ارتفاع جنوني لسعر الدقيق بمصر بعد تصريحات السيسي

الأحد - 15 آغسطس 2021

قفزت أسعار الدقيق الحر (غير المدعم)، في مصر، إلى مستويات قياسية جديدة إثر تصريحات قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، التي أطلقها مطلع الشهر الجاري، بشأن عزمه رفع سعر رغيف الخبز المدعم الذي يتم صرفه لنحو 67 مليون مواطن.

وكرر السيسي خلال افتتاحه مشروعات سكنية بمدينة بدر القريبة من العاصمة الإدارية، السبت، حديثه عن انتقاده لاستمرار بيع رغيف الخبز المدعم عند 5 قروش فقط، مؤكدا أن هذا الأمر لا يجب أن يستمر، وتعهد – رغم الانتقادات والتحذيرات السابقة- بإعادة تنظيم الدعم الذي لم يتبق منه غير دعم التموين.

وتراوحت أسعار طن الدقيق جملة لأصحاب المخابز ومصانع الحلويات بين 6500 و8000 جنيه، بحسب نوع وجودة الدقيق ومصدره، ما يعني ارتفاعها ما بين ألف وألفي جنيه للطن الواحد فقط، عن أسعار مطلع العام الجاري.

في 19 كانون الثاني/ يناير 2021، قال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، وجدي المشد، إن أسعار الدقيق ارتفعت بنحو 1000 جنيه في الطن، منذ بداية العام، ووصلت إلى 6500 جنيه مقابل 5500 جنيه للطن الواحد.

وتأتي الزيادات الأخيرة والمستمرة وسط دهشة التجار وأصحاب المخابز من ارتفاع سعر القمح رغم مزاعم الحكومة بارتفاع الجنيه أمام الدولار بواقع 13.1 بالمئة كأقوى عملة صاعدة في الأسواق الناشئة، وفق تقرير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في تموز/ يوليو الماضي.

وبحسب تجار وأصحاب مخابز تحدثوا لـ"عربي21"؛ تنذر تلك الزيادة بارتفاع أسعار المخبوزات بجميع أنواعها ومن بينها الخبز السياحي (غير المدعم)، فضلا عن أصناف أخرى من المواد الغذائية.

واشتكى عدد من التجار وأصحاب المخابز من استمرار ارتفاع الأسعار، ووصف البعض ما يجري بأنه "خراب بيوت"، ويرفع من أسعار مدخلات الإنتاج التي زادت أضعافا مضاعفة كالغاز والمياه والكهرباء والعجانات والعمالة والمواصلات، والزيوت والسمن البلدي والصناعي وغيرها.

ودعا آخرون إزاء الزيادة المطردة في أسعار الدقيق وغيرها من مدخلات الإنتاج إلى إنشاء نقابة للمخابز الإفرنجي (السياحي) عن كل محافظة للتنسيق واتخاذ الآراء نحو هذه الأزمة المتكررة والمستمرة والتي وصفها بغير الطبيعية.

وتستورد مصر، أكبر مستهلك للقمح في العالم، أكثر من 60 بالمئة من احتياجات مواطنيها الغذائية، طبقا لبيانات موقع مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، وتستهلك نحو 16 مليون طن قمح سنويا؛ 9.5 ملايين طن منها للخبز المدعم.

وتبلغ فاتورة استيراد القمح نحو 3 مليارات دولار، وتستورد نحو 12 مليون طن سنويا (حكومي وخاص) وتنتج نحو 9 ملايين طن، وتشتري منها 3.5 ملايين، ويحتفظ الفلاح بالباقي لاستخدامه الشخصي أو بيعه للتجار.

المصدر              عربي 21