إعادة ترتيب خارطة العالم خلف "الكيان".. هكذا قرأ الإعلام الصهيوني هجوم أمريكا على إيران

الثلاثاء - 24 يونيو 2025

إنسان للإعلام- ترجمة:

قبل الحديث الأمريكي "الإسرائيلي" القطري، فجر اليوم، عن وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران، عقب الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، أظهرت تحليلات كُتّاب الرأي في "إسرائيل" اتجاهًا موحّدًا نحو تقييم الهجوم الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية كتحول استراتيجي مهم يخدم الأهداف "الإسرائيلية"، مع تركيز واسع على تساؤلات حول حجم الإنجاز العسكري، واحتمالات الردّ الإيراني، ومخاطر التصعيد الإقليمي. وبرز  إجماع بين الكتاب الصهاينة على أن "إسرائيل" دفعت الولايات المتحدة للتورط المباشر في الحرب مع إيران من أجل إعادة تشكيل البيئة الإقليمية، وتقويض القدرات النووية الإيرانية، وإضعاف محور المقاومة.

وتباينت الطروحات بين من يرى في العملية فرصة لتعزيز الردع وإنهاء الحرب بشروط مواتية، ومن يدعو إلى التصعيد واستغلال الظرف لزعزعة النظام الإيراني.

ومع ذلك، تُجمع التحليلات على أن الهجوم الأميركي شكّل نقطة تحوّل خطرة، وأن مستقبل الحرب ومسار المنطقة مرهون بردّ إيران وخيارات القوى الكبرى.

لكن مع ضرب إيران لمبنى ببئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، صباح اليوم، ومقتل 8 "إسرائيليين" وإصابة آخرين بينهم حالات خطيرة، واستهداف تل أبيب ووسط وشمال فلسطين المحتلة، قد تتغير المعادلة كليا في اتجاه تصعيد جديد، ما لم يلتزم الطرفان بوقف إطلاق النار.

وقبل الهجوم الأميركي على المفاعلات النووية الإيرانية (فوردو ونطنز وأصفهان)، كتب الصحفي "الإسرائيلي"، الخبير في الشؤون الإيرانية "أوري جولدبرج"، يقول: إن "خطة نتنياهو تجاه إيران تهدف إلى إعادة ترتيب صفوف العالم خلف "إسرائيل".

أضاف،  في تحليل نُشر بموقع "972+"، 17 يونيو 2025: إن "إسرائيل" بالغت في بدء حرب مع طهران، ولا يمكنها أن تتجنب التورط في هذا الصراع إلا من خلال جرّ الغرب إلى الصراع.

وعقب توريط نتنياهو ترامب في الحرب، توالت التحليلات من جانب كُتّاب ومحللي الصحف "الإسرائيلية" في مقاربة تهدف إلى معرفة إلى أي حد دفع الهجوم الأميركي قُدُماً بأهداف الحرب "الإسرائيلية"؟ وهل ورطت "إسرائيل" أميركا في حرب قد تتوسع وتصبح إقليمية؟ وما المتوقع من إيران؟

هل سيغلق الإيرانيون مضيق هرمز؟

المحلل "الإسرائيلي" "رون بن يشاي" كتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بتاريخ 22 يونيو 2025، يقول: "إلى أن تتضح نتائج الهجمات الأميركية، هناك عدد من الأسئلة التي ستسمح الإجابات عنها بفهم إلى أي حد ساهمت هذه الهجمات في الدفع قُدُماً بأهداف الحرب".

هل المفاعلات في فوردو أُصيبت وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أُغلقت مداخلها؟ أم هل أوقف ما حدث العملَ في المنشأة لوقت قصير، وبالتالي، هناك حاجة إلى هجمات إضافية من أجل استكمال العملية "الإسرائيلية"؟

والأمر الأساسي هو: ما الرد الإيراني، العسكري أو السياسي، الذي سيكون؟ هل سيغلق الإيرانيون مضيق هرمز كما هدّدوا؟ وهل سيهاجمون القواعد الأميركية ومنشآت النفط في دول الخليج؟ وهل سيطلقون مزيداً من الصواريخ على "إسرائيل"؟ أم هل سيعودون إلى طاولة المفاوضات؟ وهل سيطيل ما جرى أمد الحرب أم سيقصرها؟ وهل المقصود عملية أميركية لمرة واحدة، أم انضمام كامل إلى "إسرائيل" في هجمات دفاعية؟

وقال: إن العالم سينتظر ليرى تأثير ما جرى في سوق النفط العالمي، خاصة بعدما أعلنت إيران نيتها غلق مضيق هرمز الذي يمرّ منه ثلث نفط العالم. وهل سينضم الأوروبيون لأميركا؟ وماذا سيكون رد روسيا والصين؟ هل سيحاولان التأثير في إيران لوقف القتال؟ التداعيات على الأسواق التجارية وردّها الكامل كلها أمور لن تظهر قبل الغد.

ردع طهران أم مزيد من التصعيد؟

وكتبت المحللة الصهيونية "آنا بركسي" في صحيفة "معاريف"، بتاريخ 22 يونيو 2025، تقول: "إن الهجوم الأميركي يشير إلى تغير في السياسة الأميركية، بعدما كان ترامب يزعم أنه ضد الحروب وهدفه وقف تورط أميركا فيها".

أضافت أن "مشاركة الولايات المتحدة رسمياً في هجوم واسع النطاق على البنى التحتية النووية للنظام في طهران، وبصورة خاصة، منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، خطوة غير مسبوقة تُؤشّر إلى تغيير في السياسة الأميركية إزاء إيران، وإلى الانتقال من الامتناع عن المواجهة المباشرة إلى التدخل المباشر والدقيق".

وكررت طرح الأسئلة "الإسرائيلية" الأساسية نفسها: هل المنشآت التي هوجمت توقفت عن العمل بالكامل؟ وهل مخازن التخصيب تضررت بصورة تُعطّل مساعي التخصيب في المستقبل المنظور؟

وبالإضافة إلى الأسئلة التقنية، تُطرح أسئلة جيوسياسية أعمق: كيف سيردّ النظام الإيراني؟ هل سيكون رداً مباشراً؟ أم سيستخدم أذرعه في شتى أنحاء الشرق الأوسط؟

قالت: "إن صورة الوضع في ساحات الأذرع تدل على مدى حساسية الوضع على الأرض، فعلى الحدود الشمالية، حزب الله في حالة تأهُّب عالية، والدولة اللبنانية تحاول بكل قدرتها منع حدوث تدهور يجرّ البلد كله إلى داخل المواجهة.

والحوثيون في اليمن يهددون باستئناف الهجوم على السفن الأميركية في البحر الأحمر، وهو تهديد معروف في المعارك السابقة، لكنه اليوم يمكن أن يتحقق بسرعة.

وفي العراق، تبدو الميليشيات الموالية لإيران مستعدة للانضمام إلى المعركة على نطاق واسع للرد على التدخل الأميركي".

والسؤال المطروح في "إسرائيل" -وفق الكاتبة- هو: هل نحن على أبواب حرب مستمرة؟ وهل الهجوم الأميركي سيردع طهران أم سيؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه؟

قالت: ثمة سؤال آخر: "هل هذا بداية مسار داخلي في داخل إيران بحد ذاتها؟ وهل الضغط العسكري الخارجي، الذي لم يعد "إسرائيلياً" فقط، بل أصبح أيضاً أميركياً، قادر على تقويض استقرار النظام؟ أجابت: "في هذه المرحلة لا توجد مؤشرات واضحة، لكن من المبكر الحكم على الموضوع."

وبحسب تحليل "معاريف"، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة، وجرى خلط الأوراق، والخطوات اللاحقة التي ستتخذها إيران والولايات المتحدة و"إسرائيل" لن تحدد فقط مصير المواجهة الحالية، بل أيضاً مسار المنطقة برمتها.

معضلة ترامب أكثر تعقيداً

ويقول المحلل "الإسرائيلي" "أبراهام تسفي" في صحيفة "يسرائيل هيوم"، 22 يونيو 2025: إن معضلة ترامب أكثر تعقيداً مما تبدو عليه بعدما انضم إلى الحرب "الإسرائيلية" مع إيران.

أضاف أن "نجاح العملية ضد إيران يمكن أن يمنح الرئيس رصيداً سياسياً كبيراً، ويُظهره كقائد حاسم وشجاع، سواء على المستوى الإقليمي، في إطار سعيه لبناء شراكة واسعة مع العالم السنّي، أو على المستوى العالمي في مواجهة روسيا والصين، اللتين تسعيان لاستغلال أي مظهر من مظاهر الضعف الأميركي.

ولكن من جهة أُخرى، يدرك ترامب مجموعة من العوامل التي يمكن أن تقوّض حلمه في أن يُعتبر مهندس النصر على "محور الشر"، وهي:

أولاً: أن اختراق منشأة فوردو لا يعني بالضرورة انهيار النظام الإيراني.

ثانياً: رغبته في توجيه ضربة حاسمة أثارت فعلاً جدلاً حاداً داخل معسكره بين التيار الانعزالي المتمسك بشعار "أميركا أولاً" والمعارض لأي تدخُّل عسكري مكلف في الخارج، والتيار الداعم للتدخُّل الانتقائي.

كما أن الذاكرة التاريخية المؤلمة لحروب فيتنام والعراق وأفغانستان لا تزال حاضرة بقوة في وعيه ووعي قاعدته السياسية.

ثالثاً: يسعى الرئيس لترك بصمة في التاريخ كوسيط بارع، وليس كزعيم يؤجج النزاعات ويوسّعها. وهو يدرك تماماً المخاطر، بما في ذلك أزمة اقتصادية ومالية ممكنة داخل الاقتصاد الأميركي نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، وإغلاق ممرات بحرية استراتيجية، وهجمات متوقعة على القواعد الأميركية في العراق من طرف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.

يجب استغلال الفرص لإنهاء الحرب

ويقول المحلل العسكري "عاموس يادلين"، في قناة N12: إن عملية العدوان الصهيونية على إيران، المسماة "شعب كالأسد"، هدفها إلحاق ضرر كبير ببرنامج إيران النووي، وضرب القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ أرض - أرض، وتقويض قدرة إيران على دعم وكلائها في المنطقة.

وحتى إن لم تستطع "إسرائيل" تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فإن العملية العسكرية التي بادرت إليها يُفترض بها أن تُشكّل أوضاعاً تُمكّن الولايات المتحدة والقوى العظمى من التوصل إلى اتفاق أفضل كثيراً مما كان في الإمكان التوصل إليه قبل العملية، ويفضَّل أن يكون اتفاقاً بـ"المعيار الذهبي".

وهناك هدف آخر مهم، وإن لم يُعلَن، فإنه ينبغي أن يُشكّل هذا الأمر موجهاً للسياسة "الإسرائيلية" خلال الحرب، بخلاف الأهداف المُعلَنة التي خرجت "إسرائيل" من أجلها للهجوم، وهو استغلال الفرص لزعزعة النظام الإيراني وإشغاله بقضايا داخلية بدلاً من الهجمات على الولايات المتحدة، و"إسرائيل"، وحلفائهما.

هذا بالإضافة إلى هدف استراتيجي مهم ومستمر، وهو المحافظة على التزام الولايات المتحدة بأمن "إسرائيل"، ومنع امتلاك إيران سلاحاً نووياً عسكرياً على المدى الطويل.

وعلى الرغم من أن هذا الهدف يبدو بديهياً في ضوء سنوات من الالتزام الأميركي من جانب رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، فإن الواقع يُبيّن أنهم لم يصوغوا أو يطوروا خططاً استراتيجية وعملياتية لتحقيق هذا الهدف الحيوي.

تابع: إن الرئيس ترامب محاط اليوم بتيارَين متعارضين في رؤيتهما إزاء مستوى التدخل الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تنتهجه في مواجهة التطورات العالمية.

وعلى الرغم من أن هذه الرؤية الأيديولوجية لا تنبع من مشاعر مؤيدة أو معادية لـ"إسرائيل"، فإن "إسرائيل"، باعتبارها حليفة للولايات المتحدة، مرشحة لأن تتضرر بصورة كبيرة جداً من تأثير أصوات المعسكر الانعزالي، فعلى سبيل المثال؛ عقب الهجوم في إيران، استخدم أحد قادة هذا المعسكر تعبير "يجب التخلي عن "إسرائيل" (Drop Israel)" في نداء إعلامي مباشر إلى الرئيس.

أوضح أنه بعد اندلاع القتال والمفاجأة التي أحدثتها الخطوة "الإسرائيلية"، وتحقيق حرية العمل الجوي فوق إيران، والضرر الذي لحق بـ"إسرائيل" ومواطنيها نتيجة الردّ الإيراني، تقف "إسرائيل" أمام ثلاثة بدائل عملياتية:

1- الاكتفاء بالإنجاز الحالي والسعي لإنهاء الحرب: في هذا الخيار، تتحرك "إسرائيل" بأسرع وقت ممكن لإنهاء الحرب بعد أن أثبتت لإيران والعالم استعدادها لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران، وبعد أن ألحقت ضرراً مهماً ببرنامجها النووي والصاروخي، بالإضافة إلى ضربة قاسية للقيادة العسكرية الإيرانية العليا.

ومع ذلك، فإن التقدير هو أن هذه الإنجازات، على الرغم من كونها جديرة بالثناء، فهي غير كافية لتحقيق الأهداف التي وُضعت للعملية العسكرية، وبالتالي، فإن هذا الخيار لن يؤدي إلى تحسُّن في الواقع الاستراتيجي لـ"إسرائيل" في مواجهة إيران على المدى الطويل.

2- التصعيد بهدف توسيع الإنجاز من دون آلية لإنهاء الحرب في هذه المرحلة: يتطلب هذا الخيار توسيع بنك الأهداف داخل إيران، مع التركيز على البُنى التحتية الوطنية، ولا سيما صناعة النفط وميناء بندر عباس، إلى جانب رموز النظام في طهران وفي محافظات أُخرى، بل حتى استهداف القيادة المدنية.

والافتراض الأساسي في هذا السيناريو هو أن قدرات الهجوم والدفاع "الإسرائيلية" ستفضي إلى نتائج ممتازة لاحقاً، إلى حد تحقيق نصر كامل.

من جهة، يدور الحديث بشأن ضربة قاسية للاقتصاد الإيراني، ومن جهة أُخرى، فإن هذا التحرك يرفع من مستوى المخاطر المرتبطة بالحرب، كالضربات على الجبهة الداخلية، والأضرار المستمرة للاقتصاد "الإسرائيلي"، وإمكان وقوع إخفاقات عملياتية، والضغوط التي يمكن أن تُمارس على "إسرائيل" لإنهاء الحرب قبل استنفاد مكاسبها العسكرية. وتُظهر التجربة أن الحروب تميل إلى التعقيد والانزلاق إلى ما بعد نقطة الذروة المثلى على محور الزمن.

3- تعميق الإنجاز "الإسرائيلي" مع إيجاد النقطة المناسبة لإنهاء الحرب: ويتطلب هذا الخيار مواصلة الجهود العسكرية لتحقيق الأهداف التي لم تُنجز بعد، فيما يتعلق بإحباط البرنامج النووي الإيراني وضرب قدرات الصواريخ أرض – أرض.

بعبارة أُخرى؛ يدور الحديث حول خيار يُلحق الضرر الأقصى بقدرات إيران النووية والصاروخية، وأكثر من ذلك، فهو يؤثّر في النيات الإيرانية بعد انتهاء الحرب. وبالتوازي، يجب السعي للتوصُّل إلى تفاهمات لإنهاء الحرب تضمن المحافظة على الإنجاز "الإسرائيلي"، وتعزيزه على المدى البعيد، وفي حال استُهدف السكّان المدنيون في "إسرائيل"، فإنه يجب أن يُرَدّ بضرب رموز النظام في طهران.

ويرى الكاتب أن الخيار الثالث هو الخيار الصحيح في المرحلة الحالية، نظراً إلى حقيقة أنّ "إسرائيل" تخوض حرباً منذ عشرين شهراً؛ فبخلاف عقيدتها الأمنية، وفي ظل تعدد الجبهات، وخصوصاً استمرار وجود الأسرى "الإسرائيليين" في قطاع غزة، على "إسرائيل" أن تسعى لاستكمال ضرب برنامج إيران النووي وبرنامجها الصاروخي خلال أسبوع إلى أسبوعين.

أضاف: "يجب استغلال الفرص لإنهاء الحرب في ذروتها من حيث الإنجازات، وبأقل قدر ممكن من الأثمان، فقد ازداد إمكان سقوط نظام الملالي عقب عملية "شعب كالأسد"، ومن الصواب تصعيد الضربات ضد النظام ومراكز قوته، بحيث ينهض الشعب الإيراني ضد النظام بدلاً من الالتفاف حوله".

أما فيما يخصّ الولايات المتحدة، "فمن الضروري المحافظة على أقصى درجات التنسيق، وتعزيز التزام الرئيس الأميركي تجاه "إسرائيل"، والتشديد على القيمة التي يمثّلها وجود إيران ضعيفة بالنسبة إلى الأميركيين، في سياق التنافس العالمي بين القوى العظمى، وإمكان تشكيل شرق أوسط إيجابي بعد الحرب".

عموما، في ضوء التطور الأخير بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سعيه لوقف إطلاق النار وتحقيق "سلام تاريخي" بين "إسرائيل" وإيران، تتجه الأنظار إلى إمكانية تحوّل الصراع من المواجهة العسكرية المفتوحة إلى مسار تفاوضي تقوده واشنطن.

هذا التحول يعكس إدراكاً أميركياً لمخاطر التصعيد الإقليمي وتداعياته الاقتصادية والسياسية، ويضع إسرائيل أمام اختبار جديد بين مواصلة التصعيد لتحقيق أهدافها الاستراتيجية أو الاستجابة للضغوط الدولية نحو التهدئة.

ويبقى مستقبل المنطقة معلقاً على توازن دقيق بين مخرجات المعركة العسكرية وحدود الممكن السياسي.