استثمروا في انقلاب السيسي ويجنون ثماره..تهديدات مباشرة وابتزاز لدول الخليج

الثلاثاء - 14 يونيو 2022

عماد الدين أديب، الهارب خارج مصر بسبب ثلاثة أحكام نهائية بحقه على خلفية عدم سداد مديونية كبيرة وصلت إلى 16 مليون جنيه لصالح مؤسسة الأهرام نظير طباعة جريدتي العالم اليوم ونهضة مصر ومجلة "كل الناس" منذ عام 2010،  ظهر فجأة ليكتب مقالا مطولا  بموقع "أساس ميديا"، 12 يونيو 2022 ، يحمل رسالة تهديد لدول الخليج إذا لم تقدم على إنقاذ مصر قبل الإفلاس.

المقال الذي يحذر فيه أديب شركاء الانقلاب من دول الخليج والكيان الصهيوني، من هجرات مصرية إليهم وعدم استقرار، روجت له فضائيات السلطة، مع أن ملخصه أن الاقتصاد المصري أصبح علي البلاط و"البلد بقت خرابه"، ويبتز دول الخليج بأنهم لو لم يرسلوا ودائع دولاريه ومساعدات لمصر سوف يهجم المهاجرين المصريين عليهم ويهاجروا على السعودية والخليج وفلسطين (يقصد طبعا اسرائيل) ولازم ينقذوا مصر فورا!!

في الوقت نفسه، وجه عبد الفتاح السيسي، الإثنين 13 يونيو 2022، رسائل إلى كل من السعودية والإمارات، ودعاهما إلى تحويل الودائع الخاصة بهما في البنوك المصرية إلى استثمارات، سواء أكانت مشتركة مع القاهرة أم من الجانب الخليجي.

وقال: "ماذا نقول نحن من جانبنا؟ لماذا لا نحول هذه الودائع إلى استثمارات في مصر؟ ونحن لدينا مشاريع كثيرة جداً، والبلد فيها 100 مليون نسمة، وفيها فرص جيدة جداً، ونحن نرحب بالأشقاء في مجال الاستثمار".

سيناريو أبواب جهنم

وفي مقاله يحذر عماد الدين أديب من عجز الاقتصاد المصري عن تدبير أموره بعد الربع الأخير من 2022 ، ويتحدث بصراحة عن سيناريو أبواب جهنم في حال فشلت الدولة المصرية ولم يتدخل العرب وأوروبا لمساعدتها.

وقال: مصر مقبلة على كارثة وعدم استقرار ما لم يضخ الخليج لها 25 مليار دولار فورا".

تطابق طرح أديب مع حديث السيسي أمس بأنه لن يستطيع عمل شئ للمواطنين إلا بوجود تريليون دولار!!

تحدث أديب عما أسماه "كابوس النزوح البرّي الكبير عبر الحدود مع ليبيا وفلسطين والسودان والهجرة بالملايين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، وعبر البحر الأحمر إلى دول الخليج"، في إشارة الى أن نظام السيسي يتحمل عبء وقف وصد هذه الهجرات ويريد دفع الثمن.

قال: تنتظر القاهرة من أشقّائها في الخليج ألّا تُترك وحدها في مجابهة هذه الأزمة الاستثنائية الضاغطة التي لا تهدّد الاقتصاد المصري فحسب، بل تهدّد صلة الاستقرار السياسي في البلاد على أساس أنّ رضاء المواطنين، أيّ مواطنين، مرتبط بقدر عظيم بمدى توافر ضرورات المعيشة بيسر وسهولة".

وكانت عقدة كلامه هي التحذير من "أنه في بدايات 2023 ستحدث اضطرابات مشابهة ليناير 2011، وساعتها سيكون على اوروبا والخليج الاستعداد لنزوح عشرات الملايين من المصريين"!!

رد نشطاء على أديب وعلى مضمون مقاله الذي روجت له كل القنوات بأن "كاتب المقال الاصلي هو ابانا الذي في المخابرات وعايز يقول لنا البلد باظت".

تساءلوا: "لماذا يهدد أديب دول الخليج بضرورة ضخ 25 مليار دولار فورا لمصر رغم أن السيسي اقترض قبل شهرين من قطر والسعودية والإمارات (١٨ مليار دولار)؟!

وعلق الباحث عمار علي حسن بالقول: "خروج عماد الدين أديب ومفيد فوزي ومن على دربهما للتحذير من انفجار بسبب الغلاء، يظهر أن أجهزة الأمن قد اتفقت على هذا، وأنها رفعت تقارير تنبيه إلى رئيس الجمهورية، فأديب وفوزي ما كان لهما أن يقدما على هذه الخطوة إلا بإيعاز، فإن لم يكن، فهذا معناه أنه حتى مؤيدي السلطة يشعرون بالخطر".

تهديد صريح لدول الخليج

وقدم الدكتور رضوان جاب الله، الذي يعمل بقسم اللغة العربية بجامعة قطر، تحليلا موجزا للمقال، وبعد استعراض أبرز النقاط التي وردت فيه، قال:

- لدى الدول الخليجية شعور عام بالامتعاض والتململ من الفشل الاقتصادي والتبجح السياسي في المقال.

- لدى الدول الغربية شعور بعدم المبالاة، فالأزمة الاقتصادية تتعمق والتحالف بين الصين وروسيا يتوسع وليس لديهم رفاهية تقديم حلوى وليسوا في رفاهية الضغط على الدول الخليجية لدعم الانقلاب والحفاظ عليه وهم يحتاجون ويتعطشون للنفط العربي وأولوية مصالحهم.

- إسرائيل لا يهمها إلا مستقبلها الذي أعلن بينت أنه في حال تهديد من ست جبهات على اعتبار أن مصر هي جهة من بين هذه الجهات إذا حدثت فيها فوضى

-الإعلام المصري والعربي تناول المقال بشكل غير مسبوق حيث وصف بأنه يكشف عن مشكلات هيكلية عويصة وحاولت الصحف المصرية إبراز المقال في عدة برامج مع وجود إمكانية قليلة لنقد لغة التهديد الموجهة للأخوة العرب.

- الإعلام الرافض للسلطة الحالية تناول المقال بتحليلات مشابهة وتنبأ باشتداد الصراع بين أجنحة السلطة وقدم تفسيرا لذلك بتراجع وزير المالية عن تسييل أصول قناة السويس وشركة السد العالي على هيئة صكوك وقال أن الدولة ترفض ذلك باعتبارها أصول استراتيجية لمصر!

- ممدوح حمزة أحد رموز تأييد الانقلاب في 2013 غرد تغريدة حزينة لفتت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي يبدي فيها مخاوفه من أن تكون الكارثة التي على وشك الوقوع في مصر هي عقوبة على استسهال الجميع لدماء الناس في 2013 ويخشى من أن تناله شخصيا اللعنة.

المصدر: مواقع تواصل