استنكار موريتاني لإعدامات مصر: "الإخوان أمل شعوب الأمة ومستقبلها"

الأربعاء - 16 يونيو 2021

عبرت فعاليات موريتانية عن رفضها واستنكارها تأييد محكمة النقض المصرية، الإثنين، لأحكام الإعدام بحق 12 شخصاً بينهم قيادات لجماعة الإخوان المسلمين في قضية "فض اعتصام رابعة"، التي يعود تاريخها إلى عام 2013م

ونشر عدد من كبار الساسة والنواب الموريتانيين تدوبنات ومنشورات، تنتقد قرار المحكمة، معتبرين أن الإعدامات للسجناء السياسيين "مظهرا من مظاهر الاستبداد المستقوي بالعنف وتفتح جراحاً قد يصعب اندمالها.. و لا تنتمي لهذا العصر"، مؤكدين أن صمود الإخوان المسلمون وثباتهم يثبت أنهم "أمل شعوب هذه الأمة ومستقبلها السياسي".

وكتب وزير الإعلام الموريتاني السابق سيدي محمد ولد محم منتقداً القرار: “إن البلدان التي لا زالت تمارس الإعدام في المجال السياسي وتصدر أحكام الإعدام بحق سجناء الرأي مهما كان الخلاف معهم حاداً وفاصلاً هي دول لا تنتمي لهذا العصر”.

وأضاف: “التجربة أثبتت أن هذا النمط الاستئصالي في التعامل مع الإسلاميين لا يزيدهم إلا قوة وتجذراً، وربما تطرفاً وقطيعة مع الدولة والمجتمع مما تسبب في كوارث عديدة ظل من الصعب التحكم فيها أو لجمُها، كما أثبتت التجربة كذلك أن الدولة كلما اتبعت سياسة الحوار والتعاطي بإيجابية مع هؤلاء كلما دفعتهم إلى القيام بمزيد من المراجعات ومنحتهم الفرصة لتصحيح الاختلالات في علاقاتهم بها وبالآخر، والتي كان السبب وراءها دائماً هو عنف الدولة الذي يوَلد في الغالب عنفاً منظماً مضاداً، مما يخلف بالمجتمع جراحاً قد يصعب اندمالها”.

“وبغض النظر عن عدد الذين يواجهون تنفيذ أحكام بالإعدام بمصر، وبغض النظر عن انتمائهم السياسي فهم لن يكونوا أكثر من رقم في لائحة طويلة من الشهداء وضحايا انعدام الديمقراطية وسوء الفهم المتبادل، ومظهراً من مظاهر الاستبداد المستقوي بالعنف، وهو ما يستدعي منا دعوة صادقة إلى السيد عبد الفتاح السيسي أدعوه فيها وبإلحاح لصالح مصر وصورتها ومكانتها، ولصالحه شخصياً، أن يبادر بوقف تنفيذ أحكام الإعدام في المجال السياسي وبحق كل السياسيين والمخالفين في الرأي أياً كانوا، وأن يعمل على ترسيخ سنة التحاور والتهدئة ونبذ العنف والإقصاء فهو قادر على ذلك، وحضن أم الدنيا لا يمكن أن يضيق بأبنائها”.

وعلق الإعلامي الهيبة الشيخ سيداتي على هذه القضية، قائلاً: “بوقوفهم في وجه كل طغيان… وبمقاومتهم للتطبيع والتصهين… بمقاومتهم للمحتل رغم الحصار وظلم ذوي القربى… برفضهم للظلم والغبن والتهميش… بصبرهم على الأذى. وصمودهم على مواقفهم الثابتة… بتقديمهم عشرات القادة من الشهداء وآلاف المعتقلين… بمرونتهم ووعيهم وانفتاحهم واعتدالهم ووسطيتهم، بكل هذه الصفات التي يندر أن تجتمع اليوم في تيار سياسي في العالم الإسلامي، يثبت الإخوان المسلمون أنهم أمل شعوب هذه الأمة ومستقبلها السياسي”.

وعلقت منى بنت الدي القيادية السياسية في حزب التكتل المعارض، قائلة: “ما يحدث في مصر كارثة، الإعدام بسبب المواقف السياسية والانتماء السياسي عمل ينتمي لفترة فرعون موسى عليه السلام، ولا يعقل أن يكون في وقتنا الحاضر وقت الحريات والسماوات المفتوحة والقرية الكونية الواحدة؛ ألا بعداً للسيسي ولكل طاغية مستبد”.

أما المدون البارز القطب محمد مولود فقد خاطب السيسي، قائلاً: “لن نستجديك؛ فالآجال بيد الله جل وعز (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)؛ وإن استُشهدوا فقد قال سيد رحمه الله: “إن كلماتنا ستظل عرائسَ من شمع حتى إذا متنا في سبيلها، دبت فيها الحياة وكُتب لها الخلود”، مضيفا: “ستبقى مصر الكنانة ولاَّدة للأبطال والعلماء”.

المصدر    «القدس العربي»