صعود المرشحين المسلمين في أمريكا| كيف يصنع الإعلام ملامح السياسة ويعيد تشكيل الصورة؟
الاثنين - 17 نوفمبر 2025
الخبير الإعلامي سمير الحجاوي لـ"إنسان للإعلام":
- فقدان الثقة بالنخب الأمريكية الحاكمة وارتفاع منسوب الوعي لدى الأقليات من أبرز أسباب الصعود السياسي للمهاجرين
- الإعلام الأمريكي لم يكن محايدًا في التعامل مع "ممداني" بل لجأ إلى التشكيك وإثارة الجدل حول خلفيته العرقية والدينية
- الخطاب الإعلامي الأمريكي تجاه المسلمين لم يتغير وهو خطاب محكوم بالسردية الصهيونية وبنمط ثقافي معادٍ للعرب
- الأداء الإعلامي للجالية المسلمة في أمريكا ما يزال خجولًا لكنه مؤثر وقادر على تقديم نموذج مختلف للحياة بكل جوانبها
- الإعلام العربي يعيش على هامش الحدث الأمريكي.. وبعضه يعبّر عن وجهة النظر الصهيونية بشكل كامل
- لا بد للسياسيين الجدد من امتلاك ثقافة عميقة في التعامل مع وسائل الإعلام وتعلم كيفية تجنب الأخطاء القاتلة
- تنفيذ البرامج الانتخابية للمرشحين المسلمين وبناء جسور تواصل مع الناس سيفتح لهم وسائل الإعلام الأمريكية
"إنسان للإعلام"- حوار: حامد راضي:
في زمن تتسارع فيه تحوّلات المشهد الإعلامي والسياسي في الولايات المتحدة، يكشف هذا الحوار كيف أصبح الإعلام- التقليدي منه والرقمي- ساحة حاسمة في معارك تمثيل الأقليات بلديا ونيابيا، وصعود وجوه سياسية جديدة من خلفيات إسلامية مهاجرة.
يبرز الحوار، الذي أجراه موقع "إنسان للإعلام" مع الخبير والمستشار الإعلامي الأردني المقيم بالدوحة "سمير الحجاوي"، كيف نجح المرشحون الجدد في أمريكا، وفي مقدمتهم زهران ممداني، في قلب ميزان التأثير الإعلامي عبر مهارات تواصل متقدمة، واستثمار ذكي لمنصات التواصل الاجتماعي، في مقابل إعلام تقليدي متشبث بسردياته القديمة.
ويؤكد أنه رغم الهجوم الممنهج ومحاولات التشويه، أثبت الجيل الجديد في أمريكا أن وجوده السياسي لم يعد استثناءً، وأن بناء صورة إعلامية قوية عبر منصات التواصل ممكن لفرض الحضور والتأثير، بل وربما لإعادة تشكيل الوعي الأمريكي تجاه المسلمين والعرب.. وإلى نص الحوار:
ما أبرز العوامل التي ساهمت في صعود وجوه سياسية جديدة في الولايات المتحدة من خلفيات مهاجرة ومسلمة تحديدا.. وهل يمكن تفسير هذا الصعود بتزايد الوعي السياسي لدى الأقليات، أم بتراجع الثقة في النخب التقليدية؟
الحقيقة أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت بصعود وجوه سياسية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية أبرزها فقدان الثقة بالنخب السياسية الحاكمة التي لم تقدم الكثير للمواطن الأميركي حسب المعايير الأمريكية
والأمر الثاني هو ازدياد وارتفاع منسوب الوعي لدى الأقليات المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة المسلمون الذين بدأوا يكتشفون ذاتهم من جديد
والأمر الثالث هو وجود جيل جديد (جيل z) بدأ برسم خريطة جديدة للقوى الفاعلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
والأمر الرابع هو تراجع مستوى المعيشة في أمريكا وارتفاع الأسعار بشكل كبير، الأمر الذي أثار حنق الجمهور بشكل عام.
هذه العوامل جميعها ساهمت بصعود وجوه سياسية جديدة، خاصة بين المهاجرين والمسلمين.
فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك أثار اهتماما واسعا.. كيف تفسر هذا التحول في مدينة تعتبر قلعة للرأسمالية ورمزا للتنوع؟
لا شك أن فوز الشاب زهران ممداني في انتخابات نيويورك واختياره عمدة للمدينة حدث مفصلي وكبير لأسباب عديدة جدا:
الأول، هو أن ممداني مسلم هندي آسيوي أفريقي (من أصول هندية ويحمل الجنسية الأوغندية) يعلن نفسه على أنه اشتراكي، أي أنه النقيض للمؤسسة الأمريكية الرسمية، وللنخب الأمريكية الحاكمة في واشنطن وكافة الولايات.
ثانيا، لم يكن فوز ممداني بمثل هذه السهولة لأنه واجه دولة عميقة قوية تعمل ضده من أصحاب الملايين والمليارات، إلى البيت الأبيض، إلى اللوبي الصهيوني، إلى اليمين المسيحي الصهيوني، فهؤلاء جميعا اشتغلوا ضده في الانتخابات.
ويكفي أن مجموعة من أصحاب الملايين والمليارات جمعوا 22 مليار دولار في الأيام الأخيرة، من أجل تمويل حملات مضادة لزهران ممداني، ورغم كل ذلك استطاع أن يفوز.. صحيح أنه فاز بنسبة 50.4%، ولكن هذه النسبة كانت كافية لكي يعين عمدة لمدينة نيويورك
ولا شك أن انتخاب اشتراكي لإدارة عاصمة الرأسمالية العالمية، ورؤوس الأموال بـ "وول ستريت" وموئل أصحاب المليارات أحدث صدمة في العقل السياسي الأمريكي وفي عقل المؤسسة الأمريكية الحاكمة، وهي مؤسسة رأسمالية مسيحية بيضاء تسيطر على مقاليد الأمور هناك .
كيف قرأت التغطية الإعلامية لانتخابات البلديات الأمريكية الأخيرة، خصوصا بعد فوز "ممداني" وعدد من المرشحين المسلمين؟
كل المؤشرات كانت تؤكد أن المرشحين المسلمين سوف يفوزون في الانتخابات البلدية في عدد من المدن الأمريكية؛ والسبب في ذلك أن الناس يرغبون بالتغيير، ويرغبون بتجربة جيل جديد من القادة يختلف عن الجيل القديم.
وجميع الفائزين، ومن بينهم ممداني، لم يُنتخبوا على أساس ديني بل تم انتخابهم بناء على برامجهم الانتخابية، وهي البرامج التي وجد فيها الجمهور العريض أنها تلبي متطلباتهم وتلبي احتياجاتهم المعيشية.
وتعامل الأعلام الأمريكي بشكل عام مع "ممداني" وحملته الانتخابية وفوزه كان سيئا للغاية. وهنا لا بد من التذكير أن الأعلام الأمريكي هو جزء من المؤسسة الأميركية، وهو جزء من شبكة المصالح التي تحكم أمريكا، فوسائل الأعلام المختلفة، سواء كانت الصحف الكبرى، أو المحطات التلفزيونية الكبرى جميعها لها مصالح مترابطة ومتشابكة ومتداخلة مع البيت الأبيض، ومع الكونغرس بشقيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) ومع المؤسسة العسكرية، والأمنية الأمريكية.
وبالتالي، لم يكن هذا الإعلام محايدا في التعامل مع ترشيح زهران ممداني، بل كان دائما يعمد إلى التشكيك وإثارة اللغط والتركيز على خلفيته العرقية والدينية وخلفيته السياسية الاشتراكية، إلى درجة أن الإعلام اليميني الأمريكي، وهو إعلام مرتبط بالسلطة شن حملات تشويه كبيرة جدا، وروج لأكاذيب، من أجل إقناع الناخبين بعدم انتخاب ممداني، إلا أن وعي الجمهور الأمريكي فاق التوقعات ولم يستسلم لحملات التشويه والحملات الممنهجة ضد "ممداني"، وهذا ما ظهر جليا بفوزه، الذي شكل منعطفا جديدا في نيويورك، وربما يشكل منعطفا جديدا في الحياة السياسية الأمريكية.
كيف نجح "ممداني" في توظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتشكيل صورته كمرشح قادر على تمثيل التنوع في نيويورك؟
زهران ممداني شاب متنوع المهارات متعدد الثقافات خرج إلى الحياة السياسية من قلب الشارع، ومن قلب الأحياء الشعبية؛ فهو ناشط اجتماعي، ومغني راب، ومتزوج من فنانة سورية، أمه مخرجة سينمائية ووالده سياسي وكاتب ومفكر؛ وهذا يعني أنه عبارة عن "خلطة ناجحة"، يجيد التعامل مع الإعلام ومع الإعلام الجديد ومع مواقع التواصل، ومع الحالة الجماهيرية، فهو خطيب مفوه ومتحدث بارع، ولديه كاريزما قوية، وهو ما اعترف به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
هذه الخلفية المتنوعة والخبرات والمهارات المتعددة استخدمها "ممداني" ببراعة منقطعة النظير، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تفوقت على الإعلام الامريكي التقليدي، واستطاع من خلالها أن يُسمع صوته لكل أهالي نيويورك، وأن يوصل رسالته للجميع بشكل واضح وجلي.
الخلاصة: لم يكن فوز زهران ممداني ممكنا بدون وجود وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
هل يمكن القول إن فوز "ممداني" يعكس تغيرا في الخطاب الإعلامي الأمريكي تجاه المسلمين أم أن الصورة النمطية لا تزال حاضرة، ولكن بصيغة أكثر نعومة؟
الخطاب الإعلامي الأميركي لم يتغير تجاه المسلمين، وهو خطاب محكوم بسردية الصهيونية اليهودية ومحكوم بالمعتقدات الإنجيلية للمسيحية المتصهينة، ومحكوم أيضا بنمط ثقافي معادي للعرب، فالصورة النمطية للعرب في الإعلام الأمريكي والسينما الأمريكية والثقافة الأمريكية هي صورة سيئة تطفو إلى السطح أحيانا بشكل فج، وأحيانا تكون غارقة قليلا غير مرئية، لكنها موجودة وكامنة، وسبب ذلك وجود نظرة استشراقية معادية للعرب والمسلمين في أمريكا، وهو ما يطلق عليه "الإسلاموفوبيا".
هذه الصورة وهذه النمذجة للعربي والمسلم متأصلة في الإعلام الأمريكي، وقد رأيناها تستخدم بشراسة ضد "ممداني"، وضد المرشحين المسلمين الآخرين.
هل يمكن أن تتغير هذه الصورة؟
من الناحية النظرية هذا الأمر ممكن، ولكن من الناحية العملية فإن الأمور صعبة للغاية، وتحتاج إلى جهود كبيرة جدا، وزمن طويل أيضا، ونأمل أن نرى تحسنا في تعاطي الإعلام الأميركي مع العرب والمسلمين، داخل أمريكا وخارجها.
كيف أثر الأداء الإعلامي للجالية المسلمة في السنوات الأخيرة على تحسين حضورها وصورتها في الوعي العام الأمريكي؟
في السنوات الأخيرة، بدأ المسلمون الأمريكيون يكتشفون أنفسهم وبدأوا يدركون أنهم يجب أن يكونوا قوة فاعلة في أمريكا، من خلال المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية؛ ولذلك بدأنا نشاهد العديد من الأمريكيين "المسلمين" الذين يتصدون للعمل العام في أمريكا رغم الصعوبات الكثيرة هناك، وبدأنا نلمس وجود تأثير فاعل للمسلمين والعرب في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية الأمريكية.
لا شك أن هذه المشاركة لا تزال قليلة وخجولة، لكنها مؤثرة لأن المسلمين والعرب يستطيعون أن يعطوا للأمريكيين الآخرين من ذوي الخلفيات الثقافية والدينية الأخرى نموذجا آخر للحياة والإنسانية والأخلاق والاقتصاد والسياسة، وهو نموذج مستمد من الإسلام بشكل مباشر يعبر عن إنسانية رفيعة وعن حلول فعلية لما يعانيه المواطن الأمريكي من تعقيدات في حياته، سواء كانت هذه التعقيدات نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو سياسية.
هل ترى أن وسائل الإعلام العربية تعاملت مع فوز "ممداني" بنفس العمق الذي تناوله الإعلام الأمريكي؟
الإعلام العربي بشكل عام، لا يزال يعيش على هامش الحدث الأمريكي، وهذا الإعلام ليس مؤثرا في الحياة السياسية الأمريكية بالطبع نحن لا نضع كل الإعلام العربي في سلة واحدة. فمثلا: قناة "الجزيرة" تقوم بعمل إخباري مهني تحليلي جيد ، لكن ما تقوم به "الجزيرة" قليل مقارنة مع ما ينبغي أن يكون عليه الحال عندما نتحدث عن دولة كبيرة ومعقدة، وفيها الكثير من التفاصيل مثل الولايات المتحدة، ولكن على الأقل نستطيع القول إن "الجزيرة" لعبت دورا جيدا وإن كان صغيرا
أما بالنسبة للقنوات الأخرى كالعربية، وسكاي نيوز، وما شابهها فقد كانت تعبر عن وجهه نظر صهيونية كاملة حقيقية، وكانت صدى للإعلام المسيحي المتصهين في الولايات المتحدة. ولذلك، يمكن القول إن الدور الذي قامت به هذه القنوات هو دور سلبي للغاية تجاه العرب والمسلمين في أمريكا.
إلى أي مدى يمكن للخطاب الإعلامي أن يسهم في تمكين الأقليات سياسيا، أو إعاقتها وتشويه صورتها؟
بالتأكيد الخطاب الإعلامي مهم جدا، والإعلام هو الذي يصنع الحدث، صحيح أنه ينقل الحدث لكنه يصنع الحدث في الوقت نفسه، والاستخدام الجيد والماهر والبارع للإعلام يساهم وبشكل كبير جدا في تمكين الأقليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أو المهمشين في الولايات المتحدة الأمريكية أو في غيرها من اسماع أصواتهم، ولذلك لا بد من التركيز على الإعلام لأن السياسة والاعلام صنوان لا يفترقان.
في المقابل من لا يملك إعلاما قويا سيذهب إلى زوايا النسيان، وسيكون في المربعات المظلمة الهامشية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ما التحديات الإعلامية التي قد تواجه السياسيين المسلمين الجدد في ظل محاولات بعض المنصات استغلال أخطائهم البسيطة لتغذية السرديات السلبية؟
التعامل مع وسائل الإعلام فن ومهارة وحرفة وخبرة، وبالتالي لا بد من وجود ثقافة عميقة لدى السياسيين الجدد في التعامل مع وسائل الإعلام، ودراسة الأخطاء القاتلة المكلفة أمام وسائل الإعلام، فأي خطأ صغير يمكن أن يتحول إلى قصة كبيرة إذا رغبت وسائل إعلام بفعل ذلك.
وللحيلولة دون ذلك، لابد من الاستعانة بالخبراء الإعلاميين والمستشارين البارعين وتلقي ما يكفي من التدريب، للتعامل مع وسائل الإعلام.
وهنا أحب أن أشير إلى أن زهران ممداني، كان بارعا جدا في التعامل مع وسائل الإعلام، وفي إجراء المقابلات وفي الرد على الأسئلة وفي تقديم نفسه وفي تقديم سردياته، وفي عرض أيدولوجيته، وفي ثقته بنفسه، وأستطيع أن أقول بكل بساطة: إن زهران ممداني مدرسة إعلامية متكاملة.
وهذا أمر ليس بغريب بوجود أمه الإعلامية السينمائية، ووالده السياسي وزوجته الفنانة فهو محاط ببيئة إعلامية قادرة على مساعدته بشكل كبير جدا، فأمه صنعت له صورة وزوجته صممت له هويته السياسية والانتخابية، لذلك فهو محظوظ جدا.
وبوجود هذه البراعة، استطاع أن يبني حالة من التواصل الفعال مع الإعلام الأميركي تجاوز فيه التنميط الديني أو العرقي أو الثقافي، والأمر ذاته ينطبق على المرشحين، والمرشحات من المسلمين والعرب.
هل تعتقد أن فوز "ممداني" يمكن أن يدفع المؤسسات الإعلامية الأمريكية إلى إعادة النظر في تمثيل الأقليات داخل غرف الأخبار؟
لا أعتقد ذلك حاليا، فالمسألة في غاية التعقيد، وهذه الوسائل الإعلامية محكومة برؤوس أموال وأجندات دينية وثقافية وسياسية وعسكرية، وبالتالي لا تتأثر بسرعة بصعود مجموعة من المسلمين والمسلمات وفوزهم ببعض المناصب في البلديات، أو حكومات الولايات.
والتمثيل العادل في غرف الأخبار يحتاج إلى عمل طويل، وبذل جهود كبيرة وإعداد كفاءات، تستطيع أن تنافس لشغل هذه المناصب والوظائف المهمة.
كيف يمكن تحويل هذا النجاح الانتخابي إلى نجاح إعلامي مستدام يعزز صورة المسلمين كفاعلين لا كاستثناءات؟
المرشحون المسلمون الذين فازوا في الانتخابات الأمريكية فازوا بناء على وعود وبرامج انتخابية، ولذلك فإن تلبية هذه الوعود وتنفيذ هذه البرامج كفيل بأن يصنع حالة من الثقة بين هؤلاء العرب والمسلمين والمجتمع الأمريكي.
هذه الثقة، من شأنها أن تحّول الوجود العربي الإسلامي في المناصب العليا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حالة دائمة، الأمر الذي سيؤثر حكما على وسائل الإعلام المختلفة ويجبرها على تغيير وجهة نظرها وعلى أخذ هؤلاء الناس بعين الاعتبار ووضعهم في الحسبان.
وهذا يحتاج إلى استراتيجية واضحة المعالم تقوم على بناء جسور من التواصل مع الناس بشكل مستمر وعدم الانفصال عنهم، وتنفيذ كل الوعود التي طُرحت أثناء الحملات الانتخابية، ومن ثم الضغط على وسائل الاعلام المختلفة من أجل إبراز الإنجازات التي تحققت، وهذا من شأنه أن يعزز صورة المسلمين والعرب كفاعلين حقيقيين، لا مجرد استثناء في الحياة السياسية الأمريكية، وأنهم البديل الأفضل لما هو موجود.
هل يمكن أن تستفيد الدول العربية من تجربة المشاركة السياسية للمسلمين في أمريكا؟
لا أعتقد أن الآنظمة العربية الحاكمة بصدد الاستفادة من أي تجارب، فالديمقراطية في العالم العربي ليست أكثر من ديكور، ومجرد حالة شكلية لا معنى لها من الناحية العملية، فالعالم العربي بشكل عام يشهد رده عن الديمقراطية ويغرق في الديكتاتورية والاستبداد، وتضييق مجال الحريات، وخنق المشاركة الشعبية.
وللأسف لا يوجد في العالم العربي كله حالة واحدة يمكن أن يشار إليها بالبنان في المجال الديمقراطي، ولذلك فهم ليسوا في وارد الاستفادة من التجربة الأمريكية.
