البنك الدولي يكشف فشل مصر في مواجهة كورونا

الجمعة - 15 أكتوبر 2021

في فضيحة جديدة لفشل النظام المصري في مواجهة كورونا، ذكر تقرير جديد للبنك الدولي أن وفيات كورونا المبلغ عنها في مصر أقل بكثير من الأرقام الفعلية، موضحا أن مصر تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عدم الدقة فيما يتصل بالإبلاغ عن الرقم الحقيقي للوفيات جراء الإصابة بكورونا، وتزامن ذلك  دخول مصر ذروة الموجة الرابعة بعد اسبوع من بدء العام الدراسي  مصر ، كما أكد  خبراء  أن الفيروس انتشر بشكل كبير بين الطلاب وذلك بالرغم من نفي وزارة التربية والتعليم لذلك ،  كما ستبدأ الحكومة بمنع الموظفين غير الحاصلين على"اللقاح" من دخول مقار عملهم  من غدا السبت، وفي سياق متصل انتقد شيخ الأزهر السياسات الدولية في توزيع لقاح كورونا على الدول الفقيرة، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

وبحسب خبر نشره موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye)، يستشهد التقرير بنتائج البحث التي قارنت التقرير الرسمي لوزارة الصحة المصرية عن وفيات كورونا بالعدد الإجمالي للوفيات المبلغ عنها خلال فترة زمنية معينة باستخدام مقياس موثوق.

ويستند التقرير الدولي إلى ورقة بحثية أعدها أرييل كارلينسكي من الجامعة العبرية في إسرائيل، وديمتري كوباك من معهد أبحاث العيون بجامعة "توبنغن" (University of Tübingen) في ألمانيا، وهي الورقة التي تابعت الوفيات في 103 دول في العام الأول لتفشي كورونا.

ووفق ما جاء في ميدل إيست آي، فقد ارتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس يوميا في الأسابيع الأخيرة، مع أكثر من 312 ألف إصابة منذ بداية تفشي المرض في عام 2020، و17 ألفا و658 وفاة.

ومع ذلك - يشير تقرير البنك الدولي- إلى أن نسبة الوفيات الفعلية من المرض إلى الوفيات المبلغ عنها هي 13% إلى 1%، مما قد يعطي عددا حقيقيا للوفيات يقارب 230 ألف حالة.

تلقيح متواضع

ووفق التقرير فإن مصر - التي يبلغ عدد سكانها مئة مليون- لقحت حتى الآن 7 ملايين شخص فقط، رغم أن وزارة الصحة قالت إنها تهدف إلى تطعيم ثلثي السكان بحلول نهاية عام 2021.

وسلط التقرير الضوء على ضعف الاستثمار في قطاع الصحة في مصر وفي بعض دول الشرق الأوسط كعامل مساهم في سوء استعدادها لمواجهة الوباء، مشيرا إلى أن الأردن ومصر وتونس لا تنفق كثيرا على بناء نظام صحي وطني (كحصة من إجمالي الإنفاق الحكومي) مقارنة مع الدول الأخرى التي لديها نفس دخلها.

وكانت الأرقام الرسمية لحالات كورونا التي أبلغت عنها وزارة الصحة المصرية محل خلاف على نطاق واسع.

يذكر أن الحكومة المصرية طلبت في مارس/آذار من العام الماضي من مراسلة صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية مغادرة البلاد بعد أن كتبت مقالا يشير إلى أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد كان على الأرجح أعلى بكثير مما تشير إليه الإحصاءات الرسمية.

واستشهد مقال الغارديان الذي كتبته الصحفية روث ميشيلسون ببحث أجراه خبراء طبيون كنديون أشار إلى أن العدد الفعلي لحالات كورونا في مصر في أوائل مارس/آذار 2020 كان على الأرجح بين 6 آلاف و19 ألفا و300 حالة، في حين قالت السلطات وقتها إن عدد الحالات 3 فقط.

وبعد اسبوع من بدء العام الدراسي مصر تدخل ذروة الموجة الرابعة

وشهدت معدلات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد في مصر، ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الماضي في أعاقب افتااح العام الدراسي وتوافد  الطلاب عليها ، و بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والسكان.

وأكد كثير من الخبراء أن مصر بدأت الدخول في موجة الرابعة من كورونا ، وان الفيوس انتشر بشكل كبير بين الطلاب ، وذلك بالرغم من نفي وزارة التربية والتعيم لذلك .

طلاب مصر في مرمى كورونا

وشهدت المدارس ، غياب شبه لكامل للإجراءات الأحترازية في الأسبوع الاول ؛ ما يهدد بانتشار فيروس كورونا بين الطلاب ونقل العدوى إلى أسرهم وهو ما حذر منه أطباء أكدوا أنه فى حال حدوث ذلك ستنهار المنظومة الصحية تماما وتعجز عن التعامل مع حالات الإصابة لكثرة عددها بما يفوق الامكانات الصحية والعلاجية المتاحة.

تلك التحذيرات دفعت عددا من المدارس الى تطبيق نظام الفترتين لتقليل الكثافات الطلابية وتحقيق نوع من التباعد بين الطلاب لتقليص العدوى والإصابات إلى أقل حد ممكن.

إجراءات لا تطبق

وجهت وزراة تعليم الانقلاب بالالتزام المشدد ببروتوكول وزارة صحة الانقلاب في التعامل مع حالات الاشتباه أو المصابين، أو المخالطين- أو غلق الفصول أو المدرسة مع إبلاغ جميع الجهات المختصة.

وعن الأنشطة الطلابية، حذرت من تنفيذ أي نشاط يؤدي إلى التلامس، مطالبة بتنفيذ التوعية من خلال أنشطة متعددة مثل "الإذاعة المدرسية والملصقات والنشرات والأعمال الفنية". وفي حالة الاجتماعات، لا تزيد نسبة الحضور عن 70%، ويفضل أن تكون في أماكن مفتوحة. مؤكدة أنه لا نية لتأجيل الدراسة أو تقليل أيام الحضور بالمدارس

وتتعامل قيادات وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب مع الموجة الرابعة لفيروس كورونا بنفس الطريقة التي كانوا يتعاملون بها مع الموجات الثلاث السابقة؛ من حيث ترديد الأكاذيب ومحاولة خداع المواطنين.

وحذر الدكتور رضا إبراهيم استشاري باطنة، من انه تم تسجيل عدد كبير من الأطفال مصابة بمتحور دلتا، مؤكدا أنهم أكثر عدوى للكبار، وهذا ينطبق على تلاميذ المدارس .

وفي تصريحات صحفية وجه "إبراهيم" نصائح للفئات العمرية كبيرة السن للمحافظة على أنفسهم من فيروس كورونا، أبرزها عدم الاختلاط بالأطفال، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض مثل ارتفاع الحرارة والبرد والإسهال.

وقال الدكتور هشام أبو النصر استشاري الحميات، إن إعلان منظمة الصحة العالمية عن متحور جديد من كورونا يسمى "مو" أكثر انتشارا وأشد ضراوة، يتطلب تشديد الإجراءات الاحترازية لتقليل الإصابات ووقف انتشار العدوى

ووجه نصائح لأولياء الأمور لتجنب إصابة الأطفال بالفيروس مع بداية العام الدراسي الجديد في مقدمتها الحرص على التباعد الاجتماعي بمسافة لا تقل عن متر، وهذا ما نفته الصور التي تتدوالها اولياء الامور من صور حول الكثافات التي وصلت الي 130 طالب في الفصول .

وفي سياق متصل تبدأ المصالح الحكومية بتطبيق قرار الحكومة  ،  بوقف الموظفين عن العمل في حالة عدم حصولهم على اللقاح المضاد لفيروس كورونا،  أبتداء من غدا السبت المقبل،وذلك  في إجراء جديد لإجبار الموظفين على تلقي اللقاح.

ودعت الوزارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، والمستشفيات والمعاهد التعليمية، والأمانة العامة للصحة النفسية، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، ومديريات الشؤون الصحية في المحافظات، إلى التأكد من التزام العاملين في الوحدات التابعة لها بتلقي اللقاح بحلول يوم الجمعة المقبل.

وشددت  وزارة  الصحة على عدم السماح للعاملين في المنشآت الطبية، أو المقار والإدارات التابعة للوزارة، بدخول مقر العمل إلا بعد الحصول على اللقاح، أو تقديم فحص (PCR) معتمد كل ثلاثة أيام، مضيفة أن مسؤولية تنفيذ القرار تقع على أمن المنشأة، ومسؤول دفتر الحضور فيها، ويجوز استثناء السيدات الحوامل أو المرضعات من تلك الضوابط.

وكشفت وزيرة الصحة المصرية "هالة زايد" عن تلقي 3.3 ملايين شخص من موظفي الجهاز الإداري للدولة لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

شيخ الأزهر ينتقد السياسات العالمية في توزيع لقاحات كورونا

وفي سياق متصل ، وجّه شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب نقداً لاذعاً للسياسات العالمية في توزيع لقاحات وباء فيروس كورونا، لا سيما على الدول الفقيرة وخاصة في أفريقيا، وذلك خلال الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي لسانت إيجدو، المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما الذي عقد مؤخرا ، تحت عنوان "الدعاء من أجل السلام"، بحضور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعدد من قادة الأديان وممثليها.

وقال الطيب إنّ "السياسات العالمية إزاء جائحة كورونا لا تُشير إلى أنّ وعياً حقيقياً بضرورة الالتجاء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء بدأ يأخذ مكانه اللائق به في تصرُّفات الناس، ومواجهتهم لهذا الخطر الدائم، فإنتاج اللقاح وفلسفة توزيعه على المستحقين لم يكن أيّ منهما على مستوى المسؤولية الإنسانية، وكانت النتيجة أن حصد الموت أرواح خمسة ملايين من الضحايا في أقل من عامين، كما أنّ الخلل الفادح في نظام التوزيع أدى إلى حرمان قارات بأكملها من الحصول على هذه اللقاحات، ونحن نعلم أنّ الإحصاءات الحديثة تقول: إنّ نسبة من حصلوا على اللقاح من سكان قارة أفريقيا، قارة الذهب والثروات المعدنية، هي فقط اثنان إلى ثلاثة بالمائة، في مقابل قارات أخرى حصَل نصف سكانها أو ثلاثة أرباعهم على حقهم في الحياة بسبب وفرة هذه اللقاحات".