الصحافة التركية في ذكرى استشهاده: "مرسي" رمز الكرامة في مواجهة الطغيان
الأحد - 29 يونيو 2025
- إرث مرسي لا يزال حاضرًا بوصفه رمزًا للنضال من أجل العدالة والشرعية والحرية
- استشهاده جرح غائر في قلب الأمة وتجسيد حيّ لمعنى المقاومة في وجه الطغيان
- اسم "مرسي" تحوّل من مجرد رئيس إلى أمل أمة ودعاء شعب ومثال لجيل كامل
- مرسي يعلّمنا أن الأمة التي يمشي قائدها شامخًا نحو المشنقة لا يمكنها أن تنحني
إنسان للإعلام- قسم الرصد:
في الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، أفردت وسائل الإعلام التركية مساحة واسعة لتسليط الضوء على إرثه السياسي والإنساني، معتبرة أن نهايته لم تكن مجرد حادثة وفاة داخل قاعة المحكمة، بل تتويجًا لمسار من الصمود في وجه الاستبداد.
وربطت التقارير بين مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وبين ممارسات النظام المصري الحالي الذي لا يكتفي بقمع الداخل بل يلاحق حتى المتضامنين مع غزة. وقدّمت الصحف التركية مرسي بوصفه "رمزًا للمقاومة والكرامة الإنسانية"، وقرأت في استشهاده مفتاحًا لفهم تحولات الشرق الأوسط، وانكشاف وجوه التطبيع والقمع.
رمز النضال والعدالة في وجه الانقلاب
نشرت صحيفة "أجندة إسلامية" ( Islamist agenda) التركية تقريرًا بعنوان: "محمد مرسي.. استُشهد في سجون نظام الانقلاب قبل 6 أعوام"، سلّطت فيه الضوء على الذكرى السادسة لوفاة الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي، الذي قضى في محبسه يوم 17 يونيو 2019 أثناء محاكمته، في ظل ظروف عزلة قاسية وحرمان طبي، في سجون نظام عبد الفتاح السيسي.
افتتحت الصحيفة تقريرها بالتذكير بأن محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا، أُقصي عن الحكم بانقلاب عسكري قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ثم وُضع في السجن في ظروف قاسية من العزل الانفرادي والتضييق، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة بعد أن أغشي عليه فجأة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وفاة "مرسي" لا تزال بعد ستة أعوام حاضرة في ذاكرة الشعوب الإسلامية والمهتمين بحقوق الإنسان حول العالم، ليس فقط كحادثة وفاة غامضة، بل كرمز لانكسار مشروع الحرية والعدالة في العالم العربي، ومثال صارخ على قمع التحولات الديمقراطية من قِبل أنظمة الحكم العسكري.
وقدّمت الصحيفة نبذة عن حياة مرسي، فذكرت أنه وُلد عام 1951، ودرس الهندسة في جامعة القاهرة، ثم نال درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة. وكان من أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين، حتى ترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2012 وفاز بها، ليصبح أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، إلا أن ولايته لم تدم سوى عام واحد فقط، حيث أُزيح عن الحكم بانقلاب عسكري في 3 يوليو 2013، ثم وُضع في السجن، حيث خضع لعزلة قاسية لسنوات، دون رعاية صحية كافية، إلى أن توفي داخل قاعة المحكمة.
ولفتت "إسلام إيست" إلى أن عائلة مرسي، إلى جانب منظمات حقوق الإنسان الدولية، لا تزال تتهم النظام المصري بالتسبب في وفاته، وتعتبر أن ما جرى له كان عملية قتل بطيئة ممنهجة داخل محبسه.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد أن إرث "مرسي" لا يزال حاضرًا، بوصفه رمزًا للنضال من أجل العدالة والشرعية والحرية في العالم الإسلامي، وأن ذكراه ستبقى شاهدة على الثمن الباهظ الذي دفعه دعاة الديمقراطية في وجه أنظمة القمع والاستبداد.[1]
رمز المقاومة وفضح الانقلاب الصهيوني
نشرت صحيفة "يوزغات حكيميات" التركية، تقريرًا بعنوان: "استشهاده رمزٌ للمقاومة، والرضا بالظلم ظلم!"، سلّطت فيه الضوء على البيان الذي أصدره رئيس فرع حزب المستقبل في ولاية يوزغات، عمر أيدوغموش، بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس محمد مرسي.
استهلّ "أيدوغموش" بيانه بالتأكيد على أن وفاة مرسي ليست مجرّد حدث سياسي أو وفاة عادية، بل هي جرح غائر في قلب الأمة، وتجسيد حيّ لمعنى المقاومة والكرامة في وجه الطغيان. وقال: "اليوم نُحيي الذكرى السنوية لاستشهاد أول رئيس مصري منتخب بإرادة شعبية، محمد مرسي.
إن استشهاده لم يكن فقط موت إنسان، بل خنجرًا غُرس في قلب الأمة كلها. لقد صمت مرسي، لكنه في صمته أطلق صرخةً تجاوزت الأزمنة: الرضا بالظلم هو عين الظلم".
وركّز البيان، بحسب ما نقلته الصحيفة، على أن مرسي لم ينحرف عن إرادة شعبه، ولم يرضخ للمستبدين، بل عوقب لأنه تمسك بمبادئه، فسُجن وأُذلّ، حتى قضى نحبه داخل قاعة المحكمة.
وفي أقوى فقرات البيان، اتهم "أيدوغموش" عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري في مصر، بأنه "ليس مجرد مغتصب للسلطة، بل أداةٌ في يد المشاريع الصهيونية والاستعمارية في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن "ما جرى لمرسي لم يكن اعتداءً على شخصه فقط، بل على كرامة الأمة كلها".
وأشار إلى أن النظام المصري لم يجلب التحرر لشعبه، بل قيّده بالذل والمهانة، وواصل قائلاً: "السيسي لا يحكم مصر، بل يُبقيها واقفة بصف الغرب والصهيونية، وهو مجرد وكيل استعماري يعمل ضد إرادة الأمة".
وفي ختام بيانه، توجه "أيدوغموش" بكلمات مؤثرة إلى روح مرسي، قائلاً: "يا مرسي، لقد قاومت السلاح بالدعاء، وواجهت الدبابات بالسجود، ونحن نعلم أنك من انتصر، وأن الظالمين هم من خسروا، فالتاريخ لا يخلّد الجلادين، بل يكتب أسماء الشهداء. رحمك الله، وجعل مقامك مع الأنبياء.. لقد كانت شهادتك عزًّا للأمة، وعارًا لا يُمحى للطغاة".[2]
شهادته مفتاح لفهم تحولات الشرق الأوسط
نشرت موقع "إسلام أناليز" التركي تقريرا بعنوان: "علينا أن نُعيد تقييم سبب الإطاحة الخسيسة بمرسي في ضوء أحداث اليوم"، استعرض فيه ما تعرّض له الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وما يُمكن استنتاجه اليوم من هذه الحادثة في ظل المستجدات الجارية في المنطقة.
في مقدّمة التقرير، أشار الموقع إلى أن محمد مرسي، الذي صعد إلى الحكم عبر أصوات شرعية للشعب ، أُطيح به بعد عام واحد فقط من توليه الرئاسة، من خلال انقلاب دُبّر من قِبل تحالف أمريكي-إسرائيلي-سعودي-إماراتي، وأنه قضى نحبه في سجون عبد الفتاح السيسي نتيجة الإهمال والظروف القاسية، يوم 17 يونيو 2019، داخل قاعة المحكمة.
وركّز الموقع على ما كتبه الصحفي والمحلل السياسي المعروف "هاشمت بابا اوغلو"، في زاويته بجريدة صباح، حيث استرجع لحظة وفاة مرسي وارتباطها بسياقات إقليمية وعالمية أوسع، قائلاً: "في السابع عشر من يونيو عام 2019... أُحضر أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا محمد مرسي إلى قاعة المحكمة، بدا عليه الإرهاق... تحدّث لخمس دقائق، ثم جلس، وسرعان ما سقط مغشيًا عليه. وحين نُقل إلى الطوارئ، كان قد أسلم الروح. لقد كان تاريخًا مفصليًا بكل المقاييس".
وأضاف "بابا اوغلو"، بحسب ما نقل عنه الموقع: "بعدها بأشهر قليلة، اجتاحت جائحة كورونا العالم، وتلا ذلك محاولات مكثّفة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. لذلك علينا أن نُعيد تقييم لماذا تمّت الإطاحة بمرسي بهذه الطريقة الخسيسة، في ضوء ما يجري اليوم".
وتساءل الكاتب، في إشارة إلى الوضع في غزة حاليًا: "أنظر اليوم إلى ما يحدث للمتظاهرين المتضامنين مع غزة في مصر، وأتنهّد: لو كان مرسي حيًا، هل كانت الحدود مع غزة ستُغلق؟ هل كانت المساعدات ستُمنع؟ هل كانت إسرائيل ستجرؤ على شن الحرب؟"
وختم "بابا أوغلو" حديثه بالتأكيد على أن اغتيال إرادة الشعوب ومصادرة خيارها الديمقراطي كما حدث مع مرسي، لم يكن عبثًا أو حدثًا عابرًا، بل كان مقدّمة لسلسلة تحوّلات إقليمية لا تزال المنطقة تدفع ثمنها حتى اليوم، مما يفرض إعادة قراءة تلك المرحلة بعينٍ فاحصة وحسّ تاريخي عميق.[3]
مرسي نموذج الإرادة والثبات في وجه المؤامرات
ونشرت صحيفة "قيصري تايمز" التركية تقريرا مطوّلًا بعنوان: "شهيد ثورة بلا عنوان جديد: محمد مرسي"، سلّطت فيه الضوء على سيرة ومسيرة الرئيس محمد مرسي، وما مثّله من رمزية في الضمير الجمعي العربي والإسلامي، مؤكدة أن اسمه تحوّل من مجرد رئيس إلى "أمل أمة، ودعاء شعب، ومثال لجيل كامل"، كما وصفته الصحيفة.
بدأ التقرير بالإشارة إلى أن مرسي هو أحد الزعماء الذين –رغم قصر أعمارهم السياسية– تركوا أثرًا بالغًا، موضحا أنه صعد إلى الحكم عقب ثورة يناير وانهيار حكم حسني مبارك الذي دام ثلاثين عامًا، عبر أول انتخابات حرة نزيهة، حيث فاز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بنسبة 51.7% من الأصوات، في لحظة وصفتها الصحيفة بأنها لم تكن مجرد فوز انتخابي، بل انتصار لإرادة الجماهير ضد النظام الديكتاتوري.
ثم تناولت الصحيفة العقبات التي واجهها مرسي بمجرد تسلّمه السلطة، مؤكدة أن مؤسسات الدولة –من جيش وإعلام وقضاء وبيروقراطية– كانت لا تزال خاضعة للنظام القديم، ومع ذلك، تمكن خلال فترة قصيرة من اتخاذ قرارات خدمت الشعب، مثل إنهاء طوابير الخبز، وتخفيف أزمة الوقود والغاز، وفتح المعابر أمام غزة، وتخفيض الديون الخارجية، وتحرير المعتقلين السياسيين، وتعزيز العلاقات مع إفريقيا والعالم الإسلامي.
واعتبرت أن هذه التحركات لم تكن مقبولة لا في الغرب ولا لدى الأنظمة الملكية الخليجية، لأنها كانت بداية مشروع سياسي يحتذي به باقي العالم الإسلامي: حكم مدني منتخب يتصالح مع الإسلام ويستند إلى إرادة الشعب.
وعند تناولها للانقلاب، شرحت الصحيفة كيف تم خلق أجواء شبيهة بتلك التي عرفتها تركيا، من تضخيم مصطنع لأزمات اقتصادية وتحريضات بشأن نمط الحياة العلماني.
وقدّمت الصحيفة سردًا تفصيليًا لما وصفته بـ"المسرحية الكبرى"، بدءًا من دعم إعلامي عالمي للانقلاب، وتمويل بمليارات الدولارات من السعودية والإمارات، ووصولًا إلى المجازر في رابعة العدوية، وسط صمت دولي مخزٍ.
وانتقدت الغرب بشدة، قائلة إنه "لم يجرؤ حتى على وصف ما حدث بالانقلاب، رغم أن آلاف المدنيين قُتلوا تحت أعينهم".
وفي قسم بعنوان: "لماذا حدث هذا بهذا الشكل؟"، حمّلت الصحيفة جزءًا من المسؤولية لمحمد مرسي نفسه، لأنه سارع إلى إجراء إصلاحات دون أن يطهّر مؤسسات الدولة من مراكز النفوذ القديمة، مؤكدة أن مرسي صنع الثورة، لكنه لم يتمكّن من تحويل الدولة.
وأضافت أن تفكك العالم الإسلامي وتواطؤ القوى الدولية كانا عنصرين حاسمين في إسقاطه.
ثم تطرّقت الصحيفة إلى وفاة مرسي داخل المحكمة عام 2019، مشيرة إلى أن جنازته كانت صامتة، وحُرم أهله حتى من وداعه، لكنه دُفن في قلوب ملايين من محبيه. واعتبرت أن رمز رابعة، الذي بات مرتبطًا بذكراه، لا يُجسد سقوطه بل "بداية بعث جديد"، مؤكدة أن مرسي لم يكن مجرد رئيس، بل تجسيدًا لمعاني الإرادة والثبات والتسليم.
واختتمت الصحيفة تقريرها برسالة مؤثرة قالت فيها: "كفاح مرسي يعلّمنا أن الأمة التي يمشي قائدها شامخًا نحو المشنقة، لا يمكن لها أن تنحني. أن نفهم مرسي، يعني أن نفهم ضمير الأمة".[4]
مشروع مرسي أُجهض بمؤامرة دولية
نشر موقع "مسلم بورت" التركي تقريرًا تحليليًا مطولًا بعنوان: "من القصر إلى الزنزانة، ومن الزنزانة إلى الشهادة"، قدّم فيه سردًا تفصيليًا لمحطات حياة مرسي السياسية منذ انتخابه رئيسًا حتى لحظة وفاته في قاعة المحكمة، مسلطًا الضوء على رمزيته في الضمير الإسلامي، وما واجهه من استهداف ممنهج من الداخل والخارج.
بدأ التقرير بوصف محمد مرسي بأنه الرئيس الوحيد الذي صعد للحكم في مصر عبر انتخابات شرعية ونزيهة، ثم دفع ثمن التزامه بالحق والشريعة، فسُجن ست سنوات، وتعرّض لأبشع صنوف الإهمال والتنكيل، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في المحكمة أثناء حديثه في إحدى الجلسات، وهو يواجه القضاة بجرأة ويصدع بالحق.
يرى التقرير أن بداية المؤامرة عليه تعود إلى 12 عامًا، وأن انقلاب 3 يوليو 2013 لم يكن داخليًا فقط، بل حركة مرسومة بعناية من قِبل الولايات المتحدة، إسرائيل، والسعودية والإمارات، حيث دعمت هذه الأطراف انقلاب عبد الفتاح السيسي وأطاحت بمرسي بمجرد أن بدأ محاولاته لإصلاح الوضع الداخلي، وتقوية موقف مصر الإقليمي.
أبرز ما ركّز عليه التقرير هو ثبات مرسي على مبادئه الإسلامية، ورفضه الانحناء أمام الضغوط الغربية أو الصفقات الصهيونية، متمسكًا بأن يكون القرآن الكريم هو مرجعية الدستور، وهو ما جعله هدفًا مباشرا للأطراف الدولية المتحالفة مع الاستبداد، لأنه كان يمثل –بحسب تعبير المقال– نموذجًا لحاكم مسلم شرعي يجسّد إرادة الأمة.
وأشار التقرير إلى أن مرسي كان مصدر طمأنينة لفلسطين، ووقف في وجه حصار غزة، وهاجم إسرائيل علنًا، معتبرًا إياها كيانًا محتلًا لا شرعية له، وهو ما دفع "إسرائيل" إلى السعي للتخلص منه. ويضيف التقرير أن إسقاط مرسي لم يكن محليًا، بل جزءًا من "مؤامرة دولية كبرى".
أما عن أدوات إسقاطه، فذكر المقال وقائع بعينها، منها أحداث سيناء التي قُتل فيها جنود مصريون، وأحداث بورسعيد، معتبرًا أنها مفتعلة لتأليب الرأي العام، وإثارة الذعر الأمني، وتصوير البلاد على أنها تسير نحو الفوضى، مما مهّد لظهور الجيش كـ"منقذ"، وساعد على تعبئة الشارع ضد الإخوان.
بعد الانقلاب، يتابع التقرير كيف تم تلفيق القضايا ضد مرسي، بدءًا من الحكم عليه بالسجن 20 عامًا، ثم الإعدام، ثم المؤبد بتهم كيدية، منها التخابر مع قطر وحماس، واصفا هذه المحاكمات بـ"المسرحيات الهزلية" التي أدارها "قضاء الانقلاب"، ويؤكد أن مرسي كان هو الرئيس الحقيقي لمصر حتى لحظة استشهاده.
وفي لمحة إنسانية، ينقل التقرير بعضًا من كلمات "مرسي" الأخيرة، التي قال فيها: "إذا كان دمي هو ثمن هذه الحقوق، فأنا مستعد. سأقدّم حياتي فداءً للوطن، والله على كل شيء قدير، لا تنخدعوا، لا تقعوا في الفخاخ".
للافت في التقرير أن موقع "مسلم بورت" لم يكتفِ بسرد الوقائع، بل تبنّى لهجة تعبويّة حادة، مستخدمًا ألفاظًا مثل: "الشهادة"، "الزنازين"، "الصهاينة"، "الخيانة"، "الحق"، "العزة"، "الذل"، "المؤامرة"، مما يعكس مدى احتضان الخطاب الإسلامي التركي لشخصية مرسي بوصفه رمزًا للمقاومة والشرعية والإسلام السياسي، ورغبة عميقة في إبقاء ذكراه حيّة كمنارة لمشروع لم يُكمل طريقه بعد.[5]
حين تواطأ النظام وتصدّر البلطجية المشهد
ونشرت صحيفة "يني شفق" (المقربة من الحكومة) تقريرا تحت عنوان " في الطريق الى غزة: نحن على بعد ساعتين من الإبادة الجماعية"، يكشف فيه يكشف مراسل يني شفق تفاصيل محاولة فاشلة للانضمام إلى "المسيرة الكبرى نحو غزة"، حيث تمكّن من الوصول إلى مشارف غزة، على بُعد ساعتين فقط منها، لكنه اضطر للعودة بسبب التضييق الأمني الشديد من السلطات المصرية التي منعت عبور النشطاء، واعتقلت واعتدت على كثير منهم، بل وبدأت بترحيلهم قسرًا.
لكن أبرز ما صدم المشاركين لم يكن فقط تضييق الشرطة أو الترحيل، بل عودة "البلطجية" إلى الواجهة—وهم نفسهم الذين ظهروا أيام الثورة على مبارك، ثم برزوا بقوة أيام الانقلاب على مرسي، حيث اعتدوا على المتظاهرين، هاجموا مقرات الإخوان، وقتلوا وسحلوا الأبرياء في الشوارع، والآن – وبعد 12 عامًا – يعودون ليلعبوا الدور ذاته: مواجهة الناشطين في الشوارع، والاعتداء عليهم بدلًا من أن تقوم الشرطة بذلك بشكل مباشر، حتى يظهر النظام بمظهر الحياد.
ويؤكد أن هذا السلوك يفضح التناقض الصارخ بين نظام عبد الفتاح السيسي الحالي، الذي يمنع حتى التضامن السلمي مع غزة ويستقبل الوفود بالقمع والاعتقال، وبين الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي وقف في قلب المعركة بجانب غزة، وفتح المعابر، وسمّى "إسرائيل" عدوًا محتلًا بلا مواربة.
التقرير شهادة دامغة على أن فلسطين وغزة كانتا في قلب مشروع مرسي، لكنهما اليوم محاصرتان من أقرب بوابة عربية، تحت نظام يعيد إنتاج أدوات القمع القديمة – من شرطة وقضاء متواطئ، إلى بلطجية يُطلقون من القفص كلما أراد النظام أن يتوارى خلف فوضى مصطنعة.[6]
"السيسي" يمنع النشطاء من دخول غزة
وتحت عنوان "الرد على ظلم السيسي بالقران" نشرت صحيفة "يني اكيتد" التركية المحافظة تقريرًا لاذعًا ضد ممارسات نظام عبد الفتاح السيسي، متناولة فيه حادثة منع السلطات المصرية دخول عدد من النشطاء المسلمين الذين كانوا يعتزمون الوصول إلى قطاع غزة لنصرة أهله، معتبرة أن ما جرى يعكس الوجه الحقيقي للنظام الذي صعد إلى السلطة بانقلاب عسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وصف التقرير عبد الفتاح السيسي بأنه "دمية إمبريالية" تولّى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، مشيرًا إلى تحوله لاحقًا إلى راعٍ للمصالح "الإسرائيلية" في المنطقة. وفي إشارة إلى ما جرى في مدينة الإسماعيلية، ذكرت الصحيفة أن السلطات المصرية احتجزت عشرات النشطاء صباحًا، وأجبرتهم على ركوب حافلات عسكرية بدلًا من وسائل النقل المدنية، لتنقلهم قسرًا إلى المطار، ومنعتهم من التوجه إلى معبر رفح.
المصادر:
[1] تقرير "أجندة إسلامية" حول استشهاد الرئيس محمد مرسيhttps://2u.pw/1F3uV
[2] تصريح رئيس حزب المستقبل عمر ايدوغموش https://2u.pw/TNAf1
[3] تقرير موقع اسلام اناليزhttps://2u.pw/n6KoZ
[4] تقرير صحيفة قيصري عن شهيد الثورةhttps://2u.pw/OB7Xo
[5] تقرير موقع اسلام بورت https://2u.pw/KRbeO
[6] تقرير صحيفة دوغرو خبرhttps://2u.pw/UHekH