركة حماس"، يوم 17 يونيو 2019، كان الرئيس محمد مرسي يحذّر رئيس المحكمة، محمد شيرين فهمي، مجددًا، من أنه يتعرض للقتل داخل سجنه بطرق مختلفة، من بينها دس مواد في طعامه.
ومع ذلك، لم يعِره القاضي أي اهتمام، حتى ارتقى الرئيس شهيدًا خلال الجلسة، متأثرًا بالإهمال الطبي المتعمد، وربما بتسميم جسده بهدف اغتياله.
وفاته لم تكن مجرد "حدث عرضي"، بل كانت امتدادًا طبيعيًا لمسار الإقصاء والتصفية السياسية والجسدية التي تعرض لها، فقد حوصر لسنوات داخل زنزانة انفرادية، مُنع فيها من لقاء عائلته ومحاميه، ومن تلقي العلاج، رغم تدهور حالته الصحية، وهي ظروف وصفتها منظمات دولية — بينها الأمم المتحدة — بأنها "ترقى إلى القتل التعسفي".
وبقدر ما شكّل خبر وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي فاجعة لكل الأحرار في مصر والعالم، إلا أن الإعلام المصري استغل الحدث لتقويض أي تعاطف شعبي مع الرئيس الراحل، بل سعى إلى تبرئة النظام الانقلابي من دمه.
فبينما طالب عدد كبير من سياسيي العالم، وبعض القوى السياسية داخل مصر، بفتح تحقيق دولي شفاف في واقعة اغتيال مرسي، خرج الإعلام المصري يؤكد أن وفاته كانت "طبيعية" بسبب تاريخه المرضي، بل وصلت بعض المنصات إلى إطلاق دعوات للتشفي والشماتة، التي حضرت بقوة في الصحف والفضائيات، وكأنما كانت تصفية حسابات معلّقة مع رجل لم تُتح له فرصة الدفاع عن نفسه خارج قفص الاتهام.
بدلًا من محاكمة القتلة وكشف الجريمة، تصدّى الإعلام المصري الانقلابي لتبرير الواقعة والتعتيم عليها، فبرروا قتله باعتباره "نتيجة طبيعية لحالة صحية متدهورة"، رغم أن المسؤول الأول عن حرمانه من العلاج هو النظام الانقلابي نفسه.
وقد اكتفى التلفزيون المصري الرسمي برواية مفادها أن مرسي، الذي كان يبلغ من العمر 68 عامًا، طلب الكلمة من القاضي، وبعد السماح له بالكلام، أُصيب بنوبة قلبية توفي على إثرها بشكل فوري.
ولم يُعرض أي تسجيل للجلسة، ولم يتم بث شهادات من داخل القاعة، واكتفت وسائل الإعلام بتكرار الرواية الأمنية الرسمية كأنها نص مقدّس، لكن قادة الإخوان الذين كانوا في قفص الاتهام بجواره، وفي مقدمتهم عصام العريان ومحمد البلتاجي، أكدوا أن قضاة المحكمة وشرطتها تركوه ملقى على الأرض لمدة نصف ساعة دون إسعاف، رغم نداءاتهم المتكررة، وقبل أن يُحضروا طبيبًا أعلن عن وفاته[41].
هذه الرواية، التي تقاطعها شهادات حقوقيين ونشطاء، تكشف أن القتل لم يكن نتيجة إهمال عارض، بل سلوكًا ممنهجًا يُدرج ضمن سياسة "الموت البطيء" التي مورست بحق مرسي منذ لحظة اعتقاله.
أما صحيفة الأهرام، فنشرت خبر وفاة أول الرئيس في صفحة الحوادث، وعرّفته فقط بـ"محمد مرسي"، دون ذكر صفته، وتطابقت صيغة الخبر مع معظم النشرات والمقالات، وجاءت على النحو التالي:"توفي اليوم، الإثنين، محمد مرسي العياط أثناء حضوره جلسة محاكمته في قضية التخابر، حيث طلب المتوفى الكلمة من القاضي، وقد سمح له بالكلمة، وعقب رفع الجلسة أُصيب بنوبة إغماء توفي على أثرها، وتم نقل الجثمان إلى المستشفى، وجارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة."
وبعد استشهاده، تبنّت وسائل إعلام الانقلاب حملة ممنهجة ومسعورة لتشويه فترة حكم الرئيس الشهيد، بالتزامن مع فشل قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، في إدارة ملفات الأمن القومي، وانصياعه للصهاينة وتنفيذ تعليماتهم.
وكشف صحفيون في صحف حكومية وخاصة، رفضوا ذكر أسمائهم لـ"الجزيرة مباشر" (بتاريخ 18 يونيو 2019)، أن تعليمات وردتهم عبر تطبيق "واتساب" من جهات أمنية وسيادية إلى رؤساء ومديري تحرير الصحف، تأمرهم بتجاهل خبر الوفاة، وفي حال النشر، الاكتفاء بالبيانات الرسمية دون أي تغطية.
وهذا ما يفسر صدور معظم الصحف الحكومية دون تغطية واضحة لوفاة أول رئيس منتخب، والاكتفاء بخبر صغير على عمود لا يتجاوز طوله 4 سم، أو في سطرين بأسفل الصفحة، أو في الصفحات الداخلية.
وباستثناء صحيفة المصري اليوم (المستقلة)، فقد خلت الصفحات الأولى للصحف المصرية، الحكومية والخاصة، الصادرة يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019، من خبر الوفاة، فيما تناولت صحيفتا "الأخبار" و"الجمهورية" الخبر بشكل مقتضب في صفحات داخلية.
أما صحيفة الشروق، فقد نشرت الخبر في صفحتها الثالثة مع صورة للرئيس، مكتفية ببعض المعلومات الأساسية.
وتجاهلت صحيفة "الوطن" (المملوكة للمخابرات العامة) الخبر تمامًا، ونشرت صحيفة "اليوم السابع"، التابعة للجهة نفسها، تحقيقات صحفية ضد جماعة الإخوان والرئيس الراحل.
ولم تتضمن الصحف المصرية، بكافة تصنيفاتها، أي مقالات رأي تتناول الحدث، كما تعمّدت افتتاحياتها الانشغال بقضايا أخرى، محلية ودولية، واتّفقت جميعها على صيغة واحدة للخبر، تجاهلت الإشارة إلى أن مرسي كان رئيسًا سابقًا لمصر، وذكرت اسمه دون أية صفة رسمية أو حزبية أو أكاديمية[42] .
ونسوق فيما يلي نماذج من معالجات الصحف والإعلام لحادث وفاة الرئيس "مرسي":
- "الخارجية المصرية: ادعاءات أردوغان حول وفاة مرسي باطلة وواهية"، الأهرام[43].
- "عمر مروان لوكالة الأنباء الفرنسية: مرسي توفي بشكل طبيعي"، الأهرام[44].
- "الخارجية توجه ردًّا ساحقًا لأردوغان بشأن مزاعم وفاة محمد مرسي أمام الأمم المتحدة: رئيس تركيا يرعى الإرهاب في المنطقة، فصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفيًا، صادر 3000 جامعة ومدرسة، وسجن مئات الإعلاميين والعشرات ماتوا تحت التعذيب"، اليوم السابع[45] .
- "إكسترا نيوز تفضح ادعاءات الإخوان حول وفاة مرسي.. وتعرض فيديو لإحراج ضيف على قناة الجزيرة واعترافه بخطأ بيان الجماعة.. وأستاذ قانون دولي: الجنائية الدولية رفضت حتى الإجراءات الأولية للتحقيق بوفاة المعزول"، اليوم السابع[46].
- "التصريحات الخارجية حول وفاة محمد مرسي تضمنت مغالطات بالجملة"، الدستور[47].
- "أكذوبة التقرير الأممي حول وفاة مرسي.. لماذا الآن؟"، الدستور[48].
واتسمت تغطية الفضائيات بالشماتة والفرح، وتركّز اهتمامها على تبرئة النظام الانقلابي من دم الرئيس، لا بل تشويهه حتى في وفاته، ومن أشهر ما حدث في ذلك الوقت:
- كرّس الإعلامي أحمد موسى حلقته لإبراز ما وصفه بـ"الراحة" التي كان ينعم بها مرسي خلال سنوات سجنه، والتي قاربت ست سنوات، على حد قوله.
وادّعى موسى أنه كانت هناك رعاية طبية على مدار الساعة، ووجبات خاصة تُحضَّر في مطاعم خارجية، مع وجود ضابط أمام زنزانته لتلبية احتياجاته، إضافة إلى حريته في رؤية أسرته.
لكن هذا الادعاء يتناقض تمامًا مع روايات أسرة الرئيس الراحل، التي أكدت منعه من العلاج والتريّض، وحبسه في زنزانة انفرادية مع السماح برؤية عائلته على فترات متباعدة ومن خلف حاجز زجاجي.
- وفي السياق ذاته، قال الإعلامي تامر أمين إن مرسي كان يتلقى "معاملة جيدة جدًّا"، مضيفًا أنه لم يتعرض للتعذيب أو الإهانة، وكان يتناول الطعام الذي يرغبه. وأردف متهكمًا: "في بعض الأحيان كان يُسمح له بدخول أكل خاص، فاكرين كان بيطلب زمان بط وممبار وعكاوي؟ واضح إن شهيته دائمًا مفتوحة!".
- أما الإعلامي عمرو أديب، فقد حاول أن يبدو موضوعيًّا في بداية برنامجه، مدعيًا عدم الشماتة "حتى لو كان الميت من الأعداء"، لكنه سرعان ما انقلب ليشن هجومًا عبر أسئلته لضيفه، أستاذ الفقه الإسلامي سعد الدين الهلالي. بدأ أديب سؤاله بـ: "هل تجوز الرحمة على من خان وطنه ودينه؟"، ليجيب الهلالي برد مطاط، ثم يصف وفاة مرسي بأنها "موت مكروه"، ويشبهه بـ"موت الحمار"، مشيرًا إلى الآية التي تتحدث عن "شفاء الصدور" بموت الأعداء. ولم ينسَ أديب التحذير من شكل جنازة مرسي، متوقعًا أن تستغلها جماعة الإخوان للتظاهر واستعراض قوتها.
- الإعلامي محمد الباز خرج بدوره ليبرّئ السيسي ونظامه من دم الرئيس الشهيد، قائلًا في برنامجه "90 دقيقة" على قناة "المحور"، بتاريخ 8 يوليو 2019: إن مرسي دخل السجن وهو مريض، وكان مصابًا بأورام خبيثة في المخ، وإن الدولة المصرية "تتعامل بالقانون حتى مع أعدائها وخصومها"[49].
- الإعلامي نشأت الديهي، في برنامجه "بالورقة والقلم" على قناة "تن"، بتاريخ 22 يونيو 2019، زعم أن قيادات "الجماعة الإرهابية" فرحون بوفاة مرسي، ويتمنون موت المزيد من القيادات لـ"المتاجرة" بالقضية، ردًّا على مطالبات المعارضة بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة[50] .
أما قناة إكسترا نيوز، فقد استغلت الوفاة لبث حلقات من برنامج "المواجهة"، تقديم ريهام السهلي، عرضت فيها مشاهد من أحداث قصر الاتحادية عام 2012، واقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، وحصار المحكمة الدستورية عام 2013، ونسبتها جميعًا إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وعبر النشرة الإخبارية للقناة نفسها، أُذيع خبر الوفاة مذيَّلًا بعبارة: "تم الإرسال من جهاز سامسونغ"، ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا الصيغة الموحدة دليلاً على التنسيق الأمني[51] .
يتّضح من النماذج السابقة أن الإعلام المصري تعامل مع وفاة الرئيس الراحل د. محمد مرسي بطريقة تجرّدت من كل معاني المهنية والإنسانية، فقد كانت لغة الشماتة والفرحة طاغية، وجرى فرض تعتيم كامل على تفاصيل ما جرى داخل المحكمة.
وبناءً على توجيهات سيادية، عمل هذا الإعلام غير المهني على إقناع الرأي العام المصري بتبرئة السيسي ونظامه من دم الشهيد، بل اختلق الأكاذيب حول "حُسن المعاملة"، متجاهلًا شهادة مرسي بنفسه، في الجلسة التي توفي فيها، عن تعرضه لمحاولات اغتيال متكررة.
هل أثرت الحملة الإعلامية على صورة الرئيس؟
كان محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير 2011. ناصره كثير من أبناء الشعب حتى اللحظات الأخيرة من حكمه، وبعد الانقلاب عليه وُجّهت إليه تهم عديدة، أبرزها: التخابر مع جهات أجنبية، التحريض على العنف، التآمر على الدولة، والاعتداء على متظاهرين.
غير أن هذه الاتهامات قوبلت برفض واسع من قطاعات من الشعب، ومن مؤسسات حقوقية محلية ودولية، اعتبرتها جزءًا من حملة ممنهجة لتشويه صورته ومنع عودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية، خاصة أن محاكماته افتقرت إلى أبسط معايير العدالة، كما أكدت تقارير حقوقية متواترة تعرضه لتعذيب نفسي متواصل، وإهمال طبي متعمد، وصولًا إلى اغتياله البطيء.
وقد فجّرت وفاته المفاجئة في قاعة المحكمة، يوم 17 يونيو 2019، حالة حزن عميق داخل مصر، وسخطًا عالميًا واسعًا، رغم محاولات الإعلام المصري رسم صورة مشوّهة له، لكن مشهد الوفاة كشف فشل تلك الحملة الإعلامية في اقتلاع مكانته من قلوب ملايين المصريين، ومن ضمير الشعوب الحرة.
وإن كان بعض المصريين قد انساقوا خلف الدعاية الرسمية بعد الانقلاب، إلا أن الأغلبية أدركت لاحقًا أبعاد المؤامرة، وهو ما تجلّى في موجة الحب العالمي للرئيس الراحل، التي ترجمتها إقامة صلاة الغائب عليه في دول عدة، بينما منع النظام المصري إقامة جنازته أو الصلاة عليه، ودفنه سرًّا ليلًا خشية تحوّل الجنازة إلى شرارة غضب شعبي.
اغتيال مرسي لم يكن اغتيال فرد، بل اغتيال لفكرة، ولتجربة ديمقراطية وليدة أرادت أن تفتح كوة في جدار الاستبداد، ولم يكن سقوطه شهيدا في قاعة محكمة مجرد حادث عارض، بل نتيجة مسار ممنهج، شاركت فيه مؤسسات الدولة العميقة، وتواطأت معه الآلة الإعلامية، وسط صمت دولي مريب.
لقد أُعدم مرسي معنويًا في الإعلام قبل أن يُعدم جسديًا بالإهمال، في جريمة لن تسقط بالتقادم، وما رُصد من أداء إعلامي خلال السنوات العجاف التالية لوفاته يكشف أن المعركة لم تكن مع مرسي وحده، بل مع ما يمثله من مشروع سياسي ورمزية وطنية.
ورغم محاولات الطمس والتشويه، فإن سجلّ الجرائم موثق، والذاكرة الجمعية لا تموت، وسيبقى اسم مرسي محفورًا في وجدان الشعوب التي لا تنسى من وقف في وجه الطغيان ودفع حياته ثمنًا للحرية.
_____________________
المصادر:
- "هكذا اغتالوا مرسي معنويًا قبل أن يغتالوه فعليًا" ، نون بوست ، 19 يونيو 2021 ، https://www.noonpost.com/40991
- "للباحثين عن «مرسى» فى «جوجل»: اكتب «الاستبن» وهو يطلع لك"، الوطن ،09 مايو 2012 ، https://goo.su/eFPa
- الاستبن الاحتياطى الضعيف».. أدوات إهانة الرئيس الإخوانى" ، الوطن ، 12 يونيو 2012 ، https://2u.pw/IMtfX
- "الاستبن يكسب بقلم محمود فودة" ، دنيا الوطن ، 30 يونيو 2012 ، https://2u.pw/Oldnl
- "عرف مرشحك: محمد مرسي.. «الاحتياطي»" ، المصري اليوم ، 19 مايو2012، https://2h.ae/LiHS
- "سياسيون وخبراء يرجحون عدم الاستقرار فى حال فوز "مرسى" أو"شفيق".. فرحات: الاستبداد الدينى أو العسكرى كلاهما "مر".. عبد الرازق: فوز مرشح الإخوان يعنى دخول مصر "الحقبة الدينية"" ، اليوم السابع ، 25 مايو 2012، https://2h.ae/SUyk
- " منير فخري عبدالنور: استغربت من ترشح محمد مرسي للرئاسة.. كان لا يصلح" ، الاهرام ، 26 يونيو 2024 ، https://2u.pw/jtlT1
- "احمد موسى :مرسى المحولجى! " ، الاهرام ،26 فبراير 2014 ، https://2h.ae/riPn
- "عمرو أديب: مرسي مؤسس ''داعش''" ، عربي21 ، 22 يونيو 2013، https://2h.ae/KQwg
- "الإبراشي: نصحت مرسي ألا يقاضي عمر عفيفي بعدما وصفه بـ"الشاذ"، الوطن ، 24 يوليو 2013 ، https://www.elwatannews.com/news/details/231139
- "مرسي والإعلام.. اتهامات متبادلة" ، الجزيرة نت ، 30 يونيو 2013 ، https://goo.su/Rkls7uT
- أسامة الرشيدي، "الإعلام وحرب الشائعات في عهد مرسي" ، المعهد المصري للدراسات ، 20 يونيو 2019 ، https://goo.su/5xZTSUq
- "الزيات لـ"بوابة الأهرام": مرسي فشل في احتواء شركائه بالثورة.. وأحذره من "سكرة" الحكم" ، الأهرام ،10-11-2012 ، https://gate.ahram.org.eg/News/270594.aspx
- "بيان شديد اللهجة لـ"الوطنية للتغيير": مرسى فشل في إدارة الدولة والحفاظ على أمنها القومي وعجز عن وقف تفككها" ، الأهرام ، 20-11-2012 ، https://gate.ahram.org.eg/News/274642.aspx
- "هيكل: الرئيس لديه مصائب بلا حدود وهناك تواصل بينه وبين الجماعة" ، اليوم السابع ، 13 ديسمبر 2012 ، https://cutt.us/BC2QF
- "كوارث القطارات فى عهد الرئيس "مرسى".. 4 حوادث تطيح بوزير نقل واحد.. والبدرشين تخطف الأضواء من عياط "مبارك".. والنائب العام ينتهى من إحالة قطار أسيوط للجنايات ويستقبل قطارًا آخر فى نفس اليوم" ، اليوم السابع ، 15 يناير 2013 ، https://cutt.us/F9III
- "استطلاع لمركز بصيرة: تراجع شعبية الرئيس مرسى إلى 37%.. و1% من المصريين سينتخبون البرادعى إذا أجريت انتخابات الآن" ، اليوم السابع ، 07 أبريل 2013 ، https://cutt.us/7S5uY
- "أحد مصابي الثورة: فشل الرئيس وحكومته وراء حادث أسيوط " ، الدستور ، 17/نوفمبر/2012 ، https://www.dostor.org/97915
- "حزب العدل : قرارات مرسي تصنع دكتاتور جديد" ،22/نوفمبر/2012 ، الدستور ، https://www.dostor.org/101110
- "قضاة: فشل اجتماع الرئيس عقد الأزمة .. وقانونيون: مرسي "فرعون إسلامي"" ، الدستور ، 27 نوفمبر 2012 ،https://www.dostor.org/103630
- "إسراء عبدالفتاح: يتحدث إليكم الرئيس محمد مرسي مبارك" ،الوطن ، 25 فبراير 2013، https://cutt.us/qZ1E2
- "محمد حبيب: على "الإخوان" رفع يدها عن الرئيس.. وعلى مرسي تغيير طاقمه المساعد" ، الوطن ، 07 مارس 2013 ، https://cutt.us/L4TVZ
- "مرتضى منصور يتقدم رسميا ببلاغ للنائب العام ضد الرئيس محمد مرسيلتطاوله عليه " ، الوطن ، 09 ديسمبر 2012، https://cutt.us/G5EQP
- "عمرو أديب لـ”مرسى”:” البلد كبيرة جدا عليك يا ريس… والشعب المصري أكثر الشعوب فشلاً في العالم”، موقع نورت دوت كوم، 18 نوفمبر 2012 ، https://cutt.us/ltZPO
- "عمرو أديب لـ"مرسى": "دم الإعلاميين بمدينة الإنتاج فى رقبتك ياريس"، اليوم السابع ، 24 مارس 2013 ، https://cutt.us/S6wdQ
- "عمرو أديب لـ"المتظاهرين": "عاوزين تغيروا اثبتوا مكانكوا" ، اليوم السابع ،30 يونيو 2013 ، https://cutt.us/rgHpt
- " مذيعة مصرية تحمل كفنها على الهواء انتقاداً لمرسي" ، المصدر: الحدث.نت ، 03 ديسمبر 2012، https://cutt.us/4BPvm
- "لميس الحديدي مش قد الشيلة ما تشليش وانا منتخبتش " ، يويتوب ، https://cutt.us/CD1Wr
- "هل أطاح الإعلام بمحمد مرسي من رئاسة مصر؟"، بي بي سي، 10 يوليو/ تموز 2013 ، https://goo.su/Cydhu88
- "قرارات مرسى بالعفو عن المجرمين: نحمل الإرهاب لمصر" ، المصري اليوم ، 24 نوفمبر 2013 ، https://linksshortcut.com/NdJUm
- "قاضى محاكمة مرسى فى التخابر مع قطر: خيانة الوطن أكبر مما تحتمله أى نفس.. ومن هانت عليه بلده هان عليه شرفه.. وما من عرف يبرر الخيانة.. والمفتى: ما قام به المتهمون لا يقل عن التجسس بل يفوقه" ، اليوم السابع ، 18 يونيو 2016 ، https://linksshortcut.com/evYsB
- "هل يتم إعدام الرئيس الخائن محمد مرسى؟" ، اليوم السابع ، 03 أغسطس 2014 ، https://linksshortcut.com/yrViN
- "محمد مرسي خاين.. وخيرت الشاطر أبو لهب زعيم الكفار"، الوطن ، 14 ديسمبر 2015 ، https://linksshortcut.com/gUjfA
- "فيديوهات جنسية" و"مفاتيح قصر القبة".. 10محطات انتهت بالمؤبد لمرسي في "التخابر مع قطر"" ، مصراوي ،16 سبتمبر 2017 ، https://linksshortcut.com/wREIX
- "تسريبات رسائل هيلاري كلينتون.. الإخواني محمد مرسي نقل أسرارا عسكرية وسياسية تؤكد الخيانة العظمى" ، صوت الأمة، 14 أكتوبر 2020 ،https://linksshortcut.com/BFjOW
- "يونس مخيون يكشف كيف تعامل «مرسي» مع ملف «أخونة الدولة»"، الاخبار، 13 يونيو 2023 ، https://linksshortcut.com/UPvFM
- "أديب": مرسى الخائن سبب ما يحدث فى سيناء" ، المال، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤ ، https://linksshortcut.com/JBTu
- "ايمان الحصري: مرسي خائن وجاسوس بحكم القضاء"، صدى البلد ، 17 سبتمبر 2017 ، https://www.elbalad.news/2939176
- "احمد موسى: مرسي كان عار على مصر"، صدى البلد، 30 يونية 2018 ، https://linksshortcut.com/ByCRi
- "نشأت الديهى: الرئيس الفلسطينى قال لى مرسى العياط عرض عليا 600 كيلو فى سيناء" ، اليوم السابع ، 01 مايو 2018 ، https://linksshortcut.com/EZIlq
- "وفاة محمد مرسي: كيف تفاعل نشطاء حول العالم معها وكيف غطاها الإعلام المصري؟" ، بي بي سي ، 18 يونيو 2019، https://goo.su/aMiFG3
- "هكذا سقطت الصحف المصرية في تناول "وفاة مرسي" "، عربي21، 19 يونيو 2019، https://goo.su/DV6Eb
- "الخارجية المصرية: ادعاءات أردوغان حول وفاة "مرسى" باطلة وواهية" ، الاهرام، 24سبتممبر 2019، https://linksshortcut.com/MbEUX
- "عمر مروان لـ"وكالة الأنباء الفرنسية": "مرسي" توفي بشكل طبيعي" ، الاهرام، 15نوفمبر2019 ، https://linksshortcut.com/mPcWh
- "الخارجية توجه ردا ساحقا لأردوغان بشأن مزاعم وفاة محمد مرسى للأمم المتحدة: رئيس تركيا يرعى الإرهاب بالمنطقة وفصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفيا.. صادر 3000 جامعة ومدرسة.. سجن مئات الإعلاميين والعشرات ماتوا بالتعذيب" ، اليوم السابع ،25 سبتمبر 2019 ، https://goo.su/Uhtke
- "إكسترا نيوز" تفضح ادعاءات "الإخوان" حول وفاة مرسى..وتعرض فيديو لإحراج ضيف لقناة الجزيرة واعترافه بخطأ بيان الجماعة.. وأستاذ قانون دولى: الجنائية الدولية رفضت حتى الإجراءات الأولية للتحقيق بوفاة المعزول"، اليوم السابع ، 11 نوفمبر 2019، https://linksshortcut.com/fPyAv
- 'التصريحات الخارجية على وفاة محمد مرسى تضمنت مغالطات بالجملة" ، الدستور، 19 يونيو 2019 ،https://www.dostor.org/2677351
- "أكذوبة التقرير الأممي حول وفاة مرسي".. لماذا الآن؟" ، الدستور، 9 نوفمبر 2019 ، https://www.dostor.org/2902066
- "الباز: مرسي دخل السجن وهو مريض وكان مصابا بأورام خبيثة بالمخ " ، الدستور ، 8 يوليو 2019 ، https://www.dostor.org/2709906
- "نشأت الديهي : قيادات الجماعة الإرهابية في غاية السعادة لوفاة "محمد مرسي العياط" لهذا السبب" ، الاقباط المتحدون ، ٢٢ يونيو ٢٠١٩ ، https://linksshortcut.com/KpWAx
- "حتى بعد وفاته.. فرح وشماتة بمرسي في فضائيات السيسي" ،الموقع بوست ، 19 يونيو 2019 ، https://almawqeapost.net/news/41128