احتفالات "الكريسماس" في أرض الحرمين.. "غطاء" لتنفيذ إعدامات جماعية

السبت - 31 ديسمبر 2022

  • مسئول سعودي لـ "الجارديان: شعبنا يريد أن يجرب نمط الحياة الغربية
  • عرض زينة الكريسماس في مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي للعام الثالث
  • سلسلة إعدامات أثناء انشغال الجماهير بمشاهدة مباريات كأس العالم

 

إنسان للإعلام- خاص

لم يعد الراغبون بالاحتفال بأعياد الميلاد في السعودية يضطرون لشراء الزينة المخصصة لهذه المناسبة بطريقة سرية، بعد أن باتت متاحة للجميع ومعروضة في المحلات بشكل علني، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، 24 ديسمبر 2022.

وأثارت تلك المظاهر الكثير من السجالات والتجاذبات عبر المنصات الإلكترونية وغضب شعبي للاحتفال بأعياد مسيحية في أرض الحرمين، وأعادت النقاش بشأن التغيرات التي مرت بها المملكة خلال السنوات الأخيرة.(تويتر)

وتنقل الصحيفة عن أحد المقربين من ديوان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان القول إنه "كان هناك إقرار بأن الأمور بحاجة إلى التغيير"

وأضاف أنه "تم المضي قدما بإجراء التغييرات الضرورية، شعبنا يريد أن يجرب نمط الحياة العالمية، ولفترة طويلة فُرضت عليهم هوية ذات رؤية ضيقة، ليس لدينا ما نخشاه من العادات الأخرى"!!

لكن الأخطر هو أن السماح ببيع زينة الكريسماس علنا والاحتفال به في أرض الحرمين قد يكون "غطاء" من جانب الحكومة السعودية لتنفيذ سلسلة إعدامات، حيث ستكون دول الغرب منشغلة بالاحتفالات، في محاولة لتجنب رد الفعل والغضب العالمي، بحسب صحيفة "التلجراف" البريطانية 23 ديسمبر 2022.

وأرسل نواب بريطانيون رسالة إلى وزير الخارجية يحذرون أن نظام ابن سلمان سيستخدم الكريسماس كـ "غطاء لارتكاب الفظائع"، و"إعدامات جماعية"، عندما تكون أعين العالم متجهة نحو الاحتفالات، وفق "التلجراف".

وتقول "التلجراف" إن "الحكومة السعودية لديها تاريخ في تنفيذ عمليات الإعدام خلال فترة الأعياد ورأس السنة الجديدة، حيث فعلت ذلك في عامي 2016 و2020، وكان من الصعب على المجتمع الدولي الرد بسرعة".

قالت إن نظام بن سلمان يستغل المناسبات العالمية لتنفيذ اعدامات، و"الحكومة السعودية نفذت سلسلة من الإعدامات بالفعل بينما كان العالم يشاهد مباريات كأس العالم في قطر".

وأكدت صحيفة "ديلي ميل" الأمر ذاته 24 ديسمبر 2022 مشيره لأن نواب بريطانيون حذروا وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي من أن السعودية ستستخدم عيد الميلاد كغطاء لتنفيذ عمليات إعدام جماعية ضد 90 شخصًا يواجهون قطع الرؤوس أو الشنق أو الإعدام.

وبدأت السلطات السعودية منذ العام الماضي 2021 تخفيف القيود على بيع أو استخدام شجرة الكريسماس، وظهرت مظاهر "غير مألوفة لزينة أعياد الميلاد في عدد من المحلات التجارية بالعاصمة الرياض"، حسبما أكد موقع الإذاعة البريطانية BBC 25 ديسمبر/ كانون الأول 2021

وقالت صحيفة The National News الإماراتية، 21 ديسمبر 2022 : هذه هي السنة الثالثة التي تسمح فيها الحكومة السعودية بعرض زينة الكريسماس وأجواء الاحتفال في مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، حتى أن محلات السوبر ماركت أصبحت تبيع أشجار عيد الميلاد بصورة علنية.

وفي مقال نشر 23 ديسمبر/كانون الأول 2021 أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن السلطات السعودية سمحت لأول مرة بنصب شجرة الميلاد وتعليق الزينة في عدد من المحلات هذا العام.

في حين نشرت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية في نفس التاريخ صورا قالت إنها ترصد مظاهر الزينة والاحتفالات في مدينة الرياض، مضيفة بأن تلك المشاهد تظهر لأول مرة في تاريخ المملكة بهذا الشكل المعلن.

وتضمنت التقارير الصحفية صورا قالت إنها تظهر بعض المتاجر في الرياض، بعد أن ازدانت بأشجار التنوب الاصطناعية إلى جانب زينة أعياد الميلاد المختلفة كأكاليل الزهور وقبعات بابا نويل.

كما أشارت "بلومبيرغ" إلى أن أحد الفنادق صمم باحته الداخلية لكي تتناسب مع الأجواء الاحتفالية، بينما باعت بعض المخابز والمطاعم المعجنات الخاصة بأعياد الميلاد، خاصة كعكة "البانيتون" الإيطالية.

مظاهر الاحتفال

في السنوات السابقة خلال الفترة التي سبقت عيد الميلاد، كانت عالية عبيدي تذهب إلى السوق المحلي في الرياض، وتهمس سرا لتاجر هندي بطلبها، فيتوجه التاجر لغرفة خلف محله ويختفي لدقائق معدودة قبل أن يعود حاملا صندوقا من الورق المقوى ويسلمه لعالية التي بدورها تناوله المال من دون أن يراها أحد.

لكن وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، 24 ديسمبر 2022 : "هذا كله تغير اليوم". فعندما قامت عالية، وهي لبنانية مقيمة بالعاصمة السعودية، بجولتها السنوية للحصول على زينة عيد الميلاد هذا العام، لم تعد بحاجة للتاجر الهندي أو الحصول على الزينة بشكل سري حيث أن الاحتفال بعيد الميلاد لم يعد من المحرمات في المملكة العربية السعودية ذات الطبيعة المحافظة.

وأصبحت الحلي والزينة وعصي الحلوى وقبعات بابا نويل والثلج المزيف وحتى أشجار عيد الميلاد جميعها معروضة في العلن ليس فقط في السوق المحلي، ولكن حتى في مراكز التسوق والمقاهي المحلية بالرياض.

وتقول عالية: إن "الرسالة من هذا كله تتمثل في أنه بات من الممكن الاحتفال بعيد الميلاد بشكل آمن وهذا تغيير كبير".

ووفقا للصحيفة، فإن السلطات لم تعلن بشكل رسمي السماح بالاحتفال بعيد الميلاد، لكن أصحاب المتاجر يشعرون بالأمان لتجاوز الحدود لأنه لم يكن هناك رد فعل عنيف.

يقول فادي الشاطري، وهو أحد سكان الرياض، إن "أشجار عيد الميلاد باتت موجودة في منازل، حيث يسمح للناس بالاستمتاع وتجربة تقاليد الأديان الأخرى" وأن بعض السعوديين اعتادوا على الذهاب للندن للاحتفال بعيد الميلاد والتقاط الصور، ولكنهم الان يحضرون الاحتفالات إلى المنزل.

من ناحية أخرى، تنقل الصحيفة عن بعض التجار القول إنهم لا يخشون السلطات السعودية، لكنهم قلقون من ردة فعل البعض الذين لا يحبذون فكرة الاحتفال بطقوس الديانات المختلفة.

يقول صاحب متجر للأدوات المنزلية إن "المكان لا يزال شديد التحفظ، حتى في الرياض، بالإمكان عرض بعض قبعات بابا نويل، لكنني لا أعتقد أن الجميع مستعد لرؤية باقي الزينة"

إعدامات جماعية

تقول صحيفة "التلجراف" البريطانية 23 ديسمبر/كانون أول 2022 إنها اطلعت على رسالة تحذير أرسلها نواب بمجلس العموم تشير إلي أن السعودية تخطط لاستخدام عيد الميلاد كغطاء لعمليات إعدام جماعية، لتشتيت انتباه الغرب خلال الاحتفالات

قال النواب البريطانيون في الرسالة: إن السعودية ستستخدم عيد الميلاد كـ "غطاء لارتكاب الفظائع"، كما كان الحال في عام 2016 عندما تم إعدام نحو 50 شخصا، بينهم أطفال، في أواخر ديسمبر تقريبا.

وجاء في الرسالة إلى وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي: "نشعر بقلق بالغ من أن السعودية قد تنفذ إعداما جماعيا خلال فترة العطلة، عندما تكون أعين العالم في مكان آخر وتشعر السلطات السعودية أنها ستواجه رد فعل دبلوماسي أقل"

وأضافت الرسالة "للسعودية تاريخ في تنفيذ عمليات الإعدام خلال فترة الأعياد ورأس السنة الجديدة، كما فعلت في عامي 2016 و2020، حيث كان من الصعب على المجتمع الدولي الاستجابة بسرعة. نحن نحثك على تقديم إقرارات قبل العطلة للتعبير عن أن هذا سيكون غير مقبول على الإطلاق، قبل فوات الأوان"

وتشير الصحيفة إلى أنه "من المعروف أن حوالي 60 شخصا يواجهون الإعدام في السعودية وفقا لجماعات حقوق الإنسان، التي تقول إن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى بكثير"

وأشارت الرسالة إلى أن "السعودية أعدمت ما لا يقل عن 20 شخصا خلال الأسبوعين الماضيين، من بينهم 12 أجنبيا". وكتب النواب: "ليس من قبيل المصادفة أن السعودية نفذت سلسلة الإعدامات الأخيرة بينما كان العالم يشاهد كأس العالم"

وفي نوفمبر 2022 أعدمت السعودية مواطنين سعوديين بجرائم مخدرات، مما رفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام في غضون أسبوعين إلى 17.

وكانت السعودية قد تعهدت في السابق بأنها لن تفرض عقوبة الإعدام على جرائم المخدرات، لكنها تراجعت فجأة عن وعدها، وأعدمت سبعة سعوديين و10 أجانب، ليرتفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام هذا العام إلى 144.

ودفعت موجة الإعدام، الوزير البريطاني المحافظ السابق، ديفيد ديفيس، لكتابة رسالة موجهة إلى وزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلي، والسفير السعودي في المملكة المتحدة لمطالبتهما بالتدخل في قضية المتهم، حسين أبو الخير، أردني الجنسية، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" حينها.

وقالت متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 22 نوفمبر الماضي، إن 17 رجلا أعدموا في السعودية منذ 10 نوفمبر بتهم مخدرات وتهريب، ووصفت الإعدامات بأنها "مؤسفة للغاية"

أوضح في إفادة صحفية في جنيف قائلة إن من نفذ بهم حكم الإعدام هم من سوريا، وباكستان، والأردن، والسعودية. وبهذا يرتفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام هذا العام إلى 144، على حد قولها.

وأعدمت السعودية في 2022 ضعف عدد الذين نفذت فيهم هذه الأحكام العام الماضي 2021، وفق ما كشف إحصاء لوكالة فرانس برس، ويشير إلى زيادة حادة في هذا الإجراء الذي تدينه منظمات حقوقية دولية بشدة.