الأكثر دموية في تاريخ مصر.. "رويترز" ترصد جرائم السيسي منذ الانقلاب

السبت - 30 يوليو 2022

مع اقتراب موعد ما يسمي "الحوار السياسي الوطني" في مصر بعد سنوات من القمع، رصدت وكالة رويترز 29 يوليو 2022 التاريخ الإجرامي لعبد الفتاح السيسي، منذ أن أطاح بالإسلامي محمد مرسي أول رئيس دولة منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر الحديث في عام 2013، وفق الوكالة.

قالت: تعتزم مصر إطلاق حوار سياسي وطني في الأسابيع المقبلة في اختبار لما إذا كانت السلطات مستعدة لتخفيف حملة قمع المعارضة التي يقول منتقدون إنها الأشد خطورة في تاريخ البلاد الحديث.

ومنذ وصول السيسي إلى السلطة في 2014، قالت السلطات إن قمع المعارضة والحريات كان موجهاً ضد الإرهابيين والمخربين الذين يحاولون تقويض الدولة، لكن القمع طال الجميع.

ورصدت الوكالة قضايا حقوق الإنسان البارزة في مصر علي يد السيسي كما يلي:

دماء القاهرة

في اشارة لمجزرتي رابعة والنهضة، قالت الوكالة: قُتل المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، أقدم حركة إسلامية في مصر وأكثرها تنظيماً، واعتقل الآلاف بعد الإطاحة به، وحُكم على كبار قادة الإخوان بالإعدام فيما تسميه جماعات حقوق الإنسان محاكمات جائرة وتم دفع آخرين للاختفاء تحت الأرض أو اللجوء للخارج.

أضافت: في واحدة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ مصر الحديث، سحقت قوات الأمن معسكرات الاحتجاج لآلاف من أنصار الرئيس مرسي وأطلقت النار على المئات وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 800 متظاهر قتلوا.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن المداهمات كانت منظمة، بأمر من كبار المسؤولين وربما ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية فيما زعم المسؤولون المصريون، الذين يصفون جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية، أن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين وأطلقوا النار على الشرطة والجنود وتنفي جماعة الإخوان استخدام العنف لأغراض سياسية.

قانون الاحتجاج

في عام 2013، أصدرت مصر قانونًا يحظر الاحتجاجات دون موافقة مسبقة من الشرطة وأثار الإجراء احتجاجا من الجماعات الحقوقية وأثار مخاوف بشأن المؤهلات الديمقراطية للحكومة المدعومة من الجيش التي تم تشكيلها بعد الإطاحة بمرسي.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء القانون الجديد الذي يقيد المظاهرات، وقالت إنها تتفق مع الجماعات التي تقول إن القانون لا يفي بالمعايير الدولية.

وقد اتُهم ضابط شرطة مصري بإطلاق النار على أم شابة في احتجاج وسط القاهرة، بعد أسابيع من انتشار صورة لها وهي تنزف حتى الموت وتسببت في احتجاج دولي في عام 2015.

حيث تم إطلاق النار على شيماء صباغ، 32 عامًا، في مسيرة لإحياء ذكرى الانتفاضة التي أطاحت بالحاكم المخضرم حسني مبارك في عام 2011 وقال النائب العام إنها قُتلت على يد ضابط أطلق خرطوش في محاولة لتفريق الاحتجاج.

ورد السيسي على الغضب بشأن مقتل الصباغ بالإشارة إليها بـ "ابنتي" و "ابنة مصر"، ووعد بتقديم قاتليها إلى العدالة وحُكم على الضابط بالسجن سبع سنوات عند الاستئناف.

أيضا اختفى الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة في يناير 2016 وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريبًا وأظهر تشريح الجثة أنه تعرض للتعذيب قبل وفاته.

وقالت مصادر استخباراتية وأمنية لرويترز في 2016 إن الشرطة اعتقلت ريجيني خارج محطة مترو بالقاهرة ثم نقلته إلى مجمع يديره الأمن القومي. ونفت الشرطة ذلك ونفى المسؤولون المصريون مرارا أي تورط في مقتل ريجيني.

وبدأت إيطاليا محاكمة أربعة أعضاء كبار في الأجهزة الأمنية المصرية غيابيًا بشأن دورهم المشتبه به في القضية، لكن تم تعليق الإجراءات بسبب مخاوف من أن الرجال قد لا يعرفون أنهم متهمون.

مرشح للرئاسة

في عام 2018، وضعت محكمة مصرية المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح على قائمة الإرهاب بعد اعتقاله لاتصالاته المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين وقالت عائلة أبو الفتوح إنهم قلقون من تدهور صحته في السجن.

هشام جنينة والفساد

وحكمت محكمة عسكرية على المستشار هشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات السابق ورئيس مكافحة الفساد وسجنته خمس سنوات في 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة تضر بالجيش.

وأدانت منظمة العفو الدولية، الحكم الصادر بحق هشام جنينة، الشرطي والقاضي السابق، واعتبرته مثال آخر على قمع مصر لكل المعارضة في عهد السيسي.

علاء عبد الفتاح

في عام 2021، حكم على الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح بالسجن خمس سنوات بعد محاكمته بتهمة نشر أخبار كاذبة.

كان عبد الفتاح، أحد النشطاء البارزين في انتفاضة 2011 التي أطاحت بمبارك بعد ثلاثة عقود في السلطة، قد سُجن في السابق لمدة خمس سنوات في 2014 وأفرج عنه في 2019.

وتشعر أسرته بالقلق من احتمال حدوث تدهور سريع في صحته بعد أكثر من 115 يومًا من الإضراب عن الطعام، على الرغم من بعض التحسينات في ظروف سجنه.

حسام بهجت

أدانت محكمة في 2021 الناشط الحقوقي البارز حسام بهجت بإهانة لجنة انتخابات قضائية في تغريده على تويتر.

ومنذ عام 2016، مُنع بهجت من السفر إلى الخارج وتم تجميد أصوله الشخصية فيما يتعلق بتحقيق جنائي منفصل استمر عقدًا من الزمان.

في عام 2021، دعت الدول الغربية مصر إلى إنهاء محاكمة النشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين المفترضين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

وتقدر جماعات حقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من الأشخاص اعتقلوا لأسباب سياسية منذ عام 2013 ويقول السيسي وداعموه إن الاعتقالات التي جرت في السنوات الأخيرة ضرورية لتحقيق الاستقرار في مصر.

أيمن هدهود

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وفاة الباحث الاقتصادي أيمن هدهود في مستشفى للأمراض النفسية بالقاهرة حيث تم إرساله من قبل الأجهزة الأمنية التي احتجزته، يتطلب تحقيقًا "شاملًا وشفافًا وموثوقًا".

وقالت منظمة العفو الدولية إن تحقيقاتها، استناداً إلى السجلات الرسمية ومقابلات الشهود والخبراء المستقلين الذين فحصوا الصور المسربة لجثة حدود، تشير بقوة إلى أنه تعرض للتعذيب أو لسوء المعاملة قبل وفاته.

وزعمت النيابة العامة في مصر إنها لم تجد أي دليل على ارتكاب أعمال عنف إجرامي في وفاة حدود.

هذه عينة فقط من جرائمالسيسي التي رصدتها الوكالة.